حـروف مـن نـور




,,(هَدْيُـهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الزَّكَاةِ وَالصَّدقَاتِ),,



هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الزَّكَاةِ :
1- هديه فيها أكملُ الهدي في وقتها وقدرها ونِصابها ، ومن تجبُ عليه ومَصرِفها ، راعى فيها مصلحة أرباب الأموال ومصلحة المساكين ، ففرض في أموال الأغنياء ما يكفي الفقراء من غير إجحافٍ .
2- وكان إذا علم من الرجل أنه من أهلها أعطاه وإن سأله منها من لا يعرف حاله أعطاه بعد أن يُخبره أنه لا حظَّ فيها لغـنيٍ ولا لقويٍ مُكتسبٍ .
3- وكان من هديه تفريقها على المستحقين في بلد المال ، وما فضُل عنهم منها حُمل إليه ففرَّقَه .
4- ولم يكن يبعثهم إلاَّ إلى أهل الأموال الظاهرة من المواشي والزروع والثمار .
5- وكان يبعث الخارص يخرص على أهل النخيل ثمر نخيلهم ، وعلى أهل الكروم كرومهم ، وينظر كم يجيء منه وسقاً ، فيحسب عليهم من الزكاةِ بقدره ، والخرص : الحزر والتخمين .
6- ولم يكُن من هديه أخذُها من الخيل ولا الرقيق ، ولا البغال ولا الحمير ، ولا الخُضروات ولا الفواكه التي لا تُكال ولا تُدخر ، إلا العنب والرُّطب ، فلم يفرق بين رُطبه ويابسه .
7- ولم يكن من هديه أخذُ كرائم الأموال ، بل وسطه .
8- وكان ينهي المتصدق أن يشتري صدقته وكان يُبيح للغني أن يأكل منها إذا أهداها إليه الفقير .
9- وكان يستدينُ لمصالح المسلمين على الصدقة أحياناً ، وكان يستسلفُ الصدقة من أربابها أحياناً .
10- وكان إذا جاء الرجُلُ بالزكاة دعا له ، يقول : " اللُّهُمَّ بارك فيه وفي إبله " ، وتارة يقول : " اللهم صَلِّ عليه " .

,,(هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في زكاة الفطر ),,



1- فَرَضَ زكاةَ الفطر صاعاً من تمرٍ أو شعيرٍ أو أقطٍ أو زبيب .
2- وكان من هديه إخراجها قبل صلاةِ العيد ، وقال : " مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ وكاةٌ مَقْبُولة ، ومَنْ أَدَّاها بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدقَاتِ " أبي داود .
3- وكان من هديه تخصيص المساكين بها ، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية .

,,(هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ ),,



1- كان أعظم الناس صدقةً بما مَلَكَتْ يده وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه الله ، ولا يستقله .
2- وكان لا يسألُه أحدٌ شيئاً عنده إلا أعطاه قليلاً كان أو كثيراً .
3- وكان سُروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما أخذه .
4- وكان إذا عرض له مُحتاجٌ آثرهُ على نفسه تارةً بطعامه ، وتارةً بلباسه .
5- وكان من خالطه لا يملك نفسه من السماحة .
6- وكان يُنوعُ في أصناف إعطائه وصدفته .

فتارةً بالهدية ، وتارةً بالصدقة ، وتارةً بالهبةِ ، وتارةً بشراء الشيءِ ثم يُعطي البائع السَّلعةَ والثمن ، وتارةً يقترضُ الشيءِ ثم يُعطي البائع السِّلعَةَ والثمنَ ، وتارةً يقترضُ الشيء فيرُدُّ أكثر منه ، وتارةً يقبلُ الهدية ويُكافئُ عليها بأكثر منها .
حـروف مـن نـور



