مذكرات امرأة

الأدب النبطي والفصيح

في البداية أحب أن أنوه أن فكرة القصة (الأحداث) مستوحاة من أحد الصحف ..وأنا أعدت صياغتها بأسلوبي الخاص.

و أتمنى أن تنال على إعجابكم واستحسانكم .....
**********

بعد أن انتهت من صلاة الفجر وقفت أمام النافذة لترقب طلوع الشمس وتستمع لتغريد العصافير الفرحة التي تعلن عن بدأ يوم جديد

إنها تستمتع بهذا الوقوف كل صباح, إنها تشعر بالسعادة الغامرة وهي تتحسس جمال المنظر الذي طالما رأته ولم تشعر بجماله وبالسعادة التي تشعر بها الآن............................. فقد تحررت من السجن الذي كانت تقطنه وأصبحت طليقة تنعم بالحرية التي طالما افتقدتها وعاشت على أمل تحقيقها.

تنفست بعمق وقالت : الحمد الله

تنبهت على صوت بكاء ابنتها ،فأسرعت إليها واحتضنتها وقالت لها لابد أنك رأيت حلما مزعجا فهدأي الآن ونامي فالوقت مازال مبكرا ثم وضعتها في سريرها..... وتنبهت إلى دفتر صغير تحت السرير رفعته من على الأرض وأخذت تمسح عنه الغبار المتراكم عليه وما أن تبينت معالمه حتى احتضنته كالمشتاق وسكبت دموعا على اثر ذلك ............فلا عجب وهو صديقها الوحيد المخلص الذي لم تستطع التحدث إلا إليه لمده تتجاوز السنة .

لكن من أخرجه من مكانه؟؟
هكذا تساءلت سارة في نفسها وما لبثت أن نظرت إلى ابنتها وابتسمت وقالت
-لابد أنها أنت يا أمل فأنت تحبين اللعب والعبث كثيرا.......يا لشقاوتك.

جلست أمام المنضدة وشرعت في قراءة محتوى صديقها الصغير
الصفحة الأولى ..
لم أفكر أبدا أن أكتب مذكراتي بل لم تخطر هذه الفكرة في رأسي إلا الآن ....أي بعد أن أصبحت وحيده.
سأحكي لك قصتي من البداية ...حتى تكون واضحة بالنسبة لك.

نحن ثلاث بنات وولدان ربانا والدينا على الدين والخلق ولقد توفي والدي منذ عامين تقريبا ......... أختي الكبرى وتدعى مي تحب أن تتعلم ولديها استعداد أن تظل عمرها كله طالبه وتطمح إلى الوصول إلى أعلى الدرجات....

أما أنا فلم تهمني المدرسة كثيرا كما لم أكن جيدة فيها لكن كنت جيدة في المطبخ و شؤونه .....ومع ذلك واصلت تعليمي إلى أن أخذت شهادة الثانوية العامة ومن ثم توقفت عن الإكمال ..حاولت والدتي ثني وحثي على مواصلة تعليمي لكني أصررت على الرفض ..ومع رفضي للإكمال أصبحت لا أخرج كثيرا من البيت وخاصة بعد وفاة والدي يرحمه الله وقد تولد عن ذلك حب استطلاع شديد كانوا دائما ينتقدونني بسببه........... حتى أني فكرت أن أكمل تعليمي فقط للخروج من المنزل.

أما أختي الصغرى لينا فقد كانت اقرب إلي من مي مع أن مي أقرب إلي من ناحية العمر................. فلينا تحب المرح والضحك كما أن لدينا بعض الصفات المشتركة
أما اخوتي الأولاد فهم تركي وسعود وهم أصغر منى سنا وهم هادئين بطبعهم.

