موضوع اوقفني
ياليت الزمن يرجع
يحدث أحيان ًأن تتمنى لو تملك قدرة إعادة الزمان الى الوراء عدة سنوات لأ عادة مرحله عمرية من مراحل حياتك كي
تلتقي بأناس مارسوا دور البطولة في عمرك وتركوا عمق بصماتهم فوق جدران ذاكراتك وقلبك لأنهم كانوا يمثلون شطراً جميلاً من حياتك ويصنعون احداثها الجميله وذكرياتها العذبه ويحققون شئ من احلامكم الطفوليه والعفويه لكنهم غابوا...وغابت خلفهم الأحلام والفرحه والأمان والأيام الجميله وبقي خلفهم فراغ ممل وقاتل تتجول فيه كلما شدك إليهم الحنين سأتحدث عن نفسي وعن اي مرحله اود ان يرجع بي الزمن او المحطات التى اتمني ان اعود لها في حياتي السابقه اول مرحله هي مرحلة الطفوله بلا شك اجمل وانقي مراحل العمر اشبه الأنسان في هذه المرحله باالعصفور
جميل الألون عذب التغريد خفيف الحركه ينتقل من غصن الى غصن تطرب له النفوس وكل البشر تنظر له بعين المحبه والرحمه والشفقه
في هذه المرحله كان جدي لأمي رحمه الله هو بطل المرحله وكان نجمي الساطع وشخصيتي العظيمه الأسطوريه فلا يكتمل يومي سوا برؤية وجه البشوش دائما رغم المرض فلا يكاد يمر يوم الأ واحظي بزيارة منه او نقوم نحن بزيارته وحين تقع عيناي عليه وكأني لم اره منذ دهور انطلق بسرعه وبفرحه غامره لأحتضانه وتقبيله كان لحضنه دفئ خاص ابوي كان يحضن احفاده بحب حقيقي وليس حضن عادي او كما يفعل البعض حين يحضن بشكل الي لاروح فيه اي بشكل اعتيادي لا انما كان يحضن بكل جوارحه بكل خليه منه كان جسده يقول وليس لسانه انا احبك ياطفلتي الصغيره واهتم لأمرك ورؤيتك تسعدني وتفرح قلبي وانا اكتب هذه السطور انسابت دموعي لأني فعلا مشتاقه له ومتعطشه لوجوده بجانبي الأن اتذكر ملامحه الوسيمه وابتسامته العريضه وعيناه المليئه با الرحمه والمحبه لكل الناس جدي كان رجل عصره بلا مبالغه وكأن من وجهاء مدينته ومقصد للكثيرين اشتهربحكمته وبعد نظره و بطيبته وكرمه والسعي للأصلاح بين الناس رجل عصري مثقف جدا وسابق لجيله بمراحل كان يعمل بشركة ارامكو السعوديه واجاد اللغه الانجليزيه فلا زلت اتذكر تعليمي انا واختي لبعض الجمل وكنا نرددها بفرح وسرور ونضحك كثيرا لاعتقادنا انه يحاول اضحاكنا فقد كان كثيرا ما يصنع المقالب المضحكه لنا او يقول لنا ويحفظنا الشعر الساخر المرح الذي يقوم بتأليفه حسب الحدث الذي نمر به ولابد ان يقحم اسمائنا با القصيده رحمك الله ياجدي كم افتقدك وافتقد بساطتك وعطفك ومحبتك لي عندما فقدتك وانا في اول ثانوي اسودت الدنيا في وجهي وعلمت انني فقدت كنزي باكرا وانني سأتعب كثيرا ولن اجد مخبئ لأسراري ولا حلا لمشاكلي وهمومي بكيتك كثيرا ولسنوات ومازلت ابكيك عندما تقسو على الدنيا وابكيك في كل عيد ومناسبه مازال بيتك العامر مصدر فخرا لي والهام ورائحة مجلسك المبخر با العود الفاخر مبعث ومحرض لأنسياب الذكريات العذبه واستحظار للمواقف الجميله اتعلم ياجدي سرالمي ؟ ومايعصر قلبي كلما تذكرتك؟ انني في اخر مره رئيتك فيها وكنت ممدا على فراشك وتعاني من كسرك المضاعف ومن تبعات امراض الشيخوخه وقفت يومها با الباب وكنا على موعد سفر وقلت لك بسرعه لما اعتادها معك مع السلامه يبه انا بروح ! وكنت تنظر لي باستغراب وابتسامه فيها عتب خفيف وكأنك تقول بهذه السرعه تودعيني وبدون تقبيلي كما تفعلين دائما ؟!
خرجت من عندك مسرعه لكن نظراتك لي اشغلت تفكيري وانا با السياره واقول هل جدي( ابوي) زعلان مني؟ لماذا لم يرد وانما ابتسم فقط بحب وعتب !
وبعدها بأسبوع فقط عرفت السر عندما بلغنا صباحا بوفاتك وعرفت لحظتها بأنك تنظر لي نظرة مودع لما يستطع قلبك الرحيم ان يرعبني و ينطق ويقول تعالي ضميني وقبلي جدك فهذا اخر عهدي بك ياصغيرتي لو تعلم ياجدي بحجم المراره التى مازلت احس بها وبحجم الخطاء الفادح الذي ارتكبته في تلك اللحظات التى استعجلت بها وخرجت مسرعه من عندك لو تعلم ياجدي اني اتمني ان اشتري تلك اللحظات تلك الثواني بكل ما املك لو اقدر ان اقدم يوم واحد من عمري من اجل ان ترجع تلك اللحظات واستطيع ان احضنك واقبل يدك وجبينك الطاهر
في هذا اللحظات يتمني الانسان ان ترجع عقارب الزمن الى الوراء ويستطيع تدارك مافات وتصحيح ماحصل
رحمك الله ياجدي وجعل قبرك روضة من رياض الجنه وابدلك الله خيرا وعوض صبرك على البلاء والمرض
اللهم وسع له في قبره وانس وحشته واعني على بره وصلته بعد وفاته