المتميزة

المتميزة @almtmyz

عضوة جديدة

( خاتمة قصة ) ... :: قصة قصيرة ::

الأدب النبطي والفصيح

حسنا أيها الخونة .. فلأرمي برؤوسكم إلى الجحيم.. لقد خنتم دينكم و نسيتموه .. والآن هأناأتقرب إلى الله بدمائكم .." وأخرجت فاطمة مسدس زوجها الذي أنظم إلى صفوف المجاهدين مؤخرا .. لامس إصبعها الزناد وهي ترقب مجموعة من الخونة يهرولون باتجاه مركز روسي مؤقت في بلدتها المنكوبة ليبلغوا عن مكان مجموعة من المجاهدين تتحرك بالجوار .. " حسنا هاهم يمرون أمام بيتي .. أيها الذئاب .. لم نعد غنما .. لقد حانت نهايتكم الآن .. وداعا.. " وانطلقت أربع رصاصات لتستقر في بغيتها وتحرق أحشاء الخيانة .. لقد كانت تلك الرصاصات مفتاح الفرج لإنقاذ قريتها من كلاب الروس .."

( هاه .. ما رأيك ؟؟ هذه هي نهاية القصة ..)
نطقت بهذه الجملة و أنا أنظر إليه نظرة مستفهمة .. اعتدل في جلسته .. " القصة رائعة .. ولكن !!" .. كان يريدني أن أقول ..( ولكن ماذا ) فقلتها .. ابتسم " النهاية تحتاج إلى تعديل .. فامرأة تقوم بقتل ثلاثة رجال دفعة واحدة " ..
قاطعته ( أربعة رجال ) ..
" أيضا هناك رابع .. حسنا نهايتك خيالية قليلا .."
( مالعمل إذا ؟) ..
" انتظر دعني أفكر " .. جلست أتأمل هذا الرجل الذي أتم عقده الثالث .. عندما أراه أتذكر مقولة أبي " تأكد يا بني أن الناجح قبل أن يكون ناجحا كان منظما .. أبدا لا نجاح بلا نظام " .. أذكر أنني عندما دخلت بيتهم لأتعلم على يديه مبادئ الكومبيوتر كان لا يريدني أن أحرك ورقة من مكانها .. جهازه لا يزال مظهره جديدا رغم مرور سبع سنوات على شرائه .. عندما كان في الجامعة حصل على مركز الطالب المثالي لثلاث سنوات على التوالي… ياه .. ياله من إنسان منظم …
تكلم أخيرا " أحمد كما قلت لك .. قصتك جيدة ولكن خاتمتها .. لو جعلت هذه المرأة تذهب لطلب النجدة مثلا .. أو تذهب و تخبر المجاهدين بفعل هؤلاء الخونة لكان أفضل .. طبعا تقوم بحبك هذا الدور بأسلوبك المميز .. كما أنك حشرت أحداثا كثيرة في خاتمة قصتك حتى غدت قصة قصيرة لوحدها .. هذا هو رأيي "
( شكرا لك.. أرجو ألا أكون قد أزعجتك )
" أبدا .. أتمنى لك حظا طيبا .. وفقك الله "
( وإياك .. أراك قريبا إن شاء الله .. السلام عليكم )
" وعليكم السلام .."
خرجت من داره وأنا غير مقتنع .. إنه يريد النظام حتى في أحداث القصة .. يجب أن أسأل شخصا آخر .. إنها المسابقة الكبرى التي تعلنها الجريدة كل ثلاثة أعوام .. ينبغي ألا أفرط فيها ..
* * * * *
دخلت البيت .. " هيه .. أحمد أين تذهب ؟ ألا تريد أن تسلم على ابن خالك "
أوه إنه رائد ابن خالي .. هذا الفتى .. رمز الطيبة والمرح .. قلت له وأنا أمد يدي لأصافحه ( ما هذا الغبار يارائد .. منذ زمن لم أرك )
" أنا دائم الإتيان إلى بيتكم لكنني لا أراك أيها الهلال " ..
( لماذا لا أكون بدرا ؟؟) ..
"لأن بدر هو أخاك " ..
( هاها.. يبدو أنك تنتظر أحدا ) ..
" لقد تأخر أخوك بدر .. ذهب ليحضر كوبي ماء ويبدو أنه يقوم الآن باقتلاع خزانكم " ..
سألته..( ماهو مشروعكم اليوم ؟؟) ..
" سنذهب لنتدرب على الكاراتيه .. لقد اشتركنا أنا وبدر في أحد المراكز " ..
( حقا … إذن قبل أن تكون أحد ضحايا التدريب سأريك قصة أريد رأيك فيها ) ..
" حسنا يا أجاثا كرستي .. أرني إياها " .. اشمئزاز أصابني حينما نطق بهذه الجملة .. ولكن .. لقد تم رمي النرد ولا مفر من رؤيته للقصة ..
" واو .. إن قلمك هادئ جدا .. اسمع يا أحمد نهاية القصة لا تعجبني .." ثم حرك يديه بانفعاليه وقال " أنا أحب القصص التي تحتوي على إثارة ؛ مغامرة " أكشن ".. لو جعلت المرأة مثلا تقتل قبل أن تقوم بما تريد ثم يقوم قومها باكتشاف هؤلاء الخونة الذين قتلوها ثم يقتلونهم ..أنها نهاية رائعة ..أليس كذلك .. هيه .. هل أنت معي أم مع الأسف ؟! "
( لا .. لا .. هاها .. أنا معك ) يبدو أنه متأثر بقصص أجاثا أكثر من اللازم .. دخل بدر وبيده كوب ماء .. هتف رائد " هل أنت بدر ؟! أرني وجهك هل غيرته السنين .. ماهذا أيها الظالم ربع ساعة من أجل كوب ماء .. لماذا لم تدعنا لحفر البئر معك .. ثم إني طلبت كوبين .. "
رد بدر ( اقفل فمك .. لا أريدك أن تملأ بطنك بالمياه ونحن ذاهبون للتدريب .. لقد تأخرنا عن موعدنا .. سأذهب لأفتح السيارة .. ) لا أعرف كيف ينسجم هذان المخلوقان مع بعضهما .. ودعني رائد وهو يقوم من مقعده وقد أسرع ليلحق ببدر .. أمسكت رأسي بيدي وكأنني مصاب بحالة عصبية .. نطقت بإصرار .. يجب أن أفوز .. يجب ذلك .. أنها فرصتي لأثبت لجميع من حولي و على رأسهم أبي بأن قلمي يستحق أن يجعل في الصدارة ..
**********************

