ربا بنت خالد

ربا بنت خالد @rba_bnt_khald

عضوة شرف في عالم حواء

.. لله در أختي لم تنجب الأرض مثلها ..

الأدب النبطي والفصيح





.. لله در أختي لم تنجب الأرض مثلها ..


.. كانت ضياء .. أضاء حياتي ..
ثم فجأة .. وجدت نفسي أتلمس ذاك الضياء بعدما غيبه الموت وأخذه مني ..
هنا سـ أروي قصة أختي عليها رحمات الله المتتابعات .. ربما تكون قصة ..
أو مجرد ففضفضة .. أو كلمات انطلقت من لوحة المفاتيح لأتنفس ذكراها كـ أطهر حرف ..

أول الضياء ..
.. أختي ..
الضياء .. رحمها الله تعالى .. كنا معاً .. نتقاسم كل شيء .. الملبس والحجرة .. وحتى
فصول الدارسة .. أكملنا تعلمينا المتوسط في صف واحد .. كنت اسبقها في درجة التحصيل ..
وكانت تسبقني في تحصيل كل معنى أخاذ .. بالرغم من أنها تكبرني بعام فقط .. ألا إني أرى فيها
معنى الأخت الحامية .. الحريصة .. الحنونة .. والأخت الأمان ..
كان حسها لطيف .. ذات خلق دمث .. مرحة .. محبوبة ..
جرئيه في الحق .. سهلة مريحة .. تدخل القلب من أوسع أبوابه .. ذات شعبية كبيرة في جميع
مراحل حياتها سواء في المدرسة أو في السنة التي قضتها في الجامعة .. أو بعد زواجها ..
كان الكل يصاب بـ دهشة حينما يعرفون درجة القرابة التي تربطنا .. فنحن نختلف في السمت ..
لكن نتفق في الحب .. كنتُ أرى بعيناها جميع سعادة الأرض .. ..كـ نسيج من ورقات بياض ..
تسبكها السماء بمدد دري .. يسطع في حلوكة الليالي القاتمة فينيرها ..
كنتً قبل أن أخلد إلى النوم أعمد إلى حقيبتها فـ أدقق النظر في دفاترها الناقصة وأكملها لها .. وهي بالمقابل
كانت تسهل كل أمر لي في مجتمع المدرسة ومحيطها .. رابط خفي يجمع تعاملنا .. وانسجام
أخوي في أدق الظروف .. وأصعب اللحظات .. هكذا بين عشية وضحاها انهيها تعلمينا الثانوي معا
وبقلب واحد وبسعادة غامرة ..



ثـاني الضياء ..
كانت تتألم .. في فترات محدودة من السنة .. وكان روماتيزم الدم كـ البوم ينعق كثيرا في أطلال من الوجع..
وكانت تضطر بأن تقيم في المستشفى عدة أيام .. لتتماثل للشفاء .. وتعود بعدها في دوامة جديدة من الآم
الأذن .. والروماتيزم القارس .. أعتدنا وجود الضياء هكذا .. مع كل ما مر بها من ألوان الألم إلا إنها
لم تفقد ذاك البريق المشع من عينيها .. .الذي. يزامن السماء أتساعا .. ومهابة .. و جلالة ..
ويُكتب له موعد مع الشروق في كل تكبيرة فجر .. وابتسامة صدق دافئة منها ..
لم تنفك عنها الآلام من ذلك الحين حتى أخر يوم في سجل عمرها الطاهر النقي .. انخرطت في ذاك الوقت
للاستعداد لدخول الجامعة .. والتخصص في القسم الذي تريده وتتمناه ..
لكن حال بينها وبين حلمها درجة المعدل التي أجبرتها على الانتساب إلى الجامعة فقط ..
كان طريق الضياء.. من وخز الوجيعة لا يمر دون أن تمنحه من نقاء ذاتها بصمة
لا تفارقه .. و صك ولوج إلى بوابة من الصمود لا تنثني .. كنت أتعجب همتها ..
فأدعو الله من قلبي أن لا يضيع جهدها في الدنيا والآخرة ..
استغلت كونها منتسبة إلى الجامعة .. فـ أتقنت مهارات الطبخ والحاسوب والتجميل ..
في فترة وجيزة .. وأصبحت مرجعاً موثوقًا لكل صاحبة حاجة في مثل هذه الأمور ..
..كانت كـ قلم .. حر طليق .. لا تستعبدها غايات سطحية ..أو هموم نرجسية ..
وأفكار نمطية .. أرى في شروقها قصة نجاح يطل بها غروبها .. وفي غروبها أسمال لا تعيق
دفقه الضوء بين يديها ..



