الداعية الى الحق
الرقية والاسترقاء ]
وربما كان يقول كفارة وطهور وكان يرقي من به قرحة أو جرح أو شكوى فيضع سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا هذا في " الصحيحين " وهو يبطل اللفظة التي جاءت في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأنهم لا يرقون ولا يسترقون . فقوله في الحديث " لا يرقون " غلط من الراوي سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول ذلك . قال وإنما الحديث " هم الذين لا يسترقون " . قلت : وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم . ولهذا قال وعلى ربهم يتوكلون فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا لا رقية ولا غيرها ولا يحصل لهم طيرة تصدهم عما يقصدونه فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه .

قال والراقي متصدق محسن والمسترقي سائل والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ولم يسترق وقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه

فإن قيل فما تصنعون بالحديث الذي في " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ويمسح بهما ما استطاع من جسده ويبدأ بهما على رأسه ووجهه ما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات قالت عائشة : فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرني أن أفعل ذلك به

فالجواب أن هذا الحديث قد روي بثلاثة ألفاظ . أحدها : هذا .
والثاني : أنه كان ينفث على نفسه .
والثالث قالت كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها وفي لفظ رابع كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث وهذه الألفاظ يفسر بعضها بعضا . وكان صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه وضعفه ووجعه يمنعه من إمرار يده على جسده كله . فكان يأمر عائشة أن تمر يده على جسده بعد نفثه هو وليس ذلك من الاسترقاء في شيء وهي لم تقل كان يأمرني أن أرقيه وإنما ذكرت المسح بيده بعد النفث على جسده ثم قالت كان يأمرني أن أفعل ذلك به أي أن أمسح جسده بيده كما كان هو يفعل .

ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام أن يخص يوما من الأيام بعيادة المريض ولا وقتا من الأوقات بل شرع لأمته عيادة المرضى ليلا ونهارا وفي سائر الأوقات . وفي " المسند " عنه إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرفة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وفي لفظ ما من مسلم يعود مسلما إلا بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي وأي ساعة من الليل كانت حتى يصبح

وكان يعود من الرمد وغيره وكان أحيانا يضع يده على جبهة المريض ثم يمسح صدره وبطنه ويقول اللهم اشفه وكان يمسح وجهه أيضا . وكان إذا يئس من المريض قال إنا لله وإنا إليه راجعون
الداعية الى الحق
ســـؤال: فضيلة الشيخ أرجو توضيح الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فيما معنى الحديث (أن سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب أو عذاب ) وذكر عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنهم الذين لا يرقون ولا يسترقون .. إلى آخر الحديث. سؤالي يا والدي الكريم: هل من رقى أو استرقى، ويريد أن تنطبق عليه صفات هؤلاء السبعون الفاً، هل يتوب منها علماً أنها أعمال صالحة؟ أم ماذا يفعل ليكون منهم ؟


الجواب: هكذا أخبر صلى الله عليه وسلم أن من أمته سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ولكن ذكر أنهم: " الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون" ، وأما رواية: " لا يرقون " فهي خطأ من بعض الرواة، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أباح الرقية الشرعية، كقوله: " لا رقية إلا من عين أو حمة " وكقوله: " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا "، وأجاز أخذ الأجرة على الرقية، فمن استرقى فقد ضعف توكله، ولكن إذا احتاج إلى ذلك فلا بأس، فقد كان النبي r يرقي نفسه كل ليلة بالمعوذتين وسورتي الإخلاص وما أشبهها، ويمسح بيديه ما أقبل من جسده.


