Basma

Basma @basma_4

عضوة جديدة

اسباب القلق وعلاجه

نزهة المتفائلين






القلق (أسبابه وعلاجه)




نشهد في هذا العصر حضارة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً

جعلت الإنسان يعيش في راحة كبيرة

ولكنها( أي تلك الحضارة ) قصرت خدمتها على الجانب الجسدي

و أهملت الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات ،

وكان أحد إفرازات هذا القصور القلق الذي أدى بكثير من الناس

خصوصاً في الغرب الى الانتحار،

ولم يجدوا له حلاً غير تلك الحبوب المهدئة.

وللأسف لقد وجدت أثار هذا القلق في بلاد المسلمين

عندما قصر البعض منهم في أمور دينهم

وعاشوا بعيداً عن ذكر الله تعالى وطاعته.


~*~


وأسباب القلق كثيرة ، أهمها:

أولا : ضعف الإيمان :
******


فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق.

قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)

، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن

وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.



ثانيا : الخوف على الحياة وعلى الرزق:
*****


فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ،

ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق.

والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق

وكأنه ماقرأ قوله تعالى : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }

ولم يسمع قول الله عز وجل :{ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }

، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ،

ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ،

بل يسعى وبفعل الأسباب

امتثالاً لقوله تعالى:{ فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه }

ويتوكل على الله { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }.


ثالثا : المصائب :
****


من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ،

لكن المؤمن شأنه كله خير:

إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً

وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه.

فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ،

وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء

أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً.

عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان

فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ،

ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً

وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً

وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.


رابعا : المعاصي :
****


وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ،

وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب

. قال الله تعالى(وماأصابك من سيئة فمن نفسك )

وقال : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
}

والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق ، فيفعل المعاصي ،

لكنه كالمستجير من الرمضاء بالنار.


خامسا : الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا :
****


فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل

وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.






إذن كيف يمكننا التخلص من القلق؟ وما هي أسباب إنشراح الصدر ؟

قال الله تعالى { إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

، فالعلاج هو في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.


(1) قوة التوحيد :



إن من أعظم الأسباب لشرح الصدر وطرد الغم،

بل هو أجل الأسباب وأكبرها:

قوة التوحيد وتفويض الأمر إلى الله تعالى،

بأن يعتقد العبد اعتقاداً جازماً لا شك فيه ولا ريب،

أن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفع الضر،

وأنه تعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، عدل في قضائه،

يعطي من يشاء بعدله، ولا يظلم ربك أحداً.

فعلى العبد أن يحرص على عمارة قلبه بهذه الاعتقادات وما يتبعها

فإنه متى كان كذلك؛ أذهب الله غمه، وأبدله من بعد خوفه أمناً.


(2) حسن الظن بالله تعالى:




وذلك بأن تستشعر أن الله تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك،

فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه،

فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب،

فعليك يا عبد الله بحسن الظن بربك ترى من الله ما يسرك،

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظنّ شراً فله»

أخرجه الإمام أحمد وابن حبان،

فأحسن ظنك بالله، وعلِّق رجاءك به،

وإياك وسوء الظن بالله، فإنه من الموبقات المهلكات،

قال تعالى:

{الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
} .



(3) المبادرة إلى ترك المعاصي:



تفقد النفس والمبادرة إلى ترك المعاصي،

أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟

يا عجباً لك!

تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها،

ألم تعلم هداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد:

{وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} ،

{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ

هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
} .



(4) المحافظة على أداء الفرائض:



والمداومة عليها، والإكثار من النوافل

من صلاة وصيام وصدقة وبر وغير ذلك،

فالمداومة على الفرائض والإكثار من النوافل

من أسباب محبة الله تعالى لعبده،

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله قال:

من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،

وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه،

وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه،

فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به،

ويده التي يبطش بها،

وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه
»

الحديث أخرجه البخاري.

قال الله تعالى :

{ واستيعنوا بالصبر والصلاة }

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ،

ويقول لبلال ( أرحنا بالصلاة يابلال )

ويقول -جُعلت فداه- ( وجعلت قرة عيني في الصلاة )

فما من مسلم يقوم فيصلي بخشوع وتدبر وحضور قلب والتجاء لله تعالى

إلا ذهبت همومه وغمومه أدراج الرياح كأن لم تكن ،

فالصلاة على أسمها صلة بين العبد وربه.



(5) قراءة القرآن الكريم تدبراً وتأملاً:



وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم،

فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحاً في الصدور

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"أي تطيب وتركن إلى جانب الله،

وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً،

ولهذا قال تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

:أي هو حقيق لذلك

" انتهى كلامه رحمه الله.

فاحرصي رعاكِ الله على الإكثار من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار،

وسلي ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك،

فإن العبد متى أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته

{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ

وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
}

، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ

وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً
}.



(6) الدعاء:



سلاح المؤمن الذي يتعبد لله به فمن كان له عند الله حاجة

فليفزع إلى دعاء من بيده ملكوت كل شئ

ومجيب دعوة المضطرين وكاشف السوء الذي تكفل بإجابة الداعي.

قال تعالى:

{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان }

وليتخير ساعات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، بين الآذان والإقامة.



(7) مجالسة الصالحين :



الاجتماع بالجلساء الصالحين والاستئناس بسماع حديثهم

والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم،

احذري أن تكوني وحيدة لا جليس لكِ ولا أنيس، وخاصة عند اشتداد الأمور

عليكِ، فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاً إذا كان وحيداً،

فالشيطان من الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد وليس مع الثلاثة،

وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.



(8) المداومة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم،

وما يتبع ذلك من أذكار اليوم والليلة
:




فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم بفضل الله تعالى

من شر شياطين الجن والإنس،

وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعراً

لمعانيها موقناً بثمارها ونتاجها،

ولتحرص رعاك الله على تلك الأذكار المتأكدة فيمن اعتراهم همّ أو غم،

ومن ذلك ما أخرجه الشيخان

عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:

كان رسول الله يقول عند الكرب:

«لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،

لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم
»

، وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي كان يكثر

من قوله: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل...»

إلى آخر الحديث.

5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كرزة علاء2
كرزة علاء2
الله يشرح صدرك
Basma
Basma
الله يشرح صدرك
الله يشرح صدرك

اللهم امين واياك وجميع المسلمين

اسعدنى مرورك ، بارك الله فيكِ

Basma
Basma
ما عجبكم الموضوع ؟؟
ام التوائم2
ام التوائم2
ما شاء الله يا بسومة موضوعك غاية في الرووعة

بارك الله فيك يارب وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
Basma
Basma
ما شاء الله يا بسومة موضوعك غاية في الرووعة بارك الله فيك يارب وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
ما شاء الله يا بسومة موضوعك غاية في الرووعة بارك الله فيك يارب وجعله الله في ميزان حسناتك يوم...
تسلميلى يا نور عينى

الموضوع اتعطر واتنور بوجودك فيه

الله لا يحرمنى منك ابدا ابدا يارب