( obsessive - compulsive)
ذلك هو الاسم العلمي للوسواس القهري .
وهو حالة شعورية.. وفكرة معينة تسيطر على الإنسان ..
و تتحول لهاجس يتحكم به وبأفعاله،
لا يستطيع تجاهله أو الانشغال عنه مهما فعل..
:: :: ::
ويذكر علم النفس أن أسباب هذا المرض تعود بالأساس
لشعور الشخص الذي يعاني منه في بدايات حالته
بافتقاد الرّاحة في حياته وشعوره بالتّعاسة ..
ووجود حالة اكتئاب بسيط أو شديد تضغط عليه ..
ونتيجة لهذه المشاعر يبحث الإنسان عن طريقة للهروب من سيطرتها
بالتوجّه إلى أمور أخرى صغيرة يصب تركيزه عليها
ويحاول السيطرة على تجليّاتها ،
ليصرف تركيزه عن ما يؤلمه حقيقةً..
وليشعر ببعض القيمة الوجوديّة له كشخص حينما يسيطر عليها.
:: :: ::
إذن هو اضطراب تولّد من قلق ..
ثم نما وتحول إلى مرض نفسي ..
يتميز بأفكارٍ ومخاوف غير منطقية تؤدي بالمرء إلى تصرفات قهرية.
والاشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري ..
يكونون احيانا واعين لحقيقة تصرفاتهم الوسواسية ، وأنها غير منطقية
ويحاولون تجاهلها او تغييرها. لكن هذه المحاولات
تزيد من احتدام الضائقة وسيطرة المرض. ..
وفي المحصلة، فان التصرفات القهرية هي، بالنسبة اليهم،
.
:: :: ::
وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في أحيان متقاربة حول موضوع معين،
كالخوف من عدوى المرض مثلاً ...
ولكي يشعر المعاني من ذلك بأنه آمن ، يقوم ، بغسل يديه بشكل قهري،
إلى درجة أنه يسبب الجروح والندوب الجلدية لنفسه .
وعلى الرغم من المحاولات والجهود المبذولة،
إلا أن الأفكار المزعجة، الوسواسية القهرية،
تتكرر وتواصل التسبب بالضيق والانزعاج ..
وقد يؤدي الأمر إلى أن تاخذ طابع الطقوس .
علم النفس .. وعلاج المرض ~
حدد علم النفس مبدئياً لعلاج الوسواس القهري ثلاثة أركان .
يتمم أحدها الآخر...
وأضاف أن أي هدم لأحدها سيؤدي بالتالي
إلى جعل الشفاء ناقصا ومعرضا للانهيار في أي وقت
أما هذه الأركان فهي :
وأهم أركان العلاج هو التجاهل التام ..
والصمود .. والمواجهة .. أمران متعلقان به ..
وتأتي طريقة العلاج بهذا الترتيب :
الاعتراف بالمرض وذلك مايسمى بالمواجهة ..
ثم اتباع طريقة التجاهل التام لما يطالب به ..
والصمود فيها والثبات عليهاوعدم التراجع ..
:: :: ::
عزيزتي :
إذا كان لديك هذا الوسواس وأردت التخلص منه ..
فعليك أن تتجاهليه تجاهلاً كاملاً
فهوالموصل للشفاء النهائي بإذن الله
حيث أن كثيرا من المتعالجين يقولون أنهم طبقوا التجاهل
ولكن الوسواس لم يذهب ؟!
والإجابة دائما هي :
إن ذلك بسبب عدم التجاهل الكامل !!
وضعي تحت ..عدّة خطوط !!.
والكامل يعني : ( التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع )
والمعنى العام أن نتجاهل العارض ونرفضه ،
ولا نفكر به إطلاقاً ،
ولا نلين تجاهه بمحاولة إقناعه ليسكن .
وإليك هذا المثال لتتعرفن به على أهمية التجاهل الكامل :
لنفترض أن لديك طفل مدلل ، وهذا الطفل تلبى له كل طلباته
وإذا رفض أحد من والديه له طلباً بكى بكاء مزعجاً
ولم يكف إلا حين يحصل على مراده..
وزادت مع الأيام سيطرته وتمادت رغباته
وبعد سنوات تفاقمت مشكلته اكثر..
فقررت والدته القضاء على هذا الدلال
فماذا تعمل... ؟ ؟
لجأت إلى الحل التالي :
آلت على نفسها أن ترفض طلبه،وأن تصمد ..
في اليوم الأول ..
لتطبيق مااعتزمت الأم عليه طلب الصغير منها نوعا معينا من الحلوى
لايتوفر لديها .. رفضت الأم .. فبكى
واستمرت بالرفض ، فزاد بكاؤه ، فقالت له الام لتقنعه بالسكوت :
سأكلم والدك ليحضر لك الحلوى عندما يعود من عمله
والذي سيحصل هو أن الصغير يسكن على أمل تنفيذ هذا الوعد
وبعد مدة يحضر الوالد وليس معه شيء !!
فيعود الابن مرة أخرى للبكاء ..!
ولنفترض ان الأم قالت لولدها بغية إسكاته :
خلاص ..! غداً سنذهب معاً لشراء ماتريد ..
وقد يسكت الابن فعلا على أمل انتظار الغد ...!
وفي اليوم الثاني
طلب الابن من أمه الوفاء بالوعد لشراء الحلوى
عندها رفضت أمه ذلك لأنها قررت أنها لن تلبي له شيئا
فما الذي سيحصل ..؟
بالتأكيد سيعود للبكاء مرة أخرى ..
ولإسكاته يحصل على وعد جديد ..!!
وفي اليوم الثالث ..