قاله وأملاه
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
الداعية الى الحق
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
عليهم رسول الله فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة وليس عند البخاري لا يرقون قال شيخنا وهو الصواب وهذه اللفظة وقعت مقحمة في الحديث وهي غلط من بعض الرواة فإن النبي جعل الوصف الذي يستحق به هؤلاء دخول الجنة بغير حساب هو تحقيق التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون والطيرة نوع من الشرك ويتوكلون على الله وحده لا على غيره وتركهم الاسترقاء والتطير هو من تمام التوكل على الله كما في الحديث الطيرة الشرك قال أبن مسعود وما منا إلا من تطير ولكن الله يذهبه بالتوكل فالتوكل ينافى التطير وأما رقية العين فهي إحسان من الراقي قد رقى رسول الله جبريل وأذن في الرقي وقال لا بأس بها ما لم يكن فيها شرك واستأذنوه فيها فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه وهذا يدل على أنها نفع وإحسان وذلك مستحب مطلوب لله ورسوله فالراقي محسن والمسترقي سائل راج نفع الغير والتوكل ينافي ذلك فإن قيل فعائشة قد رقيت رسول الله وجبريل قد رقاه قيل أجل ولكن هو لم يسترق وهو صلى الله عليه وسلم لم يقل ولا يرقيهم راق وإنما قال لا يطلبون من أحد أن يرقيهم وفي إمتناعه أن يدعو للرجل الثاني سد لباب الطلب فإنه لو دعا لكل من سأله ذلك فربما طلبه من ليس من أهله والله أعلم وفي صحيح مسلم من حديث محمد بن سيرين عن عمران أبن حصين قال قال رسول الله يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل ومن هم قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وفي صحيحه أيضا من حديث أبن الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت النبي يذكر حديثا طويلا وفيه فتنجوا أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك وذكر تمام الحديث وقال أحمد بن منيع في مسنده حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز حدثنا حماد

