المساعده عندي بحث عن كاتب يسب الاسلام او من غير المسلمين ويمدح الاسلام

الطالبات والمعلمات

الى اهل الخبره والمشرفين الرجاء المساعده عندي بحث عن كاتب يسب الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد بحث اوكتاب لمؤلف يسب الاسلام غيركتا ب ايات شيطانيه لسليمان رشدي
او بحث او كتا ب لمؤلف يثني على الاسلام ويكون المؤلف من غير المسلمين
ولكم الف شكر الرجاء من يعرف رابط او موقع اواي شي عن الموضوع يدلني عليه
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ندى الاصيل
ندى الاصيل
لرفع:06:
abeer najd
abeer najd
السلام عليكم
حاولت وبحثت لك وهذا اسرع شي لقيته وهو منقول من الايميل
الله يوفقك
:26:


المرأة السعودية قوية بإسلامها


هذا عمل صحفي يختلف عن المقالات والدراسات "المعلبة" التي تزخر بها الصحافة الغربية كل صباح، لا سيما مع تصاعد موجة التشنج والبغض، التي يتم شحن القارئ بها يومياً عبر الحديث المكرر عن "الخطر الإسلامي"، و"الزحف الأخضر"، الذي أصبح مصدراً للرزق الكثير من صهاينة الإعلام الغربي، وصبيانهم من المرتدين وجوقة الهجوم على المسلمين والعرب بأصوات شرق أوسطية وسحنات سمراء. مصدر اختلاف هذا "التحقيق" أنه يلامس -بأسلوب مغاير- قضية شائكة وتصوراً مسبقاً عن "المرأة المسلمة"، التي غدت لافتة عريضة يتم من خلالها الطعن في هذا الدين كمنهج، وفي شريعته كأسلوب للحياة.

حينما كتب (سكوت بيترسون) مراسل صحيفة (كريستيان ساينس موينتور) الأمريكية واسعة الانتشار- تحقيقه فاجأ القارئ المتخصص قبل القارئ العادي، صحيح أن "التحقيق" يحتوي على جرعات مسمومة هنا وهناك، إلا أن السياق العام له حاول أن يعكس واقع المرأة السعودية بعيون غربية

وفي ثنايا المقال نلمس لهجة الاستغراب التي غلق بها الكاتب مقاطع من المقال

وهو يتساءل كيف يعتز قطاع واسع من النساء السعوديات بحجابهن

ولا يرين فيه أي تعارض مع دورهن في مجتمعهن

ويقول في هذا السياق:

"لغز الحجاب الذي يثير حفيظة الغرب غير مطروح للتساؤل هنا في السعودية

الحجاب لم يقف حائلاً أمام تطور المرأة هنا

فالسعوديات مؤهلات للتعامل مع أحدث برامج الحاسوب

والإدارة

ونظريات التعليم

بل إن القطاع الواسع من النساء السعوديات المتعلمات

يدافعن عن الحجاب

كمنظومة تحكم علاقة المرأة بالرجل في إطار أوسع

وبالرغم من انفصال التعليم بين الطالبات والطلبة

فإن نظام التعليم يخرج آلاف الطالبات

الحاصلات على شهادات جامعية

بل إن بعض النساء هنا يدرن أعمالهن الخاصة بأنفسهن".

أميرات في بيوتنا :

وبالرغم من الخلفية (الليبرالية) التي يستند إليها الكاتب

لا سيما أن المرأة الغربية عموماً، والأمريكية خصوصاً

تمثل عنده "النموذج"

الذي تُقاس إليه نساء العالم الأخريات

إلا أنه فوجئ بأن هذا النموذج

"الليبرالي"

أو التحرري

لا يلقى شعبية بين النساء في السعودية

وتزداد دهشته

حينما يعرب عن قناعته

بأن الحجاب يلقى شعبية بين المتعلمات

كما هو الحال مع غير المتعلمات

وينقل عن إحدى السيدات من الطبقة الثرية قولها:

"إن الحجاب نعمة عظيمة

والمرأة هنا تحظى بمعاملة ملكية

لا تحظى بها امرأة أخرى

لا تقود السيارة

لكن هناك دائماً من يقوم بخدمتها

نحن "أميرات" في بيوتنا

وأزواجنا يبذلون جهداً رائعاً لإسعادنا".

وإذا كان هذا رأي قطاع عريض من النساء السعوديات

فإن الكاتب يضطر للبحث عن الحقيقة من أفواه الغربيات

المقيمات لفترة طويلة في البلاد

تقول امرأة أمريكية أقامت لأكثر من عقدين في مدينة جدة :

"إن النظرة الغربية والتأطير السلبي الذي يحيط بحجاب المرأة المسلمة غير صحيح

أعتقد أن المرأة هنا تأخذ دورها الطبيعي بهدوء

ودون ضجة

أو تغييرات حادة شبيهة بتلك التي تحدث في الدول الأوروبية وأمريكا".

لا ثم لا :

يطرح الكاتب موضوع تحرير المرأة

ويسبر غوره

عبر معالجة تبدو حيادية

وتورد الإجابة على لسان نساء عديدات يؤكدن :

أن الحرية الغربية لا تروق لنا

ولا تلقى قبولاً أو تعاطفا

ً". تقول إحدى السيدات:

"للغرب أسلوب حياته

ولنا أسلوب حياتنا

ونمط سلوكنا الخاص بنا

إننا هنا نرى العالم عبر الأطباق اللاقطة "الدش"

ونعرف الضوابط الموجودة لدينا

والحريات اللامحدودة لديكم

ونحن نعتقد أننا نعرف عنكم

وعن الأخلاق المتفشية بينكم إلى الحد الذي يجعلني أقول:

لو سألتني هل أريد هذه الحرية الغربية فإن إجابتي ستكون ثلاث كلمات:

لا ثم لا ثم لا.

إن الدين هو الذي يحكم تصرف الإنسان

ومن كان مفلساً في دينه فقد الضابط الذي يحرك مساره".

يحاول الكاتب في مقاطع معينة أن يسلخ قضية الحجاب عن المنظور الأشمل لدور المرأة في المجتمع المسلم المحافظ

لذا فهو يبدي تعجبه من أن "هذه القطعة من القماش الأسود التي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قديمها" تمنح المرأة حرية اختيار الزوج

كما يعجب من أن المرأة هنا تتمتع بهامش من حرية اتخاذ القرار والنقاش

على نحو يتناقض مع مفهوم "الحريم"

الذي كرّسه الإعلام الاستشراقي والغربي عموماً.