في أحد الأيام زارتنا امرأة غريبة لم أرها من قبل فهي ليست من الجيران الذين يزوروننا عادة حاولت أن أعرف من والدتي من هذه المرأة؟؟ لكنها رفضت أن تخبرني بحجة أنها مشغولة مع الضيفة
صعدت إلى غرفة مي وسألتها عن الزائرة الغريبة فقالت بأنها لا تعرف ولا تريد أن تعرف ثم سكتت قليلا وقالت بشيء من المكر :
- لماذا تريدين أن تعرف؟؟؟
- قلت في استدراك فقط حب استطلاع
- حب استطلاع ولا ..........
خرجت مسرعة من غرفتها قبل أن تبدأ بانتقادي كما هي عادتها

وذهبت إلى لينا فوجدتها تغط في سبات عميق
فيأست من معرفة هوية الزائرة التي كانت في تلك اللحظة مجهولة الهوية وبمعنى آخر غريبة .......فقلت في نفسي سأذهب وافعل ما فعلته لينا فهو أفضل من التفكير والتحليل
وفعلا هذا ما حصل .

عندما استيقظت من نومي كانت الشمس قد غربت فقمت في عجالة وتوضأت وصليت المغرب ....ثم خرجت من غرفتي فسمعت صوت مي وهي تقول : لا أريد ....لا أريد فدخلت عليها وقلت : ما الذي لا تريدينه ؟؟ أنا أريده.....فقط أخبريني ما هو ؟؟وسآخذه

كانت أمي جالسة في أحد زوايا السرير وقد بدت عليها إمارات الدهشة بدخولي المفاجئ ..أما مي فقد كانت واقفه بجانبها ..وما قلت جملتي تلك إلا لأعرف ماذا هناك؟؟ فقط
فقالت مي هاتفه :
- نعم يا أمي دعيها تأخذه فهي متفرغة كما أنها لا تريد إكمال دراستها أرجوك يا أمي أرجوك..
- وقالت أمي بتأمل : لكن..................
- وجثت مي عند ركبتي والدتي وهي تقول : أرجوك يا أمي لا ترفضي ...فأنت تقولين أنها لم تحدد إحدانا
- فقلت باستنكار : ما الذي لا تريدينه وسآخذه بدلا منك.... أرجو أن يكون غالي الثمن

لاحظت أنا أمي ومي بدأ يبتسمان بعد جملتي الأخيرة وأحسست أنهما يسخران مني
وقفت مي أمسكت بيدي وقالت :
- مبروك يا عروسه
- فقلت باندهاش : عروسه
لكن أمي استدركت وقالت بصوت حازم : مي
فردت مي : دعيها تفرح يا أمي فهو يوم خطبتها
كانت عيناي مفتوحتان وأخذ عقلي يفكر بما تقوله مي ولم أشعر إلا بيد مي تحركها أمام وجهي وتقول :أين ذهبت ؟؟؟ هل ذهبت إلى بيتك منذ الآن ؟؟ وأخذت تضحك
تنبهت لها وسألتها : حقا
- نعم قولي لها يا أمي .....واطربي أذنيها بمواصفات زوج المستقبل
وقفت أمي أمامي وقالت :
- المرأة التي زارتنا اليوم هي إحدى الخطابات ....أتت تخطب إحداكن لشاب اسمه محمد وهو من عائله معروفه وميسورة الحال أيضا
- فقالت مي : أ رأيت أن لا أعطيك إلا أشياء غالية الثمن .......آآآه ليتك تقدرين ذلك

لا أستطيع وصف شعوري في تلك اللحظة .........أحسست كأني عصفور وقد فتح له باب القفص .......فقد كنت اعتبر أن بقائي في البيت سجن ..فأنا أريد أن أخرج وأسافر إلى كل بلاد العالم وهاهو الرجل الذي سيحقق لي هذه الأمنيات.

وافقنا على الخطبة وبدأت بتجهيز نفسي وأنا في سعادة غامرة كما أخذت أحلم بعائلتي التي سأكونها في المستقبل القريب وأضع الخطط لحياتها.