,,(هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السواك),,



أولاً : تعريفه : لغة : مأخوذ من ساك إذا دلك وجمعه سُوك.
اصطلاحا: استعمال عود أو نحوه في الأسنان ليذهب الصفرة وغيرها عنه.
ثانياً: مشروعيته : هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : " أُمِرْتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَدَ" ، وقال " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي " ، وقال : " أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني " ، وقال " أمرني جبريل بالسواك حتى خشيت أني سأدرد " .
ثانياً : السواك مرضاة للرب مطهرة للفم : قال صلى الله عليه وسلم " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .
ثالثاً : هو من سنن الوضوء : قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " .
رابعاً : هو مستحب قبل الصلاة قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة " .
خامساً : المرأة والرجل في ذلك سواء " لولا أن أشق على أمتي " والمرأة من الأمة.
سادساً : أوقات استحباب السواك :
مستحب في كل وقت لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " ويشتد استحبابه عند الصلاة وعند الوضوء وعند قراءة القرآن ، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند تغير الفم . وتغير الفم يكون بأشياء منها : ترك الأكل والشرب ، ومنها أكل ماله رائحة كريهة "
سابعاً: عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثــه الله ماشاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي " . وعنهـا قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل فيستيقظ إلا تَسَوَّك " . وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك " .
وعن حذيفة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك" ،وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعار من الليل إلا أمر السواك على فيه" .
ثامناً : عن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها : "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك " .
تاسعاً: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك " .
عاشراً : عن عبد الله بن كعب قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استن أعطى السواك الأكبر وإذا شرب أعطى الذي على يمينه " .
الحادي عشر: عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه –أو كلمة نحوها – حتى يضع فاه على فيه فما يخرج شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن " .
الثاني عشر : يجوز للصائم أن يستاك " عن عامر بن ربيعه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أحص أو أعد" .
الثالث عشر : كيفية السواك : قال النووي رحمه الله : والمستحب أن يستاك الإنسان عرضاً ولا يستاك طولا لئلا يدمي لحم أسنانه فإن خالف واستاك طولاً حصل السواك مع الكراهة ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ولا بأس باستعمال سواك غيره بإذنه ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده " .
الرابع عشر : يستحب غسل السواك بعد استخدامه قالت عائشة رضي الله عنها : " كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه " .
الخامس عشر : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من أراك فكانت الريح تكفؤه وكان في ساقه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مايضحككم ؟ قالـوا : من دقة ساقيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لهو أثقل في الميزان من أحد " .
* قال النووي رحمه الله : ويستحب أن يستاك بعود من أراك وبأي شيء استاك مما يزيل التغير حصل السواك" .
* وقال ابن القيم رحمه الله : "وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سما" .
السادس عشر : هل يجوز الاستياك بالأصابع ؟
قال ابن قدامه رحمه الله : " وإن استاك بأصبعيه أو خرقة فقد قيل لا يصيب السنة لأن الشرع لم يرد به ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود ، والصحيح أنه يصيب بقدر ما يحصل من الإنقاء ولا يترك القليل من السنة للعجز عن كثيرها والله أعلم " .
السابع عشر : قال ابن القيم رحمه الله : " وينبغي القصد في استعماله ، فإن بالغ فيه فريما أذهب طَلاوة الأسنان وصقالتها ... ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود ، وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام " .
الثامن عشر: من فوائد السواك : قال ابن القيم رحمه الله : " وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ويشد اللثة ويقطع البلغم ويجلو البصر ويذهب بالحفر ويصح المعدة ويصفي الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مجاري الكلام وينشط للقراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم ويرضي الرب ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات " .
التاسع عشر :
" ولعل إلقاء نظرة على التركيب الكيميائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ، وهو الذي وصفه الرب جل وعلا فقال : {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على( العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ، قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي " السنجرين " Sinnigrin ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم.
وأكد الفحص المجهري لمقاطع السواك وجود بلورات السيليكا وحماضات الكلس والتي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان . وأكد د. طارق الخوري وجود الكلورايد مع السيليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ، وعلى وجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج وثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة وعلى نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس ."
حـروف مـن نـور




