الأجر الواسع ........الذي لا ينقطع

الملتقى العام

في الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر
منها ولد صالح يدعو له، أي ولد هذا الذي تتوقعين أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أوترفع منزلتك عند الله.
أي ولد هذا ؟
هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر؟
أم هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره في لعب الكرة مع أولاد الحارة؟
أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.فجاهدي يا أخية على تحفيظ أولادك أو أخوتك كتاب الله واجعلي هذا العمل من أساسيات أعمالك اليومية، وذلك عن طريق ترديد سورة قصيرة معينة في مختلف الأوقات، فمثلاً عندما تساعدينهم في ارتداء الملابس، وعندما تكونون في السيارة، وقبل النوم... إلخ.
فلا يمر الأسبوع بإذن الله إلا وقد أتقن الطفل حفظ هذه السورة ثم تبدئين بسورة أخرى في الأسبوع المقبل، ولا تنسي يا أخية أن تحفيظك كتاب الله لغيرك هو من الأعمال الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: "أو مصحفاً ورثه ".
فتخيلي يا أخية وأنت في قبرك بين ثنايا الأرض وتحت ركام التراب وأبناؤك ومن علمتهم كتاب الله أحياء يقرأون ما حفظوه منك فتأتيك الحسنات ولا ينقطع عملك في وقت أحوج ما تكونين إليها.
فمثلاً عندما تعلمين طفلك سورة الإخلاص وعمره ثلاث سنوات أو أقل ثم يتوفاك الله فإن هذا الطفل يظل يعرفها ويقرأها وإذا بلغ صلى بها وعند الأذكار يذكرها وقبل النوم وبعد الصلوات المكتوبة طوال عمره يقرأها وقد يعلمها لغيره فيقرأها غيره فيأتيك وأنت في ظلمات القبر أجرهم جميعاً وهكذا {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} (61) سورة الصافات
كشفت دراسة بعنوان: "أثر تحفيظ جزء "عم" في تقويم لسان طفل العام السادس" والتي أجريت على عينة أطفال في السادسة من عمرهم قبل بدئهم تعلم التلاوة حتى تلقوا جزء "عم" عن محفظ جيّد.. عن تأثر ألسنة هؤلاء الأطفال بلغة القرآن الكريم، بداية بتحقيق مخارج الأصوات، ومرورًا بلطف الانتقال من موضع صوتي إلى آخر حتى تلاوة الآيات البينات.
أسباب عزوف معظم الأطفال عن حفظ القرآن
1. الاعتماد في كل ما يقدم للأطفال - بل والكبار أيضًا - على الإبهار الحركي بدءًا من التليفزيون، ومرورًا بالفيديو، وأخيرًا بالكمبيوتر، مما أدى إلى تراجع وضعف مهارة الاستماع عند الكبار والصغار على حد سواء، وباعتبار أن حفظ القرآن يعتمد في المقام الأول على مهارة الاستماع، فأدى ذلك إلى قلة الاكتراث به
2. السبب الثاني: زعم بعض التربويين أنه لا يجب أن يُعلّم الطفل عن طريق التلقين والحفظ دون فهم، وأصبح هذا الزعم يصمّ الآذان حتى خشي البعض أن يرى في التلقين ميزة واحدة، والتلقين من الوسائل الناجحة في حفظ القرآن والتى لا غنى عنه.
والخطوات العملية التي تساعد على حفظ القرآن إن شاء الله تعالى.
أولاً: كيف نهيئ الطفل لحفظ القرآن الكريم؟
تتلخص تهيئة الطفل لحفظ القرآن في النقاط الآتية:
c أن تهيئي للطفل البيئة أو البيت القرآني، بمعنى أن الطفل لن يقبل على الاهتمام بالقرآن ويحبه، وهو لا يجد القدوة من أسرته الصغيرة التي تتمثل في الأبوين والإخوة؛ ولذا يجب على الأبوين أن يحرصا على حفظ القرآن ومدارسته، ويجد الأطفال الحرص كل الحرص من الوالدين على: أن تكون هناك مواعيد محددة لقراءة القرآن –حتى لو كان ربع حزب – يوميًّا، الحرص على تعلم تلاوة القرآن، الحرص على أن يحفظا جزءًا محددًا من القرآن يلتزمان به، وليكن عشر آيات في الأسبوع، مع حرص كل منهما أن يقرأ على الآخر غيبًا الجزء الذى حفظه، بل ويتنافسا فيمن ينتهي من الجزء المحدد للحفظ أولاً، على أن يكون ذلك على مسمع ومرأى من أبنائهما، ويمكن أن يكون ذلك على يد أحد القراء أو المتخصصين إما في البيت أو في المسجد، ويُصطحب الأطفال إلى المساجد ليعتادوا هذا، كما لا بد وأن ننتبه إلى أن الحفظ لا بد وأن يترتب عليه عمل، فيكون سلوك الأبوين متسقًا ومنسجمًا مع تعاليم القرآن الكريم، فالصحابة - رضوان الله عليهم - لم يكونوا يتجاوزون العشر آيات حتى يعملوا بما حفظوا.