ثالث الضياء ..
قدر الله المتعال .. بأن تكتفي الضياء بسنة واحدة من الانتساب في الجامعة ..
وكان لظروف مرضها أكبر الأثر في ذلك .. رغم استقرار حالتها بوجه عام إلا انه
لا من مراجعة المشفى بين كل فينة وأخرى ..
في تلك الأيام تقدم لـ خطبتها شاب ملتزم وجدت فيه كل ما تحلم به من صفات الرجل
الصادق .. استخارت مراراً .. ثم وافقت على بركة الله ..
كان أكثر ما يسعدها في الأمر بأنه يقيم بجوار الحرم المكي الشريف .. هذا زادها
حماساً لـ تقبل فكرة الزواج عموماً وظهور نتائج التحليل بشكل مرضي لها .. التي كانت متخوفة من عدم تطابقها .. سعدتُ من أجلها .. وأقمنا حفل زفاف كانت هي ضياؤه ..
تألقت فيه كـفضة شوق تنهمر من شلال الشمس الدائب ..
تزوجت .. وغابت عن مدى أعيننا مدة من الزمن .. تنقلت خلالها بين مدن كثيرة ..
كان لـفقد غيابها ألم أسطوري .. كـ وجع الشجر العتيق حينما يضرب بالفأس مرات عدة ..
وكأنما فقدت الأمكنة ذاك الحس المنتشي الشجي .. وفقدت معه كل دافع للانطلاق وكل خطوة
تفاعل مع بني البشر .. أذكر يوما خيم علينا شعور رتيب قطعته هي بمفأجاة مدوية لنا
تعالت أصواتنا بالفرح مهللين بها فرحين مستبشرين .. لا أنسى طله دخولها علينا كأنها
البدر في ليلة ظلماء .. والهدايا تُلكأ خطوها .. وتستر ما تزهو به من ثوب براق ..


..رابع الضياء ..
كنا نأتي لزيارتها في مكان إقامتها بمكة المكرمة .. وكنت أرى دمع طهارة يغمر ماؤه
أرض الحب والسعادة .. كنت اعتبر من ما تفعل .. وأتبصر من صنائعها في كل لحظة ..
لا أنسى همسة حديثها يوماً حينما قالت لي : أسكن في صدر عابر سبيل
اتخذ الأيام له رفيقا .. ) كانت تعتبر مجرد وجودها في مكة المكرمة نعمة لا بد من أن تشكر الله
عليها حق شكره سبحانه .. وكلنا مقصرون في عبادته أسال الله أن يجزيها كأمثال الجبال حسنات ..
كان زوجها متفرغ لأمر الدعوة .. وكانت هي تملأ فراغها بـ أبهر شيء أعجبني ..
فكانت تعمل وجبات خفيفة وتزينها بـ شرائط ملونة وتذهب بها إلى ساحات الحرم لتتصدق بها ..
كان هذا ديدنها وجل ما تقضي فيه وقتها .. لم تكن لها أمنيات كـأمنيات ممن هم حولها .. بل
كانت أمنياتها أحاديث صفاء تحوم بها طيور الغد أحلامها تصنعها صناعة ..
وتمزجها بشي من اليقين المسجى داخل روحها المنطلقة ..

خامس الضياء ..
رزقها الله تعالى بحمل مبارك أنهت شهوره التسع بعناء وكد .. أنجبت طفلة حلمت بأن تغرس فيها كل خلق جميل ..
كانت تضم طفلتها إليها بقوة وتهمس لها بـأنها أغلى ما تملك ..
في تلك الأيام كنت ألحظ على الضياء سمت هدوء وحزن طفيف .. كنت أسالها هل من مكروه
حدث ؟ فـ تجيبني ( أن كل شي يسير بشكل جيد ..) أذن ما الخلل ؟ وما سر مسحة الحزن العميق التي
تقبع خلف شفيف قلبها ..
يوما بعد يوم .. قل حدثيها .. تحولت نكتتها وطرافتها إلى شي أشبه باللوعة يحرق حصاد قلوبنا ..
التجأت أكثر إلى الصلاة والتزام القرآن الكريم في أغلب وقتها وهذا ما سدد إلى قلبي شعور بالارتياح
وكان كفيل بـ نفض كل الهواجس التي بنيتها ..
إلى أن أتي اليوم الذي أسرت لي بـ حديث زلزل قلبي وهزه حين قالت ( إن متُ فأنتِ من سيربي
أبنتي ) ..
نظرت إلى عيناها برقت منها دمعة .. وطفرت من قلبي أنواع الدموع ...