كتاب حادي الأرواح، الجزء 1، صفحة 89.
الداعية الى الحق
حكم الرقية:
اختلف الفقهاء في الحكم التكليفي للرُّقى، فذهب الجمهور إلى جواز الرَّقي من كل داء يصيب الإنسان.
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: "لا بأس أن يُرْقىَ الرَّجُل بكتاب الله وما يُعرف من ذكر الله".(1)
وسُئل مالك عن الرقي بالأسماء الأعجمية فقال: "وما يدريك أنها كفر؟"ـ ومقتضى ذلك أن ما جهل م
الداعية الى الحق
حكم الرقية:
اختلف الفقهاء في الحكم التكليفي للرُّقى، فذهب الجمهور إلى جواز الرَّقي من كل داء يصيب الإنسان.
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: "لا بأس أن يُرْقىَ الرَّجُل بكتاب الله وما يُعرف من ذكر الله".(1)
وسُئل مالك عن الرقي بالأسماء الأعجمية فقال: "وما يدريك أنها كفر؟"ـ ومقتضى ذلك أن ما جهل معناه لا يجوز الرقية به مخافة أن يكون فيه كفر أو سحر أو غير ذلك.
وقال قوم من العلماء: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة، لحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: "لا رقية إلا من عين أو حمة".
وذهب غيرهم إلى كراهة الرقي إلا بالمعوذات. وفرّق قوم من العلماء بين الرقي قبل وقوع البلاء وبعد وقوعه، فقالوا: المنهي عنه من الرقي هو ما يكون قبل وقوع البلاء، والمأذون فيه ما كان بعد وقوعه.
والذي عليه جمهور أهل العلم أن الرُّقى تجوز بشروط ثلاثة:
أولها: أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
ثانيها: أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
ثالثها: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى وقدرته.
والتحقيق: أنّ الرقية منها ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، وقد يكون منها ما هو واجب، وهو: ما يعلم أنه يحصل بها بقاء النفس لا بغيرها، كما قد يحدث لبعض المسحورين أو بعض من ابتلي بصرع العفاريت أو بالعين، أو حتى ببعض الأمراض التي تصيب الأبدان كلدغات الحيات، وغيرها، والتي إن لم يتعالج الناس منها هلكوا. لقوله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فلينفعه".
قال المناوي: "قال في "الفردوس": فلينفعه، يعني بالرقية: أي على جهة الندب المؤكدة وقد تجب في بعض الصور".(2)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن رقية الناس بدفع الجنّ وإخراجها من جسومهم: "فإذا عرف الأصل في هذا الباب فنقول: يجوز بل يستحب وقد يجب أن يُذبّ عن المظلوم وأن يُنصر، فإن نصر المظلوم مأمور به بحسب الإمكان.."، وذكر الأحاديث المتعلقة بنصر المظلوم.(3)
وقال: "وهذا من أعظم الجهاد".(3) وقال في موضع آخر: "وهذا فرض على الكفاية مع القدرة".(3)
حكم الاسترقاء:
أما الاسترقاء: وهو طلب الرقية، فقد اختلفوا أيضا في حكمه، وقبل أن نسرد أدلة كل فريق، يحسن أن نأتي على الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، وقد تضمنت ثلاثة أنواع، وهي:
1- الأمر: لحديث عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين'؛ وفي لفظ: أمرني أن أسترقي من العين؛ وقوله: "استرقوا لها فإنّ بها النظرة"، وقوله: "فهلاّ استرقيتم له من العين". وقد مرت كلها قريبا.
2- الإباحة: لحديث أبي خزامة عن أبيه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أرأيت (أي أخبرني عن) رقىً نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: "هي من قدر الله".(4)
ولحديث أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: "نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين".(5)
3- النهي: لحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يسْـتَـرْقُون، ولا يتطيـّرون، ولا يكْـتَوُون، وعلى ربهم يتوكلون".(6) وفي لفظ لمسلم زيادة: "هم الذين لا يرقون ولا يسترقون".
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل".(7)
ويمكن إرجاع اختلافهم إلى أمرين:
1- إختلافهم في علة النهي الواردة في الحديث.
2-وأجيب عن حجج الفريق الأول بردود منها:
- أن مظنونية البرء بالاسترقاء والاكتواء ليست خاصة بهما، بل أكثر أبواب الطب موهوم، فقد ينجع التعالج بالدواء كما هو الغالب وقد يتخلف الشفاء لمانع، وهذا يقتضي أن يتساوى حكم التداوي والاسترقاء باعتبار أن الاسترقاء نوع من التداوي، وهذا لا يقول به الفريق الأول.
- وإذا كان المسترقي سائل راج نفع الغير ملتفت إلى غير الله بقلبه، كان المتداوي كذلك ولا فرق، وهذا لا يقول به أيضا الفريق الأول.
- وأما أن الاسترقاء هو طلب الدعاء من الغير، فهذا لا ينطبق بمجمله على مسمى الاسترقاء إذ الرقية تتضمن أيضا تلاوة القرآن وهو أعم من الأذكار والأدعية.
- فإذا قَدَح الاسترقاء من حيث هو سبب في كمال التوكل وتمام الرضى بقضاء الله تعالى، قَدَح التداوي تبعا ولا فرق.
على أن قوله صلى الله عليه وسلم: "وعلى ربهم يتوكلون" يحتمل أن تكون هذه الجملة مفسرة لما تقدم من ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة، ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص، لأن صفة كل واحدة منها صفة خاصة من التوكل، وهو أعم من ذلك. أفاده ابن حجر في "الفتح" °(11/409).
علما أن التوكل عمل القلب واعتماده على الله في حصول النفع، وجمهور علماء السنة على أن من وثق بالله، وأيقن أن قضاءه عليه ماضٍ لم يقدح في توكّلـه تعاطيه الأسباب.
فإن كان التوكل عل الله هو الأصل الجامع الذي تفرع عنه الاسترقاء والاكتواء والطيرة، كانت علة النهي الجامعة بين هذه الأفعال والخصال هي: اعتقاد تأثير الأشياء بذاتها لا بقدرة الله وقدره، وقد كان أهل الجاهلية يتشاءمون فيعلّقون أفعالهم وأسفارهم باتجاه طيران الطير، كما أنهم كانوا في الغالب يرون البرء لذات السبب لا لكونه من صنع البارئ جل وعلا، فنفى ذلك الشرع وأبطله، وهذا أمر تكثر فيه شكوك الناس، يقولون لو فعل كذا لكان كذا، فيتكلون على الأسباب.
ولهذا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسترقاء والتداوي واستعمال التقاة هل ترد من قدر الله؟ قال: "هي من قدر الله"، حسما لاعتقاد تأثير الأسباب بنفسها.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "وهذا هو الأصل في هذا الباب، وهو أن يستعمل هذا الأسباب التي بينها الله تعالى لعباده وأذن فيها وهو يعتقد أن المسبب هو الله سبحانه وتعالى، وما يصل إليه من المنفعة عند استعمالها بتقدير الله عز وجل، وأنه إن شاء حرمه تلك المنفعة مع استعماله السبب، فتكون ثقته بالله عز وجل واعتماده عليه في إيصال تلك المنفعة إليه مع وجود السبب". نقله عنه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/348).
فلو أن الاسترقاء المنهي عنه في الحديث يشمل المباح، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن تسترقي من العين'، ولكان تعاطيها للاسترقاء قادحا في توكلها، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون رقية النملة من الشفاء بنت عبد الله، ورقية العقرب من عمرو بن حزم.
والأجمع في هذا الموضوع أن يقال بأن الاسترقاء يحرم إذا كان على الوجه الممنوع كما سبق بيانه، أو أنه يكره إذا وقع في قلب المسترقي، قبل إقدامه على الاسترقاء شيء من الاتكال على السبب فخشي أن يكل نفسه إلى الرقية أو إلى شخص الراقي ـــ وهذا شيء يقع فيه كثير من الناس، مثله مثل التطير ـــ فهنا يكره له الاسترقاء خشية الوقوع في المحذور، وهو من باب "ومَن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، إلا أن يذهبه بالتوكل على الله، فيحسّن اعتقاده بأن لا شافي ولا مدبر سوى الله، فيستعين بالله مما يجده ويمضي على وجهه متوكلا على ربه.
أما اعتقاد الشفاء في غير الله أو التعلق بالأسباب دون خالق الأسباب، فهذا يحرم اتفاقا، وهو من معتقد الجاهلية.
فإذا انتفت هذه الموانع، وأيقن الطالب للرقية أن تعاطيه للأسباب لا يؤثر في قضاء الله وقدره، وأنه لايأتى بالحسنات إلا هو، ولايدفع السيئات إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا به، فحينئذ يشرع له الاسترقاء من غير كراهة، وخاصة مما يوقع الضرر كالعين والسحر وغيرهما، وهذا جمعا بين النصوص ودفعا لمسلك النسخ أو تعسف أنواع العلل، والله أعلم.