وهكذا يصاب الكاتب بالحيرة

وهو يرى المرأة في السعودية

صاحبة شأن في إدارة شؤون بيتها وأولادها

وأنها تحظى بالاحترام من قبل شريك حياتها.

وحين يرى الكاتب نماذج لنشاطات نسائية بمعزل عن الرجال، ينقل لنا أن النساء هنا يشعرن بأمان حقيقي في جو بعيد عن المضايقات أو الأخلاق السيئة، ويؤكد أن الحجاب والبعد عن الاختلاط كانا سببين لتميز الأداء الذي لا تخطئه عين.

عناية خاصة :

وينقلنا الكاتب بسرعة إلى الخلفية التاريخية التي احترمت المرأة المسلمة طوال القرون الماضية، ويدلل على ذلك بأن العمارة الإسلامية أحاطت المرأة بعناية خاصة من خلال "الرواشين" التي تسمح لها بمراقبة العالم الخارجي، دون أن تفقد خصوصيتها.

النساء هنا كما يقول سكوت يشعرن بأن النظام الأخلاقي الإسلامي يحفظ للأسرة كرامتها، ويمنعها من التعرض للمشاهد التي تخدش الحياء. تقول سيدة متعلمة: "هنا لا مناظر فاحشة، ولا اختلاط بين المرأة الأجنبية والرجل إلا في أضيق نطاق.. نحن سعيدات بهذا بلا شك".

الأسرة جمادى الأولى 1417هـ



المصدر :

http://www.khayma.com/ftat/
رغد الحياة
رغد الحياة
السلام عليكم
اللي فهمته من كلامك اختي انك تبين كاتب معين..
انا انصحك بـ Dr. William Baker
شخصية رااائعة وانا بنفسي حضرت له محاضرات وكان يصف فيها نظرته للمسلمين واعتقد هو مسيحي لكن حافظ كثييييييييير امثلة من القران ويناقشها بأسلوب حلو بحياتنا العصرية ...
لو لقيت لك معلومات ثانية ماراح اقصر
فمان الله
رنيـم
مآذن
مآذن
أختي ...أنا أقرأفي بعض الأحيان للكاتب الأمريكي بول فندلـــي وهو عضو في الكونغرس الأمريكي سابقا..
وله كتاب سأورد لك صفحات منه نقلتها من النت..

الكتاب : لا سكوت بعد اليوم
المؤلف : بول فندلي ( عضو الكونجرس الأمريكي السابق )

إهـداء :
إلى كل من يُجِلُّون الحرية لكل الناس ، في كل مكان …
"إن دفاعنا هو الروح التي تُقَدِّر الحرية بوصفها تراث كل البشر في كل مكان . فإذا دمرت هذه الروح فإنك تزرع بذور الطغيان حول أبوابك ".
إبراهام لنكولن
من خطاب في ادوارد زفيل ، بولاية
إيلينوي ، 11 تشرين الأول/ أكتوبر 1858م
شكـر :
هذا هو كتابي الخامس ، وهو الأكثر تحدياً وتعقيداً وسحراً . وقد ساعدني في تأليفه معظم الأشخاص المذكورين في الكشاف ، والذين زودوني بحكايات وتجارب شخصية وعِبَرْ ، فيها من التبصّر ما لا يقدّر بثمن . وقد فعلوا ذلك بحماسة ، آملين أن يساعد هذا العمل بصيغته النهائية ، على إزالة الالتباس في فهم الإسلام .
وعلى مستوى التحرير ، كانت شيرلي كلويز على رأس الذين قدّموا لي يد العون . فقد حررت في السنوات الماضية ، كتابين وضعتهما عن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ؛ وهي تساعد الآن على تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن النزاع الأهلي في كوسوفو . وساعد في التحرير المفصّل العلامة الدكتور نور نصيري ، وزوجته زينب البرّي ، وأندرو باترسن ، المدرس واللغوي ، والدكتور ولف فوهريغ ، الأستاذ المتقاعد في العلوم السياسية ، وهو جارٌ لي.
وتولت لوسيل ، زوجتي ، وهي افضل نقّادي ، توضيح ما هو مشوش ، أثناء تصحيح التجارب الطباعية ، ولا ريب في أن تكليفها قراءة عدة مسودات للفصول نفسها قد أسهم في أن يرى هذا الكتاب النور ؛ وقد ساعد كل من ولدينا ، كريغ وديان ، على تحسين النص . وينعم كريغ وديان ، مثلما أنعم أنا وزوجتي ، بصداقات مع أناس ذوي ثقافات وأديان متعددة. أما موظفو دار أمانا للنشر ، فقد كان تعاونهم وصبرهم سخيين .

وإنني أشعر بشيء من الأسى في ما تغادر هذه المخطوطة يديّ ، وقد ضُغطت في قرص مدمج صغير إذ أن إعدادي لها عمّق احترامي للإسلام ، وأغنى حياتي بصداقات مع عدد من المسلمين . ومع القرص ، أرغب في أن تبقى هذه الصداقات .
نبذة عن الكتاب :
يشكل كتابه الجديد: "لاسكوت بعد اليوم" ، استمراراً للنهج الذي اتبعه بول فندلي ، دفاعاً عن صورة العرب والإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية ، فهو يروي عن رحلته الاستكشافية في عالم الإسلام ، التي قادته إلى التعرف إلى ديانة ، تقوم على التسامح واحترام قيمة الإنسان وكرامته ، يعتنقها مئات الملايين من البشر في أنحاء العالم ، وأقلية نامية في الولايات المتحدة تواجه ، يومياً ، التحديات الناشئة عن التمييز والأفكار المضللة التي تسود مجتمعاً تدين أغلبيته الساحقة بالمسيحية .
لقد جعلته تلك الرحلة الطويلة يعقد العزم على العمل بلا كلل من أجل كسر حاجز الجهل بالإسلام والمسلمين ، وتفنيد الأضاليل لتبديد سوء الفهم . وهذا الكتاب هو ثمرة جهود سنوات ، وقد خاطب فيه أساساً ، مواطنيه المسيحيين ، كما خاطب مواطنيه المسلمين يحثهم على الانتقال إلى موقع التصدي ، والإقدام على الانخراط في العمل السياسي لتخطي الحواجز ، واحتلال المكانة التي تليق بهم في المجتمع الأمريكي .
والمؤلـف :
من المعروف أن بول فندلي كان عضواً في الكونجرس الأمريكي ، ممثلاً لولاية ايلينوي لمدة عشرين سنة ، حمل خلالها لواء الدفاع بجرأة كبيرة عن الحقوق العربية بعامة والفلسطينية بخاصة .
وواجه بشجاعة نادرة ، الضغوط التي مارسها ضده اللوبي الصهيوني . وبعد خروجه من الكونجرس عام 1982م ، واصل العمل على تنوير الرأي العام الأمريكي حول حقيقة "الصراع العربي – الإسرائيلي" ، فأصدر كتاب " من يجرؤ على الكلام " الذي يلقي فيه أضواء كاشفة على القوى الصهيونية الضاغطة في الولايات المتحدة ، ومدى تأثيرها على صانعي القرار في سياستها الخارجية ، ثم أصدر كتابه الثاني "الخداع" الذي يفضح أساطير اليهود والصهاينة ودعاياتهم ، والأضرار التي تلحق بالولايات المتحدة الأمريكية ، جراء انحيازها لإسرائيل .

