ام وسمي
ام وسمي
نبدأ في هذه المرحلة في الحديث عن النظم العلاجية المختلفة ، المتخذة لعلاج مرض السرطان ، والمفاهيم العلمية المتعلقة بها ، من أجل تقريب الفكرة بشكل أكبر ....

ونبدأ بالعلاج الإشعاعي ...



هذه معلومات عامة عن علاج الأورام بالأشعة وهي تنطبق على بعض مرضى السرطان وليس جميعهم.
تستخدم الأشعة السينية المعروفة ب ( X - RAYS ) للعلاج بالأشعة ، والأشعة السنية اصبح لها دور كبير في عالم الطب في مجالات الفحص والعلاج مع ما لاستخدام الأشعة من مخاطر والتي قد تكون صغيرة مقارنة بالفوائد المرجوة منها طبياً .. ورغم أن الأشعة المستخدمة للعلاج هي نفسها التي تستخدم لأغراض التصوير (مثل أشعة الصدر) إلا أنه يستخدم أجهزة مختلفة لغرض العلاج يكون بمقدورها إنتاج أشعة أقوى .. وهي مثل أشعة التصوير غير مؤلمة .. ولا يحس بها المريض .. أغلب مرضى السرطان يعالجون بواسطة العلاج الإشعاعي.. والذي من الممكن أن يعطى من خارج الجسم – وهو الغالب- وذلك بوضع المريض قرب جهاز العلاج أو من داخل الجسم ويكون بوضع مواد مشعة في منطقة الورم المراد علاجه ..


تعمل هذه الأشعة على تدمير خلايا السرطان في منطقة العلاج وهي أيضاً تؤثر في الخلايا السليمة والتي لها ميزة إصلاح نفسها بسرعة .. ولهذا السبب فان العلاج الإشعاعي يقسم على جلسات يومية خمسة أيام في الأسبوع من السبت إلى الأربعاء .. هذا التقسيم إلى جلسات يعطي الخلايا السليمة الفرصة لتتعافي وتصلح نفسها وهذا يساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج ..
تعتمد الجرعة اللازمة للعلاج وعدد الجلسة على عدد من العوامل منها:-


نوع الورم
موقع الورم
عمر المريض
صحة المريض بشكل عام.
ولهذا السبب فان كل مريض يكون له خطة علاج لوحدة قد تختلف حتى عن خطط علاج مرضى اخرين لديهم نفس نوع الورم ..


تخطيط العلاج (التخطيط) Simulation :-

أول خطوة للعلاج هو التخطيط حيث أما يقوم الدكتور بوضع علامات على المنطق المراد علاجها مباشرة أو بأخذ مقاييس وصور أشعة وذلك بجهاز "المشباة" وسمى كذلك لأن حركته وطريقة عملة تشبه الأجهزة المخصصة للعلاج ولكنه لا يعطي العلاج ولكن يأخذ صور أشعة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج وتحديد الوضع المناسب للمريض عند العلاج ..
يستغرق التخطيط في الغالب حوالي 45 دقيقة ومع أن المريض يكون في وضعيه غير مريحة إلا أنه من الضروري أن يكون المريض ثابتاً خلال هذه العملية حتى يتم تسجيل القياسات بدقة لأهمية هذه المعلومات خلال جلست العلاج
أحيانا يكون هناك حاجة لأخذ أشعة مقطعية لمنطقة العلاج .. كمرحلة ثانية من التخطيط يتبعها مرحلة ثالثة وأخيرة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج والأعضاء المجاورة لها .. وهذا التخطيط ( بالأشعة المقطعية) لا يحتاجه إلا بعض المرضى .. عند تحديد منطقة العلاج توضع علامات حبر على الجلد توضح المكان المحدد للعلاج .. وهذه العلامات تستخدم بواسطة أخصائي العلاج بالأشعة أثناء تلقي المريض العلاج .. أحياناً يكون هنالك حاجة لوضح علامات دائمة (وشم) ولكنها تكون صغيرة للغاية