الهوامش:


(1) كتاب: "الأمّ" (7/288).
(2) "فيض القدير"(6/54)
(3) "مجموع الفتاوى" (ج 19/ ص: 47- 51- 55)
(4) رواه أحمد(3/421) والترمذي (4/399) وقال: "حديث حسن صحيح" وابن ماجة (3437) وغيرهم من حديث الزهري وانظر "الإصابة " '(3/283) لابن حجر، وحسن إسناده الشوكاني في "النيل" (9/90).
(5) رواه أحمد(27510) والترمذي (4/395) وقال: "حديث حسن صحيح"، والبيهقي في "الكبرى" (9/348) والحميدي في "مسنده" (1/158) وابن ماجة (3710) من حديث سفيان بن عيينة به ورواه أيضا النسائي في "الكبرى" (4/365) وغيره.
(6) روي من طرق عن جمع من الصحابة:
- عن ابن عباس : رواه البخاري (5378-5420-6107-6175) ومسلم (220) وأبو نعيم في "المستخرج" (527) وابن حبان (6430) والبيهقي في "السنن" (76040) و"الشعب" (1/251- 2/58) والطبراني في "الكبير" (380-425-426-494-605) وأبوعوانة (248) والبزار (3565) والأصبهاني في "دلائل النبوة" (1/807).
- عن عمران بن حصين : رواه مسلم (218) وأحمد (19412- 19464- 19482) والطبراني في "الأوسط" (2373-2705) والبزار (1441) وابن حبان (6089) وأبو نعيم في "المستخرج" (524).
- عن ابن مسعود: رواه البخاري في "الأدب المفرد" (911) وأحمد (3796- 3809- 4327) والطبراني في "الكبير" (9765) وأبو يعلى (5340) والحاكم (8278- 8721) وابن حبان (6084- 6431) وأبو نعيم في "الحلية" (2/248) والضياء المقدسي، وقال: "هذا عندي على شرط مسلم" ذكره ابن كثير (1/394).
- عن أبي هريرة : رواه الطبراني في "الأوسط" (8083) و"الكبير" (9765-9766) قال في "المجمع" (5/109): "وفيه من لم أعرفه" وأبو نعيم في "المستخرج" (523).
- عن خباب : رواه البزار (2120-2139).
(7) رواه أحمد (17715-17735-1756) وابن ماجه (3489) والترمذي (2055) وصححه وابن حبان في صحيحه (6087) والحاكم (4/415) وقال:"صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي وأقرهم الألباني في"الصحيحة"(1/244). وصحّحه النووي في الجزء: 9 من "المجموع" وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(423) والطبراني في "الكبير"(891) وعبد بن حميد في مسنده (393) والبيهقي في"الشعب"(1166) وفي "السنن الكبرى"(9/341) والنسائي في"الكبرى"(7605) وابن أبي شيبة في "المصنف"(23628) كلهم من طريق عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه.
_________________