حيث عانقنا حلماً ..

الأدب النبطي والفصيح





أركض والحلم من خلفي يتبعني ..

بجنون النهر الذي حملني على أكتافه ..

وخصلات شعر تتطاير كما روحي ..

انفاس نفثتها فاختلطت بعبير المطر ..

سماء مكسوة برداء رمادي ..

لتغسل خضرة الأرض والروح من تحت قدميها ..

على عتبة حلم أنحني كل مساء ..

وأجفاني تقبلان بعضهما بحرارة اللقاء الذي جمعهما ..

وما صباحي ..

ذاته هو من يمطرني القُبَل حين أستيقظ على عطره ..

فأرتعش خجلاً منه .. وأملاً به ..

وبلقاءات مكررة ..

أو حتى اشتهاء قُبْلة أخرى تحتوي كلي ..

وجهك المنبثق من بين الرماديات التي خبأتك عني ذات لحظة ..

تكشف ردائها عن بياض وجهك كشمس دافئة ..

لأتساقط عند قدميْ روحك شوقاً .. فرحاً .. وعناقاً ..

وكـأن اللحظة هنا عمراً دونك ..
أتطاير فرحاً ..
والروح تسكر من فرط السعادة ..
كطفلة أهداها القدر دمية كانت تعيش بين أحلامها ..

ياعمراً صادفني حين تيه ..

أتيتني كالمدثر لعمري المسلوب ..

يانبضاً أسكرني دفئه ..

بزمن تساقط الثلج على نبضي ..

وتساقط العمر مني بحزن ..

كحيارى الليل أبحثك بإختصارات الطرق ..

وأهتدي بنجومها ..

هنا .. ؟؟
هناك .. ؟؟
أم بين نبض ذات يوم عانقك ..

ومازال ..!!

فكيف لا أرتبك حين أقرأني في عينيك بعد عهد غياب .. وأجدني بعمقك ..؟؟

وكيف لغصّة تلعثم الحرف والكلمات على شفتيّ .. وتبعثر كلي معها .. لتلملمني أنت براحتيك ..؟؟

وكيف لا تسري الهزة بأعماقي وكأن النظرة لأول مرة تلتقيان ..؟؟

بالله عليك أجبني ..

وأنت الملاذ لروحي ..

والفرح لعمري ..

بالله عليك ..

كيف لنا الحُبو ممسكين بأيدينا ..
ومتشبثين بأطراف قلبنا .. كما الصغار ..

والحزن تجذرنا بعمر اغترابنا ..

على بياض الورق أسكب عمري البالي ..

و ألطخ بياضه ..

فيمر بي الخوف ليسكنني أخرى ..

ويستعمرني أخريات لاحتمال فراق ..

الخوف من قدر ماتركنا دون هِبات ..

ورؤوسنا منكسرة لها طوعا ..

فأزفر شهقات فقدي إليك ..
وإحتياجي ..
وبإمتداد الوجع أنتظرك ..

وأنتظر ..

وأنتظر ..

والزمن يمر ببطء أمقته ..

وأمقت معه حظي العاثر ..

وأمقت الطرقات الخاوية إلا من طيفك ..

أبحث بصيص أمل بين أغبرة العمر ..

وبعض وفاء لقلب يمارس الاحتضار ..




نهى خالد
لندن / رحلة البوت بنهر التايمز
24 شعبان 1429هـ
2,40 ظهرا
2
548

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مناير العز
مناير العز
خاطرة جميلة وكلمات رائعة

استمتعت بقرائتها
صمت الحب**
صمت الحب**
عزيزتي نهى..

أيّ حُلم تعانقين؟؟
أخاله يشبه حلماً لي...

شكراً لكِ استمتعت كثيراً