,,(هديه صلى الله عليه وسلم في الحَجَّ والعُمَرَةِ),,



هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في العُمَرَةِ :
1- اعتمر أربع مراتٍ ، إحداها : عُمرةُ الحُديبية ، فصَدُّه المشركون عن البيت ، فنَحر
وحلق حيثُ صُدَّ ، وحلَّ .
والثانية : عُمرةُ القضاءِ ، حيثُ قضاها في العام المقبل .
والثالثة : عُمرته التي قرنها مع حَجَّته .
والرابعة : عُمرته من الجغرانية .
2- ولم يكن في عُمره عُمرةٌ واحدةٌ خارجاً مِنْ مكَّةَ ، وإنما كانت كُلُّها داخلاً إلى مكة .
3- ولم يُحفظ عنه أنه اعتمر في السنة إلا مرةً واحدةً ، ولم يعتمر في سنةٍ مرتين .
4- وكانت عُمُره كُلُّها في أشهر الحج .
5- وقال : " عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " .
هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الحَجَّ:
1- لَمَّا فُرِضَ الحجُّ بادر إليه من غير تأخير ،ولم يحُج إلا حجَّةً واحدةً ، وحج قارناً .
2- وأهلَّ بالنُّسُك بعد صلاة الظهر ثم لبّى فقال : " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الحمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ " ، ورفع صوته بهذه التلبية حتى سمعها أصحابه وأمرهم بأمر الله أن يرفعوا أصواتهم بها ، ولزم تلبيتهُ والناسُ يزيدون فيها ويُنقصون ولا يُنكِرُ عَليهم .
3- وخَّير أصحابه عند الإحرام بين الأنساك الثلاثة ، ثم ندبهم عند دُنُوِّهم من مكةَ إلى فسخ الحجِّ والقِران إلى العُمرة لمن لم يكن معه هديٌ .
4- وكان حجُّه على رحل ، لا في محملٍ ولا هودجٍ ، وزِمالته تحته أي : طَعامُه ومتاعه . فلما كان بمكة أمر أمراً حتماً من لا هدي معه أن يجعلها عُمرةً و يحل من إحرامه ، ومن معه هديٌ أن يُقيم على إحرامه ، ومن معه هديٌ أن يقيم على إحرامه ، ثم نهض إلى أن نزل بذي طُوَى ، فباتَ بها ليلةَ الأحد لأربع خلون من ذي الحجة وصلَّى بها الصبح ، ثم اغتسلَ من يومه ، ودخلَ مكة نهاراً من أعلاها من الثنية العُليا التي تُشرفُ على الحجونِ .
فلما دخل المسجد عَمَد إلى البيت ، ولم يركع تحيِّة المسجد ، فلما حاذى الحجر الأسود استلمه، ولم يُزاحم عليه ، ثم أخذ عن يمينه ، وجعل البيت عن يساره ، ولم يَدْعُ عند الباب بدعاءٍ ، ولا تحت الميزاب ولا عند ظَهر الكعبة وأركانها ، وحُفظ عنه بين الركنين : " رَبَّنا آتِنَا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِِ " ، ولم يُوَقِّتْ للطوافِ ذِكْراً مُعيناً غير هذا .
ورَمَلَ في طوافِه هذا ، الثلاثة الأشواط الأول ، وكان يُسرع في مشيه ، ويُقاربُ بين خُطاه ، واضطبع بردائه فجعل طرفيه على أحد كتفيه وأبدى كتفه الأخرى ومنكبه . وكلما حاذى الحجر الأسود أشار إليه أو استلمه بمحجنه وقبَّل المحجن ـ وهو عصاً محنية الرَّأس ـ وقال : "اللهُ أَكْبَرُ " .واستلم الرُّكن اليمانيَّ ولم يُقبِّله ولم يُقبِّل يده عند استلامه . فلما فرغ من طوافه ، جاء خلف المقام ، فقرأ : { وَاتّخِذُواْ مِن مّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} ، فصلى ركعتين ، والمقام بينه وبين البيت ، قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص ـ وهما : {قُلْ يَأَيّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} . ، فلما فرغ من صلاته أقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه .
ثم خرج إلى الصفا فلما قرُب منه قرأ : {إِنّ الصّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ، " أَبْدأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ" ، ثُمَّ رقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبر وقال : " لا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قدير، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ ونَصَرَ عَبْدَه وَهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَه " . ثم دعا بين ذلك . وقال مثلَ هذه ثلاثَ مراتٍ .
