تمهيــــــــــد ~
في عالم الضغوط والقلق ..
نصادف أياماً تنطفئ فيها مشاعر التفاؤل ..
نصطبح أو نمسي فيها وقد تعرضنا ..
لموجة جزر تسلب منا أي شعور بالفرح
تسلمنا لاكتئاب وانقباض وتذبذب في الأحاسيس ..
ولكن هذه الأيام لاتلبث أن تعبر بنا إلى الناحية الأخرى ..
حيث تذوب الكثير من هذه المشاعر السلبية ..
لنواصل الحياة بتفاؤل أكثر ، ويأس أقل .
...
إلا أن هناك فئة كثيرة من النساء يعانين مما يسمى
بـ (الاكتئاب ) الذي قد يلازمهن طويلاً ..
مالم تتغير الظروف ، أو يخضعن للعلاج .
***
الاكتئاب ~
ماهو ؟
ماهي أسبابه ؟
وما أعراضه ؟
وما أنواعه ؟
وكيف نعالجه ؟
أسئلة كثيرة تدور في الأذهان حول هذا المرض ..
فالكثير يصاب به ، ويعاني من الشعوربالانغلاق ، وسوداوية مزاج ..
ولكنه يجهل هوية هذا المرض ...
فتعالي بنا لنلج هذا العالم ونتعرف عليه ..
***
ماهو الاكتئاب ؟
يُعرّ ف الاكتئاب علمياً ..
أنه خلل في سائر الجسم يشمل الجسد والأفكار والمزاج
ويؤثر على نظرة الإنسان لنفسه ولما حوله من أشخاص ..
وما يحدث من أمور ..
بحيث يفقد المريض اتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي .
الاكتئاب .. هل يصيب الجنسين ؟
نعم ..! ولكنه عند النساء أكثر بمرتين مما هو عند الرجال ..
فنسبة المصابين به من الرجال ١٠./. بينما النساء ٢٠./.
إلا أن هناك حالة تتساوى فيها النسبة بين الجنسين .
وهي مايسمى الاضطراب ثنائي القطب ..
.....
وتبدأ الإصابة بالاكتئاب في سن مبكرة بين عمر ٢٥ - ٤٤
ومن عوارضه عند النساء ازدياد الشهية وما يرافقها من زيادة الوزن
أما عند الرجال فيميلون إلى فقدان الشهية والوزن ..
.....
ولو تساءلنا : لماذا النساء أكثر عرضة للاكتئاب ؟
يأتينا الجواب بأن هناك مجموعة عوامل :
البيولوجية والنفسية والاجتماعية الخاصة بحياة النساء ..
هي المسؤولة عن شيوع الحالة لديهن أكثر من الرجال .
.......
والآن .. هلم بنا لنتطرق إلى المراحل الحياتية ..
التي تتعرض فيها المرأة للاكتاب وإلى الأعراض والمسببات :
...
هناك أولاً اضطراب القلق السابق للطمث ~
وسببه عوامل بيولوجية .. وهي التي تتعلق
بالهرمونات الجنسية الأنثوية .. حيث تتعرض الكثيرات خلال
الطمث لتغير المزاج من قلق وحزن وتهيج ..
وبعض العوارض الجسدية ..
كما أن هناك نسبة صغيرة من النساء تكون العوارض
السابقة للطمث لديهن وخيمة بحيث تعيق حياتهن وعلاقاتهن ..
وهذه الحالة من الاكتئاب تشمل عوارضها :
الشعور باليأس ..
القلق والتوتر والإحساس بالنرفزة والميل للبكاء ..
الغضب والتهيج وتزايد النزاعات دون مبرر..
فقدان الاهتمام وصعوبة التركيز وافتقاد الطاقة .
وهذه الحالة يمكن معالجتها بالتمارين الرياضية، والتغيرات الغذائية
وتقنيات الاسترخاء .. والعلاج النفسي ، أو بتناول حبوب ..
قامعات إعادة امتصاص السيتروتين الانتقائي SSRI بتوجيه الطبيب .
***
أما حالة الاكتئاب الثاني فهي أثناء فترة الحمل ..
فخلال هذه الفترة يزيد افراز بعض الهرمونات التي تمنح المرأة
زخماً عقلياً فيشعرن بالصحة والإيجابية ..