وفي يوم الزفاف اعترف أن أهله قد أعدو لنا حفل بهيج....... وكان ذلك اليوم أسعد يوم في حياتي أو هكذا ظننته ولكنه للأسف كان بداية مأساتي................
142
11K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

htaan
htaan
سافرنا بعد زواجنا مباشرة إلى إحدى دول شرق آسيا وكانت في غاية السحر والجمال .....لقد كنت سعيدة جدا في هذه الرحلة وقلت في نفسي : هذه بداية تحقيق أمنياتي والمزيد في المستقبل إن شاء الله .
ولكن وللأسف بعد أسبوع ونصف أخبرني بأنه قد رتب حجوزات العودة وقال لي استعدي سنعود غدا ...سألته عن السبب فمن المفروض أن نبقى لأكثر من ثلاثة أسابيع .........ولم يجبني على سؤالي ولزمت الصمت فقد تذكرت وصية والدتي لي قبل زواجي :اعلمي يا بنتي أن طاعة الزوج واجبة كما أن الرجل لا يحب أن يناقش كثيرا ...
كان محمد شخص غامض لا يحب الحديث والنقاش والأماكن المزدحمة بل كان يفضل الصمت والانزواء ....كما أن نظراته تثير الشك فقد كنت أخافها ...كما أن لاحظت عليه بعض التصرفات الغريبة التي تثير الدهشة وتدعوا إلى الشك ..فلا أحد يستطيع أن يتوقع على ماذا سيقدم .............لكني لزمت الصمت خوفا من إثارة مشاكل لا داعي لها وقلت في نفسي :إن هذه طبيعته

عدت إلى مدينتي وأنا في شوق إليها مع أنني كنت دائما أتمنى أن أفارقها ......سكنا في منزل صغير كان قد استأجره قبل سفرنا .....لكني كنت سعيدة به فهو مملكتي وأنا سيدة المنزل ولست سيدة غرفتي فقط كما كنت عند أمي.

عدنا إلى منزلنا وعادة معنا التصرفات الغريبة والمريبة التي كان يقوم بها محمد ولكن مع ازدياد.

أذكر أنه في إحدى الجلسات العائلية عند أهله جلست بجانب أخته وشكيت لها حالة محمد وحدثتها عن تصرفاته ..فلم تلبث أن نظرت إلى الأرض وصمتت قليلا ثم قالت :
إن هذه الحالة قد أصابته منذ سنتين ولم نكن مهتمين بها في البداية واعتبرناها حاله عارضه وستزول.. لكن ...بعد فتره من الزمن اقترح والدي أن نعرض حالته على طبيب نفسي متخصص إلا أن والدتي رفضت وقالت بأنه ليس بمجنون وأنه إذا تزوج واستقر ستذهب عنه هذه التصرفات
قلت لها والدموع تتساقط على وجنتي : يا ليتها لم تعارض

أخذت تمسح دموعها على اثر نداء طفلتها لها ..فذهبت إليها وحملتها وأخذت تنظر إليها ثم رسمت على شفاهها ابتسامة بسيطة مع نزول دموع أبت إلا الهطول ثم قالت : الحمد الله ..... الحمد الله على كل حال .
ثم استدركت نفسها وقالت لابنتها : لابد انك جائعة .........لا تقلقي.. ستعد لك أمك فطورا مميزا هذا اليوم .
بحور 217
بحور 217
نتابع يا هتان فتابعي ...

بارك الله فيكِ
htaan
htaan
اهلين اختي بحور سعيده بمرورك
htaan
htaan
اهلين بحور سعيده بمرورك
زهرةالايمان
زهرةالايمان
أختي هتان
أشكرك على هذه القصة المفيدة فنحن بحاجة للاطلاع على تجارب غيرنا للتفقه في أسرار الحياة وقراءة
كثير من القصص التي تنشر الوعي في المجتمع