ُثمَّ نزل إلى المروة يمشي ، فلما انصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا جاوز الوادي وأصعد مشى ـ وذلك بين الميلين الأخضرين ـ وابتدأ سعيه ماشياً ، ثم أَتمَّه راكباً لما كثُر عليه الناس ، وكان إذا وصل إلى المروةِ رقى عليها ، واستقبلَ البيتَ ، وكبَّر الله وحده وفعل كما فعل على الصفا فلمَّا أَكمل سعيه عند المروة ، أمر كُلَّ من لا هدي معه أن يحلَّ كُلَّه حتماً ولا بُد قارناً أو مُفرداً . ولم يحل هو من أجل هديه وقال : " لَو اسْتَقْبَلْتُ مِنء أَمْري ما اسْتَدْبَرْتُ لَمَا سُقْتُ الهَدْيَ وَلَجَعَلْتُها عُمْرَةً " .
ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثاً ، وللمقصرين مرةً . وكان يُصلي مُدة مُقامه بمكة إلى يوم التروية بمنزله بظاهر مكة بالمسلمين يقصر الصلاة .فلما كان يومُ التروية ضُحىً توجه بمن معه إلى منى ، فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم . فلما وصل على منىً نزل بها وصلى بها الظهر والعصر وبات بها ، فلما طلعت الشمس سار منها إلى عرفة ـ ومن أصحابه الملبِّي والمكبِّر وهو يسمع ذلك ولا يُنكر على أحدٍ ـ فوجد القُبَّة قد ضُربت له بِنَمرة بأمره ـ ونمرة ليست من عرفة وهي قرية شرقي عرفة ـ فنزل بها ، حتى إذا زالت الشمسُ ، أمر بناقته القصوى فرُحِلت ، ثم سار حتى أتى بَطن الوادي من أرض عُرَنَةَ ، فخطب الناس وهو على راحلته خُطبة واحدة عظيمة قرَّر فيها قواعد الإسلام ، وَهَدَمَ فيها قواعد الشركِ والجاهلية ، وقرَّر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحرمها ، ووضع أمور الجاهلية ورِبا الجاهلية تحت قدميه ، وأوصاهم بالنساء خيرا ، وأوصى الأمة بالاعتصام بكتاب الله ، واستنطقهم واستشهد الله عليهم أنه قد بلَّغ وأدَّى ونَصَح .
فلما أتم الخطبة أمر بلالاً فأذن ، ثم أقام الصلاة فصلى الظهر ركعتين أَسر فيهما بالقراءة ـ وكان يوم الجمعة ـ ثم أقام فصلى العصر ركعتين ومعه أهل مكة ولم يأمرهم بالإتمام ولا بتركِ الجمع .فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ، ولمَّا شكَّ الناسُ في صيامه يومَ عرفة أرسلت إليه ميمونة بحِلاب وهو واقفٌ في الموقفِ ، فشَرِبَ منه والناس ينظرون ، ووقَفَ في ذَيْلِ الجبلِ عند الصخرات ، واستقبل القبلة ، وجعل حبْل المُشاةِ بين يديه ، وكان على بعيره ، فأخذ في الدُّعاء والتضرُّع والابتهال
إلى غروب الشمس . وأَمر الناس أن يرفعوا عن بطن عُرنةَ وقال : " وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّلها موْقِفٌ " .
وكان في دُعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين وقال : " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا والنبيونَ قَبْلِي : لاَ إِلَه إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ وَلَهُ الحَمْدُ وهو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ " . فَلما غربت الشمس واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصُّفرةُ ، أفاض من عرفة بالسكينة مُردفاً أسامة ابن زيدٍ خلفه ، وضمَّ إليـه زِمام ناقته حتى إن رأسها ليُصيبُ طَرَفَ رَحْلِهِ وهو يقول : " أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُم السَّكينَةِ ، فَإنَّ البِرَّ لَيْسَ بالإيضَاعِ " ، أي : ليس بالإسراع . وأفاض من طريق المَـأزِمَيْنِ ، ودخل عرفـة من طريق ضبٍّ ، ثم جعل يسيرُ العَنَـقَ وهو ـ السير بين السريع والبطيء ـ فإذا وجد مُتسعاً أسرع . وكان يُلبي في مسيره ولم يقطع التلبية ، ونزل أثناء الطريق فبال وتوضأ وضوء الصلاة ، ثم أمر بالأذان ثم أقام ، فصلى المغرب قبل حط الرحال وتبريك الجمال ، فلما حطُّوا رحالهم أمر فأقيمت الصلاة ، ثم صلى العشاء بإقامةٍ بلا أذان ، ولم يُصلّ بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ، ولم يُحْي تلك الليلة .
