❖❖ تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام و هي الأعظم شأناً والأوضح برهاناً،
فكانت الفاصل الحق بين الكافر و المسلم ولها من الفضل ما يصل العبد بربه
و قد فرضت أثناء رحلته (ﷺ) إلى السماء السابعة
و من رحمته بأمته خففها إلى خمس صلوات باليوم بدل الخمسين و بأجر الخمسين صلاة
و لكننا و في زحمة المشوار و استجابة العبد لأمور الدنيا و متطلبات الحياة
قصّر من وقتها و انتقص من شروطها فحق عليه قول المصطفى (ﷺ)
يَنْقُرُ صَلاتَهُ كَمَايَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ, إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ، كَالْجَائِعِ لا يَأْكُلُ إِلا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ
فجاء كلام الله بذكرها في مواضع عديدة لكسب الرزق و جلب الراحة و طرد الهم
و كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فأضحى التفريط فيها و هجرها معصية جليلة
و لأن لها الحق الرفيع لم تمنع على المريض حتى ولو يومئ لتأديتها
فيبقى قلبه معلق بالله و قريب منه فلا يزيغ, لعموم قوله تعالى
❖❖
❖❖❖❖ فمن صلحت صلاته صلح سائر عمله و من فسدت صلاته فسد سائر عمله
و إن لها البشرى بغسل الخطايا و تطهير الذات و علو المنزلة بالجنة
لقوله (ﷺ) ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟))
قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال:((فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))
أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
ثم إن جل الناس لا يفقه تأديتها على الوجه المشروع و منه ليس كل من صلى فقد صلى
فهي تحمل شروطا تستوفي حقوقها كاملة و حتى تكون متقبلة عند الله
و لما فرضت على النبي المصطفى لم يجعل لها ربها واسطة
بل كلمه سبحانه إليه بأعظم الليالي و بأعلى السماوات
فالبدار البدار لإدراك ما فات
فمن أراد الراحة جاءه قوله (ﷺ)
❖❖
❖❖❖❖ آن لنا أن نعطيها حقها الكامل غير منقوص
فهي أول شيء ستسألون عنه يوم القيامة و إنا لمقصرون و مضيعون لها فلنتأمل هذه الآية الكريمة:
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} .
و لا يعذر جاهل بجهله فتبقى الصلاة هي الأمر المشروع من وضوء
إلى اتجاه للقبلة إلى ركوع و قراءة ذكرو سجود
و من منطلق قوله (ﷺ)
❖❖
❖❖❖❖ أناشد و أطالبك اخية أن تتعرفي على هذه الشعيرة الغراء عن قرب
و تمسكي زمام فرائضها بيد وثقى و فؤاد مليئ بالحب لله و رسوله
فمن أحبهما أطاعهما فيما أمرا و اجتنب ما نهيا عنه
و تحضرني قصة
❖❖ الرجل الذي دخل المسجد فصلَّى ورسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ناحية المسجد،
فجاءَ فسلَّم عليه، فقال: ((وعليك، ارجع فصلِّ؛ فإنَّك لم تُصلِّ بعدُ))، فرجع فسلَّم عليه، فقال:
((ارجعْ؛ فإنَّك لم تُصلِّ بعدُ))، فقال في الثالثة: فعَلِّمني يا رسولَ الله، فقال:
((إذا قُمتَ إلى الصلاة، فأسْبِغ الوضوء، ثم استقبل القِبلة فكَبِّر، ثم اقرأ بما تيسَّر معك مِن القرآن،
ثم اركعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا،
ثم ارْفعْ حتى تستوي قائمًا - أو قال: قاعدًا - ثم افعلْ ذلك في صلاتك كلِّها)).
هذا الحديثُ قاله النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - منذُ أربعةَ عشر قرْنًا، وما زال حالنا يردِّد:
((ارجِعْ فَصَلِّ؛ فإنَّك لم تصلِّ)).
ألقاكن على خير
فإن أصبت فمن الله و إن أخطات فمن نفسي و الشيطان
بارك الله فيك على طرحك المتميز جداً
وفقك الله لكل خير...