 أن يتبادل الوالدان الهدايا بمناسبة الانتهاء من حفظ جزء من القرآن، وأن يكون الأطفال على علم بذلك، بل ويمكن أن يشتركوا في شراء الهدايا.
 أن يلتزم الوالدان باستماع برنامج إذاعي أو أكثر أو يستمعا إلى بعض المحاضرات المسجلة ويتناقشا فيما سمعا أمام أطفالهما، ويحاول الوالدان أن يكتسب الطفل هذه العادة، ويقرأ أحدهما بعض القصص والمقالات البسيطة على أطفالهما، ومن ثَم يمكن تنمية مهارة الاستماع لدى الطفل.
 أن يستمع الأطفال إلى شرائط تسجيل بصوت أحد القرّاء ذوي الأصوات العذبة في الترتيل والتلاوة، وذلك أثناء قيام الطفل بعمل محبب لديه (الرسم أو التلوين)،
 أن يتعرف الطفل على هذا الكتاب العزيز (قصة نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم - عدد أجزائه - عدد سوره - أن يُحْكى له بعض القصص القرآني "قصة البقرة - أصحاب الجنتين - قصص الأنبياء).
ثانيًا: متى يبدأ الطفل حفظ القرآن الكريم؟
يقول بعض المجتهدين: إن الطفل يمكن أن يبدأ في الحفظ وعمره ثلاث سنوات، والبعض يقول في الرابعة ومع ذلك فهناك نماذج من الأطفال الأفذاذ على مرّ التاريخ قد أنهوا حفظ القرآن في هذه السن، وبعضهم أنهوه في سن الخامسة
1. تعرفي مدى قدرة ابنك على الحفظ وكل أم - في الغالب - تعرف هل ابنها سريع الحفظ قوي الذاكرة أم لا، فإذا لم تعرفي فعليك بملاحظة ابنك من الآن، فإذا لاحظت أنه جيد الحفظ أو سريع الحفظ فعليك أن:
 تضعي خطة (خطة سنوية، وشهرية، وأسبوعية، ويومية لحفظ القرآن الكريم) في جدول (يحتفظ به الوالدان) على أن يتم حفظ ست أجزاء مثلاً في السنة، أي يتم حفظ القرآن كله في خمس سنوات إن شاء الله، بحيث يحفظ الطفل حوالى 20 أو 25 آية في الأسبوع أي ربع حزب (وهناك من يستطيع أكثر من هذا، ولكني أفضل هذا القدر حتى لا يكون في الأمر حمل أو عبء، وهناك من لا يتحمل كل هذا، فأرجو عدم الإكراه، فقليل يُداوم عليه خير من كثير منقطع لا بركة فيه يُنسى لعدم تعهده).
 يبدأ الطفل في الحفظ من جزء (عم)
 يستمع الطفل إلى الجزء المحدد له حفظه في اليوم على شريط تسجيل (4 أو 5 آيات في اليوم، وأحيانًا تزيد عندما تكون الآيات قصيرة)، وذلك أثناء ممارسته للتلوين أو الرسم ، ولا يجب أن نلزم الطفل في هذه الفترة بأن يجلس ويستمع إلى الآيات ويرددها.
 في نهاية الأسبوع سنجد أن الطفل قد علق بذهنه الآيات، ولكن يحتاج فقط إلى ربطها بعضها ببعض، وهنا يفضل أن يذهب إلى مسجد ليرى له أترابًا يقومون بما يقوم به، فهذا أدعى إلى وجود التنافس "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون"، وليركز على هذه الآيات على يد أحد المتخصصين فإذا لم يتوفر ذلك، فأفضل أن يقوم الأب وذلك في يوم إجازته الأسبوعية، فيجلس الطفل بين يديه ويقرأ الأب أولاً الآيات، ثم يرددها الطفل ولن يستغرق ذلك سوى عشرين دقيقة في الغالب، "ويجب المداومة على هذا الموعد، وعدم التخلف عنه حتى يحس الطفل بجدية الأمر هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى تتكون لديه عادة قراءة القرآن وتعهده والارتباط به وحبه"، والأفضل أن يرتبط هذا اللقاء بشيء يحبه الطفل مثل القيام بالنزهة بعده أو القيام بالرحلة الأسبوعية التى تحرص عليها الأسر - في الغالب - في الدول الأوروبية، ولا أعنى بهذا أن تعلق النزهة أو الرحلة بشرط الحفظ، كما أنبه إلى ضرورة إضفاء روح المرح والنشاط أثناء هذه الجلسة، مع عدم الإخلال بوقار واحترام ما يُتْلى.