وأذن في تلك الليلة عند غياب القمر لِضَعَفَةِ أهله أن أن يتقدموا إلى منى قبل طُلُوع الفجر ، وأمرهم ألا يرموا حتى تطلُع الشمس . فلما طلع الفجر صلاَّها في أوَّل الوقت بأذانٍ وإقامةٍ ، ثم ركب حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام وأعلم الناس أن مُزدلقة كلها موقفٌ ، فاستقبل القبلة وأخذ في الدُّعاء والتضرُّع والتكبير والتهليل والذِّكر حتى أسفر جداً ، ثم سار من مُزدلفة قبل طُلوُع الشمس مُردفاً للفضل بن عباس . وفي طريقه أمر ابن عباس أن يلقُط له حصى الجمارِ ، سبعَ حصياتٍ ، فَجَعَلَ ينفُضُهُنَّ في كفه ويقول : "بِأَمْثَالِ هولاءِ فارْمُوا ، وإيَّاكُم والغُلُوَّ في الدِّين ... " . فلما أتى بطن مُحسِّر أسرع السير ، وسلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكُبرى حتى أتى منىً وهو يُلبي حتى شرع في الرمي ، فرمى جمرةَ العقبةِ راكباً بعد طلوعِ الشمس ، من أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنىً عن يمينه ، يُكبِّر مع كُل حصاةٍ .
ثم رجع منىً فخطب الناس خُطبةً بليغةً أعلمهم فيها بحُرمة يوم النَّحر وفضلهِ وحرمة مكة ، وأمَرهم بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله ، وعلَّمهم مناسِكَهُم ، ثم انصرف إلى المنحر بمنىً فنحر ثلاثاً وستين بَدَنة بيده ، وكان ينحرُها قائمةً معقولة يدها اليسرى ، ثم أمسكَ وأمَرَ عليّاً أن ينحر ما بقي من المائة ، ثم أمر عليّاً أن يَتَصدَّق بها في المساكين وألاَّ يُعطي الجزار في جِزارتها شيئاً منها . وأَعلمهُم أنَّ مِنىً كُلها مَنحرٌ ، وفِجاج مكةَ طريقٌ ومنحرٌ . فَلَما أَكمل نحرَهُ استدعى الحلاَّق فَحَلق رأسه فبدأ بالشِّقِّ الأيمن ، فأعطاهُ أبا طلحة ثم الأيسر ، فدفع شعرهُ إلى أبي طلحة وقال : " اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ " . ودعا للمُحلقين بالمغفرة ثلاثاً ، وللمُقصَّرين مرةً ، وطيَّبته عائشةُ قبل أن يحلَّ .
ثم أفاض إلى مكة قبل الظهر راكباً ، فطاف طواف الإفاضة ، ولم يطُف غيره ولم يسع معه ، ولم يرمل فيه ولا في طواف الوداع وإنما رَمل في القدوم فقط . ثم أتى زمزم بعد أن قضى طوافه وهُم يسقون ، فناولُوه الدَّلو فشرب وهو قائمٌ ، ثم رجِعَ إلى منىً فبات بها ، واختُلف أين صَلَّى الظهر يومئذٍ ، فنقل ابنُ عمر أنه صَلَّى الظهر بمنى ، وقال جابرٌ وعائشةُ صلاَّه بمكة .فلما أصبح انتظر زوال الشمس فلما زالت مشى من رِحْلِه إلى الجمار ، ولم يركب ، فبدأ بالجمرة الأُولى التي تلي مسجد الخيف ، فرماها بسبعِ حَصَياتٍ ، يقولُ مع كُلِّ حصاةٍ : " اللهُ أَكْبَرُ " .ثم تقدم على الجمرة أمامها حتى أسهل ، فقام مُستقبل القبلة ثم رفع يديه ودعا دُعاءً طويلاً بقدر سُورةِ البقرة . ثم أتى إلى الجمرة الوُسطى فرماها كذلك ، ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي ، فوقف مستقبل القبلة رافعاً يديه قريباً من وقُوفِه الأولِ . ثم أتى الجمرةَ الثالثةَ وهي العَقبة فاستبطن الوادي ، واستعرض الجمرة فجعل البيت عن يساره ومنىً عن يمينه فرماها بسبعِ حصياتٍ كذلك .لما أكمل الرَّمي رجع ولم يقف عندها . وغالبُ الظَّنِّ أنَّهُ كان يرمي قبل أن يُصلي الظهر ثُم يرجع فيُصلِّ ، وأَذِنَ للعباس بالمبيت بمكة ليالي منىً من أجل سقايته .
ولم يتعَجَّل في يومين ، بل تأخَّر حتَّى أكمل رمي أيَّام التشريق الثلاثةِ ، وأفاض بعد الظهر إلى المُحَصَّب ، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ورقد رقدةً ثم نَهَضَ إلى مكة فطاف للوداع ليلاً سحراً ، ولم يرمل في هذا الطواف ، ورَخَّصَ لصفية لما حاضت ، فلم تَطُف للوداع . وأَعْمَرَ عائشة تلك الليلة من التنعيم تطييباً لنفسها بصحبة أخيها عبدالرحمن ، فلما فَرَغَتْ من عُمْرَتِها ليلاً نادى بالرَّحيل في أصحابه ، فارتحل الناس .

