PILOT

PILOT @pilot

عضو فعال

احترام اختيار الطفل لازيائه يساعده على تكوين شخصيته القوية

الأمومة والطفل

احترام اختيار الطفل لازيائه يساعده على تكوين شخصيته القوية

عمان: «الشرق الأوسط»
الخطأ الذي يرتكبه العديد من الأمهات أنهن يفرضن على أطفالهن ارتداء الملابس حسب أذواقهن، ولا يعطينهم حق الاختيار، باعتبارهم صغارا ولم يكتسبوا القدرة على التمييز بعد، ولكنهن للأسف يجهلن مدى تأثير هذا التصرف في نفسيات اطفالهن، لأنهن من غير أن يشعرن، يمنعن اطفالهن من أن يكون لهم رأي مستقل، وهو ما قد يحولهم إلى شخصيات إما عنيدة أو مترددة في المستقبل. وربما يتطور هذا الأمر ليولد لديهم شعورا بعدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم.
ويرى اختصاصيون في علم النفس والاجتماع والتربية الأسرية ضرورة منح الطفل حرية الاختيار في كل شيء، حتى لو كان أمرا يتعلق بألعابه أو طعامه، من منطلق أنها أمور تتعلق به بشكل خاص، على أن يقتصر دور الآباء على توجيهه الى الأمور التي تضر بصحته أو تؤثر فيه تأثيرا سلبيا فقط.
ويرى الدكتور محمد رامز، اختصاصي تربية وعلم نفس، أن اغلب الأمهات يعشن في تناقض واضح وكبير في حياتهن الأسرية. ففي الوقت الذي ترفض فيه هذه الام، مثلا، الأخذ برأي زوجها في كيفية ارتدائها لملابسها، على أساس أن اختيارها وطريقتها من خصوصيتها، فإنها تنسى أن طفلها كائن ذكي، يشاهد ويراقب تصرفاتها، ومن تم لا يفهم كيف تفرض عليه رأيها من دون اخذ رأيه أو حتى سماع أي اعتراض قد يصدر عنه، مبررة ذلك بانه ما زال طفلا صغيرا لا يعرف مصلحته؟ ويشير الدكتور رامز الى أن هذه الام لا تدرك الآثار النفسية السلبية التي تغرسها لدى طفلها بمعاملته كأنه من ممتلكاتها الخاصة التي لا رأي لها. ولتصحيح هذا الوضع، ترى الاختصاصية الاجتماعية خلود احمد انه بإمكان الام استشارة طفلها في ما يميل إليه، حتى لو كان صغيرا، مع العلم بأن لكل عمر أسلوب معاملة خاصا:
* قبل السنة من عمره ( اشهر ) من الطبيعي أن الطفل في هذا العمر لا يستطيع التعبير عن رأيه أو إبداء الموافقة أو الرفض، ولكن رغم ذلك بإمكان الام عند اختيارها لأي قطعة مناسبة، أن تجعله يشاهدها قبل أن يرتديها، باستخدام بعض كلمات المداعبة، لأنها بهذا التصرف تمنحه نوعا من الراحة لما قامت به أمه.
* في عمر السنتين وحتى أربع سنوات يكون الطفل في هذا العمر قادرا، على التعبير عن حبه لبعض الأشياء أو كرهه لها. وعلى الام أن لا تتجاهل هذا الأمر، فإذا طلب أن يكون على قميصه، مثلا، صورة لعبة ما، أو شخصية كرتونية، عليها أن لا تعتبر رغبته سخيفة، حتى تشعره بأهمية رأيه. أما إذا كان طلبه غير معقول، فعليها ان تشرح له وجهة نظرها حتى يقتنع، وأن تقترح عليه بديلا، من غير أن يكون ذلك بشكل أمر أو حتى إشعاره بنوع من الاستخفاف برأيه كونه طفلا صغيرا.



* من خمس الى سبع سنوات في هذه المرحلة العمرية، يكون تفكير الطفل قد نضج بعض الشيء، ولكنه بالطبع ما زال طفلا، أي انه يحتاج الى معاملة خاصة، وأنه في هذه السن يصبح حساسا للغاية، لهذا على الام أن تكون حذرة في تعاملها معه، وأن تحرص على مرافقته لها عندما تذهب للتسوق وشراء ملابس خاصة به، واستشارته فيما يفكر به أو يحب أن يشتريه. وإذا عبر لها عما يريده يفترض بها أن تبحث عن طلبه ولا تهمله، وحتى إن لم يحدد لها ما يريد وترك لها الخيار، عليها أن تشاوره حتى تربي لديه القدرة على الأخذ والعطاء في الرأي.
* بعد عمر السبع سنوات يكون الطفل في هذا العمر قادرا على اختيار ما يعجبه بنفسه، ويجب على الام أن تتجنب فرض رأيها عليه بأية وسيلة، وأن تقتصر مشاركتها على إبداء الرأي فقط، لأنها يجب أن تعطيه الإحساس بأنه قادر على اتخاذ القرار بنفسه. لكن الأهم من كل هذا، حسب رأي خلود، هو أن تختار الأم تعليقاتها بعناية شديدة حتى لا تولد لديه عقدة نفسية مزمنة، كأن تقول له مثلا أن لون قطعة ما لا تناسبه بسبب لون بشرته، أو أن قصتها تناسب من هو أطول منه، وما شابه ذلك من تعليقات غير محسوبة لكنها قد تؤثر فيه طويلا.
ولقد جربت هذا مع اطفالي وكانت النتيجة انهم يستطيعون اتخاذ القلرارات لحياتهم .
0
280

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️