كرد الأبيض
كرد الأبيض
إجابات أسئلة الجنس…. محاذير وشروط

أولاً: المحاذير:

1 - التهرب من الأسئلة مهما كانت محرجة أو مُربكة، مهما كان سن الابن/ الابنة صغيرًا أو كبيرًا، مهما كانت دلالة السؤال أو فحواه؛ لأن ذلك يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف وآثم، فتتولد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض ب "الكبت"، وقد يتعدى الأمر بالتأثير على نظرة الفتى / الفتاة إلى الجنس الآخر.

وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي ليتحول الصغير إلى COLOMBO مفتش عن الأمور الغامضة ، يبحث عن إجاباته في كل حديث ، في كل مجلة ، وفي المراجع وعند الأقران والخدم ، وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية ، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى اللامبالاة المعرفية فيبدو الفتى/ الفتاة كالمتخلف عقليًّا ؛ لأن هناك عوامل انفعالية كبّلت قدراته العقلية ، كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة أسئلته العفوية ، ويؤكد علماء النفس أن من توابع الكبت .. الاضطراب السلوكي ، فالاهتمام الزائد والمفرط للأبناء بموضوع الجنس قد يؤدي إلى الشرود والكذب والسرقة ، بالإضافة إلى القلق والعدوان ، وفي بعض الأحيان إلى اللا إنضباط المدرسي.

2 - تنجيس الجنس وتأثيمه أو اعتبار هدفه الأوحد هو الإنجاب ، ولكن هناك مرحلة من المراحل لا بد أن يتم تعريف الفتى/الفتاة معنى الحديث الذي جاء في سؤال الصحابة الكرام له (صلى الله عليه وسلم): "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " (رواه مسلم) فالجنس يعبر الزوجان من خلاله عن الحب ، المودة و الرحمة التي تجمع بينهما والشوق الذي يشدّ أحدهما إلى الآخر، ويمكن تقريب هذا الأمر من تصور الأولاد بالاستناد إلى خبرتهم الذاتية، بحيث يُقال لهم مثلاً، ألا يسرّكم أن تعبروا عن حبكم لإخوتكم بالمُهاداة ، والكلمة الطيبة، والابتسامة، ألا تعبّر الأم عن حبها لأولادها باحتضانهم وتقبيلهم ، كذلك الأزواج يملكون وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرهم.

ثانياً: شروط الإجابة:


1- مناسبة لسن وحاجة الابن/ الابنة:

وبما إن الأسئلة سوف تتيقظ وفق سرعة النمو العقلي لكل طفل ، ووفق الظروف التي تحيط به فولادة طفل تثير تساؤل الصغار 3 - 4 - 5 سنوات ، مناظر الحب في التلفاز تثير نوعًا آخر من الأسئلة ، سماع آخر أخبار : قضية تأجير الأرحام يثير أسئلة أطفال بدءاً من سن الثامنة... إلخ).

المطلوب التجاوب مع أسئلة الابن/ الابنة في حينها وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل ، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع ، حيث يكون الابن متحمسًا ومتقبلاً لما يقدّم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضى.
ولا داعي إطلاقًا لإعلامه دونما دافع منه ؛ لأنه في هذه الحالة سيكون استعداده للاستيعاب والتجاوب أقل بكثير ؛ ولذا تكون الإجابة منطلقها هو تصور الطفل نفسه ، الذي علينا بدورنا توضيحه ، تصحيحه ، إكمال النقص فيه وبلورته.

*مثال : لأطفال من 3 - 6 سنوات
الطفل : من أين يخرج الأطفال يا ماما؟

المربي : ماذا تعتقد؟

الطفل : الطبيب يشقّ بطن الأم بالسيف.

المربي : هل رأيت طبيبًا أبدًا يحمل سيفًا؟

الطفل : لا.

المربي : الله سبحانه وتعالى يخلق للأم فتحة معينة تساعد

المولود على الخروج من بطن الأم.

الطفل : أين هي؟

المربي و ببساطة : بجوار فتحة البول ، ولكنها ليست نفس الفتحة
.

إذن الانطلاق يكون من تصورات الابن ، مستدرجين إياه إلىالتفكير والتحليل على ضوء ما يملكه من خبرة ومنطق ، ثم تقديم ما يحتاجه من معلومات بصورة مبسطة متناسبة لاستيعابه الذهني دون تطويل أو تعقيد في التعبير و تكون نبرة الحديث عادية مثل المستخدمة في أي إعلام آخر، حتى يفهم الابن أن مجال الجنس هو جزء من الحياة الطبيعية.

2 - متكاملة:

بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية ؛ لأن فضول الابن يتعدى ذلك ، بل لا بد من إدراج أبعاد أخرى كالبُعْد الديني كما أشرنا وذلك بشرح الأحاديث الواردة في هذا الصدد من أمثل ة سؤال الصحابة الكرام له (صلى الله عليه وسلم): "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " (رواه مسلم)

بمعنى لا نغفل بُعْد اللذة في الحديث، ولكن يُربط ذلك بضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الشرعي (الزواج) حتى يحصل الأجر من الله تعالى. فالابن يدرك في سن مبكرة جدًّا اللذة المرتبطة بأعضائه التناسلية وما يحتاجه هو الشعور بالأمان ، الشعور باعتراف الأهل بوجود اللذة وهذه الطاقة الجنسية ، ولكن مع إيضاح وتوجيه أن اللذة عليها بالضرورة أن تبقى في إطارها الشرعي ، في إطار النكاح الحلال و هنا يمكن ذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): … أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"(رواه البخاري)

3 - مستمرة:

هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي عبارة من معلومات تُعطى مرة واحدة دفعة واحدة وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الراشد في الانتهاء من واجبه " المزعج " بأسرع وقت ، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة (مرة عن طريق كتاب - شريط فيديو - درس مسجدي... إلخ)، كي تترسّخ في ذهنه تدريجيًّا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.