سادس الضياء ..
استمرت الضياء في سلوكها .. واستمرت في التزام الصمت أكثر وأكثر .. كان ذاك الوقت يزامن
وقت الحج .. ذهبت أنا إلى الحج وكانت أجمل أيام عمري .. فكانت تحادثني وتطلب مني أن أدعو لها
بدعوة .. طالما حلمت بأن تكون خاتمتها .. كنت أسمع لذة الشوق في حديثها عندما كانت تتمنى الشهادة ..
وتلح علي بأن اسأل الله تعالى أن يرزقها الشهادة .. كنت أخفي في نفسي شعوراً غريباً .. وحيرة تملأ
قلبي بلا حدود .. فأجيبها محاولةً أن أغير دفة الحديث : بعد عمر طويل إن شاء الله ..سأدعو لك بأن تكوني
قرة عين زوجك وأجمل نساء العالمين في نظره .. وانطلقت مني ضحكة لعلي أخفف بها لوعتها .. فأجابتني قائله : (.. صدقيني لا يهم
ادعي لي بالشهادة .).وكأني أرى إلتماعة دمع ندت منها بعدما أرهقها طول الصمود ..
أغلقت الهاتف .. وبدأ قلبي رحلة الخوف الأليم .. وكان همسي رباه لا تحرمني أختي ..
رجعنا من الحج .. وكان هناك خبر في انتظارنا .. وهو أن الضياء .في شهر حملها الثالث ..
أطمئننتُ كثيراً إلى هذا الخبر .. وهذا أيضا أزاح كل شعور خوف مبهم على أختي الحبيبة ..
..

سابع الضياء ..
مرت شهور حملها الأخير بنحو جيد .. حتى أتى الشهر الثامن .. كان بداية تدهور حالتها ..
كنت أراها تتألم بشدة .. كان ألمها مسبوك ب ندرة تلقائية .. وفطرة عفوية .. تزيده الليالي
صبرا. ..وأكثر اقتدارا على لعق المر . رغم محاولاتنا في زيارة المشفى إلا إنها كانت ترفض وتقول
سوف أتحسن ..
كنت أرى عالم من بهرجة وغثاء .. وعالمها هي حزمة من النور الساطع في ذوات
الصادقين ..عالم من عالج الكبر بالتواضع .. وانفق سلعته لم يخش يوما إلا الله ..
عالم جعل من طيب فعائله منارات يهتدى بها ديجور الليل وزيف الأقنعة ..
خف ألمها بدرجة معقولة إلى أن أنهت شهور حملها .. ووضعت مولوداً يشبه زهرة الربيع
والحياة ..ينساب منه الجمال رقة وسلاماً ..
رجعت إلى الدار بصحة جيده فرحنا جمعيا.. أخيرا زال ذاك الألم عنها .. وخف وجع رأسها كثيرا واستقرت صحتها
بعد تدهور ملحوظ ..
وبعد انقضاء أسبوعين من ولادتها لطفلها رجعت لها الآلام أكثر ضراوة وأشد بأسا .. كنت ألمحلها من بعيد
وقد احتضن طفليها قلبها فأقول في نفسي اللهم لا تحرمهم بعضهم ..
وقد كبر في أعماق كياني شعور مؤلم بالخوف قاس بلا رحمة يمزق نياط قلبي كلما عمدت دارها ..
تتألم بصبر .. وتحتسب .. وتضم طفليها بحنان بالغ وبلهفة الأم الراحلة التي وقر في نفسها إرهاصات الرحيل ..
وفي الأسبوع الثالث من بعد الولادة .. نقلناها إلى المستشفى عندما تدهورت حالتها وأصبح سعالها
ممزوجا بنكهة الدم ..


ثامن الضياء ..
رافقت معها بالمستشفى عدة أيام.. وفي آخر يوم لها قبل إن يذهبوا بها إلى العناية .. استيقظت مبكرا ..
وقدمت لها الإفطار أحسستُ بتقدم معنوي في صحتها .. وحققت هي ذاك الإحساس بقولها ( الحمد لله
أول مرة أفطر هكذا ) .. كانت هذه العبارة كفلية بأن تطير بي إلى عنان السماء .. فهاتفت أبي اخبره
بالخبر السار .. لكن وما أوجع لكن .. دخل علينا في الحجرة جمع من الأطباء والممرضات .. يتهامسون
بينهم سرا ًو يتلقفون بينهم أوراق الأشعة كالسهام التي تبتلع وراءها كل صدى ..
إلى أن قطع ذاك الهدير من الهمس أكبرهم سنا وأضلعهم في المهنة : لا بد أن تنتقلي
إلى العناية المركزة .. فرائتيكِ بدأت تتآكل وبدأت الثقوب تغص بها .. تجمدت تلك الابتسامة على شفتيها
وانسكبت دموعها في غزارة .. وفالت أريد أن أرى أطفالي ..
كان وقت الزيارة بالنسبة لنا موعد خذلتني فيه الدموع .. تحلق حولها أطفالها .. وهي تقبلهم وتستودعهم الله ..
وفي استسلام أعطت الصغير أبيه وبدأو هم في إجراءات نقلها إلى العناية المشددة ..


تاسع الضياء ..
نزلتُ معها إلى العناية المركزة .. ودخلت ذاك العالم الذي لا يشبه أي عالم اعرفه .. كنت أتجول بين المرضى وأمنياتهم محدودة صغيرة تتمثل في كلمة واحدة وهي (الصحة ).. أو دفقه هواء نقي يعيد إلى شرايينهم ما أتلفها العطب .. كنت ألمح في عيونهم أمنية غالية وهي العافية ..
كنت هناك كالتائهة .. لا أرى إلا أجساد منهكة .. وعشرات الأسلاك التي اتصلت بتلك الأجساد المتعبة ..
ذهبت إلى الضياء فاستوقفتني الممرضة طالبةً مني الخروج حالاً .. فحدثتها أنى أريد أن اطمئن على أختي .. ولو بنظرة .. فأومأت لي برأسها أن لا يمكنك ذلك .. فحدثت إليها بمزيد من الإصرار فوافقت على مضض وبشرط أن أسرع ..
ما أن شاهدت الضياء في أخر الحجرة الواسعة زادت نبضات قلبي .. والتهب ضميري ونزفت روحي أنات تحترق
انشطاراً ..
كانت نائمة تحت تأثير البنج .. وقد اتصل بها عشرات الأجهزة التي تطلق كل منها صفيراً منغوماً يحمل رائحة الموت ..
كانت تلك آخر مرة أراها وهي على قيد الحياة ..
كان أبي متابع لحالة الضياء .. فطلب من الأطباء إفاقتها
ولو لمدة بسيطة .. فوافق الطبيب على ذلك وسحبوا من أوردتها البنج المخدر فعاد لها وعيها ..
حدثها أبي أنها بخير .. وطلب منها أن تتشهد ..مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات وأخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة ) فتشهدت ورفعت سبابتها بالشهادة .. وبرقت من عينها دمعة تحمل ألف معنى ..
قضت شهرين متتابعين في العناية المركزة .. وهي بين جملتين لا أكثر ( تحسنت _ انتكست )
وقد أصبحت قلوبنا مرمى لتساقط شهب الحزن .ورصيف نازف توقفت حياته إلا مع ذاك الضياء ...

آخر الضياء ..
في آخر الشهرين .. وفي الساعة 2 فجرا اتصل المشفى بأبي يخبره بأن حالة الضياء خطيرة .. فقام باكياً
يردد كلمة واحدة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .. أذكر إنني لن انم يومها ولم يتطرق إلى خيالي شي من
طعم الحياة ..في الصباح أتى ألينا أبي ووجهه يعلن ما يرفض الإفصاح به قائلا : أدعو لها ..
لم أشاء أن أناقشه فطلبت المشفى في مكالمة هاتفية .. وأخبرتهم بأني أخت الضياء و أريد معرفة حالتها
بالتفصيل .. انتظرت وقتاً كان أشبه بالدهر .. وسمعت صوتا يقول : أنا الطبيب المسئول عن حالتها ماذا تريدين ؟
قلت أعطني المستجدات عن حالة الضياء.. فأخبرني بتوقف أعمال الكلى وأعمال الرئة بنسبة واحد وتسعون بالمائة ..
عندها لم تحملني ساقاي .. أبداً ..
وبعد ذلك بثلاثة أيام .. ماتت الضياء .. ومات معها كل معنى جميل في حياتي .. تذكرت كيف يسر لها المولى
عز وجل سبل الخير وأبواب الصدقة قبل وفاتها .. تذكرت كظمها للغيظ وهي قادرة على إنفاذه .. تذكرت تغليبها
الظن الحسن دوما على الظن السوء .. ذهبت إلى تغسليها وتجهيزها فأنزل الله سكينته علي لما شاهدت بسمة تزين
وجهها الحبيب ..
كانت وفاتها بمثابة جرح عميق وصدمة هائلة للكل .. و كان عزاءها مثل السيل الذي لا ينقطع من القوة ..
وتوافد الناس ممن نعرفهم ولا نعرفهم من مختلف مناطق المملكة .. وهناك من أشركها في اجر بناء
مسجد أو صدقة جارية أو طباعة كتاب ..
والآن أسال الله أن يبعثها شهيدة كما أرادت وتمنت ودعت .. وأن يجعل الفردوس الأعلى مستقراً لروحها وجسدها..
وجميـع أموات المسلمين ..


والحلم ذاكرة من ضباب .. والحياة رحلة من ضياء ..


75
13K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الصدق111
الصدق111
لله درها
اسال الله ان يتغمدها الله بواسع رحمته
وان يجعل ابناءها من عباده الصالحين

اعظم الله اجركم وغفر لميتكم
صمت الحب**
صمت الحب**
لم أعتد الدخول بمثل هذا الوقت..ولكن شيء ما كان يشدني..
علمت الآن أنه حرفك الشجي ينتظرني..
ورغم مافيه من ألم إلا أنه أذهلني فمع الضياء حلقت بعالم كانت تسكنه..
رسمتِ لنا حياتها وطهرها حتى علقت صورتها بالخيال..
رحمها الله رحمة واسعة وجعل مسكنها جنة الفردوس..
وعوضها عن شبابها خيراً..
وألهم قلبك وقلب صغارها وكل من أحبها السكون ورضى تتبعه راحة..


كلنا ياربا راحلون ولكن دائما يلح علي سؤال لم نحزن على من رحل أترانا سنخلد بعدهم ..؟

وهل الموت إلا بداية انتقال لحياة أخرى..

حفظك الرحمن يا نقية الروح..ولا حرمنا هذا المداد العبق..

روح الفن
روح الفن
.

بسم الله الرحمن الرحيم



أحرف تصطلي حرقة الفرقة و تشع نقاء كقطع البلور
الشفاف و تلامس الشغاف..
أخذتني ربا إلى روابي من الجمال المعتق بالحزن و الوفاء

رحلة حياتية صفوية وإن تخللها موت فهو ليس نهاية
بل منطلق وبداية..
فمن كانت حياتها تزخ بأنواء المبرات و بسخاء العطاءات
فستظل خالدة بالقلوب وحيّة بالغياب !!

أشعر أنك تتنفسين من خلال ذكراها و لا أخفيك غاليتي
غالبتني دموعي واستشعرت جمال الأخوة وجمال الروابط
التي لا يقطعها حتى الموت !!

كلنا راحلون ولكن هل كلنا جاهزون؟؟؟ هل كلنا سنترك أحبابا
لنا يشتاقون ؟؟؟

ما أكثر طابع الضياء الملهم هنا .. حتى الرحيل أحسسته محطة
لاشعاعات نورانية..


لا نملك غير لسان يدعو لها بالرحمة وأن يتقبلها ربها قبولا حسنا
ويدخلها جنة لا نصب فيها ولا وصب و حفظ الله أبناءها وحفظ الله
قلبك الأخويّ المحِب ..

دمتِِ برياحينك الفيحاء يا ذات النقاء ..



والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
*هنودة كان إسمي*


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسأل الله العظيم رب العرش الكريم
العفو الرحيم أن يتغمدها بواسع الرحمات
في هذه الأيام والليالي المباركات وفي كل وقت وحين
هنيئا لها يا ربا أن تركت في الحياة من يفتقدها ويستغفر لها
ويكتب لها وعنها بكل هذا الحب حتى تحيا طويلا ولو كان عمرها قصير
لحرفك هنا إحساس مختلف ترك في قلبي لك ولأختك ذكرى أظنها لن تموت
بوركتي ربا وبورك قلمك الذي حاكى الضياء وترك هنا عن الضياء قصة تكتب بماء الوفاء الخالص
(M!ss.j0j0)
(M!ss.j0j0)
لله درها
اسال الله ان يتغمدها الله بواسع رحمته
وان يجعل ابناءها من عباده الصالحين

اعظم الله اجركم وغفر لميتكم

دمتي و دآم قلمكـ الجميييل غاليتي