ولكن ١٠./. تقريبا من الحوامل يعانين من الاكتئاب ..
وهو يشكل خطرا كبيراً إذا رافقه تاريخ من اضطراب القلق قبل الطمث ..
وأشياء أخرى مثل الدعم الاجتماعي المحدود ،
والعمر المبكر ..
والعيش بالوحدة ، والخلافات الزوجية ..
وممكن المعالجة بمضادات الاكتئاب بإشراف الطبيب
ولكن معظم النساء يفضلن تفادي الأدوية حفاظاً على سلامة الجنين
ولكن الاكتئاب غير المعالج قد يعود على الجنين بسوء التغذية
والوزن الضئيل عند الولادة ..
وفي حالة تناول مضادات الاكتئاب على الحامل أن لاتتوقف عن تناولها
في مرحلة مبكرة من الحمل فتحدث انتكاسة جديدة تنعكس عليها
في الجزء الثالث من الحمل ، وهذا يحدث ل٥٠./. من النساء .
النوع الثالث هو اكتئاب مابعد الولادة :
إن البنين نعمة.. وزينة الحياة الدنيا ..
والولادة.. حدث قوي ، ومثير ، وممتع ، ومخيف في آن واحد للمرأة ..
هذا الطارق الجديد.. تتسائل المرأة عن التغيرات التي ستصاحب حياتها به ..
السعادة ، ومجموعة من العواطف المتضاربة تصاحب المرأة بعد الولادة
وفي هذه الفترة تشهد مجموعة من النساء العوارض المعروفة
بـ ( اكتئاب الأطفال ) ..
فبعد بضعة أيام على الولادة تشعر أكثر من نصف الأمهات بالحزن..
والغضب .. والتهيج .. والقلق ..
وقد تبكي الأم الجديدة دون سبب ظاهري..
وقد تنتابها أفكار سلبية بشأن طفلها ..
ولكن هذه المشاعر طبيعية وتختفي في غضون إسبوع ..
...
لكن هناك حالات من الاكتئاب أكثر وخامة تصيب حوالي ٢٥./.
من الأمهات الجدد..
هذا النوع من الاكتئاب مابعد الولادة سببه نقص أو تغير
في الهرمونات الجنسية، وينعكس ذلك على نشاط الجزء المسؤول
على تنظيم المزاج في الدماغ..
وهي نفس عوارض الاكتئاب الكبير ..
وقد يضاف إليه عدم اهتمام الأم بنفسها ..
أو على العكس باهتمام مفرط بطفلها ..
وقد تشعر أنها غير ملائمة لدور الأمومة ..
وتتسائل : هل أقدر على تربية طفلي ..؟
وتلك المشاعر الغير المنطقية ..
تظهر في غضون أسابيع بعد الولادة ..
...
أما الأم الجديدة التي هي أكثر عرضة للاكتئاب :
من كان لديها تاريخ في التعرض للاكتئاب ..
ومن عانت من اكتئاب أثناء الحمل .
ومن تمر بمشاكل زوجية ..
أو مرت أثناء الحمل بأحداث صعبة ..
أو تفتقد إلى الدعم الاجتماعي من الأهل والأصحاب .
...
والعلاج في هذه الحالة يتضمن مضادات الاكتئاب ..
و العلاج النفسي ، أو الاثنين معاً..
وبالنسبة لخشية الأمهات المرضعات على أطفالهن الرضع
من ثأثير تناول الدواء ..
فقد أظهرت الدراسات أنه لايؤثر ..
ولكن لاتزال هناك الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لذلك يستحسن الحرص.
::
أما رابع مرحلة تتعرض فيها النساء للاكتئاب فهي ..
مرحلة سن اليأس وما قبلها بقليل ..
فقبل انقطاع الطمث تبدأ عوارض هذا الاكتئاب ..
وقد يستمر لمدة سنة ، ويطلق عليها ( المرحلة الانتقالية )..
حيث تنقلب مستويات الهرمونات ..
وتحدث تغيرات في وظيفة الجسم ، والعواطف ..
يرافق ذلك نوبات التوتر ، وصعوبة النوم ، وتقلبات المزاج ..
وفي الحقيقة أن سن اليأس ، وحوالي سن اليأس لايسببان الاكتئاب بذاتهما
ولكن العوامل الوراثية ، والظروف الحياتية ..