,,(هديه صلى الله عليه وسلم في قِرَاءَةِ الْقُرآنِ ),,



1- كان له حزبٌ يقرؤه ولا يُخِلُّ به .
2- وكانت قراءتُه ترْتيلاً ، لا هَذّا ولا عَجِلَة بل قراءةً مُفَسَّرةً حرفاً حرفاً .
3- وكان يُقَطِّع قراءته ويقفُ عند كُلِّ آيةٍ ، وكان يُرتِّلُ السورة حتى تكون أطول من أطول منها .
4- وكان يمدُّ عند حروف المد ، فيمد {الرّحْمـَنِ} ، ويمد {الرّحِيمِ} .
5- وكان يستعيذُ بالله من الشيطان الرجيم في أوَّل قراءته فيقول : " أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشيطانِ الرَّجيم " ، ورُبما كان يقول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ من الشيطان الرجيم من همزهِ ونفخِهِ ونَفْثِهِ " .
6- وكان يقرأُ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً ومتوضئاً ومحدثاً ، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابةُ .
7- وكان يتغنى بالقرآن ، ويقول : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ " ، وقال : " زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْواتِكُم " .
8- وكان يُحب أن يسمع القرآن من غيره .
9- وكان إذا مرَّ بآيةِ سجدةٍ كبَّر وسجد، وربما قال في سجوده : " سَجَدَ وَجْهي للذي خَلَقَهُ وصوَّرَهُ ، وَشَقَّ سمعَه وبصرَه بحولِه وقوتِه " ، وربما قال : " اللَّهُمَّ اْحطُطْ عَنِّي بها وِزْراً ، واكتُبْ لي بها أجراً ، واجعلها لي عندك ذُخْراً ، وَتَقَبَّلَها مِنِّي كما تقبَّلْتَها مِنْ عبدِكَ دَاود " ، ولم يُنقل عنه أنه كان يُكبر للرفع من هذه السجود ، ولا تشهَّد ولا سَلَّمَ البتَّة .
حـروف مـن نـور




