لاشئ غير الموت هنا...فمن اراد الحياه لايكرر زيارته(رحيل زوجي)

الأسرة والمجتمع


أبحَثُ عَنْ مسَاحِة لِصرخَة ..لِ آه حَزِينَة
لآيَهُم أيِن ..لآيَهُم كَم سَتٌكلفُنِي ..لآيَهُم إن دَفغَتُ ثَمنِي عُمراً لهَا
المًهِم أن تَكُون دُون وشّوشَات عَقلِي
أرِيدٌهَا خَالِية مِن البَشَرّ .. خَالية مِن الهَواء .. خَالِية مِنكَ
أتَعَلمُ أنِي مُذنِبة ..؟!
نعَم أعترف .. أنَا كَبقِية النِساء المُتَزمِتاتَ
كُنتْ تخَتَيِئُ فِي رَحِم قَلبِي ..بِهدُوء ..
الأن أنَا أُثَرثِرُ كَثِيراً عَنكَ
مع أرِصَفة الشَوارِع .. معَ المقَاعِد الخَالية
معَ بَائِع الجرائِد فِي مَدخَل الحَارِة
معَ إبنْ الجِيرانَ
حَتى سَائِق التَاكسِي لم يَسلمْ مِن صَوتِي الكِيئب
أجلسُ عَلى طَاولة مُتطرِفة فِي المقهَى
وَ أهَذِي بِكَ .. حَامِلة بِين يدِي هَدِيتكَ الأخِيرة
أتعَرى بِالوجَع أمَامهُم .. وأتوسل الحيَاة أن تَأتِي بكَ ..!!
والمُضحِك أنهُم يتَسَابقُونْ مُسّرعِين بِعبائَتهِم لِيدسُو ا
رآئِحة الحُزن مِن عَينِيي
وشَرار الشَفقَة يَخَرج مِن ألسِنتهِم ..
كُل منهُم يُطعِمُنِي رغِيف فَرح ويتقَاسم معِي قَضمة سَعادة ..
سُحقَاً لِي كَم تَلعَثَمتُ بِالبكُاء ..!!
سُحقَاً لِقَوتِي الكَاذبة عَلى الكِتابة ..رُغم ضَعَفِي
سُحقَاً لِمرض يُدحَرجُنِي دُونْ أن يُوصلُنِي لِ أبوابْ المقَبرة ..

::

الدُنيا من بعد رحيل زوجي كئيبة جداً !
تصوّرو حتى إحساسي بوجودي سلبه منّي ؟
لم أعد أشعر بأي شيء ؟
لم أعد أستطيع فعل أي شيء ..
الذي أعرفه فقط أنني لم أغفو ليلة إلا و أنا أبكيه !
و لم يبقى لي شيء أبقى من أجله ؟

إعترفت له قبل ليلتين من الحادث بأنه لو مِات و تركني خلفه ف سأستطيع التعايش مع الحياة !
و س أحبّ بعده .. و سأتزوج و لُطفاً مني أنني سوف أجعل ساعتين من كل أسبوع لذكراه !
كُنت أغيضه !
و كان يغيضني بقوله /
.طيب لو زعل حبيبك و درى إني اتتسلل لذاكرتك كل أسبوع , يمكن ترى يتركك !
.أنصحك يا نور عيني بأنك ماتذكريني إلا لما يسافر حبيبك !
و إن ما سافر حتى مش لازم تذكريني لاني ما أتوقع احس باحساسك ؟
كان عندما ينتهي من السُخرية يجد دمعات و فمّ حزين على وجهي !
كان يضمني و يهمس بإذني اليسرى ..
..أصلا لو مت بأتجنس و ادخل فيك !عشان ما يكون فيه مجال يشوفني حبيبك !

ااه
أصبحوا الرجال في ناظريّ ليسوا رجالا كما كان!
ما معنى أن يدخل فيني !
هل معناه أنني أنتظر دخوله الآن ؟
و لكنه لم يأتي !
أطال الغياب ؟
هل تعلمو أن صوت مُنبه السيارة في كُل مرة أسمعه أحس برعشة تزلزل كياني !
لدرجة أنه بعد موته أتخذت بيت يبعد10 دقائق عن الشارع الحيّ الذي إمتلأ بأصوات المُنبهات !
هل تتوقع أن 10 دقائق حافلة بأن تنسيني ذكرى حادثك الأليم ؟!
الدنيا كُلها مُنبهات !
لعن الله المُنبهات و من يصنعها ؟
عندما إصطدم بتلك الشاحنة !
و إنهارت مركبته من الجهة الأمامية و إنعدمت !
سقط رأسه حينها ل يتكأ على المُحرك !
و يجعل من المُنبه صوت ك صوت جرس مُخيف !
جرس يعلن عن إنتهاء حياة مُرتبطة بحياة أشخاص عدّة !
أنا و أمّك .. و كثير كثير !
إستمر صوت المنبه ل قرابة دقيقتين حتى تجمهر البشر و أنحوا ب هيكله عن المركبة كُلياً !
هكذا حكو لي قصه حادث وفاته..
أشمئز من المُنبهات كثيراً !

" هل تعلمو " أن الرسائل و قنينات العطور .. و التفاصيل الصغيرة ! تنام كُل ليلة بـ جانبي ؟

السمكة !
السمكة التي أهداني اياها !
سمكة حمراء ك لونه المفضل !
و حكى لي بأن إنتهاء عُمرها يعني إنتهاء اشياء كثيرة بيننا ؟
بكيت تحت جناحه ..
ف ضحك ك عادته و همس / لن تموت إن لم تهمليها !
أتذَكّر .. إنني وضعت السمكة في عيني و اعرتها كُل إهتمامي ؟
لدرجة أنني كُنت آخذها في مواعيدي المُهمة التي قد تطول من اجل أن اطعمها !
لأنها مثله لا تعرف مصلحة نفسها في الأكل !
سخافة أن آخذها معي لمواعيد فخمة !
و لكن حُبك بين عيني !
و يجبرني على آخذها ؟

في ذلك اليوم الذي كُتب فيه إنتهاء حياتي , اليوم الذي أخذه الله له ..
نسيت السمكة و العالم و كل شيء و دخلت في غيبوبة تقارب الثلاثة أيام !
لم أودّعه و أقبل جبينه !
لم أدعوا له في وقت السؤال !
لم أرى أي شيء من مراسيم موته و إنتهاء وجوده !
لم اهتم بالسمكة و لم أهتم ب تفاصيل تتعلق بغيابه !

رجعت لبيتي فوجدته زوايا مظلمة مُوحشة !
و جدت على أبواب حُجرتي أفواه ميّتة !
و جدت السمكة في اقصى الحوض ..
هالكة !
ماتت السمكة !
ماتت حُزنا عليه !
ماتت لكي تخبرني بأنه لا حُب بعده و لا شيء بعده يستحق البقاء ؟
ماتت لكي تعطيني درس لن أنساه !
ماتت لكي تجعلني أشعر ب أنه لا يجوز التعلّق أكثر من المعتاد ؟
ماتت لكي تقول لي / لا تستحق أرواحنا أن ننهكها بالحُب فنحيا به و نموت عليه !
ماتت لكي تجعلني أقول لكل الذين احبهم أنه يُحرّم أن نجعل حُبنا هو الشيء الأساسي في حياتنا !
ف لابد من وضع خيارات كثيرة كفيلة بأن تجعلنا نسلوا بعد وفاة من نحبهم !
و على قلب مُنكسر لا تمنعنا من ذكراهم ..
لأنهم يمثلون ايام جميلة في حياتنا !
ماتت لكي ترسل لي انه فات على حياتي الأوان و لكن ليس من العدل أن لا أخبر الذين أحبوا , أن لا يبالغوا مثلي في حُبهم مهما كان !

رحمك الله يازوجي!
و جبر قلبي ب موت يجمعني بك في جنّة !

مر على زواجي 10 شهور وعلى وفاة نور عيني 7 شهور
وهاهي حياتي غدت نافذة لا يتسرّب منها الضَوء
ها أنا شجرّة صفراء يابسّة أنكرتها الحياة ’ و تخلّت السماء عن سُقياها
لقد كُان ليّ جوانحي و لكنيّ سقطت

للراحل تحت الثرى :

هل تشعر بأني أفكر في عدم العودة لبيتنا ..
و لكنني أخشى على ذكرياتي فهي ستفقدني كثيرا !
بماذا عساي أن أعود ؟
أعود لكي أرى سريرك الذي كنت امارس شقاوتي عليه كل ليله ..ابعثره واختبئ تحته !
أعود لكي أسمع أغنياتك في تلك الزوايا؟
.. لماذا دخلت حياتي ما دمت تعرف أنك ستغادرها عن قريب ؟
أ أتيت لكي تثبت لي أن حظي العاثر سيء ك عادته ؟
لماذ أمسكت بيدي و أنت تعرف أنك ستفلت منها قريباً ؟
لماذا جعلتني أتقن " البلياردو " و أنت لن تلعب معي بعد اليوم ؟

في كُل مرّة أعود من الجامعه .. كنت تسألني هاا ..كيف محاضرتك ..دونتي ..اشوف وريني ؟
كنت أقول لك في الغد سـ ادون..
و ذهب الغد و ذهبت معه و بقيت مدوناتي وحيده!
ماذا عن الأيام القادمة ؟
حبيبي هل تعلم عن الخبر الجديد ؟
اختي ستسمّي طفلها القادم بعد شهر بنفس إسمك ؟
و نتأمل أنه يشبهك كثيراً ..
من سيفرح معي ؟
.. من سيذهب معي لزيارة اختي عندما تضع مولودها !
أتأتي معي .. ولو حُلماً ؟
أتمنى أن تعود الأيام التي كانت تنعم بإشراقك !
كي أصرخ بملء فمي و أقول أني سعيدة ولا شيء ينغّص عليّ حياتي !!
أتمنى أن تعود كي أستشعر لذة السعادة معك ..
أتذكر ضحكنا !
و جدّنا و هزلنا ..؟
أتذكر تلك الحفلات البسيطة التي دائماً أفآجئك بها ؟
كنت تحب الشموع .. و تخشى أن تنطفئ !
كنت تكره الظلام كثيراً ..
ولا تنام إلا و هناك ضوء ولو شيء يسير ..
ماذا عن أيامي الآن .. إنها معتمة جداً !
أتمنى أن تعود ليلة وفاتك كي أقف و أقبّل جبينك !
لان المسافات في ليله رحيلك وقفت بيننا..؟ و لم أشعر بأي شيء سوى ضباب يحول بيني و بين المُعزّين!
كرهت المُعزّين جميعاً !
أ يأتون لكي يخبرونا أن رحيلك حقيقة !
أ يأتون لكي يمثلون أدواراً كئيبة !
كَرهت المُستشفيات التي ذهبوا بك لها..
كَرهت الاسرّة البيضاء !
كرهت الأوكسجين !!
كرهت بنات الجامعه الاتي يسألن عن سبب تدهور حالتي و يُجاب عليهم بكل برود ( حالة وفاة ) !
يا سارقًا منيّ حياتي و الحنين بموتك , علّمتنيّ أنْ لا أثقّ بأحدٍ سِواك
وهاأنا أتخلى عن ثقتيّ بالكل , ولم أعدّ أثقّ بأحد !
سيُخبركَ الهواء يومًا أنّك : خذلتني ف اختنقت !
:
رحلت عني، وتركت بي فراغاً شوهني
فراغاً لا يتسع لغيرك ..
فراغاً كلما تفقدت عمقه أدركت كم كان حجمك بي وحولي كبيراً !
شُكراً لإنكْ جَعَلتنْي أشتَمُ رائِحة العذاب
شُكراً لإنكْ زرعت حياتي ألم يعلقني كل ليله بحبال مشنقته
شُكراً لإنْك أسْكبتْ الدَمع ألم
وشكرآ لانك لم تفي بوعدك ورحلت ولم تأخذني معك
ورِفقَاً بِقْلبِي لقد فطر بغيابك ...

إلهي أفرغ عليّ صبراً فأنا برحيل زوجي لا أدري ماذا أقول !
إلهي .. لا تعاقبني بما قُلت و بما س أقول !
و لكن مُصيبتي به كبيرة !

يا ربّ
ان رحيله يؤلمني
يارب..
إنّه يُحبك, فغفر له وارحمه واجمعني به في فردوسك الاعلى ...

دعواتكم له بالرحمه والمغفره

450
67K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الحياه حلوة 2088
هذي المقالة من كتاباتك فأن كانت كذلك فانتي مبدعة جدااااا
والله يصبرك ويرحمه
ياخوفي من المكتوب
الله يرحمه ويغفر له ويعوض صبرك خير
احزنني كلامك فقد الزوج شي عظيم
حلم منتظر
حلم منتظر
الله يصبرك ويرحمه ويغفرله وآموآت المسلمين
الخاطره روووووووووووعه رووووووووووووووعه
وقويه ومحزنه بنفس الوقت ..
**إبتسامة شوق**
الله يغفرله ويرحمه ويصبر قلبك
خجل?
خجل?
الله يرحم زوجك ويصبرك ياآرب

ويرحم امي ويغفرلها ويتجاوز عنها ويجمعني بها في جناآت النعيم