الحلقة الأولى
الجزء الأول

رحلة غير متوقعة

لا أكاد في هذه الأيام أصدّق أن استكشافي غير المخطط لعالم الإسلام قد بدأ قبل ربع قرن في بلد ناءٍ وصغير ، لم يقم بزيارته أي مسؤول أمريكي منذ سنين طويلة. ذهبت إلى هناك في مهمة إنقاذ ، لا صلة لها بالإسلام ، غير أنها متصلة تماماً بمحنة إيد فرانكلين ، وهو ناخب في ولاية إيلينوي سُجِن بتهمة تجسس ملفقة . ففي عام1974م ، منتصف فترة عملي التي استمرت 22 سنة ، كنت فيها عضواً في مجلس النواب الأمريكي ، وجدت نفسي أسافر بمفردي إلى أعماق عالم غير مألوف هو الشرق الأوسط العربي ، لأسعى إلى إطلاق سراح فرانكلين .
كان المكان الذي قصدته ، هو عدن ، عاصمة الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية ، وكانت آنذاك دولة ماركسية ، تقع على بعد ثلث المسافة حول العالم في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية . ولم تعد هذه الدولة على الخرائط الحالية ، لأن حكومتها انهارت وتوحدت هي في عام 1990م مع جمهورية اليمن العربية لتشكيل جمهورية اليمن .
عندما شرعت في رحلتي من أجل إطلاق سراح فرانكلين ، كان قد قضى ستة عشر شهراً في السجن الانفرادي ، متحملاً في تصوري ، ظروفاً بدائية قاسية . وكان أبواه القلقان ، اللذان يسكنان قرب منزلي في إيلينوي الغربية ، والواثقان أن ابنهما قد أدين ظلماً ، قد طلبا مني المساعدة في إطلاق سراحه . وكان فرانكلين قد أوضح في رسالة بعثها من السجن ، أن الطائرة التجارية التي كانت تقله إلى مقر عمله كمدرس في الكويت قد أصيبت بعطل في المحرك ، واضطرت للهبوط في عدن ، وأثناء انتظار إصلاح الطائرة ، التقط فرانكلين صوراً للمطار والمرفأ القريب من دون أن يدرك أن ذلك ينتهك الأنظمة الأمنية . فأوقفه رجال الشرطة المحليون الذين ساورتهم الشكوك باحتمال أن يكون البريطانيون يخططون لتنفيذ عملية كوماندوز مثل العملية التي نفذوها قبل ذلك بستة أعوام . وبعد استجواب استمر عدة
أسابيع ، أصدرت المحكمة قراراً بسجنه خمسة أعوام .
وكنت مثل معظم الأمريكيين حينذاك ، أحمل عن الشرق الأوسط صورة كئيبة، ولم تفعل الحكومة الأمريكية شيئاً لتبديد هواجسي . فقد اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة في عدن الحكومة الأكثر تطرفاً بين كل الأنظمة في العالم العربي . ولم يكن أي مسؤول أمريكي قد دخل البلاد منذ الحرب العربية – الإسرائيلية في حزيران (يونيو) 1967م. وهذا يعني أنني سأحرم من حماية الحكومة الأمريكية والمساعدة الدبلوماسية لدى وصولي . وبينما كنت أحاول اتخاذ قرار بشأن الرحلة ، سألت دبلوماسياً كبيراً عما ستفعله وزارة الخارجية إذا أودعني النظام اليمني الجنوبي السجن ، فكان جوابه الذي يبعث على القلق : " سنحاول إيجاد عضو آخر في الكونجرس مستعد للذهاب إلى هناك ، ليحاول إخراجك من السجن ".
وأقنعتني اتصالاتي بوزارة الخارجية البريطانية ، التي كانت لها سفارة في عدن ، أنني أمثل لإيد فرانكلين الأمل الوحيد في إطلاق سراحه . لذا على الرغم من التخوف الشديد أقلتني الطائرة من واشنطن إلى نيويورك ، ثم سافرت مباشرة إلى بيروت في لبنان ، ومنها توجهت إلى عدن . وراودتني أثناء اقتراب الطائرة من عدن تساؤلات عما ينتظرني : ربما عواقب مؤسفة تحل بي وبالعائلة التي تركتها ورائي ، وحتى نتائج سلبية للسياسة الخارجية الأمريكية . ماذا أفعل لو لم يقابلني أحد في المطار ؟
وكم كانت دهشتي كبيرة ، عندما رحّب وفد من مسئولي حكومة عدن بوصولي ، واصطُحبت إلى دار ضيافة رسمية ، وزُوّدت بسيارة وسائق أثناء إقامتي . وبعد ثلاثة أيام من المناقشات مع مسؤولين حكوميين ، والتجول لمشاهدة معالم العاصمة ، والانتظار المشوب بالقلق ، قابلت الرئيس سالم ربيع علي ، وصادف ذلك مساء اليوم السابق لمغادرتي . تحدث الرئيس بالتفصيل عن شكاوى عدن بشأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، ثم أعلن خبراً طيباً ، أن الناخب في دائرتي الانتخابية ، الذي كان الرئيس علي يشير إليه بعبارة "السجين" سيطلق سراحه ، ويُعهد به إليّ تلك الليلة ، ويُسمح له بمرافقتي لدى رحيلي في صباح اليوم التالي .