,,( هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في قضاءِ الحاجةِ),,



1- كان إذا دخلَ الخـلاء قال : " اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ "
وإذا خرج يقول: " غُفْرَانَكَ " .
2- وكانَ أكثرَ ما يبولُ وهو قاعدٌ .صلى الله عليه وسلم
3- وكان يستنجي بالماءِ تارةً ، ويَسْتَجْمِرُ بالأحجار تارةً ، ويجمعُ بينهما تارةً .
4- وكان يستنجي ويستجمرُ بشمالِه .
5- وكان إذا استنجى بالماء ضرب يده بعد ذلك على الأرض .
6- وكان إذا ذهبَ في سَفَرِه للحاجةِ انطلقَ حتى يتوارى عن أصحابه .
7- وكان يستر بالهدف تارةً وبِحَائِشِ النَّخْلِ تارةً ، وبشجرِ الوادي تارةً .
8- وكان يرتاد لبوله الموضع الدَّمِثَ
حـروف مـن نـور


,,(هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الطِّبِّ والتَّداوي وَعيادة المَرضى ),,




- كان من هديه فعل التداوي في نفسه ، والأمرُ به لمن أصابهُ مرضٌ من أهله وأصحابه .

- وقال : "مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً " ، وقال : " ياعبادَ اللهِ
تَدَاووْا "
.
- وكان علاجُه للمرض ثلاثة أنواع : أحدها بالأدويةِ الطبيعية ، والثاني : بالأدوية الإلهية ، والثالث : بالمركبِ من الأمرين .
- ونهى عن التداوي بالخمر، ونهى عن التداوي بالخبيث .
- وكان يعودُ من مرض من أصحابه ، وعاد غلاماً كان يخدمه من أهل الكتاب ، وعاد عمَّه وهو مشركٌ ، وعرض عليهما السلام ، فأسلمَ اليهوديُّ ولم يُسْلِمْ عمُّه .
- وكان يدنو من المريض ويجلسُ عند رأسه ويسأله عن حاله .
- ولم يكن من هديه أن يخصَّ يوماً من الأيام بعيادة المريضِ ، ولا وقتاً من الأوقاتِ ، وشرع لأمته عيادةَ المرضى ليلاً ونهاراً ، وفي سائرِ الأوقاتِ .

,,(هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الْعِلاجِ بالأدويةِ الطَّبِيعيةِ ),,