يعيد الطلب مع البكاء..
لكنه الآن يعلم انها وعود كاذبة ..
ورغم ذلك فهو لن يتوقف عن البكاء ..
لأنه لم يقابل بالرفض القاطع ولم يقطع الأمل ..!
وهكذا ...!
ففكرة الأم في المنع صحيحة تماماً ،
ولكن التنفيذ هو المشكلة .
إذ كان يجب عليها منذ البداية الرفض القاطع الحازم ..
عندها سيبكي الابن ، وهنا يجب على الام الاستمرار بالرفض
عندها سيزيد البكاء اكثر .. ولكن يجب الصمود على نفس الموقف
وعندها سيستمر بالبكاء لساعة أو ساعتين حتى يتعب ثم ينام
وعلى الأم الاستمرار في الرفض .. حتى ييأس
ويعرف أن البكاء وسيلة فاشلة فيكف عن الطلب !
:: :: ::
هذا المثال ينطبق على
فالأم هي ... المريض
والابن هو ... الوسواس
والبكاء... هو الإلحاح أو تأنيب الضمير .
:: :: ::
وعلى هذا المنوال إذا كنت مريضة مثلاً بوسواس الغازات
فلو طلب منك الوسواس أن تقطعي الصلاة لأنه خرج منك ريح
عندها يجب أن ترفضي قطع الصلاة
فما الذي سيحصل ؟؟
سيبكي الوسواس ... وبكاؤه هو ( الإلحاح وتأنيب الضمير )
فلو قلت مثلا : لم يخرج مني شيء بل هو وسواس
والنبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لا ينصرف ... حتى يسمع صوتا او يجد ريحا ) ،
وأنا لم أسمع صوتا ولم أجد ريحا ..
عندها سيتوقف بكاء الوسواس لفترة مؤقتة
لأنك استخدمت معه التهدئة
كما فعلت الام مع ابنها في التجربة الاولى..
وما دمت لم تتخذي موقف الرفض والتجاهل ..
فسيمارس معك نفس السلوك في الوقت التالي
سيأتيك بالإحساس بالريح ويقول لك: أحدثت ..!
وستردي عليه كما بالمرة الأولى :
لم أسمع صوتا ولم أجد ريحا
عندها سيتوقف الوسواس عن البكاء ولكنه لن يكف تماماً ..
والسبب..؟؟
أنك لم تستخدمي التجاهل الكامل ..!!
إذن لكي تتخلص من الوسواس القهري ...
عليك أن تتجاهليه تجاهلاً كاملاً..
وتجعلي ذلك مرافقاً لإحساسك بالخطأ...
لأنك في الأساس وأنت تعانين من الوسواس
تعرفين أن سلوكك في اتباعه خطأ ..!
اذن العيب بالتجاهل .. لأنه تجاهل ناقص
والوسواس طويل النفس ..
ويكتفي بأدنى درجات الاستجابة
ليستمر معشعشا في بدنك فاقطعي أنفاسه ..!
وقـــــــــفة ~
الجدير بالذكر هو أنه يجب التفريق بين نوعين من الوسوسة:
الوسوسة المرضية القهرية التي تحدثنا عنها ..
والتي تزيد وتستمر كلما استجبنا لها
وهذه لاينفع معها بالدرجة الأولى إلا التجاهل الكامل .
وبين ماذكره ابن القيم عن الوسوسة في بعض العبادات
التي قد تكون نتيجة الجهل في الدين .
وهذه الوساوس قد تبقى معه .. وقد تزول و لا تتغير ولا تزيد..
فهي تعالج باللجوء إلى الفتوى .
:: :: ::
ختاماً نُذَكِّـــر ... مجدداً :
_ يجب أن يتوقف المريض عن الإعادة في أي وسواس أصيب به..
_ وأن لايثنيه عن ذلك ما يشعر به ، بل يتجاهله تجاهلاً تاماً ..
_ وأن يتغلب على أزمة ضعف الهمة وضعف العزيمة
ـ وينمي قوة التجاهل ..
:: :: ::
بالتوكل على الله تعالى قبل كل شيء ..
وبالصبر والإيمان وقوة العزيمة...
تزول أعراض المرض ، ومن ثم يزول نهائياً في بضعة أيامٍ إن شاء الله
لأن ما يعاني منه ليس حقيقة ولكنه وسواس فقط ..
دعواتي لكل مبتلًٍ بهذا بالشفاء التام .
فلا شك مرض الوسواس كالاخطبوط يتداخل في بعض وتحاول تدخل المريض في دائرة لا خروج منها
لكن الشيطان هو الداعي للوسواس فهو القرين
وخاصة للمرض الروحي يتمكن العارض والمس من التحكم في المريض ومحاربته في كل شيء سواء كان في الطهارة
وان اغلق الباب بوجهه انتقل للصلاة ثم الوضوء ثم السلوك وهكذا وقد يصل لدرجة اكبر في أمور العقيدة والدين وغيره
فهو حرب بين عدو مقصده التخريب على المريض والتحكم في كل اموره وكما ذكرت للمرضى للروحيين
فالافضل ان يلزم المريض الرقية الشرعية مع العلاج النفسي حتى لو كان المرض نفسي فقط
لكن ان كان روحي فالتمسك بالعلاج القراني والرقية مع التدرب على السلوك في تجاهل الشيطان الذي يحاول تخريب كل طرق العلاج ويحاول رجوعك الى الصفر
ان شاء الله يلقى الجميع الفائدة ومحاولة التدرب على ماذكرتيه من سلوك فنحتاج للتجاهل التجاهل والصبر
فالوسواس ابتلاء .. دمتِ بسعادة