 يثاب الطفل كلما أحرز تقدمًا في الحفظ بكلمة استحسان ومدح، وتذكيره بأن ما فعله هذا يُسعد والديه، فضلاً عن رضا ربه، ويُمكن أن يدعى لتناول الطعام خارج المنزل أو إلى نزهة يفضلها.
 يقام له حفل بعد أن يحفظ الجزء.
 وحتى لا يتعرض القرآن للنسيان، فعلينا تعهده بالمراجعة باستمرار، فعلى الطفل أن يراجع في الأسبوع كل ما حفظه خلال هذا الأسبوع بالطريقة التى ذكرتها آنفًا، وفي الشهر يراجع كل ما حفظه أثناء الشهر، وتكون المراجعة بإعادة الاستماع إلى الآيات من المسجل في الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر، ثم بالطريقة نفسها السابقة يقوم الوالد بتسميع ما حفظه الطفل خلال الشهر، ويفضل أن تقام مسابقة لهذه المراجعة إذا كان يتم هذا بالمسجد وتوزع جوائز رمزية.
 العمل بفكرة "الأستاذ البديل"، وهي عبارة عن تشجيع الطفل الذي أتقن تلاوة وحفظ جزء من القرآن إتقانًا تامًّا بأن يقوم بدور المحفظ لهذا الجزء لمن لم يحفظه بعد (من إخوته أو من زملائه بالمسجد، على أن يتم ذلك تحت إشراف الأب أو الشيخ بالمسجد).
ثالثًا: كيف نعالج الملل؟
قلما يدخل الملل إلى نفس الطفل من الحفظ عندما نتبع الطريقة السابقة؛ لأننا لا نلزمه بالجلوس والتكرار إلا مرة واحدة في الأسبوع، ولأن الحفظ ارتبط عنده بأشياء يحبها، أما إذا تسرب إليه الفتور أو الملل فما علينا إلا أن نحدث بعض التغيير مثل:
 إذا بدا الفتور لدى الطفل فلا يُظهر الوالدان اهتمامًا بهذا الفتور في أول الأمر، بل يجب أن يستمرا في طريقتهما (قراءة القرآن اليومي والحفظ، وتعلم التلاوة… إلخ)، ولا يتغير شيء من نظامهما ولا يُظهرا الأسى على الطفل لفتوره في الحفظ، كما يستمرا في تشغيل المسجل بالآيات للطفل قبل النوم.
 أن يتعلم الطفل تشغيل الآيات المراد حفظها - بنفسه - من "أسطوانة"، ثم يمارس الرسم أو التلوين أو مساعدة الأم في بعض الأعمال المنزلية وهو يستمع للآيات.
رابعًا: كيف نساعد في تنمية التذكر عند الطفل؟
إذا كان ابنك لا يستطيع الحفظ بدرجة جيدة فعليك باتباع ما سبق، ولكن يجب أن:
أ - يكون التخطيط للحفظ يتناسب مع قدرة الطفل على الحفظ، فمثلاً يمكن أن يحفظ ربع الحزب على أسبوعين بدلاً من أسبوع واحد.
ب - تكرار الآيات أكثر من مرة قبل النوم، ويكون هذا آخر ما يسمعه الطفل قبل نومه.
ج - عدم تعنيف الطفل إذا أبطأ في الحفظ.
د - إثابَتُه كلما أحرز تقدمًا في الحفظ.
هـ - زيادة عدد الآيات المراد حفظها في اليوم، فبدلاً من آيتين اجعليها ثلاث آيات، واختبري ابنك ومدى استجابته لهذه الزيادة، فإذا لم تحدث له أي بلبلة أو لَبْس فاستمري على ذلك، فإذا لم يستجب فارجعي إلى النظام الذى يستطيعه.
و - قسِّمي الآيات الطويلة إلى مقاطع حتى يسهل الحفظ.
وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أبنائك على حفظ كتاب الله تدريجياً وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ومن العين والجن وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية وتقوية للذاكرة وصفاء للذهن والروح. ثم من هي الأم التي لا تريد هذا الخير لأبنائها ولا تحرص عليه؟! إنها أغلى هدية تقدمينها في حياتك لأولادك
وستسعدين بها في الحياة وبعد الممات
8
1K

هذا الموضوع مغلق.

 بنت المدينة
بنت المدينة
بسم الله الرحمن الرحيم.............. المعذره اخطأت في كتابة العنوان ...... الاجرالواسع .....
fahad
fahad
السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخت umghassanf

وجعلها الله في موازين حسناتك


نعم ذالك ما افكر فيه كثيرا والله...... ابن صالح يدعو لك يالله كم هي عباره لها رنة في القلب ........ عندما اجلس مع ولدي المعتزبالله واخته معالي واخيهم عبدالرحمن واضع يدي على جبهتهم واقرا عليهم ما تيسر لي من القران ثم انفث عليهم..... وفي يوم من الايم اتيت وانا تعبان من العمل فجلسة في الصالة ونادية المعتزبالله واخته معالي وقلت لهم انا تعبان ممكن تقراون علي ثم تنفثون علي حتى اذا حسيتو انكم تعبتو وقفو وظحكو وكل واحد منهم حط يده اليمين وبدا يقرا علي وينفث بسورة الاخلاص وصارو يكررونها حتى نمت والله ولم قمة وجدتهم هم نائمو معي..... فقلت في نفسي يارب اذا مت انا اقر عيني في قبري بدعئهم لي..... وانا الان اعد لذالك اليوم بتطبيق عليهم ما ذكرتيه وزياده انشاء الله .... والعلم في الصغر مثل النقش على الحجر
 بنت المدينة
بنت المدينة
فعلاَ اخي الكريم وينشأ ناشؤ الفتيان فينا ... علي ما كان عوده أبوه
ان تربى على الصلاح والخير فهو سيبقى عليه وان تربى على الفساد والشر فهو سيبقى ايضاَ عليه وسينشىء به

وبارك الله فيك

وحفظ الله اطفالك و جعلهم الله خلفا للرعيل الاول من الصحابه االكرام رضي الله عنهم جميعًا
انصاف الحلول
انصاف الحلول
جزاك الله الف خير.. موضوعك مهم

الله يحفظ لك اولادك واولاد المسلمين اجمعين ويهديهم لمافيه الخير..

سلمت يمينك وجعلها الله في موازين حسناتك.. ماقصرتي عيوني:17:
 بنت المدينة
بنت المدينة
وجزاك الله خير والله يسلم اطفالك انت ايضا