هي التي تقلب مستويات الهرمون وهي التي تتسبب بالاكتئاب .
تأثيـــــــــرات ~
كشفت دراسات علمية حديثة والتي تبحث عن الرابط بين
الاكتئاب ومستويات الهرمونات ..
وتبين أن الكثافة المعدنية في عظام الورك عند النساء اللاتي عانين
من اكتئاب حاد كانت أقل بنسبة : ١٠إلى ١٥./.
من المعدل الطبيعي في ذات العمر ..
وتضاؤل الكثاقة العظمية يزيد من خطر تعرض المرأة لكسر في الورك ..
....
يوصي الأطباء في هذه الحالة بالمعالجة بواسطة :
مضاد الاكتئاب مع البديل للهرمونات .. وهذا آمن ومفيد
وقد تحتاج معهما لعلاج نفسي .. أو لاتحتاج ..
.....
تأثير الضغوط الاجتماعية ~
النساء يواجهن ضغوطاً أكثر من الرجال ، ولذا نجد أن حالات الاكتئاب
عند الرجال أقل كثيراً ...
حتى في الوظائف تجني النساء أقل من الرجال ، ويحصلن على سلطة أقل ..
ولو أننا أخذنا بعين الاعتبار أن النساء العاملات ، لديهن واجبات منزلية
إضافة إلى العمل الخارجي ..
فذلك يضعهن أمام التحديات والضغوط في التوفيق بين المجالين ..
إضافة إلى مسؤولية رعاية الأبناء وأفراد الأسرة الآخرين ..
وهذا من شأنه أن يضاعف حالات الاكتئاب عند هذه الفئة من النساء ..
.....
ولاننسى التسلط الذكوري في بعض المجتمعات ،
وتعرض المرأة للعنف الجسدي والقهر والإهانة ..
أو عدم التقدير ، أو سوء المعاملة ..
سواء من الزوج أو أحد أفراد العائلة ، أو أهل الزوج ..
مما يفضي بها إلى فقدان الاحترام الذاتي ، والجدوى الذاتية ..
وقد يؤدي ذلك إلى حالات .. مثل اضطراب الضغط بعد الصدمة ..
::
نصائح صحية لكِ ~
واظبي على تناول الدواء ..
مارسي بانتظام التمارين الرياضية ،فهي تعزز الثقة بالنفس
وتوفر مشاعر السيطرة ..
وتحسن نومك ، وتمنحك الطاقة لتتعاطي مع الأحداث اليومية ..
اهتمي لنفسك واستمعي لها ..
امنحيها وقتاً للاسترخاء .. او مارسي نشاطاً تحبه ..
اعثري على طرق للتأقلم مع الواقع ..
فكري في أنت ..
وماذا تستطيعين أن تقدمي لها ..!
غاليتـــــــي ..
هنالك دائماً فرج يقبع خلف ركام اليأس ..
هنالك دائماً صحو وإشراقة شمس بهيجة خلف مدلهم الغيوم ..
هناك دائماً أمل يلوح في الأفق .. ولو من بعيد ..
خففي الحمل عن قلبك مااستطعت ،
ولا تدعي الضغوط تخنقك وتسلمك للاكتئاب..
دائماً تذكري في أحلك الساعات أن الله قريب ..
وشهيد على ماتعانين ..
يعدك بالفرج وإن طال الصبر ..
يحيطك برحمته ويدخر لك الأجر ..
ضعي ذلك نصب عينيك ..
ولا تجعلي مصاعب واقعك تأخذك بعيداً عن ذكر الله ،
أو تجعلك مقصرة في طاعته والتقرب إليه
فهو تعالى وحده مسبب الأسباب وملين الصعاب ..
لو تركت قلبك يمتلئ بالله .. بحبه .. بالرجاء منه ..
بالتطلع إليه وحده ..
ستهزمين كل قلق وشعور بالألم والظلم ..
وكل مامن شأنه أن يصيبك بالاكتئاب ...
أما مادونه تعالى .. فهي كلها وسائل ..
نحن لاننفي جدواها فهي من فضل الله
بل نتعاطى بها ..
بعد التوكل على الله ..
دمت بصحة وإشراق.
***
شكرًا عالمجهود
ويعطيكِ العافية