وإلى اللقاء مع الجزء الثاني من الحلقة الأولى إن شاء الله
__________________
تابع الحلقة الأولى
الجزء الثاني

كانت رحلة إطلاق فرانكلين من السجن أكثر من مجرد مثال غير عادي على خدمة الناخبين . لقد برهنت أنها مَعْـلَم مهم في حياتي . إنني إذ أتذكر أدرك أن عدن كانت أول محطة لي في استكشاف العالم الإسلامي . وفي المحطات التالية التي توقفت فيها ، فتحت عيني على ثقافة مستندة إلى الشرف والكرامة وقيمة كل إنسان ، علاوة على التسامح وطلب العلم؛ وهي معايير عرفت فيما بعد أنها متأصلة عميقاً في الدين الإسلامي . إنها أهداف كانت ستلقى استحسان أجدادي المسيحيين .
وفي ذلك البلد النائي تعرفت للمرة الأولى إلى ديانة يؤمن بها أكثر من مليار نسمة يشغلون أنحاء العالم كافة . إنهم جماعة دينية لا يفوقها عدداً سوى المسيحيين الذين يبلغ تعدادهم ما يزيد على ملياري نسمة . لم أكن أدرك في حينه ، أنهم كانوا في طور أن يصبحوا أقلية كبيرة ومتنامية في أمريكا . كما لم أدرك أن بينهم قادة في مجالات الأعمال والتجارة والعلوم والفنون والجامعات والمهن والرياضة . كما أنني لم أكن واعياً لحقيقة فحواها أن الصور النمطية الشائعة الانتشار قد شوهت كثيراً تصورات الناس عن المسلمين ، على الرغم من مساهماتهم المثيرة للإعجاب في المجتمع الأمريكي ، وجعلت طاقاتهم الكامنة الكبيرة المسخَّرة للخدمة العامة ، طاقة غير معترف بها ولا يستفاد منها إلا لماماً .
دافع عني عدة زملاء يهود ديمقراطيين وجمهوريين ، وقفوا ضد ما اتهمت به . إلا أن الوصمة كانت قد انتشرت على نطاق واسع إلى حد جعلني أستنتج أنه يستحيل محوها . وحتى هذا اليوم عندما أقابل يهودياً ، للمرة الأولى أتساءل إن كان قد حُكم عليّ مقدماً على أساس صفة التعصب المقيتة . لقد جعلتني هذه التجربة الشخصية مع الصور النمطية أصمم بحزم على الاحتجاج عندما يعاني آخرون تُلصَق بهم صفات مضللة ، وكانت أحد العوامل التي دفعتني إلى تأليف هذا الكتاب .
لم يحدث اكتشافي للإسلام عبر إلهام مفاجئ مثل اكتشاف صندوق كنوز في الزاوية المظلمة في العلّية ، بل كان فهمي له كالدرر تتبدّى الواحدة بعد الأخرى بمرور الزمن . وكان كل اكتشاف يثير فضولاً وأسئلة جديدة . لم تشتمل رحلتي على شكليات التعليم في غرفة الصف ، أو الاطلاع على الأدلة الدراسية والقوائم بأسماء كتب للمطالعة ، أو حتى مع استثناءات قليلة ، مناقشات مع علماء مسلمين معروفين . عرفت ما عرفته عن الإسلام من عشرات المسلمين العاديين الذين يعملون في مهن مختلفة ، ويقطنون في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة وخارجها . إنني أقدم الإسلام في هذا الكتاب كما يفهمه ويمارسه أولئك المسلمون العاديون . وفي حين أنني أعرض فيه نقاط اختلافهم بشأن بعض مسائل العقيدة والممارسة ، أعرض وحدتهم حول المبادئ الأساسية التي تتقدم على كل ما عداها .
كنت قبل بدء رحلتي أحمل هموماً متسمة بالتشاؤم بشأن صراع وشيك بين الحضارات ، صراع بين الحضارات الشرقية والحضارات الغربية . سمعت الكثير عن الأخلاق اليهودية – المسيحية؛ بيد أن أحداً لم يتحدث عن الأخلاق اليهودية – المسيحية – الإسلامية . لقد أصبح الإسلام في عملية الاستبعاد هذه شيئاً غريباً وبعيداً ومثيراً للقلق في ذهني . وبسبب إحجام المسلمين أو غيرهم عن تصحيح هذا التصور اعتقدت أن المسيحية واليهودية مرتبطتان معاً وتشكلان جبهة الغرب المتمدن والتقدمي على الخط الفاصل العظيم الذي يقف على جبهته الأخرى الإسلام ، الذي اعتبرته، خطأ ، القوة المتخلفة والخطرة في الشرق العربي . لقد انتشرت هذه الصور النمطية في الحياة اليومية في أمريكا ؛ وشكلت نظرة إلى العالم أدرك حالياً أنها غير صحيحة وأنها مضللة .
هذا لا يعني أنني الآن أنظر إلى كل المسلمين نظرتي إلى شخص كامل الصفات . فسوء تصرف بعض المسلمين ، شأنه شأن سوء تصرف بعض المسيحيين واليهود ينتهك التزاماتهم الدينية . إنه نفاق ويستحق الشجب ، وفقاً لأي مقياس . بيد أنني أجد معظم المسلمين أناساً طيبين أرحب بهم كجيران . إن الإسلام ليس شرقياً محضاً ، كما أنه ليس عربياً في أغلبه . ويفوق عدد المسلمين في الولايات المتحدة اليوم ، عدد اليهود . وهذا يعني أنه ينبغي اعتبار المسلمين ، في المعنى الديمجرافي ، أمريكيين شأنهم شأن اليهود .

وإلى اللقاء مع الحلقة التالية إن شاء الله
__________________


الحلقة الثانية

لقد اكتشفت أثناء زيارتي لعدن ، أن للإسلام واليهودية والمسيحية جذوراً مشتركة تتصل بالنبي إبراهيم ( عليه السلام ) ؛ وأن هذه الديانات تشترك في معتقدات وتقاليد ومعايير سلوك مهمة.
وتعلمت في مراحل لاحقة من مسيرتي أن الإسلام ، مثل المسيحية واليهودية ، متأصل في السلام والانسجام والمسؤولية العائلية واحترام الأديان والتواضع والعدل لكل البشر ، تحت رحمة إله واحد . إن الإسلام دين عالمي متعدد الثقافات ومتعدد الأعراق ، يدعو إلى الأخوة والمساواة بين الناس جميعاً ، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو العقيدة الدينية .
ومع هذه المعتقدات الأساسية والمشتركة ، يواجه المسلمون مصاعب يومية في مجتمع أمريكا المسيحي في غالبيته . إن معظم الأمريكيين لا يعرفون أي مسلم ؛ ومازالوا غافلين عن وجود المسلمين المتنامي بوتيرة سريعة في الولايات المتحدة . ولم يناقشوا يوماً الإسلام مع أي شخص مطلع على هذا الدين . ولم يقرأوا يوماً آية واحدة من القرآن الكريم . وتنبع أغلب تصوراتهم عن الإسلام من الصور السلبية المزيفة التي تظهرها التقارير الإخبارية ، والأفلام والمسلسلات التلفزيونية ، والحوارات في الإذاعة والتلفزيون .
كما أن معظم الأمريكيين لا يتعمدون تجاهل المسلمين ، أو حمل آراء معادية لممارساتهم الدينية وعاداتهم . إلا أن التحديات التي يواجهها المسلمون تماثل ، في حدها الأدنى ، قساوة التمييز الذي لقيه اليهود في الولايات المتحدة في الماضي القريب .
وإنني أهدف من تأليف هذا الكتاب إلى التفاهم والتسامح والتعاون بين الأديان . أنا لست مبشّراً يحاول أن يهدي الكفار إلى الدين الإسلامي . كما أنني لست حجة في الإسلام ، ولا أسعى إلى تعزيز فهم الدين فهماً صحيحاً ، وهو هدف يتطلب قيادة كفوءة ومثابرة ، ولاسيما من جانب المسلمين . وينبغي أن تتوفر القيادة على كل مستوى في المجتمع ممثلاً بالأسرة والمحلة والمدرسة ووسائل الإعلام والأهم من كل شيء في ميدان العمل السياسي . ولابد أن يصبح المسلمون ، بأعداد متزايدة مشاركين فاعلين في الحلبة السياسية الأمريكية .
ثمة بداية واعدة ، فأثناء جمع المواد لهذا الكتاب ، لفتني عدد المسلمين الذين يتولون مواقع قيادية في مجتمعاتهم ، حيث يعملون بأقل قدر من الضجيج من أجل الانسجام بين الأديان ، وغيره من أهداف الارتقاء بالشأن المواطني . ويشارك بعضهم في الحملات الانتخابية الحزبية . وهذه ، في رأيي، نشاطات موازية ومكملة تعد بحياة أفضل للمواطنين كافة .
لقد قضيت معظم حياتي في ممارسة السياسة . ولهذا السبب لا يبتعد الجهاد السياسي عن أفكاري . كانت انطلاقتي مبكرة : ففي العام 1935م ، وكنت في الرابعة عشرة من العمر ، اشتريت جهاز استنساخ مستعمل بخمسة دولارات . كان جهازاً متواضعاً ساعدني على كسب دخل من طبع البرامج والنشرات ، وأغراني لكي أصبح مؤلف وناشر كراريس ، على نطاق صغير طبعاً . كنت أوزع على رفاقي في المدرسة والجيران ، سلسلة من التعليقات الصبيانية . وبعد عام واحد ، أي في خريف عام 1936م ، رحت أعزف على البوق مع زملائي الطلبة في شوارع بلدتي ، حيث كنا وبالضبط ، ننفخ البوق تأييداً لمرشح الرئاسة الجمهوري ، حاكم كنساس آلف لاندن ، الذي فشل على الرغم من ذلك في إحباط أول مسعى للرئيس فرانكلن روزفلت من أجل إعادة انتخابه رئيساً . وقد خسر لاندن كل الولايات باستثناء ولايتي ماين وفيرمونت .
غير أن هزيمة لاندن نشطت اهتمامي بالسياسة ، ومنذ ذلك الحين ، وأنا أتابع العالم السياسي باهتمام شديد . وفيما عدا فترة أداء الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية ، توليت دوراً في كل الانتخابات الدورية العامة التي تجري كل سنتين . وإنني أعرف من التجربة الشخصية ، ماذا يعني أن يخسر المرء أو يفوز . ففي أول مسعى لتولي منصب عام 1952م ، فشلت في نيل ترشيح الحزب الجمهوري لعضوية مجلس شيوخ الولاية . ولكنني انتخبت سنة 1960م ، عضواً في مجلس النواب الأمريكي وورد اسمي في أوراق الاقتراع اثنتين وعشرين مرة . وفزت في إحدى عشرة حملة انتخابات عامة من أصل اثنتي عشرة . وخسرت الحملة الأخيرة بفارق ضئيل . لقد واجهت في ترشحي للانتخابات الاثنتي عشرة كلها منافسة شديدة من الديمقراطيين . وتحدّاني مرشحون جمهوريون في ثلاث من أصل ثلاث عشرة حملة انتخابات أولية . وربحت في حملات الانتخابات الأولية جميعاً باستثناء الحملة الأولى . وفضلاً عن هذه المنافسات الشخصية ، عملت كثيراً من أجل مرشحين آخرين . وساندت في الفترات الفاصلة بين الانتخابات قضايا عامة متنوعة . وتمثلت مساندتي بإلقاء الخطب ، والتجول في الأحياء التماساً لأصوات الناخبين ، وكتابة المقالات ، وتأليف الكتب .
لقد خبرت الرضى الشخصي الذي كثيراً ما يحس به الناشطون ، حتى عندما يفشلون في تحقيق أهدافهم المباشرة في يوم الانتخابات فالحملتان الانتخابيتان اللتان منيت فيهما بالخسارة ، شرّعتا أمامي الأبواب لتحديات مهمة أخرى . فعلى سبيل المثال ، أدّى فشل حملتي الانتخابية لعضوية مجلس شيوخ الولاية إلى إقامة صداقات ، وزودني بتجارب ساعدتني على الفوز في انتخابات الكونجرس ، بعد ثمانية أعوام . وقد اعتبرت فشلي في الفوز بعضوية الكونجرس للمرة الثانية عشرة عام 1982م غمامة سوداء ما لبثت أن كشفت عن جانب مشرق . فلو أنني فزت بإعادة انتخابي في تلك السنة لما استطعت على الأرجح استكشاف الإسلام ، أو تأليف هذا الكتاب أو تأليف كتابين عن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية .
إن ما بذلته من مساعٍ طويلة الأمد من أجل حقوق الإنسان كانت مستلهمة من تجارب الطفولة في بلدة صغيرة في وسط إيلينوي ، حيث شهدت العنصرية ، التي لا تزال ظاهرة للعيان بعد سبعين عاماً من توقيع إبراهام لنكولن إعلان إلغاء الرقّ . كنت شاهداً على رفض خدمة الأمريكيين- الأفارقة في المطاعم والفنادق وصالونات الحلاقة ، وإلزامهم بالجلوس في ركن الشرفة في دار السينما المحلية ، وكان ذلك كله في بلد لنكولن !
زرت واشنطن العاصمة كمراهق ووجدت العنصرية متفشية على مسافة بضعة مبانٍ من قبة الكابيتول . وفي عصر يوم من أيام تلك الزيارة ، أقلتني حافلة انتقلت بي عبر الجسر التذكاري ، وعندما وصلت الحافلة إلى الجهة الأخرى ، حيث تقع فرجينيا ، توقف السائق ورفض مواصلة الرحلة إلا بعد انتقال الركاب الأمريكيين- الأفارقة إلى المقاعد الخلفية في الحافلة . شعرت بالانزعاج من هذا السلوك الذي كان من الآثار المهينة للعبودية .
وأثناء أداء الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية ، اكتشفت العنصرية المتأصلة عميقاً في البحرية الأمريكية . كان الأمريكيون- الأفارقة يُعزلون عن الآخرين ويكلفون عادة مهام وضيعة ، وكان الضباط جميعاً من البيض ، وحيال ذلك قررت أن أضع مسألة الارتقاء بحقوق الإنسان في جدول أعمالي بعد الحرب وصممت على حتمية اجتثاث العنصرية .
وفي عام 1944م ، اشتركت كتيبة سيبي ، التي كنت أخدم فيها ، في الغزو الضخم الذي حرر جزيرة غوام من اليابانيين . وبعد خمسة عشرة شهراً ، وعقب استسلام اليابان ، اشتركت كتيبتي في احتلالها ، وبُعيد الإنزال قدت سيارة جيب إلى مدينة ناجازاكي المجاورة ، حيث قتلت قنبلة ذرية أمريكية واحدة أكثر من ستين ألف مدني قبل وصولي ببضعة أسابيع وأرغمت اليابان على إنهاء الأعمال الحربية . استكشفت دائرة الركام التي بلغ قطرها أكثر من ميلين ، وكانت هي كل ما بقي من تلك المدينة الصناعية الكبيرة بعد انفجار القنبلة ، وتأملت في القوة المخيفة للذرّة .
وقد أقنعتني زيارتي لناجازاكي أنه إذا نشبت حرب ذرية في المستقبل فقد تؤدي إلى تدمير البشرية كافة . وارتأيت أن هؤلاء الذين كافحوا منا بنجاح ضد قوات إدولف هتلر والطغمة العسكرية اليابانية ملزمون أخلاقياً باستثمار النهج المتواصل نفسه من أجل نظام دولي جديد يضمن السلام العالمي الدائم . وتذكرت أن الحرب العالمية الأولى كانت تسمى أحياناً " الحرب لإنهاء الحروب كافة " ، إلا أنها بدلاً من ذلك كانت مقدمة لحرب أخرى أكثر تدميراً . وخشيت أن تكون الحرب التالية أسوأ ، فأضفت إلى جدول أعمالي لما بعد الحرب هدفاً آخر ، هو وجوب ذهاب الحرب أيضاً إلى غير رجعة .
اقتنعت بأن من الممكن تجنب حرب أخرى لو شكلت الدول الديمقراطية المتمرسة اتحاداً فدرالياً، كالذي اقترحه كلارنس ستريت ، مراسل صحيفة نيويورك تايمز للشؤون الخارجية ، في كتابه " الاتحاد الآن " ، فقد اقترح ستريت تشكيل حكومة جديدة عظمى ، تحوّل الدول الصناعية المستقلة الرئيسية ، هي الولايات المتحدة وأربع عشرة دولة ديمقراطية أخرى ، إلى اتحاد كبير يبلغ من القوة ما يكفي في رأي ستريت لردع العدوان في أي مكان من العالم ، وفي الوقت نفسه يصون الحريات الفردية الأساسية في كل مكان . كنت أتبادل الرسائل مع ستريت أثناء السنوات التي قضيتها في البحرية ، وساعدته عقب الحرب على إصدار مجلة شهرية في العاصمة واشنطن بعنوان ( الحرية والاتحاد ) ، إلا أنها لم تعمر طويلاً .
وبعد ثمانية عشر شهراً من ذلك اتخذت الخطوة التي مهدت لي في النهاية ، الطريق إلى تولي مناصبي التمثيلية ، من طريق الانتخابات ، إذ أصبحت محرراً وشريكاً في ملكية صحيفة أسبوعية صغيرة في ريف إيلينوي . فقد زودني هذا المنصب بوسيلة كانت متنفساً لآرائي السياسية ، كما ساعدني على إقامة أواصر متينة مع معارف لي في أنحاء غربي إيلينوي الوسطى ، أثبتت أنها رصيد مهم جداً ، عندما خضت حملة انتخابية ناجحة لعضوية الكونجرس في عام 1960م .
وعندما أقسمت اليمين بصفتي عضواً في مجلس النواب الأمريكي في كانون الثاني ( يناير ) 1961م ، لم تكن أي من المسائل التي شعرت بضرورة الاهتمام بها ، تخص المسلمين أو الشرق الأوسط إذ لم تكن لدي في حينه ، أية فكرة عما تعنيه كلمتا الإسلام والمسلمين . ولو أن أحداً طلب مني أن أسمي أقطار الشرق الأوسط حينذاك ، لما استطعت ذكر سوى أقطار قليلة . لم أكن أعي المسائل المعقدة والمصالح الضخمة التي تتركز في تلك المنطقة . وكانت انطباعاتي القليلة عن الإسلام والشرق الأوسط غير دقيقة . وكنت في ذلك شريكاً لمعظم زملائي في مبنى الكابيتول الذين كانوا على مستوى مشابه من الجهل واللامبالاة بالعالم الإسلامي .
بيد أن أهدافي نشأت من نزعة مثالية على نطاق كبير . أردت المساعدة في سن قوانين ترتقي بحقوق الإنسان ، ولاسيما حقوق الأمريكيين- الأفارقة ، وتشجع على قيام مؤسسة دولية جديدة تمنع الحرب . وعملت بحماسة لسن قوانين الحقوق المدنية في الستينات ، على الرغم من علمي أنني كنت أصوت تأييداً لمقترحات مرفوضة من عامة الناس في المنطقة التي أمثلها . وعندما أتذكر تلك الحقبة يبرز اقتراعي تأييداً لتلك التشريعات ، بوصفه الإنجاز الأكثر بعثاً على الرضى في مسيرتي في الكونجرس .

وإلى لقاء قريب مع الحلقة الثالثة
__________________



--------------------------------------------------------------------------------

الحلقة الثالثة

شرعت عام 1963م في العمل على تحسين علاقات الولايات المتحدة المتوترة مع فرنسا ، الحليف الرئيسي في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد تسبّبت في إثارة عاصفة صغيرة عام 1965م في مبنى الكابيتول ، وفي منطقتي عندما قدت مجموعة صغيرة من الزملاء الجمهوريين في بعثة إلى باريس لتقصي الحقائق ، استغرقت أسبوعاً واحداً ، وكانت مثيرة للجدل . كما تسببتُ في احتجاج أوسع عام 1966م عندما دعوت في خطاب ألقيته في جامعة هارفارد إلى تطبيع العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية .
وفي عام 1967م ، اثناء سنتي السابعة في الكونجرس ، عُيّنت عضواً في لجنة الشؤون الخارجية . وفي وقت لاحق من تلك السنة ، وبمساعدة تحالف مؤقت بين الحزبين ، شهدت تقدماً فيما يتعلق بمشروع قرار تشكيل الاتحاد الأطلسي المستلهم من اقتراح كلارنس ستريت . وعلى الرغم من أن مشروع القرار هذا قد أدين بوصفه مناقضاً للمصالح الأمريكية ، أدانته مجموعات سميتها المواطنين المضللين ، إلا أنه أُقِرّ في لجنتي الشؤون الخارجية والقوانين في مجلس النواب . ومع التأييد القوي الذي ناله في المناظرات ، ومع مصادقة عضوي الكونجرس جون أندرسن عن ولاية إيلينوي ، وموريس أودال عن ولاية أريزونا اللذين ترشحا فيما بعد لمنصب الرئاسة ، فإن مشروع القرار هُزِم بفارق 18 صوتاً .
ولابد أن أنوّه بمناقب أودال وأندرسن الفذة : فهما يتحليان بالشجاعة وروح الدعابة المبهجة والبصيرة السياسية ، فبعد سنوات وتحديداً في ربيع عام 1976م ، أثار أودال عاصفة من الضحك عندما عقّب على فشله في نيل ترشيح الحزب الديمقراطي له للرئاسة ، بقوله للصحافيين : "لقد نطق الناس الأوغاد الأغبياء"
ولاشك في أن ردة فعله كانت مماثلة قبل سبعة أعوام من ذلك ، أي عام 1973م ، عندما قررت مجموعتنا التي ضمت أعضاء من الحزبين أن تضع حلم الاتحاد على الرف ، فعلى الرغم من الدعم الإضافي الذي قدمه سايمون ، عضو الكونجرس عن إيلينوي ، والذي بدوره ترشح فيما بعد لمنصب الرئاسة فإن "الوطنيين المضللين" قد نجحوا في إضعاف قاعدة دعمنا للمشروع فأسقط بفارق أكبر من السابق .
ربما جعلتني الخلافات التي أحاطت بتلك المبادرات التشريعية المبكرة في وضع مهيأ للتحديات التي واجهتني ، عندما سعيت من أجل تبني سياسة أمريكية متوازنة في الشرق الأوسط ، تنصف العرب والإسرائيليين . أصبحت عضواً في لجنة الشؤون الخارجية قبل بضعة أشهر من نشوب الحرب العربية – الإسرائيلية في يونيو 1967م ، ولم تكن لديّ صلة معروفة بأي مسلم في ذلك الوقت ، ولم يحصل ذلك إلا بعد ثلاثة أعوام ، وحتى هذا لم يكن سوى تجربة عابرة .
وأثناء محادثة مع السفير المصري أشرف غربال ، الذي نمت بيني وبينه صداقة متينة ، سألته عَرَضاً إن كان مسلماً ؛ فرمقني بنظرة تنم عن الدهشة ؛ إلا أنه أكدّ ذلك بودّ . كنت آنذاك في الحادية والخمسين من العمر وحتى ذلك الوقت لم يكن للمسلمين أي وجود في حياتي ، ولم يكن هناك مسلمون في بلدتي إيلينوي ، ولم يكن هناك أي مسلم بين الطلبة أو الأساتذة في الكلية التي درست فيها . وأثناء سنواتي الثلاث التي قضيتها في البحرية أخوض غمار الحرب العالمية الثانية ، وفي الأعوام الثلاثة عشر التي عملت أثناءها رئيساً لتحرير صحيفة أسبوعية لم أصادف حسب علمي مسلماً واحداً

وإلى اللقاء مع الحلقة الرابعة إن شاء الله
__________________



--------------------------------------------------------------------------------

الحلقة الرابعة

وفي عام 1972م وجّه إلينا غربال دعوة لزيارة مصر ، شملت دعوته زوجتي لوسيل وولدينا ديان وكريغ ، لبَّينا الدعوة في يوليو 1972 وقضينا أسبوعاً مثيراً هناك ، شاهدنا خلاله آثار مصر الرائعة ، واستوقفتنا مشاكلها الأمنية الراهنة ، وقوبلنا بالترحاب في البيوت والمكاتب ، وقابلنا عدداً من المسلمين . غير أن الأحاديث كافة تمحورت بلاشك حول الحياة السياسية وخطر نشوب الحرب ، ولم نتناول الدين .
في ذلك الوقت كانت تنتشر في القاهرة معالم تذكر بالحرب العربية – الإسرائيلية التي نشبت عام 1967م وتكبدت مصر فيها خسائر جسيمة . فما انتشر في أنحاء المدينة من مبانٍ حيوية ، فضلاً عن كافة كنوز المتاحف ، وضعت عنده الحكومة المصرية أكياس الرمل الواقية تخوفاً من احتمال استئناف إسرائيل غاراتها الجوية . لم تكن قد أعيدت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر والولايات المتحدة بعد أن قطعت بسبب الحرب الحاصلة قبل خمسة أعوام ، وكانت القوات الإسرائيلية لاتزال تحتل شبه جزيرة سيناء ، وهي تاريخياً جزء من مصر .
وفي زيارة قصيرة لمدينة السويس التي تقع على الضفة الغربية للقناة والمدمرة من جراء الحرب تسنى لنا أن نلمح جنوداً إسرائيليين يقومون بدوريات على الضفة الشرقية وبسبب التحذير من وجود ألغام أرضية لم نلحظ إلا القليل مما يدل على وجود حياة بشرية ، كأن رأينا ملابس معلقة تجف وسط الركام الذي كان في وقت ما منتجعاً مصرياً كبيراً يعج بالنشاط ، وشاهدنا في مكان مجاور بقايا مصفاة للنفط كانت في وقت من الأوقات تعد نموذجاً لتقدم مصر الاقتصادي . لم ندرك في حينه أن التدمير كان حصيلة مروعة لحرب حفّزها عموماً التعصب الديني .
وبعد خمسة عشر شهراً من الزيارة ، أي في 21 أكتوبر 1973م اندلع الصراع العربي – الإسرائيلي مرة أخرى . شكّل القتال خطراً على إسرائيل في البداية إذ واجهت قواتها التي كانت بحاجة إلى المعدات والذخائر احتمال الانحدار إلا أن التيار ما لبث أن انقلب ضد مصر عندما اقتربت القوات الإسرائيلية من القاهرة بعد أن زودتها الولايات المتحدة بالإمدادات .
دفعتني آثار كارثة الحرب إلى الشروع بالتحدث جهاراً فأعربت عن الأسف لإهمال محنة الفلسطينيين المشردين ، وقد أدت هذه التصريحات إلى وضعي في قلب جدل حاد ومثير للاهتمام بحيث كان لابد من تأجيل دراسة الإسلام .
لم أكن أفكر بالإسلام ، الدين الذي يعتنقه معظم الفلسطينيين ، ولم يكن زملائي يناقشون الجانب الإسلامي للصراع العربي – الإسرائيلي . كان موضوع الإسلام عموماً موضوع تجاهل في مبنى الكابيتول لعدة أسباب ، منها أنه لم يسبق لمسلم أن خدم في الكونجرس ، ولا أتذكر أي مناسبة عرضت فيها وجهات نظر إسلامية أمام لجنة من لجان الكونجرس . وعندما أتأمل في عقد السبعينات أشك في أن أحداً كان يمكنه أن يجد ولو مسلماً واحداً بين ما يزيد على ستة آلاف موظف كانوا تلك الفترة في عداد الهيئات العاملة في مبنى الكابيتول .
وبحسب ما أعلم ، لم يكن أي مسلم يقطن في دائرتي الانتخابية التي تضم 450 ألف نسمة . كان جهلي للإسلام مرعباً ، فعلى الرغم من اهتمامي الشديد بالحلف الأطلسي ، فإنني ما كنت لأتصور أن تركيا ، العضو الرئيسي في الحلف ، هي دولة مسلمة . وربما عاد ذلك إلى افتراضي آنذاك أن الإسلام يقتصر على العالم العربي .
اشتملت مهمة الإنقاذ التي قادتني إلى الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية في عام 1974م ، على التوقف في محطتين تمثلتا ببلدين إسلاميين آخرين ، هما لبنان وسوريا . وفي المناقشات التي أجريتها في بيروت ودمشق ، وكذلك في عدن تسنى لي وللمرة الأولى أن أطّلع على حقيقة الشكاوى العربية من السياسة الأمريكية ، وتوسع فهمي للصراع العربي – الإسرائيلي .
تلت هذه التجربة الطويلة والقاسية على خط النار السياسي للشرق الأوسط سنتان من البحث المجهد جمعت خلالهما المعلومات وألفت كتاباً بعنوان (من يجرؤ على الكلام) وكان مثار دهشة لي ما لقيه الكتاب من رواج واسع فور صدوره ، فقد تجاوزت المبيعات 300 ألف نسخة ، وتدفقت من القراء رسائل متسمة بالحماسة . كذلك تلقيت أكثر من تسعمائة رسالة خلال الأشهر القليلة الأولى من صدوره ، وأجريت معي ابتداء من صيف عام 1985م أكثر من أربعين مقابلة أجرتها وسائل الإعلام على الساحلين الشرقي والغربي وفي المدن الكبيرة الواقعة بينهما ، ولبيت خلال فترة ثلاثة أعوام دعوات كثيرة لإلقاء محاضرات في الكليات والجامعات الأمريكية نظمتها مجموعات طلابية عربية . كما أنني في مناسبات شتى ، حاضرت في كندا واليمن والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق وإنجلترا ومصر . ومن جرّاء هذه المحاضرات ، شاركت في تجمعات كثيرة كبيرة وصغيرة . وقد استمعت خلال المناقشات غير الرسمية التي أجريتها في عدة مدن إلى مواطنين من أصل عربي شرحوا لي المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يواجهونها في الحياة اليومية.
لقد أحدث الكتاب تغييرات عميقة في حياتي ، وفتح أمامي أبواباً جديدة مثيرة ، ذلك أنه أسهم في مجيء المسلمين إليّ وذهابي إليهم . وفي عام 1989م شكلت الحماسة لفكرة كتابي حافزاً لمجموعة من الرجال والنساء ، اندفعوا إلى مساعدتي على تأسيس مجلس المصالح القومية (CNI) ، وهو منظمة مقرها في واشنطن وتضم زهاء خمسة آلاف أمريكي يسعون إلى تبني سياسات أمريكية متوازنة في الشرق الأوسط . وساعد عدد من المسلمين ، إضافة إلى مسيحيين ويهود على عقد الاجتماع التنظيمي للمجلس وما زالوا أعضاء بارزين في قيادته كما وفروا الدعم له ، ويترأس المجلس جين بيرد وهو من قدامى موظفي وزارة الخارجية الأمريكية .
وفي وقت لاحق من تلك السنة أرسل طالب مسلم شريط فيديو يضم محاضرة ألقيتها في جامعة ولاية كنساس إلى مركز الانتشار الإسلامي الدولي في مدينة دوربان بجنوب إفريقيا ، وهو منظمة توزع وثائق وأشرطة فيديو إسلامية في أنحاء العالم .
وفي مايو 1989م وصلتني رسالة من أحمد ديدات رئيس المركز دعاني فيها مع زوجتي لوسيل ، لزيارة كيب تاون حيث أراد مني أن أشاركه في مخاطبة تجمع عام .
قبلنا الدعوة وقطعنا نصف الطريق حول العالم إلى جنوب إفريقيا ، وكانت تلك الرحلة واحدة من رحلات عديدة شاركتني فيها لوسيل ، على طريق استكشاف الإسلام ، وهذه تجربة أثرت حياتنا أكثر مما أثراه زواجنا المختلط ، وقد عقدنا خلالها صداقات مع أناس ينتمون إلى أديان أخرى ، فلوسيل نشأت كاثوليكية ، كما نشأ والدها من أجداد فرنسيين وكما نشأت والدتها من أسلاف أيرلنديين . أما جذوري المشيخية البروتستانتية فتعود إلى اسكتلندا . بيد أن الصداقات الوثيقة التي عقدناها في السنوات الأخيرة مع جيران لنا من الهندوس هم عائلة برابهاكار وعائلة أياغاري ، قد ساهمت في توسيع أفقنا الديني أكثر من ذي قبل ، وجعلتنا نشعر بالارتياح بصحبة أناس من عقائد دينية أخرى ، ونعزف عن الادعاء بأننا في ديانتنا أقوم أخلاقاً من الآخرين .
مآذن
مآذن