1- قال صَلى الله عَليه وسَلمْ : " إِنَّمَا الحُمَّى ـ أو شِدَّةُ الحُمَّى ـ مِنُ فَيْحِ جَهَنَّمَ ،
فَأَبرِدُوها بالماءِ "
.
2- وقال : " إذا حُمَّ أَحَدُكُم فليسنَّ(2)عَلَيْهِ المَاءَ البَاردِ ثَلاثَ ليالٍ مِنَ السَّحَر " .
3- وكان إذا حُمَّ دعا بقربة من ماءٍ ، فأفرغها على رأسه فاغتسل . وذُكِرَتْ الحُمَّى عنده ذاتَ مرةٍ ، فَسَبَّهَا رجلٌ ، " لا تَسُبَّها ، فإنَّها تَنْفِي الذُّنوبَ كَما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَديدِ" .
4- وأتاه رجلٌ فقال : " إنَّ أخي يشتكي بطنه ـ وفي روايةٍ : استطلق بطنُه ـ فقال : " اسْقِهِ عَسَلاً " ، وكان يشوْبه بالماءِ على الريق .
5- واشتكى قوٌ اجتووا المدينة من داءِ الاستسقاء ، فقال : " لو خرجتُم إلى إبِلِ الصدقةِ فشربتُم مِنْ أَبْوَالِهَا وألبانِهَا " ففعلوا وصحُّو . والجَوَى : داءٌ من أدواء الجوفِ ، والاستسقاءُ : مرضٌ يسبِّبُ انتفاخَ البطنِ .
6- ولما جُرحَ في أُحْدٍ أَخّذَتْ فاطمةُ قطعةَ حصيرٍ فأحرقتها حَتَّى إذا صارت رماداً ألصقتُه بالجرحِ ، فاستمسَكَ الدَّمُ .
7- وبعثَ إلى أُبَيِّ بن كعبٍ طبيباً فقطعَ له عِرقاً وكواه . وقال : "الشِّفَاءُ في ثَلاثٍ : شرْبَةِ عَسَلٍ ، وشرْطةِ مِحْجَمٍ وكَيَّةِ نَارٍ ، وأنهي أُمَّتي عن الكيِّ " وقال : " وما أحِبُّ أَنْ أَكْتَوِي " . إشارةٌ إلى أن يُؤخِّرَ الأخذ به حتى تدفع الضرورةُ إليه ، لما فيه من استعجال الألمِ الشديد .
8- واحتجم صَلى الله عَليه وسَلمْ وأعطى الحَجَّامَ أَجْرَهُ ، وقال : " خَيْرٌ مَا تداويتُم به الحجامَة " . واحتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ في رأسِه لصداعٍ ، واحتجمَ في وَرِكِه من وثءٍ (3) كان به .
9- وفي سنن الترمذي عن سَلْمَى أُمِّ رافعٍ خادمةِ النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ قالت : ( وكان لا يصيبُه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء ) .
10- وقال : " دَوَاءُ عِرْقِ النِّسَا ألْيَهُ شَاةٍ تُشْرَبُ على الرِّيقِ في كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ " .وعِرْق النِّسَا : وجعٌ يبتدئ من مِفْصَلِ الوَرِكِ ، وينزلُ من خَلفٍ على الفَخِذِ .
11- وقال في علاج يُبْسِ الطبع واحتياجِه إلى ما يُمَشِّيه ويلينه : " عَلَيْكُم بالسَّنا والسَّنُّوت ، فإنَّ فيهما شِفَاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إلاَّ السَّامَ " وهو الموت .
12-وقال : " خَيُْر أَكْحَالِكم الإِثْمد : يجلو البصر ، وينبت الشعر " .
13- وقال : " مَنْ تَصَبَّحَ بسبعِ تَمَرَاتٍ مِنْ تَمْرِ العَاليةِ لم يَضُرَّهُ ذلِكَ اليَوْمَ سُمٌّ
ولا سِحْرٌ "
.
14- وقال : " لا تُكْرِهوا مَرْضاكُم عَلَى الطَّعَامِ والشَّرابِ ، فَإِنَّ اللهَ
يُطْعِمُهُم وَيَسْقِيْهِم "
.
15- وحمى النَّبِيُّ صهيباً من التمر ، وأنكر عليه أكله وهو أرمد ، وأقرَّه على تمراتٍ يسيرة ، وحمى علياً من الرُّطب لما أصابه الرمد .
16- وقال " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ في إِنَاءِ أَحَدِكُم فامْقُلُوه ، فإنَّ في أحدِ جَناحَيه داءً
وفي الآخرِ شِفاءً "
.
17- وقال : " التَّلْبِيْنَةُ مَجمَّةٌ لِفُؤادِ المريضِ تَذْهَبُ ببعض ِالحُزن " والتلبينة حِساءٌ مُتَّخَذٌ مِن دقيقِ الشعيرِ بِنُخالتهِ .
18- وقال : " عَلَيْكُم بِهذِهِ الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ ، فَإِنَّ فيها شِفَاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إلا السَّامَ " .
19- وقال : " فِرَّ من المجذومِ كما تفرُّ من الأسدِ " ، وقال : " لا يوردن ممرضٌ على مصحِّ " .
20- وكان في وفد ثقيفٍ رجلٌ مجذومٌ ، فأرسل إليه النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ : " أَرْجِعْ فَقد بايعنَاكَ " .

,,(هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الْعِلاجِ بالأدويةِ الإلهِيَّةِ ),,



1- كان يتعوذُ من الجانِّ ، ومن عين الإنسانِ ، وأمر بالرقية من العين ، وقال : " العينُ حَقٌ ولو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العينُ ، وإذا استغسل أحدُكُمْ فليَغتسل " .
2- ورأى جاريةً في وجهها سفعة فقال : " استرقوا لها ، فإنَّ بها النظرةَ " .والسَّفْعـةُ ، أي : النظرة من الجنِّ .
3- وقال لبعض أصحابه لما رَقَى اللديغَ بالفاتحة فبرأ : " وما يُدريك أنها رُقْيَة " .
4- وجاءه رجلٌ فقال : " لدغتني عقربٌ البارحةَ ، فقال : " أما لو قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّك " .