مغامرة رجل مع زواج المسيار....يكتبها بنفسه

الملتقى العام

زواج مبكر
بعد بضع سنين من زواجي ، اكتشفت بأني قد ارتكبت حماقة كبيرة في استعجال ذلك الشر الذي لابد منه ، كنت انظر إلى يداي وهي ترتجفان ، وأتمعن صورتي في المرآة فأرى أمامي كهلا يشتعل رأسه شيبًا ، لقد استنزف ذلك الزواج كل قواي .
سلسلة من المهام والطلبات تحتاج لعشرة من المارينز ، ومع ذلك فلا زلت صابرًا مثابرًا في الأسواق ابتغاء ذلك الحلم الكبير ( الجنة ).
يا رجل الديك جيبي الديك
ولأنني من شعب كثير التشكي والتبرم فقد بحت لأحد أصدقائي بمعاناتي ، فاتصل بأحد الملتزمين المختصين في زواج المسيار ، وطلب منه مساعدتي ، فأيقنت أنه الفرج .
بدأت ابحث عن مشروعية ذلك الزواج ، ، أنه زواج لطيف إذ لا مسئولية ، ولا مانع من أن تتنازل عن بعض مبادئك العتيقة في مقابل أن تكون تيسًا لا يشق له غبار .
وما هي إلا أيام حتى رن جرس هاتفي ، حظك كبير ، لقد وجدت لك الزوجة المناسبة ، معلمة لغة انجليزية ، مطلقة ، تسكن العاصمة المقدسة ، وقد ضربت مع وليها موعد لمقابلته ليلة الخميس فلتستعد .
الخطة الشيطانية
لقد أثلج ذلك الخبر صدري فانزويت في أحد زوايا حجرتي لوضع الخطة العسكرية الهجومية الملائمة لاستل نفسي دون أن تشعر زوجتي بتلك الخيانة العظيمة ، وما هي إلا لحظات حتى أتاني إبليس في صورة رجل حجازي ، وقال :أنت تعمل محققًا ؟
فقلت : نعم .
وتنتقل في جرائم القتل ؟
فقلت: بلى .
فقال :المسألة بسيطة ، قل لها بأنك سوف تنتقل لجريمة قتل .
نعم إنه رأي سديد ، لا أعلم كيف غاب ذلك عن بالي .
وفي الموعد المحدد أوهمت زوجتي بأن اتصالا قد وردني على هاتفي النقال ، وأن هناك جريمة قتل تتطلب إنتقالي ، فقامت المسكينة وأحضرت لي ملابسي واختارت لي أجمل عطورها وسارت معي إلى الباب مودعة ، بعد أن أوصتني بالاهتمام بنفسي .
كانت رائعة فلم يدخل الشك قلبها ، حريصة على أناقتي فلم تسأل عن سر اهتمامي بمظهري برغم ما سوف أصادفه من روائح نتنه .

رحلة البحث عن السعادة

كنت سعيدًا بداخلي ، كنت أدعو لكل علماء نجد والقصيم والحنابلة بطولة العمر لمن كان منهم حيًا والرحمة لمن قضى ، نظير تلك المكرمة والتيسير الذي لم نعهده.
اتجهت سريعا لاصطحاب ذلك الصديق المخلص ، وأقلعنا بمركبتنا على ارتفاع ثلاثة سنتمترات نحو أم القرى ، وهناك تقابلنا مع والد المرأة ، فبدأنا نتجاذب أطراف الحديث :

ولكن قول ليه انتوا معقدين ؟ معقوله ما صليتوا على معجب عشانه يربي الحمام ويسافر بانكوك .
ذاك أيام زمان ، أبشرك تغيرينا وسرنا نتقود الكلاب في الشوارع ، وكل شهرين نغير أسنانا في سوريا ونزرق منها على لبنان نزور أولاد شقيقنا الشهيد رفيق ونتبرأ من عدو إسرائيل نصر الله ونتعايش كم يوم مع الدروز لنشر مفاهيم الديانة الإسلامية .
،
لقد تخلصنا من رق وعبودية القبيلة ، وتفرقنا في المدن ولبسنا طيحني وتقلدنا السلاسل وربطنا الكدش بالبكلة والمثل يقول " ديرة ما تعرف فيها أحد تبول واقف "

تدري بأن اسماء مواليد قبيلتنا منذ عامين ما تجاوزت " لميس ، يحي ، مهند ، نور "
وأننا أول من وقف على معالم القصر اللي مثلت فيه لميس بتركيا ، فقبلنا زواياه ، وسكبنا العبرات على شرفاته .
سوالفك ما تنمل ، دمك مره خفيف ، خليني أرويك حاجه .
شوف هذي شجرة العائلة .
حتى احنا عندنا شجرة عرعر طولها خمسمائة متر و زود مسجل على أوراقها اسماء جميع أفراد القبيلة ، ولو كنت أملك الوقت الكافي لسافرت وقلعتها من قعورها علشان نطابقها بشجرتكم يمكن نطلع أبناء عمومه .
عسل ، أنت عسل .
طيب يا والد خلينا في الموضوع الأهم ، لقد أتيت طائعاً مختارًا منكسرًا طالبًا القرب منكم .
ما فيه مانع ، إذا بنتي اقتنعت بك .
اقتنعت بي !
لعن أبو شكلك ، يمكن تحسبني جاي من شارع المليون طفل ! .
يا الله مالك إلا الصبر ، كل الآباء على شاكلته إذا جاءهم عريس بدءوا النذالة والتحقير ، ما عليك المثل يقول " خذ الريحانة وخل الدمنة مكانها " .
طبعا هذا الكلام لم يتجاوز حدود أضلع صدري .
أخذت على الوضع ، كان حديثا ممتعا ، إلا أن صديقي ارتكب حماقة فبادر بالاستئذان ، بعد أن ضرب مع وليها موعدًا في الأسبوع القادم .
غادرنا وأنا عابس ، ضائق الصدر ، لقد تغير سلوكي وبدأت أتنكر لصديقي .
لماذا تنهي اللقاء دون الرجوع إلي ؟ ألم يكن من الأفضل أن اشاهد خطيبتي بدلا من المشورة ، ربما لا تعجبني ؟
وش فيك قلبت يا جاهل : وش عرفك على البرستيج ، لازم هديه ، وبعدين أثقل .
كاد المسيء أن يقول خذوني

وفي منصف الليل عدت للمنزل ، كنت شارد الذهن ، الملم أفكاري ، خائف من افتضاح أمري ، لقد نسيت أن أعفن رائحة ثوبي ، وهكذا المجرم لابد أن يترك وراءه أثرا يقود إليه .
بدأت أتمعن تصرفاتي ، فأيقنت بأن مراهقًا في الأربعين يسكن داخلي ، لم انم تتلك الليلة ، كنت ارسم صورة جميلة لذلك اللقاء ، وأصيغ الخطة المناسبة للموعد القادم ، أنه الأصعب ، ولكنني أثق في قدراتي ، كما أن لدي الخبرة الكافية لأن أظهر أنيقًا ، مثقفًا ، متزنًا ، ولكن كيف لي أن أتخلص من إشكالية ذلك الضعف الذي يطاردني في اللغة الانجليزية .
لم يكن إبليس حاضرًا في تلك اللحظة ، ربما نام مبكرًا ، وقد يكون في مهمة عاجلة ، وما علي إلا الاعتماد على دهائي للخروج من إي مازق محرج .
مر علي ذلك الأسبوع طويلًا ، وفي صباح يوم الأربعاء انطلقت إلى السوق ، لم يبدو لي سيئًا كما عهدته حين كنت أرافق زوجتي ، اشتريت الهدية وغلفتها ، ثم أودعتها مكتبي لئلا أترك ثغرة تكشف خيانتي .
اللقاء المرتقب
وفي الساعة المحددة ، ادعيت بأن جريمة شنيعة قد وقعت ، ثم بادرت زوجتي قائلا :
" لا حول ولا قوة إلا بالله ، ألا ترين بأن جرائم القتل كثرت هذه الأيام ؟
ارتديت أفضل ملابسي ، ثم يممت شطر الخط السريع بعد أن جلبت الهدية من مكتبي ، وغادرت وحيدًا كما ولدتني أمي إلى مبتغاي ، وهناك حضرت الخطيبة وهي ترتدي تنورة قصيرة إلى الركبة ، فصعقت من جمال ساقيها ، ولم أفق إلا على وقع صوتها" HI " فقلت " مرحبًا " ، ثم بادرتها مدعيًا بأنني قد تعرضت قبل سنوات لحادث مروري أفقدني كل حصيلتي من اللغة الانجليزية ، فردت قائلة "سلامات" ، فقلت في نفسي مشت عليها كل الحريم دلوخ ، لقد نجحت في التخلص من إشكالية لغة اليهود ، ثم أنها قدمت لي عصيرًا طازجًا فأطمئن قلبي وبدأت استعيد بعضًا من قواي العقلية ، وبكل خفة ورشاقة استلمت الكأس وارتشفت منه ما لا يزيد عن اثنين ونصف مليلتر ، وقد كنت قبل ذلك اقعب ( أشرب بشراهة ) الكأس قعبًا ، ولكن لزوم الأتكيت ، وقدمت هديتي فشكرتني ، ثم استعذت من إبليس وقبيله ، وشرعنا في الحديث :
سيل من الكذب والتملق .كانت تحاول الظهور بثوب القسيسة الملتزمة التي لا تقبل الاتصالات الهاتفية فضلا عن اللقاءات ، أما أنا فقد ادعيت زورًا بأنني شخصية ليبرالية أؤمن بحق المرأة في قيادة السيارة ، وممارسة الرياضة ، وحقها في تقدم صفوف الرجال الطويلة بمكاتب الخطوط السعودية وأفران التميس وبروست البيك ، ثم شرعنا في الاقتراب من إبرام صفقة الزواج ، لقد اشترطت استمرارها في وظيفتها ، وأن تمتد الخطوبة على الأقل سنة ندرس بعض ، وأن يتم العقد إذا كُتب نصيب في الحرم لزوم البركة و........ ، طبعا لم تسعفني خبرة السنين فانهرت أمام رغباتها كأي شاب سعودي أبله يقابل امرأة ، وقبلت كل الشروط الإسلامية و الإسرائيلية والتعسفية لئلا أظهر بمظهر الضعيف أو المنافق ، سيما وأنني قد ادعيت أيضا بأنني من أكثر المدافعين والمناضلين عن حقوق المرأة في الشرق الأوسط قاطبة ، وأضمرت في نفسي الغدر ولكن بعد الزواج ....

ومرت الساعات كأنها ثوان ، وهممت بالاتصال بزوجتي لأخبرها بان هناك جريمة أخرى تتطلب مواصلة مني في العمل تلك الليلة ، لكنني تذكرت وصية ذلك الصديق المخلص " أثقل " .
ودعتها وبودي لا أودعها صفو الحياة وإني لا أودعها
ودعتها وفي مقلتي دموعًا لا انقطاع لها ، وعدت أدراجي إلى تلك المدينة الكئيبة التعيسة " عروس المسك " .
اتصلت على صديقي لأشكره فبادرني بسؤال ينم عن خبث :-
هل أعجبتك ، هل تحرك مقياس ريختر، إن كان حدث ذلك فهي جميلة وإلا فلا .
نعم أعجبتني ، ولكنها اعتذرت عن المكالمات الهاتفية .
لا عليك فترة وتلين ، خذ شور أخوك "دلع حريم ".
أغلقت الخط ، وما هي إلا ثوان معدودة حتى تلقيت أول اتصالا هاتفي من الخطيبة .
عمري أسفه على إزعاجك ، لم يكن بودي الاتصال ، ولكن حبيت اطمئن عليك .
تلعثمت ، ثم سحبت الجلنط فتماسكت وبدأت أثقل وأتقمص شخصية أفلاطون ونيوتن وتفاحته والملك فاروق والملك... ، وواصلت حديثي معها فتهت في الشوارع ، وبدأت افقد تركيزي واسقط في الحفرة تلو الأخرى ، فلم يزدني ذلك إلا صبرًا ويقينًا ، حاولت تغيير مساري فإذا أنا أمام بحيرة عظيمة وإذا بالعمالة البنغالة من كل صوب وحدب ، بدأ الخوف يسكن قلبي ، والأوهام تسيطر علي فكري ، لقد خسف بي في مكان قاذورات ،
سميت على نفسي بالرحمن ثم استجمعت ركبي ، وبدأت استعين ببرنامج Google Earth ، وهو أخر برنامج قمت بتنصيبه في عقلي ، فأرشدني إلى أنني على ضفاف بحيرة المسك ، فتعجبت فقد كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها بيارة على سطوح ، إنها أحدى عجائب الدنيا الثمانية ، لقد أدركت سر تلك الحضارة العظيمة والخضار التي تقدم لنا طازجة صباح كل يوم ، وأسباب انخفاض مستوى الذكاء والمبادرة لدى سكان جده غير.
استمريت في طريقي وظل شلال مشاعري الفياضة ينظم الشعر وينثر كلماته إلى أن بلغت منزلي فودعت الخطيبة ، ثم مسحت ثوبي بالسيارة ليبدو متسخًا ، ودخلت إلى المنزل بعد أن حصنت نفسي ، وأعدت برمجة شخصيتي إلى حقيقتها المعقدة ، وهناك استقبلتني زوجتي استقبال الفاتحين ، وبدأت تسألني عن وقائع الجريمة من أجل تحقيق سبق صحفي عند جارتها ، فغيرت الموضوع لأني خفت انكشف ، وبدأت أعبر لها عن مشاعري المزيفة فصدقت المسكينة ، ثم أحضرت لي ماء وشرعت في غسيل أقدامي .
كنت أشعر في داخلي بالنذالة والخيانة عند كل قطرة ماء تسقط على قدمي ، وكان الخوف من عواقب افتضاح أمري يستغرق كل بطيني واذيني قلبي .
كنت أقول في نفسي بصوت خافت المرأة لو عرفت بتقلب شيطانة ، وتسري ليلنا أسود ، وتفضحنا بصراخها وعويلها في العمارة ،وأكيد حتطلب الطلاق وتجرجرني في المحاكم السعودية خمس سنوات بلياليهن قدام اللي يسوى واللي ما يسوى ، هذا إذا طحنا في قاضي ابن حلال يداوم بدري ، لا والأولاد والله غير يضيعون في الشوارع و يتعقدون من الحقوق المدنية و يتسولون أمام أبواب الشئون الاجتماعية ، وأكون بذلك قد ساهمت في تدمير المجتمع السعودي ودول مجلس التعاون الخليجي وخرقت مبادئ منظمة حقوق الإنسان و الحقيقة ما هم ناقصيني ..............
لا والمصيبة لو انتحرت ، غير نعاين جريمة صدق ، لا والكارثة لو كلفوا محقق دلخ أو واحد متأخرة ترقيته غير يقلب القضية قتل غيلة ، وقتها خلص نفسك من برحة الجفالي ........
ولكن ما هي إلا لحظات حتى انتفض الشيطان بداخلي وتقمص هذه المرة شخصية رجل من صعيد مصر وقال :" اللي بتعمله هو الصح عيش يا عمي "
ذهبت إلى سريري بعد أن أوصدت كافة المنافذ التي قد تؤدي إلى افتضاح تلك المغامرة الشيقة فدونت اسم الخطيبة باسم ذلك الصديق الرحيم ، وأغلقت الهاتف النقال ، وأبحرت في أحلامي الرومانسية .
وفي اليوم التالي استيقظت على غير العادة نشيطا مفعما بالحيوية ، وغادرت إلى عملي ، وهناك فتحت هاتفي ، وإذا بسيل من الرسائل العاطفية ، فحمدت الله أن زوجتي الاستخباراتية لم تتلقف صباح ذلك اليوم فتفتح جوالي .
وما هي إلا دقائق ، وإذا بي أتلقى المكالمة الثانية من تلك الخطيبة الملتزمة ، لقد اشتاقت لي في مكان وزمان غير مناسبين ، ولكنني ملزم على مسايرتها ، ألست ذلك المدافع عن حقوق المرأة .
نهاية المغامرة .
وتمر الليالي ، وتُكشف الحجب وتسقط الأقنعة ، وتُفضح الأستار ، وتظهر أمام أعيني الحقائق .
" آه " لقد أصبحت شارد الذهن ، قليل الإنتاجية ، مقصرًا في حقوق زوجتي وأولادي ، كنت أنانيًا ، وكنت أشعر في داخلي بالخجل ، كنت كمن وقع في الخطيئة .
هناك بدأت أعاتب نفسي ، احكم عقلي ، استفتي قلبي :
نعم لا معنى لزواج سري يعقد في الظلام ، لا معنى لزواج يجعل من المرأة سلعة ووعاء لشهوات وقاذورات الفسقة ، لا معنى لزواج من امرأة لا أدري من تكون ، وأي سلوك تنتهجه ، وأي مبادئ وقيم تحكمها ، لا معنى لزواج تضيع فيه الحقوق وتصادر الالتزامات ، لقد أفتاني قلبي بأن الزواج ولي وشهود ومهر وإشهار ، أن الزواج أسرة وطمأنينة وسكن وحب وتألف ونصب وعناء .
لقد أفتاني بأن الزواج زوجة تحفظني في بيتي ، تربي أولادي ، تشعرني بوجودي ، تسهر على راحتي ، تصبر على زلاتي ، تشاركني همومي ، تتألم لمصابي .......
ودااااعًا زواج المسيار ، وإليكي عني يا من رضيت أن تكوني سلعة تباع وتشترى ، إليك فلقد انتهت مغامرتي بنجاحي ، وسأعود إلى تلك المرأة العفيفة الشريفة الطاهرة ولن اسمح لغيرها أن يسكن قلبي .
طابت أوقاتكم ،،،،،،

20
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كوثر الجنوب 20
كوثر الجنوب 20
رااااااااااااااااااااااااااااااااائع
شيخة الزين**
شيخة الزين**
رائعه .. لكن احس القصة ناقصة
عاصفة99
عاصفة99
ياكثر بربرته على غير سنع
*الورده الناعمه*
سبحان الله والحمد لله
ـورده
ـورده
يعطيگ العآفيةة