4- في ظل مناخ حواري هادئ:

المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة ، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة ، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله ، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد " الجنس " والوصول إلى نضج جنسي
يتبع.......
كرد الأبيض
كرد الأبيض
استشارات وحلول
(1)
التحرش ..أفيقوا يرحمكم الله

أخبرتني ابنتي(12سنة)، في أحد الأيام بأن أخاها الأكبر يتحرش بها ويعاكسها، ويحاول أن ينتزع ملابسها، فاصطدمت من هذا الكلام، ولم أصدقها فأنا في حيرة من أمري. هل أصدق ابنتي وأخبر والدها بالأمر أم أراقب أبنائي أم ماذا أفعل؟
الاستشارة
د/عمرو أبوخليل اسم الخبير
الحل

إننا نتصور أبناءنا دائمًا أطفالاً لا ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة، وتكبر معهم مشاكلهم التي تحتاج إلى وعي وإدراك وحسن تصرف.. إن ابنك الأكبر والذي لم تذكري سنه، لكنه أكبر من ابنتك البالغة من العمر 12 عامًا، إذن فهو على أعتاب المراهقة أو هو مراهق فعلاً، وبالطبع-كما هو واضح- لم يتحدث معه أحد أو يعده لاستقبال هذه المرحلة، بما فيها من مشاعر ملتهبة، وشهوة جنسية عارمة يجدها تغلي في عروقه، وهو لا يدري لها معنى أو دورًا غير رغبة في تصريفها بدون أن يحدد له أي شخص قريب ضوابط ذلك أو كنهه.

فضلا عن أنه يمكن أن يكون متروكًا أمام القنوات الفضائية التي تزيد من سعار الشهوة داخله، وهو يراهم يتحركون كالحيوانات لقضاء شهواتهم بدون ضابط أو رابط، فلا يجد أقرب إليه من أخته يتحرش بها ويعاكسها، ويحاول انتزاع ملابسها، والأب والأم مثلما كانا غائبين في التوجيه في مرحلة اعداده لاستقبال مراهقته بأمان، هم أكثر غيابًا الآن والكارثة تقع.

وشاء ستر الله تعالى أن تكون لدى الابنة الشجاعة لتشكو؛ لأنهن في كثير من الأحيان يخفن من البوح بما يحدث خجلاً أو رعبًا من تهديد، وفي أحيان أخرى يستجبن أيضًا كنوع من الفضول، ولكن الله شاء هذه المرة أن تشكو الابنة، وبدلاً من أن تفيق الأم لجأت إلى الإنكار وعدم التصديق؛ لأنها لا تريد أن تصدق أن مصيبة تقترب من بيتها وهي لا تشعر؛ لأنها لم تُعِدّ هذا الذي كان طفلاً بالأمس ليكون مراهقًا اليوم يدرك ماذا يحدث داخله من تغيرات، وما حكمتها، وكيف يفرغها، وما هي حدوده مع أخته ومحارمه، وما... إل غيرها من الأسئلة التي يجب أن يعرف إجابتها بوضوح.

الأمر لا يحتاج إلى رد فعل عنيف بقدر ما يحتاج إلى تقييم وموضوعية وهدوء في التعامل معه.. إن الأب يجب أن يُخبَر ليس من أجل أن يعاقب الابن، ولكن من أجل أن يدرك الدور الذي غاب عنه ويحاول أن يتداركه.. أخبري الأب وأفهميه من أين جاءت المشكلة، ثم أحضرا الابن وواجهاه بالمشكلة توضيحًا وتفهيمًا لخطورة ما أقدم عليه، وأنه ربما وقع في الخطأ لعدم استيعابه لحدوده، ولكن يجب الآن أن يدرك ذلك، وأنكم ستكتفون هذه المرة بالتوجيه والنصح، ولكن المرة القادمة سيكون العقاب شديدًا.

ثم يفتح الأب معه في معنى البلوغ، ودور الشهوة الجنسية في حياة البشر، وأنها ليست المتعة من أجل المتعة، ولكنها خلافة الله سبحانه في الأرض وإعمارها، والسبيل الشرعي لذلك في الزواج، وإذا كان هناك قنوات فضائية مفتوحة بلا ضوابط، فيجب وضع الضوابط لها، ويجب عدم ترك الأولاد أمام التلفاز بدون رقابة، خاصة في هذه السن الحرجة، ويجب أن يكون ذلك بداية لعلاقة صداقة بين الأب وابنه، وبينك وبينه، وبينك وبين ابنتك، وتطرح كل الأمور للحوار، والنقاش، والتوضيح، والتعليم بحيث لا يصبح كل فرد في العائلة وكأنه يعيش في جزيرة منعزلة يفعل ما يحلو له.

الخلاصة.. إن ما حدث أمر خطير ويحتاج إلى تغيير في نمط العلاقات القائمة بينكم وبين أولادكم، ولا بد من استشعار أنهم في مرحلة حرجة يحتاجون فيها صداقتكم وتوجيهكم، مع رجاء مراجعة مشاكلنا السابقة حول التربية الجنسية لأبنائنا في سن المراهقة، وكيف نتعامل مع المراهق...
كرد الأبيض
كرد الأبيض
(2)
بعد السلام والتحية، الموضوع أن ابني البالغ من العمر سبع سنوات يميل إلى الجنس، بحيث أنه يداعب عضوه كثيرًا، وكذلك يلفت نظره المشاهد المغرية في التلفاز وغيره من الوسائل،
ولا يترك والديه يجلسان وحدهما، ولديه بعض الحركات غير السوية، فكيف نعالج هذا الأمر؟

د/عمرو أبوخليل اسم الخبير
الحل

هناك بعض الجزئيات المهمة وغير الواضحة في الرسالة، مثل: أن الطفل لا يترك والديه يجلسان وحدهما، وأن لديه بعض الحركات غير السوية؛ حيث يحتاج الأمر إلى توضيح، وهل له علاقة بالمشكلة الأولى المذكورة في الرسالة أم لا؟..
سنتعامل مع الجزء الواضح من المشكلة، والذي يقع كثير من الآباء والأمهات في تشخيص خاطئ له، بحيث يتعاملون مع طفل السابعة وكأنه شاب مراهق، يكون معنى مداعبته لأعضائه التناسلية هو أنه يميل للجنس، وهذا كلام خاطئ؛ حيث إن الجنس في هذه السن شيء لا معنى له بالنسبة لهذا الطفل الذي لم يبلغ سن الحلم، ولم يتكوّن لديه الميل للجنس الآخر أو الشعور أو الميل الجنسي..
والذي يحدث أن الطفل في هذه السن وبصورة غير مقصودة يلمس أعضاءه التناسلية؛ فيشعر بنوع من الانبساط، ومع تكرار هذا الأمر يتحول الأمر لديه إلى عادة تجلب عليه الإحساس بالارتياح دون أي دلالة جنسية، وقد يتطرف البعض في وصفها بالعادة السرية، ولكننا لا نميل إلى هذا الوصف والتصنيف.
والأمر يحتاج أولاً إلى عدم انزعاج من طرف الوالدين، وعدم التعامل معها كقضية جنسية أو أخلاقية؛ لأن ذلك يصيبهما بالتوتر، ويتعاملون معها كعادة سيئة يحتاجون إلى تنبيه الطفل إلى التخلص منها بهدوء؛ حتى لا نلفت انتباه الطفل بانزعاجنا إلى وجود شيء خطير يجعله يتمسك به من باب الفضول، أو لفت انتباه الكبار.
ويكون المدخل البسيط إليها أن العبث بهذا العضو ضار صحيًّا، وأنه قد ينقل بعض الأمراض إليك، وأنه مكان التبول ولا يجوز العبث به؛ لأن الإنسان يستخدم يديه بعد ذلك في الطعام والشراب، وأنه من حيث المظهر والشكل لا يليق بالطفل المهندم أن تكون تلك صورته، وهكذا من المعاني البسيطة البريئة دون تطرف إلى أي دلالات جنسيته للموقف، مع التشجيع والحفز والوعد بهدية مناسبة إذا تخلص من هذه العادة، ولا مانع من عمل جدول يسجل فيه الطفل اليوم الذي لم يفعل فيه ذلك ويكافأ على ذلك الفعل، وهكذا حتى تنتهي المشكلة بسلام..
وبالنسبة للمناظر المغرية في التلفاز؛ فهي أيضًا لا تمثل للطفل دلالة جنسية، ولكنها نوع من حب الاستطلاع، ودور الأبوين أن يحاولا تجنيب أولادهما التعرض لتلك المشاهد قدر الإمكان، مع التعليق البسيط أنها غير لائقة وغير مناسبة إذا حدث ورأوها، ولكن العبء الأكبر علينا في سلوكنا نحن عند رؤيتنا لهذه لمشاهد "كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسئولٌ عن رعيته".



(3)
السلام عليكم والرحمة، وبعد.. فإن ابني في الثامنة من عمره، ومشكلتي هي أنه عندما كان في الثالثة كان يضع يده على قضيبه، فكنت أثور وأغضب، وأحيانًا أضرب لجهلي أن ذلك شيء طبيعي، والآن وبعد مطالعتي للموضوع؛ فهمت أن أسلوبي الخاطئ مع ابني قد يكون قد سبّب له مشكله نفسية تلازمه حتى يكبر، مع العلم أنه لا يزال يضع يده، وخصوصًا عندما يكون قلقًا من شيء.


د/عمرو أبوخليل اسم الخبير
الحل

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
تتكرر هذه المشكلة دائمًا وهي تفسير الآباء والأمهات لبعض إشارات أطفالهم أو الحركات المتصلة بأعضائهم التناسلية على أنها ذات دلالة جنسية، ويتصرفون بناء على ذلك بصورة متوترة، ويكون رد الفعل عنيفًا في أغلب الأحيان.. ونحن نكرر أيضًا أن هذا الأمر لا يعدو نوعًا من الاستكشاف في السن المبكرة أو عادة سيئة اكتسبها الطفل.. وهو ما حدث في حالة ابنك، حيث إنه يبدو أنه اكتسب عادة وضع يده على قضيبه كلازمة عصبية عندما يكون متوترًا.. والأمر لا يتعدى ما قلناه، ويحتاج إلى التعامل معه كأي عادة سيئة نريد للطفل أن يتخلص منها، حيث يتم تنبيهه بهدوء إلى خطأ هذه العادة، ويكون المدخل هو مدخل النظافة الشخصية، فلا يصح أن يضع الإنسان يده في هذه المكان؛ لأنه من الممكن أن تتلوث يده، فهذا هو مجرى البول.. كما أن شكل الطفل الذي يضع يده في هذا المكان يكون شكلاً غير مريح ومثيرا للاستغراب؛ لذا فإنه يجب أن يقلع عن ذلك.

وتصل هذه الرسالة من هذا المدخل، ولا مانع من التكرار في إبداء هذه الملاحظة، مع التشجيع أنه إذا تخلص منها؛ فسيكون ذلك مثار إعجاب الأم والأب، ولا مانع من مكافأة خاصة لذلك أيضًا. إذا سارت الأمور بهذا الهدوء وبهذه الطريقة؛ فستختفي هذه العادة بإذن الله، ولن يكون هناك مشاكل في المستقبل أو أي أضرار نتيجة لزجرك أو ثورتك السابقة، طالما أن تخلّصه من العادة تم بهدوء وبدون عنف، فاطمئني ولا تقلقي، وتعاملي مع الأمور بهدوء في المستقبل بدون توتر أو قلق.


(4)
بسم الله الرحمن الرحيم.. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الإخوة الكرام المسئولون عن صفحة "معًا نربي أبناءنا"، نسأل الله أن يقبل منكم هذا العمل، ويجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

أنا طالب مسئول عن الجانب التربوي في النشاط الصيفي لأحد النوادي، عن مجموعة من الأولاد تتراوح أعمارهم بين 11 - 13 سنة.
وعلمت أن الأستاذ الذي كان قبلي قام بالتحرش بالأولاد جنسيًّا، وقد تأكدت بنفسي من الموضوع وعدد الأولاد 6 تم معهم هذا التحرش.

صورة التحرش كان يأخذ الأولاد معه البيت بحجة أن يعطيهم قصصًا أو أي شيء آخر من ألعاب.. وكان التحرش يبدأ بأنه يلعب، ويمزح، وبعدها يبدأ في الرقود على الولد، ومع بعض الأولاد كان ينزع عنهم ملابسهم.
عدد مرات التحرش بكل ولد تقريبًا قد يزيد عن 7 مرات، والفترات كانت كل أسبوع أو أسبوعين بالنسبة للولد الواحد، وكان التحرش يحدث مع كل ولد منفردًا.

وأشعر من وجهة نظري أن الأولاد وصلوا لمرحلة الاستمتاع بهذا الفعل الإجرامي. وأن الولد لم يخبر إلا عندما حدث بينه وبين هذا الشخص خلاف به قد استفز الولد، وقام بذلك.

وكانت أبرز تداعيات هذا الحدث أن بعضهم أخذ يأكل أظافره إلى جانب التبول اللاإرادي.
وبعض الأولاد من يلاحظ عليه في بعض الأوقات شرود و"سرحان".

ملحوظة: أسر الأولاد ملتزمة بدينها سواء أكان الأب أم الأم أو الجو المحيط بهم في المنزل من أقارب، ولكن المشكلة تكمن في المدرسة، حيث إنها مصدر كل السلوكيات غير السليمة من شغب، وغير ذلك، و...

المطلوب الآن من سيادتكم بعد هذه المعلومات التي سعيت أن أحصل عليها بكل دقة حتى تكون بين يد سيادتكم حتى تفيدوني في هذا الأمر.
1 - أولاً نريد معرفة السلوكيات المتوقعة لهذا الحادث وكيفية علاجها؟
2 – على ما أعتقد أنهم على أعتاب مرحلة خطيرة جدًّا وهي مرحلة المراهقة. كيف نستطيع أن ننقذ الأولاد من خطورة هذه المرحلة خصوصًا بعد هذا الحادث؟
3 - ما هو دور الأسرة المفروض اتباعه بعد هذا الحادث، مع العلم بأن أي توجيه تتفضل بكتابته سينفذ إن شاء الله؟

4 - نخشى من أن يمارس الأولاد اللواط مع بعضهم البعض، وخصوصًا أن الأولاد كل اثنين منهم في بيت واحد -لأنهم إخوة- كيف السبيل إلى النجاة؟
5 - ما هو دوري أنا كمربٍّ لا أكون معهم إلا في أوقات قد تكون محدودة؟

6 – أثناء تعاملي مع الأولاد قد أحتاج إلى أن أمسك بيد الولد؛ وذلك إما لتهدئة غضبه، أو لإشعاره بمكانته عندي، وقد لاحظت في الفترة الأخيرة أن بعضهم أثناء سيري معهم يحب جدًّا أن أمسك بيده، وربما يتسابق على ذلك، وأنا أخشى من إمساك أيديهم أن أثير عندهم الغريزة الجنسية فيتذكروا الماضي، هل أنا محق في ظني أم الموضوع غير ذلك؟ مع العلم أن إمساك يديه مع الاهتمام بهم قد أدى لتحسن كبير في حالة الولد الذي كان يتبول لاإراديًّا فهو حتى هذا اليوم لم يتبول لمدة 9 أيام متواصلة. بالله عليكم ساعدوني، وشكرًا.
الاستشارة
د/عمرو أبوخليل اسم الخبير
الحل

الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية نشكر لك هذا الوعي العالي لما حدث لهؤلاء الأطفال، ونشكر لك سؤالك لأهل الخبرة والعلم من أجل التصرف في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.. خاصة أن مجتمعاتنا تميل إلى التكتم والتعتيم حول هذه الحوادث، وتعتبر وقوع الاعتداء على الأطفال نوعًا من العار يجب إخفاؤه، وكأن الأطفال المساكين الذين تعرضوا لهذا الاعتداء الجنسي السافر عليهم.. لم يكفهم ما تعرضوا له من أضرار نفسية، بل يزيد إليها إحساسهم أنهم مذنبون؛ لأن المجتمع والآباء والأمهات بالتعتيم على الحادث يزيدون شعورهم بالذنب؛ لأن الجريمة هي التي يعتم عليها.

خاصة أنه نتيجة لهذا التعتيم يهرب الجاني بجريمته بغير عقاب؛ لأنه تحت ادعاء ستر الفضيحة يميل الأهالي وإدارة النادي إلى عدم اتخاذ إجراءات قانونية تؤدي إلى عقاب هذا الجاني المجرم، ويكتفي باستبعاده من المكان حتى يعاود الكرَّة في مكان آخر.. والأهالي سعداء بهذا القرار لأنهم منعوا الفضيحة، وهم لا يدرون أنهم يشاركون هذا المجرم بهذه الطريقة في الضرر بأطفالهم؛ لأن جزءاً من العلاج لنفسية هؤلاء الأطفال أن يروا عقابًا رادعًا قد وقع على هذا المجرم، وعندها يشعرون أنهم ضحايا وليسوا مذنبين، وأن ما ارتُكب في حقهم جريمة؛ لذا فقد وقع العقاب على من ارتكب هذه الجريمة بحقهم.

كما أنهم يشعرون بحماية المجتمع لهم ووقوفه بجانبهم، وهو ما ينفي شعورهم بالخوف والرعب الذي استخدمه المجرم في السيطرة عليهم من أجل معاودة الاعتداء عليهم دون إخبار أهاليهم، وبذلك لا يشعرون بالذنب لضعفهم وخوفهم، بل يشعرون أنهم كانوا بصدد أمر خطير كانوا لا يستطيعون مقاومته بدليل أن المجرم قد نال عقابه، وأن المجتمع قد وقف بجانبهم.

خلاصة ما نريد قوله في هذا الصدد أن أول خطوة في مساعدة هؤلاء الأطفال على تجاوز المحنة النفسية التي مروا بها هو أن ينال هذا المجرم عقابه، وأن يتم تدارك ذلك إذا لم يحدث، بمعنى أن يتقدم أولياء أمور هؤلاء الأطفال ببلاغات رسمية إلى النيابة تتهم هذا المجرم بالاعتداء على أطفالهم، ويشاهد الأطفال هذا المجرم وهو ماثل أمام النيابة، وتؤخذ شهادتهم ويعرفون أن هذه الشهادة هي من أجل إنزال العقاب على هذا المعتدي لما فعله من جريمة معهم، ويقنع الأهالي أن هذا فيه مساعدة نفسية لأطفالهم أولاً، وأنه ليس في الأمر فضيحة، وأن حادث الاعتداء على أفعالهم يشبه حادث اصطدام سيارة بأحد الأطفال وإصابته إصابة بليغة، فهل كان الأهالي سيتغاضون على تقديم من أصاب أطفالهم بسيارته جسميًّا؟ فلماذا يتغاضون عمّن اعتدى على أطفالهم جسميًّا وجنسيًّا ونفسيًّا؟! بل إن اعتداء السيارة وإصابتها ربما يكون الشفاء منه أسهل من علاج الآثار النفسية المترتبة على هذا الاعتداء الجنسي.

الخطوة الثانية: هي أن يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال نفسيًّا كل على حدة؛ وذلك لعلاج الآثار النفسية المترتبة من هذا الاعتداء التي ربما ظهرت في بعض الأطفال على صورة أكل الأظافر أو التبول اللاإرادي أو الشرود أو "السرحان"، ولكنها ما زالت كامنة في البعض أو غير ظاهرة أو غير موجودة من قبل الأهالي، مثل تدهور شديد في المستوى الدراسي، أو اضطراب في النوم، وكوابيس، والاستيقاظ فزعًا من النوم.

إن هؤلاء الأطفال لا بد من عرضهم على طبيب نفسي يقوم باسترجاع هذه التجربة المؤلمة معهم بالتفصيل، وذلك حتى لا تظل مختزنة بداخلهم تحدث آثارها السلبية، ويرى تصور كل طفل لهذا الحادث، وأثره عليه، ومدى شعوره بالذنب أو الغضب أو حتى الشعور بالمتعة من جراء تكراره ورغبته في حدوثه مرة أخرى؛ لأن كل حالة من ذلك تستدعي تدخلاً نفسيًّا مختلفًا؛ فالشعور بالذنب وهو الأغلب يجب أن يوضح للأطفال أنه لا داعي له، ويبين له ويوضح له أن الأفضل أن يتعلم كيف يتصرف في المواقف المشابهة، وأن عدم علمه بكيفية التصرف هي التي أدت لذلك، وأن هذا عذر مقبول، وأن الخوف شيء مقبول في من في مثل سنه..

وأما شعور الغضب فيجب أن يعرف في أي اتجاه؟ وهل هو اتجاه الآباء أم إدارة النادي أم المجرم نفسه؟ وما هي تجلياته في نفسه؟ وهل سيؤدي به ذلك إلى الرغبة في الاعتداء على الآخرين والانتقام منهم مثلاً؟

وإذا كان هناك شعور المتعة فيجب توضيح شذوذ هذه العلاقة، وأنه حتى بافتراض الشعور بالمتعة فإنه شعور يجب التخلص منه؛ لأنها ليست الصورة الطبيعية بدليل أن هذا المجرم أُدين وعوقب.

إن عملية استرجاع التجربة ومناقشتها وما يترتب عليها من مشاعر وإخراجها إلى عالم الوعي بدلاً من اختزانها في اللاوعي مرحلة خطيرة ومهمة في علاج الآثار السلبية.. إن اختزان هذه التجربة داخل نفوس وعقول هؤلاء الأطفال تحدث تفاعلاتها النفسية داخلهم، فمنهم من ينكسر لشعوره بالذنب فيتدهور دراسيًّا واجتماعيًّا، ومنهم من يتحول في المستقبل إلى معتدٍ على الأطفال انتقامًا لما حدث له، ومنهم من يستمر في هذه الممارسة، ويسير في طريقها ويصبح من الصعب إعادته، ومنهم من يفقد الثقة في عالم الكبار، ويفقد الشعور بالأمن، ويصبح عرضة لكل المشاكل النفسية.

لذا فإن أخذ الأمور بخطورة، وفتح الملف، وطلب المساعدة النفسية من الطبيب النفسي ليست أمرًا يؤخذ على التراخي أو على الندب نفعله أو لا نفعله، بل هو ضرورة حتمية من أجل استواء هؤلاء الأطفال نفسيًّا؛ لأن المرحلة التالية في العلاج ستكون برصد المشاكل التي ترتبت على ما وقع من اعتداء، مثل: التبول اللاإرادي، والتدهور الدراسي، أو التقوقع والانكماش الاجتماعي، وغيرها، حيث يتم التعامل -لإعادة التأهيل- مع كل مشكلة بخطة تعتمد على إعادة ثقة الطفل في نفسه، وفيمن حوله، خاصة المدرب الجديد الذي يقدم لهم الحب والحنان بصورة مختلفة ملتزمة.

ومن هنا فإن التصرفات الطبيعية، مثل مسك اليد أو التقرب من المدرب وإرضائه، وغير ذلك يجب أن تسير في إطارها العادي دون تكلف، وفي هذا الإطار فإن رقابة غير مرئية من الآباء والأمهات لأطفالهم الذين يعيشون في بيت واحد يجب أن توضع في الحسبان لرصد أي تصرفات غريبة أو انقطاع في غرفة مغلقة دون داعٍ؛ حتى لا يحاول الأطفال تجربة ما حدث معهم مع بعضهم البعض.

وربما يكون من الأفضل بالنسبة للأخوين من أسرة واحدة اللذين تعرضا للاعتداء أن يقوم الطبيب النفسي بعمل جلسة أو جلسات مشتركة لهما خاصة، في إطار التوعية المعرفية في خطأ ما حدث، وفي كيفية تجنبه؛ حتى يصبح كل طفل رقيبًا على أخيه؛ لأنهما قد سمعا نفس المعاني في نفس الوقت فلا يحاول أحدهما أن يقنع الآخر بتصرف خاطئ.

الخلاصة في النهاية هو أننا بصدد أزمة كبيرة، وليس حادثًا عابرًا يجب أن يتم التعامل معه على قدر خطورته، ولا يتم التعامل معه بالتجاهل أو اللامبالاة بطريقة أن كل شيء سيُنْسى، وإننا بهذه الطريقة نثبت الأمور أو نفتح أعين أطفالنا على ما لا يعرفون.. إن أطفالنا يعرفون أكثر مما نتصور.. وإن ترك الحدث بغير علاج حقيقي وإجراءات عملية سيجعل الأمور تتفاقم وتصل إلى مستويات ربما لا يصلح معها العلاج بعد ذلك.. إن أمر إبلاغ النيابة عن هذا المجرم هو حق الأطفال، ثم هو حق المجتمع حتى لا يُترك هذا المجرم طليقًا يعيد جريمته في مكان آخر.

ونودّ منك أن تكون المحرك والمدير لهذه السلسلة من الإجراءات النفسية والاجتماعية، ويجب أن تكون إدارة النادي على قدر من المسئولية، ولا تخشى على سمعتها فإن إجراءات سليمة تجعلها إدارة مسئولة أما الإخفاء والتعتيم فهو مشاركة في الجريمة، ونحن معك لأي مساعدة مطلوبة.
كرد الأبيض
كرد الأبيض
(5)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي ثلاثة من الأبناء، أعمارهم 14 سنة_و13 سنة_ و10 سنوات، والمشكلة هي أنني لا أتصور نفسي جالسًا مع أحدهم، متناقشًا معه في الأمور الجنسية، مع أنكم تنصحون أن يقوم الآباء بهذه المهمة، فكيف ستكون نظرته إلي بعد ذلك، انصحوني كيف أبدأ معهم، وما طريق ذلك؟. وجزاكم الله خيرًا . المشكلة
د.عمرو أبو خليل اسم الخبير
الحل

نشكر لك اهتمامك؛ لخطورة هذا الأمر وتأثيره على مستقبل الأبناء، ونحن نرى أن المدخل الشرعي هو أنسب المداخل إلى هذا الموضوع، بمعنى أنه مع اقتراب سن البلوغ، والذي من علاماته بداية ظهور ما يسمى بالعلامات الجنسية الثانوية مثل: بداية ظهور الشارب، والشعر تحت الإبطين، وخشونة الصوت في الذكور، أو نعومته بالإضافة إلى بروز الصدر في الإناث، عند ظهور هذه العلامات يبدأ الأب والأم –حسب الحال- في الحديث عن انتقال الفتى أو الفتاة من مرحلة إلى مرحلة، فمن الطفولة التي لم يكن مكلفًا فيها شرعياً إلى البلوغ والمراهقة، التي أصبح مكلفًا فيها شرعياً، وأصبحت عليه واجبات والتزامات لم تصبح في حقه فضلاً أو مندوباً كما كانت في السابق، ومن هذه الواجبات الصلاة وأنها يشترط فيها الطهارة، وأن هذه الطهارة –وهو طفل- كانت تعني الوضوء فقط، ولكن نتيجة انتقاله من عالم الأطفال إلى عالم الكبار أصبح مطالبًا بطهارة من أمور أخرى؛ نتيجة لتغيرات فسيولوجية داخل جسمه ثم يشرح للطفل بطريقة علمية بسيطة التغيرات الهرمونية والعضوية التي تحدث في جسمه، وتؤدي إلى بلوغه سواء بالاحتلام في الذكور، أم بنزول دم الحيض في البنات.
ويجب أن يتسم الحديث بالوضوح والصراحة وعدم الحرج؛ لأن المشاعر الأولى في تناول هذا الأمر تنتقل إلى الطفل، وتظل راسخة في ذهنه، وتؤثر على حياته المستقبلية بصورة خطيرة، ثم تكون النقطة الثالثة التي يتم تناولها؛ وهي الحكمة من حدوث هذه التغيرات في جسم الإنسان، ودورها في حدوث التكاثر والتناسل من أجل إعمار الأرض، وأن التجاذب الذي خلقه الله بين الجنسين إنما لهذه الحكمة، وأنها رسالة يؤديها الإنسان في حياته؛ ولذا يجب أن تسير في مسارها الطبيعي وتوقيتها الطبيعي الذي شرعه الله وهو الزواج الشرعي؛ ولذا فيجب أن يحافظ الإنسان على نفسه؛ لأنها أمانة عنده من الله ثم يتم الحديث عن الصور الضارة من الممارسات والتصرفات، وكيف أنها خروج عن حكمة الله فيما أودعه فينا، ويتم ذلك بدون تخويف أو تهويل أو استقذار، ثم يتم فتح الباب بين الأب والأم وأبنائهم وبناتهم في حوار مستمر ومفتوح؛ بمعنى أن نخبره أننا مرجعه الأساسي في هذه المواضيع، وأنه لا حرج عليه إذا لاحظ في نفسه شيئاً، أو سمع شيئاً، أو قرأ شيئاً أو جاء على ذهنه أي تساؤل أن يحضر إلينا ليسألنا أو لتسألنا فسيجد أذناً وقلوباً مفتوحة، وأنه لا حرج ولا إحراج في التساؤل والنقاش حولها ولكن في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، ثم نكون قريبين منهم عند حدوث البلوغ ذاته فنطمئنه ونطمئنها، ونرفع الحرج عنهم، ونذكرهم بما قلناه سابقاً، ثم نعاونهم بطريقة عملية في تطبيق ذلك سواء بالاغتسال بالنسبة للبنين، أم بالإجراءات الصحيحة للتعامل مع الموقف مثل الفوط الصحية وما إلى ذلك بالنسبة للبنات، ونشعرهم أن ما حدث شيء يدعو للاعتزاز، لأنهم انتقلوا إلى عالم الكبار، وأن ما حدث شيء طبيعي لا يدعو للخجل أو الإحراج؛ حيث تنتاب هذه المشاعر الكثير من المراهقين خاصة البنات.
ثم يستمر ذلك الدعم بعد حدوث البلوغ بتحسس أخبارهم، والبحث عن مواضيع التساؤل عندهم وتَحَيُّن الفرصة لمزيد من الرد على ما يكون قد تَكَوّن في أذهانهم من تساؤلات عن الزواج، والجنس بطريقة بسيطة وواضحة، ليس فيها زجر أو هروب من السؤال؛ حيث إنهم إذا لم يحصلوا على الإجابة من الأب والأم فسيحصلون عليها من مصادرهم الخاصة بكل ما تحتويه من أضرار، وتضليل.
إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علّم الأصحاب والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط؛ لأنه جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم فأي معلم كان، وهو بالمؤمنين رءوف رحيم
كرد الأبيض
كرد الأبيض
(6)

تصرف غريب لابنة الثالثة العنوان

سيدي الكريم: أرجو الإشارة عليَّ بالنصيحة في الموضوع التالي مع جزيل الشكر. أنا وزوجي نعيش في أوروبا منذ خمس سنوات، لدينا طفلتان، الكبيرة عمرها ثلاث سنوات والصغرى بضعة أشهر. منذ فترة لاحظت على ابنتي تصرفًا غريبًا، وهو أنها عدة مرات عندما تذهب للنوم تخلع ثيابها وتتغطى بشكل كامل وهي تضحك وكأنها تلعب، وبطريقة لطيفة ومازحة سألتها: لِمَ تفعلي ذلك، قالت لي إنها تلعب واخترعت لي قصة اكتشفت بعد ذلك أنها مختلقة. بالنسبة لنا أنا وزوجي، فنحن شديدَي الحرص على ألا ترانا في أي وضع لافت للنظر، ورغم وجودنا في أوروبا فإننا ننتبه قدر الإمكان للتلفزيون، ولكن لا نضمن لعلها وبغفلة صغيرة منا رأت شيئًا ما.
أنا شديدة الحيرة فهي ما زالت صغيرة على هذه التصرفات، فأرجو رأيكم في الموضوع، وأن تنصحوني ماذا أفعل، وكيف وبأي طريقة أفهم منها لماذا تفعل ذلك؟ وكيف أعالج وزوجي هذه المشكلة؟
الاستشارة
أ/مي حجازي اسم الخبير
الحل

أختي في بلاد الغربة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة.

يقول "أحمد أمين" في كتابه "فيض الخاطر": ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس.
هكذا يا أختي تُحَلّ الأمور؛ فكل شيء يأتي ويزول، إذا تعاملنا معه بهدوء ملؤه الثقة في رحمة الله وكرمه.

ابنتك ما زالت صغيرة، والألعاب الطفولية التي من هذا القبيل واردة، وحتى لو فرضنا أنها رأت ما يُسمَّى بالمشهد الأول للطفل - رؤية الطفل للوالدين في علاقتهما الخاصة، وهو أمر وارد - فإن هذا الأمر لا يسبب أي خطورة في هذه السن المبكرة، وأي تخيلات تابعة لرؤية الطفل لهذا المشهد لا يمكن أن نستدل عليها إلا إذا تحولت إلى سلوكيات.
أختي الحبيبة ..طفلتك في سن صغيرة، على أن تحول هذه التخيلات إلى أفعال وسلوك.

ولا أريد أن أذهب في تكهنات لسبب فعلها هذا دون إحاطة ببعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح، فوارد فعلاً - كما ترجِّحين - مشاهدتها لمشهد مماثل في التلفزيون، واعتبارها الأمر من قبيل المداعبة، ورغم ذلك أؤكد لك أن الأمر بسيط ويسهل علاجه بإذن الله؛ لأن طفلتك ما زالت صغيرة، حتى لو كانت قد تصوَّرت أن هذا الفعل من قبيل اللعب الممتع.
ونحن نحتاج أن نُلمّ بمعرفة بعض الأمور، مثل:

- ما هي القصة التي روتها لك؟ وكيف اكتشفتِ أنها مختلقة؟ بل كيف تعاملت مع الأمر بعد أن روت لك القصة؟
- كيف تعاملت وزوجك مع الأمر منذ اكتشافاكما للأمر وحتى الآن؟
- ماذا يعرض التلفاز عندكم في البيت بالتحديد؟
- هل لها أصحاب أو أقارب تلعب هي معهم، فيكون من الممكن أن يكون أحدهم قد حدثها في موضوع من هذا القبيل؟

وحتى تصلنا إجابتكما على هذه الأسئلة، هناك أمر أريد أن أوضحه لكما، وكذلك اقتراح في طريق معالجة هذا الأمر.

أما ما أريد قوله: فهو أن بعض النظريات تذهب إلى أن الأطفال عندهم ما يُسمَّى بـ"الاستمناء الطفلي"، وأن الأطفال يمرّون بمرحلة "الجنسية الطفلية"، هذه المرحلة تبدأ مع سن 3 سنوات، ويشعر فيها الطفل بدغدغة بسيطة في منطقة الأعضاء التناسلية عند ملامستها، وهذه الدغدغة تشعره بلذة جزئية، كالتي يشعر بها عند مداعبته تحت إبطه أو في بطنه، وهذه المرحلة تمرّ بسلامة دون أن يشعر بها بعض الأطفال، وهم الذين يتعامل آباؤهم أو القائمون على تربيتهم مع هذا الأمر بطريقة تربوية سليمة، كانت الصفحة قد تناولتها من قبل، وسنوردها لك في نهاية الاستشارة.

أما الأطفال الآخرون، والذين تعرضوا لتعامل آبائهم مع هذا الأمر بطريقة غير تربوية فإن الأمر يتفاقم ويتعقد على المدى الطويل، قد يصل إلى رفض الأطفال للزواج وللجنس عند وصولهم إلى سن الزواج؛ ذلك لأن الأطفال يكوّنون نظرتهم عن الجنس والزواج من خلال الصورة التي يقدمها لهم الآباء.

ويذكر أصحاب هذه النظرية أن اللذة أو الاستمناء الطفلي يظهر كبديل للذَّة الرضاعة؛ حيث تنتقل اللذة التي يحصل عليها الطفل عن طريق المص من أعلى إلى أسفل من الفم إلى الجسد.

وبالتالي لا بد أن تقتربا من ابنتكما - تلك الطفلة الجميلة الرقيقة - أكثر وأكثر؛ لتتعرفا عليها، وتعرفا ما إذا كانت هذه اللذة بالفعل انتقلت من الفم عندها إلى الجسد، وما الذي دعَّم هذا الأمر عندها حتى تحوَّل إلى سلوك، فربما يكون لرضاعة أختها واستخدامها المرضعة علاقة بإثارة هذا الأمر لديها؛ فهل رضعت رضاعة طبيعية؟ وما مدتها بالتحديد؟

أما فيما يتعلق بالاقتراح، فكما أوضحت لكما سابقًا، فإن دوركما يجب أن يكون في اتجاه تهذيب سلوكها، وليس ردعه. والتهذيب يكون بشغل ذهنها عن اللعب بهذه الطريقة، وذلك عن طريق شغل وقتها بما يفيد وينفع من الألعاب الشيقة التي تحتاج إلى طاقة كبيرة لممارستها، وجميل أنك لا تعملين، فيمكنك اختراع أشياء كثيرة تفيدها وتعلمها وتربيها على الخير،و كذلك تعمل على شغل وقتها واستهلاك طاقتها.

مثلاً: اجعليها تساعدك في أعمال البيت عن طريق عمل مسابقات معها حول من يرتِّب حجرته، أو اللعب في مسابقة معها، وتكون هناك جائزة للفائز.

أشركيها معك في إعداد الطعام وتحضيره بأن تجلسيها في مكان آمن في المطبخ، تتمكن فيه من رؤيتك، وأنت تعملين، واجعليها تناولك كل ما تحتاجين إليه، ويوجد في مكان قريب من طولها، وموضوع في مكان آمن "بعض الأشياء من الثلاجة"، البصل، والثوم... إلخ، واجعليها تناولك مكونات الكعك؛ لتعيش صنعها لحظة بلحظة حتى وقت تقديمها.

أشركيها في إعداد الطاولة وغسيل الأطباق، ونشر الملابس، وإحضار متطلبات البيت من الخارج، واجعليها تمارس اللعب والتلوين، واخرجي معها للمشي لفترة ولو لنصف ساعة في أقرب حديقة، إلى غيرها من الألعاب، ويا حبذا لو كانت هناك إمكانية لالتحاقها بأي لعبة رياضية أو التحاقها بأحد المساجد الموجودة هناك؛ لتمارس فيه بعض الأنشطة، ويكون من رحلة الذهاب والعودة والانشغال بحفظ القرآن، إلى جانب كل ما اقترحناه نصيب في شغلها، واستهلاك طاقتها، بحيث تأتي في نهاية اليوم وقد حفل بما استهلك قواها، وجعل النوم يأتي إليها، لا أن تذهب هي إليه.

ولا تنسي مشاركتها في حكاية ما قبل النوم، وما يسبق النوم من طقوس، بحيث تجعلينها تستهلك جزءاً كبيرًا من الوقت والطاقة في تناول العشاء، وصلاة العشاء، وغسيل الأسنان، والسمر مع الوالدين، ثم الجلوس للقراءة، وهي جالسة على قدمك، وافتحي القصة، ودعيها تشاهد الصورة، بينما تقرئين لها وتناقشين معها أحداث القصة وتفاصيل الصور، ويشاركك زوجك في عمل كل ما سبق.
أختي العزيزة، الوالدان الكريمان..

إن من اللطائف في انكشاف عدم صدق إخوة يوسف - عليه السلام - في مجيئهم بثوبه، وزعمهم أن الذئب أكله - أنهم خلعوا الثوب برفق فلم يظهر فيه شقوق، ولو أكله الذئب - كما زعموا - لمُزِّق الثوب كل ممزق، ولم يخلعه خلعًا.

إن حياتنا تحتاج إلى رفق، فلنرفق بأنفسنا: "وإن لنفسك عليك حقًّا"، فلنرفق بأنفسنا وبغيرنا، ونحن نعالج كل شيء،و كلنا يدرك إن من يخلع ثوبه برفق يضمن سلامة ثوبه،خلاف من يجذبه بقوة و يسحبه بسرعة،فإنه يشكو من تقطع أزراره و تمزقه.

فما نصبوا إليه هو علاقة وطيدة بين الوالدين و الطفلة الرقيقة،و هذا لن يكون إلا بالرفق؛فالشدة و التعسف لن يؤديا في النهاية ألا إلى تقطيع أواصر المحبة بينكما.
و هكذا يا أختي الكريمة اهجري الحيرة إلى الدعاء و اللجوء إلى الله أن يرزقك و زوجك من أمركما رشدا ،و أن يكون لكما نعم العون في تجاوز هذا الأمر ولا أقول المشكلة فالأمر بسيط بإذن الله مع الاستعانة به و حسن التوكل عليه.