غرفة صب الأقنعة Mould room :-

يعتمد العلاج الإشعاعي على قياسات دقيقة جداً .. ولبعض أجزاء الجسم يكون هناك حاجة إلى صنع أقنعة بلاستيكية يقوم المرضى بارتدائها خلال مرحلتي التخطيط والعلاج وهم غالباً المرضى الذين يتلقون علاجاً لمنطقة الرأس أو/ والرقبة حيث يساعد القناع على تثبيت الرأس أثناء العلاج .. أيضا يمكن وضع علامات التخطيط على القناع بدلاً من الجلد في هذه الحالة تجهيز القناع يكون فقط لمرضى الرأس والرقبة ويتم ذلك قبل تخطيط العلاج حيث سيستخدم القناع خلال التخطيط وخلال جلسات العلاج ..

مرحلة العلاج Treatment :-

يشعر بعض المرض بقلق وخوف عند بدء العلاج وخصوصاً في الجلسة الأولى .. وهذا القلق أو الخوف طبيعي يزول بسرعة بعد تعود المريض على الجلسات وعلى الفريق المعالج ..
العلاج بالأشعة ليس مؤلماً وهو غالبا ما يستغرق أقل من 15 دقيقة علما بأن معظم هذا الوقت يُستغرق في وضع المريض في نفس الوضعية التي كان عليها عند التخطيط للعلاج .. حيث أن فترة تلقي العلاج ( تشغيل الجهاز) قد لا تستغرق أكثر من 4 دقائق .. بعد أن يصبح المريض في وضعه الصحيح على سرير العلاج ( نفس الوضعية عند التخطيط ) يوجه الجهاز إلى منطقة العلاج باتجاه معين .. ثم يخرج أخصائي العلاج الإشعاعي من الغرفة لتشغيل الجهاز حيث يكون المريض لوحدة داخل غرفة العلاج وتتم متابعته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة .. وعليه فمن المهم أن يبقى المريض ساكناً طوال فترة الجلسة .. غالبا ما يتم علاج الجزء المصاب بتركيز الأشعة عليه من أكثر من اتجاه مثل من اليمين ، من اليسار ومن الأعلى حتى يصل أكبر قدر من الأشعة بدون إلحاق الضرر بالأعضاء المحيطة به .
.

الآثار الجانبية Side Effects :-

كما أن الأشعة تقوم بتدمير الخلايا السرطانية فان لها تأثيرات على الخلايا السليمة مما يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية . من المهم معرفة أن هذه ، الآثار الجانبية قد يحدث بعض منها لبعض المرضى وقد لا تحدث إطلاقاً منها تهيّج/إحتقان الجلد ، فقدان الشهيه والإرهاق.

التغييرات في الدم :-

يحدث أحياناً أن تؤثر الأشعة على تعداد كريات الدم والصفائح بالجسم ، وغالباً ما يطلب من المريض عمل فحوصات أسبوعية لتعداد الدم، فإذا ما حدث وانخفض فإن المريض يشعر بإرهاق عام وعليه فقد يكون من الضروري في مثل هذه الحالات إراحة المريض عدد من الأيام حتى يعود تعداد الدم للوضع الطبيعي أو نقل دم لذلك المريض..

العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس والرقبة:-

العلاج بالأشعة لمنطقة الفم يجعل الأسنان معرضة للتسوس بشكل أكبر .. لذا من المهم الاهتمام بها خلال وبعد الجلسات .. غالباً ما يطلب من المريض مراجعة طبيب أسنان قبل بدء الجلسات إذا كانت منطقة الفم معرضة للأشعة .. يجب على المريض تنظيف الأسنان في الصباح والمساء وبعد كل وجبه باستعمال فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوى على الفلورايد ..

أ‌) التهاب و/أو تقرّح الفم :

بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج يبدأ الفم بالتقرح حيث أن الغشاء الداخلي المبطن للفم حساس جداً للأشعة ، أيضاً الخلايا المنتجة للعاب قد ينخفض أو يتوقف إنتاجها مما يجعل عمليتي مضغ الطعام وبلعه متعبة ومؤلمة وقد يساعد تناول أطعمة لينه مثل الشوربة والبيض المقلي والحليب واللبن .. من المهم جداً المحافظة على نظافة الأسنان خلال العلاج وحتى وأن كان الفم ملتهباً ، ويجب تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة أسنان ناعمة في الصباح والمساء وبعد كل وجبة .. أيضاً يمكن استخدام بيكاربونات الصوديوم كغسول للفم أربع مرات في اليوم على الأقل ..

ب) تغيّرات في حاسة التذوق:

يلاحظ بعض المرضى تغيّر في حاسة التذوق لديهم بسبب الأشعة من الممكن إضافة نكهات متنوعة للطعام . هذه الحاسة قد تحتاج إلى سنة بعد العلاج لتعود إلى طبيعتها .

ج) جفاف الفم :

جفاف الفم بسبب توقف إنتاج اللعاب قد يستغرق أشهراً بعد نهاية العلاج حتى يعود إلى طبيعته مما يجعل عمل البلع مهمة صعبه ، يجب شرب السوائل خلال الأكل حتى تساعد على المضغ والبلع .. أيضاً يمكن إضافة الصلصات الخفيفة والمرق إلى الطعام لتليينه .. ومن الممكن أن يصف الطبيب لعاباً صناعياً إذا استدعى الأمر ذلك ..

د‌) تساقط الشعر :

إذا كانت الأشعة تشمل منطقة الرأس (أو الشارب واللحية بالنسبة للرجال) فإن تساقط الشعر يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج .. غالباً ما يكون هذا التساقط مؤقتاً ويبدأ الشعر بمعاودة النمو بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من نهاية العلاج الإشعاعي .

العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض :-


أ‌) الإسهال :

هو أحد الآثار الجانبية لعلاج منطقة الحوض ومن الممكن تخفيف حدته بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالألياف خلال العلاج الإشعاعي مثل الخضر وات والفواكه والخبز الأسمر .. والإكثار من الأطعمة قليلة نسبة الألياف مثل الأرز – المكرونة- الخبز الأبيض – الدجاج – اللحم .. إذا استدعي الأمر من الممكن أن يصف الطبيب علاج لوقف الإسهال..

ب‌) التقيؤ أو الإحساس بالرغبة بالتقيؤ :

تظهر مثل هذه الآثار على بعض المرض .. وهي عادة تتلاشى بعد نهاية العلاج مباشرة .. ويمكن علاجها بمضاد للغثيان حين حدوثها ..

فقدان الشهية ونقصان الوزن:-

فقدان الشهية ونقصان الوزن قد يكون ناتجاً عن الورم أو من العلاج الإشعاعي أو نتيجة الآثار الجانبية للعلاج مثل التهاب الفم عند علاج الرأس أو الإسهال والغثيان عند علاج الحوض.. أياً كان السبب فيجب تجاوزه ، العلاج بالأشعة نفسه مرهق فإذا أضفنا إليه سوء التغدية وخسارة الوزن فإن من الصعب على المريض متابعة مشوار العلاج .. عليه من المهم أن يتناول المريض كميات عاليه من البروتين والسعرات الحرارية .. فهي تعطي القوة على تحمل العلاج وعلى بناء خلايا جديدة .. يجب على المريض تناول الطعام فور شعوره بالجوع ومن الممكن ان يأكل ستة وجبات صغيرة بدلا عن ثلاث وجبات كبيرة وعليه أن يرفع من السعرات الحرارية بإضافة الزبدة والحليب إلى الأكل وكريمة الصلصة أو الجبنة السائلة إلى الخضراوات ..

تهيج / التهاب الجلد :-

غالباً ما تصاب منطقة العلاج بالتهاب في الجلد حيث تمر الأشعة عبر الجلد .. وهذه من الآثار التي من غير الممكن تلافيها ولكن يمكن التقليل منها بتجنب استخدام الصابون ، مزيلات العرق، العطور أو أي نوع من الكريمات على منطقة العلاج الإشعاعي أيضاً عند غسل منطقة العلاج وتجفيفها يجب أن يتم ذلك بلطف وبدون دعك أو تدليك .. إذا كان الشعر من ضمن منطقة العلاج فيجب استخدام شامبو غير معطر مثل شامبو الأطفال "جونسون" .. بالنسبة للرجال إذا كان الوجه من ضمن منطقة المعالجة فيجب عدم استخدام موس الحلاقة واستخدام آلة كهربائية للحلاقة وعدم استخدام عطور ما بعد الحلاقة .. أما السيدات فيجب عدم حلق الإبطين أو نتف الشعر إذا كان داخلاً ضمن منطقة المعالجة ..

إرهاق عام : -

غالباً ما يشعر المرضى الذين يتلقون علاجاً إشعاعياً بإرهاق عام وخمول وهو طبيعي جداً فعلى الرغم من أن الأشعة لا يشعر بها المريض إلا أن تأثيرها عليه ليس بالأمر الهين .. ولذا ينصح المريض بأن لا يرهق نفسه بأعمال شاقة والخلود إلى الراحة أو النوم متى ما احس بالإرهاق .

الجنس أو العقم :-

ليس للعلاج الإشعاعي تأثيرات سلبية بالنسبة للجنس بشكل عام سوى في حالة أن المبايض بالنسبة للنساء كانت ضمن منطقة المعالجة والذي يسبب انقطاع الطمث لدى هذه الفئه من النساء ، ويكون علاجه بالهرمونات التعويضيه والتي ستساعد على حل هذه المشكلة لكنها لا تحل مشكلة العقم .. أيضاً يشعر كثير من المرض بعدم الرغبة بالجنس إلا أن الرغبة تعود بعد فترة من انتهاء جلسات العلاج الإشعاعي .. بالنسبة للعقم فغالباً ليس للعلاج الإشعاعي تأثير على القدرة على الإنجاب إلا إذا كانت المبايض داخلة في منطقة العلاج - كما ذكر سابقاً - أو إذا كانت الخصيتان لدى الرجال من ضمن المنطقة المعالجة وهذا العقم قد يكون مؤقتاً أو مستديماً .. بالنسبة للرجال فإن الحل في هذه الحالة هو بتخزين كمية من السائل المنوي Sperm barking .


عند نهاية الجلسات

النتائج الإيجابية للعلاج الإشعاعي تأخذ بعض الوقت لتكون واضحة، بعض المرضى يتوقع أنه سيقوم ببعض الفحوصات الطبية بعد نهاية الجلسات مباشرة لرؤية نتيجة العلاج ، إلا أن هذا في الغالب غير مناسب لأن هذا النوع من العلاج - العلاج الإشعاعي - يحتاج إلى وقت يمتد إلى أسابيع حتى نرى تأثيره على الورم
بنت رجال
بنت رجال
الله يجزاك خير شكرا لك
ام وسمي
ام وسمي
كيف تتعامل مع مريض السرطان ؟



المشاركة في الألم تساعد كثيرا في تخطي المرض

هذا هو شعار مجموعات الدعم النفسي لمرضى السرطان بمعهد الأورام، التي تشارك مرضى السرطان ألمهم، وتدربهم على التعايش معه وتعليم المحيطين بهم كيفية التعامل معهم ودعمهم

أولا: محاولة التكيف مع الأمر الواقع .

من المعروف والشائع في مجتمعاتنا العربية نتيجة لبعض الموروثات الثقافية والاجتماعية التي تؤكد علي أنه من غير المستحب أن ينقل شخص نبأ سيئ إلي شخص آخر وهذه تنطبق أيضا علي مرضي السرطان وأحبائهم من أفراد العائلة والأصدقاء لدي تلقيهم نبأ تشخيص المرض فالبعض يفضل التكتم عليه وعدم إخبار عائلته أو العكس وهنا يأتي دور المشاركة. شارك من حولك في ألمك ومخاوفك وأفكارك فستشعر براحه أكثر عندما تقوم بذلك وهذه بعض الفوائد التي ستشعر بها مع مرور الوقت.



1- عندما تشارك من حولك فسيتوفر لك الدعم النفسي فإظهار المشاعر أفضل من التكتم عليها فسيتوفر لديك نوعا من الاستقرار النفسي وهو ما تحتاجه في هذا الوقت.

2- إخفاء المشاعر يؤدي إلى التخبط وعدم الاستقرار في قرارات قد تتعلق بعلاجك وقد يؤدي أيضا إلى الوصول إلى بعض الاضطرابات النفسية وهو مالا تحتاجه الآن .

3- عندما تشارك الآخرين في مخاوفك وقلقك بالنسبة للمرض فذلك سينعكس بشكل إيجابي علي حالتك الصحية والنفسية بشكل جيد وملحوظ.

4- إخفاء مخاوفك قد يحرم الآخرين ممن حولك (العائلة والأصدقاء) من تقديم الدعم والمساندة لك في هذا الوقت المهم فلا تحرمهم من ذلك. فالمشورة بين المريض وأفراد عائلته تفتح مجالات مختلفة تؤدي جميعها إلي الغرض نفسه هو دعم المريض في رحلة الكفاح مع المرض.



يدور في ذهن المريض بعض التساؤلات بعد التشخيص من أهمها:

من يجب أن أخبر عن مرضي ؟

هل أخبر زوجي. .زوجتي.. عائلتي. . أطفالي ……هل نخبر المريض إذا كان لم يعلم ؟؟ فمن يتلقي خبر الاصابه بالمرض يجد نفسه محاطا بدائرة كبيرة من التساؤلات والمسؤوليات علي عاتقه وتختلف رؤيته للحلول بحسب طبيعة وشخصية المريض وعائلته فسيقول لنفسه هذا كبير السن ولن يتحمل الصدمة..أو فلانه سنها صغير جدا علي فهم هذه الأمور.أو فلان شخصيه حساسة ذات إحساس مرهف وسيقع أو ستقع في أزمة نفسيه؟



وهنا يجد نفسه في دائرة ضيقه ولن يصل إلي الراحة المطلوبة في وقت بسيط ولا بد له أن يعلم أن الصدمة باختلاف نوعها تبدأ عادة كبيرة جدا ويأتي معها الخوف والغضب والقلق والإنكار للجميع سواء المريض أو أفراد العائلة وذلك يستدعي وقت حتى يستطيع الجميع العودة إلي رؤية الأمور بشكل أفضل. هي عملية وقت لا أكثر. لا تتعجل ذلك.. وهنا علي الجميع التذكر أن كل قضاء الله لعبده خير فالمؤمن لابد أن يرضي في كل أمره


ثانيا: المشاركة مع الآخرين.

كلمه موجهه إلي المريض بعد معرفته بالاصابه بالورم وخلال رحلته للعلاج ؟

من المعروف اختلاف ردود الفعل لمريض السرطان بعد التشخيص وتصبح مشاعره متناقضة ومضطربة جدا بعد سماعه لكلمه يخشى الجميع من التلفظ بها ويسأل نفسه ……. لماذا أنا من دون الناس ..أنا لا استحق ذلك.. لم أكن مصدر أذى لأي شخص في حياتي..ماذا فعلت في حياتي ……هل اخبر عائلتي وأصدقائي أم اخبر من أنا في حيره ؟؟؟
وهنا عليه أن يعلم انه رد فعل طبيعي جدا له ولابد له أن يشارك عائلته وأصدقائه في مخاوفه وحزنه بدلا من إخفائها فذلك لن يجدي وهو غير مثمر أبدا وسيمنع من حوله في تقديم العون والمساندة والمشوه وهو أيضا سيبعث الأمل في داخله كخطوه أولي من خطوات العلاج بإذن الله وهو القرار المناسب في كل الأحوال.
أنت موجود ومن حولك بجانبك.والله لم يخلق شيئا إلا فيه نعمه إما علي جميع عباده أو البعض منهم والله خلق البلاء نعمه أيضا إما علي المبتلي أو علي غير المبتلي.ولولا أن الله خلق العذاب والألم لما عرف المتنعمون قدر نعمته.
ام وسمي
ام وسمي
كلمه إلي عائلة المريض لدي معرفتهم بالتشخيص قبل المريض:

في بعض الأحيان يكون المريض لا يملك أن يتخذ القرار المناسب له إما لظروف المرض أو لأسباب نفسيه معينه أو بسبب كبر أو صغر السن فتقع المسؤولية علي عاتق أهل المريض ووقتها يدور التساؤل الرئيسي

هــــل يجب أن نخبر المريض ؟

والإجابة هنا تكون معقده وشائكة ولها محاور متعددة قد تعود إلي مراعاة عامل السن بالنسبة للمريض وخصوصا الترفق مع كبار السن ولكن بصفه عامه من حق المريض أن يعلم عن تفاصيل مرضه فذلك أمر يخصه هو في المقام الأول أكثر من سواه.
ولا يمكن هنا أن نتجاهل أن العائلة سيكون الضغط النفسي كبير جدا عليها وذلك لإخفائهم الحقيقة التي لو عرفها المريض في وقت لاحق فستكون النتائج سلبية جدا علي حالته النفسية وأيضا في ثقته بعائلته أو حني الطبيب المعالج.


ونصل إلي النقطة المهمة التي تكمن في:

المشاركة المتبادلة أفضل:
هنا نصل إلي الرؤية الأفضل فالمشاركة بين المريض يساعده علي تحمل رحلة العلاج الطويلة التي سيعبر خلالها المريض لمحاربة هذا المرض.

وأفراد العائلة ضرورة ومؤديه إلي نتائج أفضل جميعها تعود بالنفع للمريض مما يساعده علي تحمل رحلة العلاج الطويلة التي سيعبر خلالها المريض لمحاربة هذا المرض.
فلا يمكن لأي منهم أن يحمل هذه المسؤولية بمفرده وهنا نتوقف وقفه بسيطة ونوجه هذه المقولة الصغيرة بأن ما حصل هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالي للجميع لمعرفة صبر عبده. فكما قيل لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير وإذا فات فقد معه كل خير فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به. فعن أنس رضي الله عنه قال ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله إذا أحب قوما ابتلاهم.فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) فإذا صبر المريض علي مرضه كتب إن شاء الله في ديوان الصابرين فالمؤمن يؤجر في كل أمره .



المشاركة العاطفية للمريض:

دموع … خوف …..قلق …رجاء ….يأس ..انكار للمرض ….الغضب ..الانتظار … الخوف من الغد …الخ. هذه المشاعر ستنتاب المريض خلال رحلة العلاج وتختلف من مريض إلي آخر وقد تمر أسابيع طويلة لا يستطيع المريض التحكم بردود فعله وقد لا يستطيع النوم أو الأكل أو التوقف عن البكاء أو السكوت لأوقات طويلة.



وكل ذلك طبيعي جدا ومنطقي نتيجة للصدمة والخوف من الغد والمستقبل وما ستحمله رحلة المرض لديه من ضغوط نفسيه وعصبيه وجسديه وهنا يظهر أيضا دور العائلة والمقربين في المشاركة المتوازنة ولكن أيضا مع اعتبار ومراعاة بعض النقاط التي لا يمكن تجاهلها وتتلخص في الأتي:



1- إعطاء المريض الأحقية الكاملة في التحدث عن مشاعره في الوقت الذي يراه مناسبا بدون الضغط أوإجباره علي الحديث.

2- الابتعاد عن استخدام الأساليب المباشرة التي تدفعه إلي الغضب للتعبير عن مشاعره بل يمكن ذلك باحتواء المريض وتذكيره بالله سبحانه وتعالي في معظم الأوقات.

3- قد تظهر علي المريض حالات من الغضب والقلق والانفعالات القوية في التعبير عن خوفه وهنا لابد من عدم التعجب وإعطائه الفرصة لإخراج هذه المشاعر المكبوتة .

4-عدم استخدام بعض الكلمات الشائعة التي لن يشعر بها المريض مثل (أنت بخير) أو (أنت لا تعاني من شيئ) فهو يعاني من مرض خطير وهو يعلم ذلك وبهذه الطريقة قد يفقد القدرة علي التعبير عن خوفه وألمه وحزنه وعوضا عن ذلك لابد من مشاركته وإعطائه الأمل بأنه بإذن الله سيتخطي ذلك وتذكيره بالله سبحانه وتعالي..
( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم. )
فان الله خلق عباده ليرحمهم لا ليعذبهم .

5-لابد أن يشعر المريض أن أحبائه من حوله حقيقة وشيئ ثابت لن يتغير فهو قد تغيرت حياته في لحظه بسبب المرض ولابد أن يشعر بوجودهم ومساندتهم في هذا العالم المتغير بشكل مفاجئ بالنسبة له.

6- المريض والعائلة مشتركون في الصدمة وذلك أمر طبيعي جدا وهنا نتذكر إن البشر باختلاف قدراتهم لهم قدره معينه علي تقبل الصدمات وبحاجه إلي وقت للتأقلم علي ذلك
ام وسمي
ام وسمي
ثالثا: عبر عن احتياجاتك كمريض وأوجد الأمل بداخلك


]فترة المرض والعلاج بالنسبة لمريض السرطان تتضمن الكثير من التغييرات التي تطرأ علي المريض وعائلته مسببة لهم بعض الاضطرابات النفسية المختلفة. وهنا لابد عليهم اللجوء إلي الله بالدعاء فبذلك سيجدون الطريق إلي رؤية الأمل في الشفاء ولابد عليهم أن يتذكروا أن هناك الآلاف من البشر يمرون بنفس المرحلة فهم غير وحيدين في ذلك وان هناك طرق لإيجاد الأمل عند المرور بفترات اليأس.
ولابد أن يتبادر إلي أذهان أفراد العائلة أن هذه الضغوط ستشملهم أيضا وهم سيختلفون فيما بينهم في طريقة التعبير عن حزنهم وغضبهم بالنسبة للمريض. فهناك من يغضب. وهناك من يصمت.. الخ. من ينتابه نوبات حادة من البكاء...الخ .

وهنا لابد من وقفة تأمل فهم أمامهم دور اكبر في هذه المرحلة مع المريض فهم من سيدعمونه ويقدمون له المساندة بتخفيف ما يعانيه الآن من ضغوط واضطرابات تتضمن خوفه وقلقه من الغد وما سيتبع ذلك من مسؤوليات خصوصا إذا كان المريض رب عائله (الزوج.الزوجة) ومسئول عن أطفاله.. فهنا القلق يكون عادة أكثر.فلكل شخصية سماتها أو معالمها الرئيسية، والتي تحدد خصائص هذه الشخصية ونقاط ضعفها وقوتها وأيضا مدى مرونتها وقدرتها على التكيف مع الصدمات فمن المعروف أن هناك فروق فردية كبيرة لدي البشر في الاستجابة لنفس الموقف. فالحدث الواحد المعين قد يؤدى بالبعض إلى حالة من الاكتئاب، بينما يؤدى بالبعض الآخر إلى المعاناة من أعراض نفسيه جسميه كالصداع مثلا.


رابعا: كن مدركا لما ستعانيه من اضطرابات نفسيه في مرحلة العلاج:

أهم الاضطرابات النفسية المرتبطة بمرضي السرطان تتمثل في الأتي:

• الاكتئاب Depression.

يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية التي تظهر بعد تشخيص المرض وقد يستمر إلي مرحلة ما بعد العلاج والشفاء والمتابعة ويظهر من خلال المزاج المتقلب جدا للمريض ورفضه للمساندة أو الحديث عن مرضه وخوفه حتى إلي أفراد عائلته.

• اليأس Hopelessness والشعور بالعجز Helplessness

اليأس والشعور بالعجز يظهر بعد الإصابة بالسرطان ويصبح المريض يائسا جدا من هول الصدمة بإصابته بهذا المرض ويشعر بعجزه حني عن التعبير عن ذلك.

• الخوف Fear

مرضي السرطان يعتريهم الخوف لدي سماعهم بالتشخيص ويزداد لديهم الشعور بالرهبة من الموت وذلك لارتباط هذا المرض في الأذهان بالموت فيشعر المريض بأن الحياة قد توقفت لديه بمجرد سماع تشخيصه للمرض وهذا يشمل العائلة أيضا وهو اعتقاد خاطئ ولابد من تصحيح أفكاره بخصوص ذلك والاهم أننا مسلمون ومؤمنون بالقضاء والقدر خيره وشره .

• التشاؤم Pessimism:

يحدث التشاؤم بنسبه عالية لدي مرضي السرطان وذلك من خلال تركيز اهتماماتهم وحصرها على الاحتمالات السلبية للأحداث القادمة ، وتخيل الجانب السلبي في النص (أو السيناريو) ، وهذا التشاؤم أو التوقع السلبي للأحداث قد يثبط عزائمهم ويؤثر بشكل سلبي علي مراحل العلاج.

• القلق Anxiety

" القلق انفعال غير سار ، وشعور مكدر بتهديد متوقع أوهم مقيم وعدم راحة أو استقرار وغالبا ما يتعلق هذا الخوف بالمستقبل والمجهول بالنسبة لمرضي السرطان. ويصاحب القلق عادة أعراض جسمية ونفسية مختلفة كالإحساس بالتوتر الدائم وكالشعور بالخشية والرهبة من الغد وما سيحمله من مفاجآت خلال رحلة العلاج الطويلة . ولابد من الذكر أن القلق يستمر حتى في مرحلة ما بعد الشفاء والمتابعة.

• الصدمة وعدم التصديق Shock and numbness

هو الشعور الطبيعي بعد التشخيص للمريض ولأفراد العائلة ومن الممكن أن تنتابهم حالات ذهول لفترات معينه فهم يشعرون في البدء بأن ما حدث أمر غير واقعي أو بسبب خطأ في التشخيص فيقدمون العديد من التبريرات لأنفسهم لرغبتهم في عدم التصديق مما يجعلهم غير قادرين علي التفكير وذلك بسبب الخوف من المرض والعلاج.

• عدم القدرة علي التفكير mental slowness

بعد التشخيص يصبح المريض غير قادر علي الفهم ولا يمكنه استيعاب المعلومات التي يستقبلها ممن حوله سواء الطبيب المعالج أو أفراد العائلة وذلك يشمل الجميع باختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية وهو شعور طبيعي جدا.

• رفض المرض وإنكاره Renounce

بعض المرضي يتعاملون مع المرض بإنكار وجوده أصلا ويرفضون التحدث عنه مع الآخرين وبعد التشخيص مباشره يشعرون بالرفض بشكل كبير للاعتقاد بأنه خطأ في التشخيص أو خطأ في نتائج الفحص... وقد يستمر هذا الاحساس بالرفض حتي اثناء بدء العلاج.

• الغضــب Anger

بعد التشخيص يشعر بعض المرضي بموجات من الغضب موجهه نحو الطاقم الطبي أو بعض أفراد العائلة خصوصا عند تلقي الخبر والشخص الغاضب لا يمكننا لومه بل لابد من تفهم الوضع النفسي الحالي له واعتبار أن هذا الغضب موجه إلي المرض وليس إلي الأشخاص وسيزول بمرور الوقت.

وهناك أيضا العديد من المشاعر المختلفة ومنها:

• الحزن Sadness

• الإحساس بالذنب. Guilt

• لوم النفس Blame

• الشعور بالخزي

• الانطواء والعزلة



السرطان هو داء ارتبط اسمه مع اسم الموت حتى صار يضاهيه رهبة و فزعاً و صار كل من يسمع بِاسمه يشعر بالخوف والحزن والأسى لذلك هذه الاضطرابات النفسية متوقع حدوثها جدا بالنسبة للمريض وحني أفراد أسرته لكن مع وجود الأمل والإيمان بالله والقضاء والقدر ووجود العلاج يفتح أبوابا جديدة للشفاء ومحاربة نمو وانتشار المرض في الجسم المصاب.

ولقد اعتاد المحيطون بالمريض على تجاهل الكلام مع المريض عن المرض أو توابعه مثل العلاج أو الخوف من المرض أو القلق، وهذا خطأ حيث أن الكلام بالعادة يريح المريض نفسياً..


يتبع