هي وتــــــلـك العجـــــــــــــــــــــوز

الأدب النبطي والفصيح

يطرق الباب
و تسمع معه خفقات قلبها المضطرب
تتسائل : من سيزورني في منزلي البعيد هذا ؟؟
لم يخبرني أحد أنه سيأتي إلي اليوم
تتلاحق الشكوك و التساؤلات في رأسها مكللة بالخوف من القادم المجهول !!
أأفتح !! وقد نصحني زوجي بألا أفعل لأي كان
- يطرق الباب مرات ومرات دون توقف
- يبدو هذا الزائر المجهول مصرآ
سوف أنظر من ثقب الباب ......
تبدو امرأة عجوز .. لا تبدو لي مخيفة !!!
سأفتح و أمري لله ..
العجوز - وحتى دون أن تسلم - :
أوه تبدين صغيرة جدآ ،، لقد قالوا لي أنك قد سكنت هنا منذ فترة قصيرة ، وظننت أنك في عمري .. فأتيت لأتعرف عليك ،،
وما دمت صغيرة هكذا فأنا ذاهبة من هنا
فأنا لا أجيد التعامل مع الأطفال
الفتاة : - تبتلع علامات الدهشة و الاستغراب كلها - وتقول :
لا ولكنني في الثامنة عشرة من عمري و قد تزوجت منذ شهرين و أنا أدرس في الجامعة
لست صغيرة إلى هذا الحد .. فتفضلي .
العجوز : أمري لله .
لقد قطعت هذه المسافة وصعدت السلم ولا بد لي من الراحة ..
ما اسمك وماهي عائلتك ؟؟ تتبادلان التعارف
العجوز: أنا في السبعين من عمري و أسكن هناك في ذلك المنزل الذي تتدلى منه شجرة الياسمين وتحيط به ألوان الورود الجورية .. أعيش فيه وحيدة .. توفي زوجي ولا أولاد لي أو إخوة .. تكاد الوحدة تقتلني .. فما أن أشتم رائحة جار جديد إلا و آمل أن أجد معه الأنس و التسلية ... فتفضلي لزيارتي ... فيما يبدو أني قد بدأت أحبك
الفتاة : و أنا أيضآ.. وحيدة هنا ولقد أحببتك
العجوز : إذن فاعتبريني جدتك
الفتاة: أنا من الآن ابنتك
تتبادلان الابتسام ... وتبدأ بينهما قصة طويلة .....................
18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسيتا
نسيتا
نور الشمس

الله يعطيك العافيه وبارك الله فيك على ذا الموضوع الجميل

تحياتي
نــــور
نــــور
بارك الله بك
وللموضوع بقية....
بحور 217
بحور 217
بداية القصة مشوقة للغاية ..

نحن في الانتظار .
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

نتابع يانور الشمس ... فتابعي

وفقك ِ الله
نــــور
نــــور
أدركت الفتاة منذ اللقاء الأول أنها كانت شعاعآ من الأمل بالنسبة لتلك المرأة الغريبة ومرت شهور بعد اللقاء الأول ....
وجرس الهاتف يرن يوميآ لترد الفتاة وتحادث العجوز لفترة طويلة ..
فقد كانت هي سلواها الوحيدة
و كثيرآ ما كانت العجوز تخبرها بأنها قد ضاقت ذرعآ من المكوث وحيدة فتخرجان إلى المروج الخضراء وتستمتعان بنزهة جميلة ..أو تجلسان في حديقة العجوز تحت ظل الياسمينة و بين الورود الجورية ترتشفان فنجانآ من القهوة ... كان يضفي لجلستهما دفئآ و حيوية ..
مع مرور الأيام... اكتسبت الفتاة خبرات كثيرة من جارتها العجوز .. فبدت أكثر نضوجآ في تفكيرها و بدا كلامها موزونآ جميلآ وغدت أكثر خبرة بالناس و بالحياة ... و أكثر قربآ من ربها .
أما العجوز ...فكانت سعادتها لا متناهية بقرب الصبية ... وكانت تعبر عنها بعبارات المحبة و الدعاء الذي كانت تمطرها بوابل منه كلما صادفتها .. و أكثر ما كانت تدعو لها سعادة الدنيا و الآخرة و الذرية الصالحة ..
وكانت تتسائل دائمآ : هل سيأتي يوم و أرى فيه ذريتك أمامي ؟؟ وهل سأحيا لذلك اليوم ؟؟
ومرت الأيام مسرعة و الصداقة تنمو قوية بينهما .. و أصبحتا متلازمتين في كل الأوقات ... حتى في أوقات الإمتحان لن تكن العجوز تترك الفتاة فكانت تراقبها بحب وحنان بينما كانت الفتاة تمسك بكتابها مصرة على تحقيق النجاح ..
بعد مرور سنة على تعارفهما .. رزقت الفتاة بطفلة جميلة كانت لها سعادة وللعجوز أكبر سلوى ..
فكانت تتركها عند العجوز عندما تذهب للجامعة وهي تسمع خلف الباب عبارات الترحيب بالطفلة الجميلة .. فتشعر أنها قد حققت انتصارآ على وحدة العجوز ..و أنها قد حققت أمنيتها بأنها أصبحت تشعر بمشاعر للأمومة حرمت منها في حياتها .....

ولكن السعادة عندما تأتي لا تلبث و أن تزول ..........................