السلام عليكم ..
انتابتني رغبة في القليل من الخيال .. والعودة الى أيام الطفولة ..
فاليكم النتيجة .. وأرجو ألا تستغربوا من هذا النوع الجديد من الكتابات .. :cool:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت السيدة من وجبتها .. ولما تكمل قطعة الخبز بعد .. فوضعتها في كيس وتركتها جانبا ..
ولكن المشكلة أنها وضعت أمامها علبة الحليب .. فاختفت عن الأنظار .. وهناك .... في ذلك الخفاء .. بدأت ولادة الفطر الأخضر الصغير .. تلته في ذلك العديد من الفطريات مكونة خلية صغيرة على قطعة الخبز المسكينة .. ودون أن يعلم أحد ..............
******************************
كانت تلك الكائنات تعيش حياتها الجديدة بسعادة .. وان كنا نرى أيامها قليلة على وجه الأرض .. الا أنها تشعر أنها تعيش دهورا .. وتستمتع بدقائق حياتها دقيقة دقيقة ..
وفي يوم من الأيام اكتشفت السيدة خطأها الفادح .. ولكن الأوان كان قد فات ..
رأت الفطريات عيني السيدة تحدق بها في اشمئزاز .. فتوجست شرا .. لكن السيدة كانت لطيفة .. فلم تؤذي أيا منهم .. وكل ما فعلته أنها حملت الكيس بأطراف أصابها المتقززة .. وألقت به في سلة المهملات ..
وكان مصير صديقاتنا في آ خر المطاف ....... حاوية النفايات الكبيرة على طرف الشارع الجانبي ..
شعرت الفطريات بالظلمة الحالكة .. والروائح الكريهة .. لكن ما من شيء كان يمكن أن يمنع هذه الكائنات القذرة من الاستمرار في التكاثر .. والأكل واللعب .. على طول الخط ..
- أي .. يبدو أن أحدهم قد ألقى بكيس نفاياته فوق رأسي .. ما رأيك يا عفون ؟؟ ماذا أفعل ؟؟
:44:
- لاشيء .. استمري في نهش هذا الخبز .. قبل أن تقضي عليه بقية الفطريات ..
انظري اليه .. لقد شارف على الفناء .. سيكون انجازا عظيما بالنسبة لكائنات دقيقة مثلنا أن تجهز على قطعة خبز بهذا الحجم ..
- بالتأكيد .. نحن لها .. ولا فخر .. ولكن يا عفون ..
قاطعها قائلا وقد انتفخ من الغرور :
- هذه وظيفتنا يا عزيزتي .. لن نتوقف عن آدائها .. حتى لو كان فوقنا مائة كيس نفايات ..
- يالك من شهم .. أما كان الأجدر بك أن تساعدني بدلا من القاء محاضرة عن انجازاتنا الضخمة ...
- صه يا صغيرة .. انظري الى هذه .. ألا تبدو من فصيلتنا ؟؟
- بلى .. انظر اليها .. انها تعمل بجد ... ولا تضيع وقتها في الثرثرة مثلك .. :D
هاي .. أنت يا جرثومة .. ماذا تفعلين في هذا المكان الممل ؟؟
- مكان ممل ؟؟ انكم لا تقدرون النعمة .. ولا تعرفون شيئا .. يبدو أنكم حديثوا الاقامة ..
- عن أي نعمة تتحدثين ؟؟ نحن نأكل من هذه الخبزة منذ أيام .. وستنتهي عما قريب وننتهي معها .. فكيف تقولين نعمة ؟؟
- أوووووووه يا عزيزتي .. لا تقلقي أبدا ... أولا دعينا نتعرف .. انا اسمي جوجي .. وأنت ؟؟
- هذا عفون .. وأنا فطرة الصغيرة ..
- أهلا بكما بيننا .. أنظرا .. هل تريان ذلك الكم الهائل من الأكياس ؟؟
- نعم ..
- ان هذه الأكياس مليئة بأصناف الطعام .. لحم .. وخبز وأرز وخضار ... وكل ما يخطر على بالكما من أطعمة .. نحن في مأدبة ..
أخيرا خرج عفون من صمته قائلا :
- لكن أليست هذه الأطعمة متعفنة ؟؟ سيكون لنا شركاء حينها .. ونحن لا نريد شركاء ..
- ليست جميعها كذلك .. فبعض الناس يرمون أطعمة سليمة تماما من كل عيب ..
- لماذا ؟؟
- لمجرد الترف ..
وفي تلك اللحظة قفز فأر قميء الى الحاوية .. وكانت الكارثة أن التصقت به جوجي قهرا فصرخت :
- النجدة .. انقذوني من قبضة هذا الفأر .. هاي .. أيها الفطران ..
قالت فطرة :
- لا نستطيع .. خلصي نفسك بنفسك .. أو ارضي بمصيرك أيا كان ..
- ولكن هذا الفأر لابد خارج من هنا .. وسينقلني معه الى حيث لا أدري .. أرجوكما لا أريد أن أغادر هذا المكان السعيد .. :36:
- انظري الي يا جوجي .. هذا الكيس يكاد يقسم ظهري ومع ذلك لا أستطيع أن أزيحه عني .. فكيف تريدنني أن أنقذك ؟؟
أخذت جوجي تبكي .. فقالت لها فطرة مهدئة :
- لا تبتأسي هكذا .. فلعل في ذلك خيرا لك .. ارضي بما قسمه الله لك ..
ساعد ذلك في استعادة جوجي لبعض حيويتها .. وأخذت تفكر بشكل أكثر تفاؤلا .. فربما أخذها الفأر الى حاوية أخرى .. أو الى بيت مليء بالطعام .. ذلك سيكون أفضل من حاوية النفايات القذرة ..
لكن جوجي لم تتوقع أبدا حقيقة ما سيحدث ..
لقد قفز الفأر بها فعلا .. هاربا من صوت سيارة النفايات الضخمة ..
بينما قام العمال بافراغ الحاوية في تجويف السيارة ذي المحرقة ..
ومن بعيد .. رأت جوجي فطرة وعفون ومسكنها القديم المحمل بذكرياتها الجميلة .. رأت كل ذلك يحترق .. ومضت السيارة .. فتابعتها جوجي بنظراتها حتى أختفت ..
وعرفت جوجي في تلك اللحظة فقط .. ماذا تعني كلمات فطرة عن الرضا والقناعة ....
:34:
راااااائعة جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا
كنت أود قطع الاتصال و لكني لم أصبر على التعليق على موضوعك
ماشاء الله تبارك الله لاقوة إلا بالله
خيال جميل بل رااائع
فطر و خبز و تعفن
تغلغل في عالم صغييير جدا ..
و الله لقد استمتعت جدا ..
بارك الله فيك ..
و الله انتابتني فكرة بعد قراءتي لموضوعك و هي أن أجرب ..
مثلك .. مع أني أشك في مقدرتي ..
بصراحة ياتيمة ..
أريد أن أفشي لك سرا ..
ولكن
سأحتفظ به لوقت أخر .. ما رأيك ؟؟ :23:
على كل حاااال ..
أنتظر مزيدك بفاااااارغ الصبر
و دمت لي أختا و غالية
:39: :40: :39: :40: