ولادتي الأولى واكتئاب ما بعد الولادة شريط في الذاكرة !!

بسم الله الرحمن الرحيم

ترددتُ كثيراً في كتابة ذلك لأني كنتُ بعد تجاوز المحنة والمرض قد عاهدتُ نفسي أن لا أعود بالذكرى وأحمد الله وأشكره على السلامة

حملت بطفلي الأول وكنت طالبة في الجامعة وبعيدة عن أهلي وعانيتُ من الوحام والغثيان وكل ما تعانيه معظم الحوامل
في الشهر الخامس أصابني طلق مبكر لكن شاء الله أن أكمل حملي بالسلامة مع المثبتات والراحة التامة في المنزل لمدة شهر تقريباً

ولدتُ بعد ولادتي تقريباً في الموعد المحدد بعده بيوم واحد بعد طلق دام قرابة 13 ساعة
وقد استزفتُ جهدي وطاقتي بالصراخ الذي لا فائدة منه بل يفقد النشاط المطلوب وقت الدفع

جاء ابني للحياة وشاء الله أن يبقى تحت رحمة الله في العناية وقال لنا الأطباء احتمال حياته 5% فقط
وذكر آخرون أنه لو عاش ربما يصاب بالتخلف وغير ذلك


لكن مشيئة الله فوق كل مشيئة وإرادة وبالدعااااااااااااااااااااء والصدقات شاء الله أن يخرج ابني سالماً معافىً والحمدلله رب العالمين

تلك الفترة عانيت من تجمع الحليب والشفاطات وكان لدي امتحانات نهائية ومشاريع وما إلى ذلك

قضيت فترة الأربعين في بكاء وعويل وتعب وضغط نفسي
كنت لا أنام مطلقااااااااااااااااااااااااااااااً
ومع الزائرات أخجل أن استلقي ولا أتمكن من شفط الحليب
وضغط المذاكرة حيثُ أني رفضت أن أؤجل الدراسة

فأصبت بانهيار عصبي واكتئاب ما بعد الولادة
وبقيت في المستشفى لمدة شهر
صرتُ لا أعرف الليل من النهار وأظن أن ابني توفي

وكل الأحداث التي مرت بي اتذكرها الآن وتحضرني لأني كنت حساسة كثيراً وغلطتُ بالكلام على أقارب وصديقات

لا أحد يذكرني حقيقة بها ولم يلمني أحد
لكن كان زوجي يذكر لي بعض المواقف بعد إلحاح مني وكنتُ لا أتذكرها مطلقاً خصوصاً في المستشفى

ووالدتي حفظها الله تحملت بابني وهو ابن شهور وربته حتى أتم السنة الأولى من عمره
ولم أتمكن من رضاعته بسبب الأدوية النفسية ولا تربيته عندي لأني بسبب الأدوية عانيت اكتئاب وقلق ونوم متواصل فلم أكن مؤهلة حينها لامساكه والاهتمام بأموره لكن الله ما يخلق من دابة على الأرض إلا وعليه رزقها

وكان الحليب في صدري لم يجف لكن الحمدلله لم يكتب الله لابني رزقه في الرضاعة الطبيعية

و بقيت آكلها لمدة سنة و 4 أشهر تقريباً وزاد وزني خلالها 17 كيلو وبفضل الله تركتها وبدأت بفقد الوزن منذ سنتان مع المحافظة على الطعام الصحي والرياضة

زوجي كان خائف من الحمل والولادة وتكرر ما حدث خصوصاً أن الطبيب ذكر لنا أن احتمال تكرر ذلك أو حدوث انتكاسة لا سمح الله

لكني في كل مرة اذكره برحمة الله وأني خرجت وابنه من هذه المحنة بسلاااااااااااااام

وعلينا حمدالله والاستعاذة من الشيطان

ما يؤلمني حالياً وأنا لا أعلم هل أنا حامل الآن أم لا هو الذكريات التي أصبحت تمر بذهني الآن كأنها شريط مسجل
وبعض الأشياء المحرجة والمواقف

وخوفي من تكرار ذلك ولا أريد مصارحة زوجي بمخاوفي أو ذكرياتي ولا والدتي


هذا غيض من فيض وأرجو منكن الدعاء لي وهل صادفت إحداكن مثل هذه المواقف وكيف تغلبت عليها