قطوف من حياة معلمة (1) أول يوم تعيين .

الأدب النبطي والفصيح

أشعر بسعادة تغمرني وأنا أستقل السيارة , فهذا أول يوم لذهابي للمدرسة التي عينت بها , تداعت الذكريات في مخيلتي وتسابقت الصور أمام عيني أيها يقترب أكثر , تضاربت الأحاسيس في نفسي وتأرجحت ما بين الفرح والخوف معا أحساس بالنشوة والرهبة , فرح بما حققت وما وصلت إليه بفضل الله أولا وبجدي واجتهادي ثانيا , وخوف من المجهول الذي ينتظرني هناك في المدرسة .
هذه الوجوه التي أراها أمامي وبجانبي في السيارة هن رفقة دربي , هن زميلاتي في العمل , تجمعنا هنا من نفس الولاية ولكن من أماكن متعددة متباعدة بعض الشيء , منهن من سمعت بها ومنهن من لم أعرف إلا الآن , تأملتهن مليا لتكوين فكرة أولية عنهن , تلك تمزح كثيرا و وتلك تضحك كثيرا , والأخرى تعلق على كل موقف , ومنهن التي تنطوي على نفسها قليلا , ومنهن من هي في قمة الانطواء , و.................... إلخ
وأنا , أين أنا من كل هذا ؟؟ أنا بينهن أتكلم أحيانا وأحيانا أخرى صامتة متذكرة ومفكرة : ترى ماذا سيحدث هناك ؟؟ ماذا ستقول لنا المديرة في أول اجتماع ؟؟ ما هي هذه المديرة ؟؟ ما شكلها ؟؟ ما شخصيتها ؟؟ أسئلة كثيرة وخيالات أكثر تتراقص في مخيلتي
ماهو الفصل الذي سأدرسه ؟؟ هل سأختاره أم سيفرض علي ؟؟
كيف سأبدأ ؟؟ كيف سألتقي بالطالبات ؟؟
آه نسيت , هذا هو أول يوم لي ولا توجد طالبات بعد , كل ما هنالك المديرة وزميلاتي المعلمات
........... الطريق طويل وشاق كما يبدو لي , فها نحن نمشي بين مرتفعات جبلية ومنخفضات وادية , لقد مضى مايقارب (50) دقيقة ونحن ما زلنا في الطريق ........
وصحوت من خيالاتي على صوت إحداهن : يبدو أننا قاربنا على الوصول فإني لمحت هناك عن بعد علما يرفرف , وهذا يدل على وجود مؤسسة حكومية , ربما تكون هي المدرسة ............ وللحديث بقية.
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
بارك الله بك أيتها المعلمة الحريصة ..

ننتظر البقية ..

فلا تتأخري.
بحور 217
بحور 217
نتابع قلمنا النابض ..

لا تتأخري علينا .
القلم النابض
القلم النابض
........... ووصلنا إلى المدرسة , نزلنا من السيارة , كل واحدة منا تنفض عباءتها مما علق بها من الغبار وهمست بصوت شبه مسموع : ألم تجد لنا وزارة التربية منفى أفضل من هذا ؟؟ فسألتني من تمشي بقربي : ماذا تقولين ؟؟ وتمتمت هي الأخرى بكلمات مماثلة, فقلت لها: لم أقل شيئا فقط قلت : علينا أن نخدم الوطن في أي مكان وفي أية بقعة منه , إن لم نعلم نحن أبناء وطننا من سيعلمهم ؟؟ هل سنظل نعتمد على الوافدين طول العمر؟؟ نظرت إلي نظرة استغراب فقلت لها : أسرعي المشي فيبدو أن تلك الواقفة هناك هي المديرة ومعها باقي المعلمات , هيا بنا .
سلمنا عليهم ......................... اتجهنا نحو مكان الاجتماع وأنا أنظر إلى التي تمشي أمامي إنها المديرة يا إلهي إنها صغيرة السن أعمارنا وعمرها متقاربة بل إن بعضنا أكبر منها سنا بسبب بعض الظروف التي أخرت دراستهن .
في غرفة الاجتماع كل واحدة تنظر إلى الأخرى , أما أنا قمت إلى مكان الحمام ومرفقاته وخلعت عباءتي وعندما رجعت جلست بجانب المديرة وكأنني نائبتها, وعندما أخذت توزع الجداول , همست لها : أستاذة لا تعطيني الصف الأول , نظرت إلي نظرة فهمتها , فأعدت لها الكلام , قالت : لماذا ؟؟ قلت : هكذا , لاأريده , أرجوك .................................
بعد الاجتماع خرجت أتمشى قليلا في المدرسة , أنظر هنا وهناك متأملة كل شيء حولي كأنه ينطبق علي المثل العماني المشهور : بقرة مستغربة الدرس ( المكان الذي توضع به البهائم) .
تفحصت الدرس أقصد المكان , مدرسة قديمة جدا حتى الأبواب تغلق بحجارة توضع عليها من الخارج حتى لا يفتحها الهواء الشديد في ذلك المكان الهوائي المكشوف , الهواء هنا يكاد يطير بملابسي بل يطير بي أنا , سبحان الله كم كيلو متر بيني وبين أهلي وأنا في هذه المنطقة النائية
هل قلت نائية , لو سمعتني الآن إحدى الوافدات هنا حتما ستقول : والله إنك مدلعة ماذا نقول نحن إذن , نحن من يعيش غربة حقيقية .......... وفي خضم الأفكار والخيالات أفقت من تأملاتي على صوت يقول لي : هل أعجبتك المدرسة؟؟ لا أدري إن كنت أجبت أم لا ؟؟ إنه صوت المديرة وأردفت قائلة: ما زالت جدرانها لم تنهر بعد , الحمد لله وأخذت تمشي معي ونتجاذب أطراف الحديث ............ آه نسيت أن أخبركم أن الاتصال الهاتفي غير متوفر هنا وفي مكان محدد في الطريق اكتشفنا انقطاع الاتصال من الهواتف النقالة التي كانت لدى بعض الزميلات .

المهم عدنا أول يوم ونحن في قمة السعادة برغم ما لاقيناه من تعب ربما هي فرحة التعيين والوظيفة .
يكفيني ثرثرة فارغة عن هذا اليوم ............
صباح الضامن
صباح الضامن
الطابور الصباحي واقف ينتظر المعلمة المبدعة

ونبض قلمها
*أم رزوونه*
*أم رزوونه*
نحن بانتظار البقيه ياأختاه .. ومشكوره على القصه