أتلفت إلى الآن عشرة أوراق أكتب فيها نهاية للقصة ثم أتراجع عنها لأمزقها ....
دخل أخي محمد الغرفة وهو يرى أكوام الورق .. نظر نظرة جوفاء ثم نطق وهو يشير لأكوام الورق .. " ما هذا ؟! " ..
( أظن أنك لست بأعمى .. ) .
." حسنا يا عزيزي .. أنا لست أعمى .. كما أنك لست بلا يدين كذلك .. فلترمها في سلة المهملات التي بجانبك " ..
( أوه من الذي يتحدث ؟! أعد على مسمعي ما قلت لو سمحت .. أنت يا محمد آخر من يتكلم عن النظافة والترتيب .. انظر إلى سريرك .. أنا لا أدري لماذا أصرت أمي أن تجعلك معي في نفس الغرفة )
" لكي أخفف من حدة طيشك " ..
( عفوا .. هل تتكلم عن نفسك ؟!) ..
انفجر محمد بالضحك وهو يشير إلي بطريقة هستيرية .. يا الهي .. ماذا فعلت ؟! لقد قمت بكسر القلم أثناء حديثي معه لينسكب الحبر على يدي وثوبي ويلطخ جزء من وجهي .. نظرت إليه بذعر ..( محمد سيأذن المغرب الآن .. كيف سيبدو شكلي وأنا ذاهب للمسجد ) ..
" يبدو أن الأمور قد اختلطت عليك فما عدت تفكر ..بقي ساعة على الآذان .. " رأيت الساعة .. حقا بقي ستون دقيقة على آذان المغرب .. هرولت مسرعا إلى المغسلة .. فعلت ما بوسعي .. بقي آثار حبر خفيف ..
" قصة مدهشة !! "
( أية قصة ؟)
" هذه التي على مكتبك .. لقد قرأتها أثناء ذهابك للحمام .. إنها جيدة إلا من عيب صغير فيها .. "
( لا تقل نهايتها )
نظر إلي باندهاش " كيف عرفت ؟! "
قلت بإحباط ( لقد قرأها قبلك اثنان و كلاهما نقد النهاية .. حسنا هل عندك نهاية جيدة لها ؟؟ )
" نعم .. اكتبها بطريقة غير معتادة ؛ اجعلها مفاجأة غير متوقعة تدهش القارئ تماما .. مثلا لو تجعل هذه المرأة تستيقظ لتجد ما رأته حلما فقط و تكون قصتها الحقيقية مختلفة عن الحلم "
( هل اكتب قصة مبكية تحكي واقع المسلمين و أتعب غليها لتكون في النهاية حلم .. لا شيء غير الحلم )
" و لكنها ستكون قصة ممتعة .. صدقني "
( لا شكرا لا أعتقد أنني سأجعلها كابوس )
" أحمد لا تستهزئ .. أنت طلبت رأيي "
( لقد قلت لك شكرا )
" أصلا .. أنا المخطئ منذ البداية أن ضيعت وقتي مع أناس لا يستحقون "
( سأدع ك الغرفة و أذهب .. فأنا لا أستطيع أن أكتب جيدا و أنت هنا بجانبي ) أمسكت بالدفتر و قمت من مقعدي ..
" إلى اللقاء يا منفلوطي زمانه " قال أخي ..
تركته و أنا مزمع الذهاب إلى مكان تطيب فيه نفسي و يهدأ فيه فكري .. إنها الحديقة التي بجانب مسجدنا لا سيما أن وقت الصلاة قريب .. جلست على أحد المقاعد .. وضعت الدفتر بجانبي و بقيت أتأمل الخضرة و أنا أتمتم بأذكار المساء ..
" السلام عليكم "
رددت كمن شاهد شخصا لم يه منذ زمن ( و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. أبا أسامه .. أين أنت يا رجل .. منذ متى لم نرك ؟؟ )
ابتسم و هو يهم بالجلوس بجانبي .. " إنها الدنيا .. تجعلنا نلهث وراءها ثم نقف قليلا لنكتشف أن ما لهثنا وراءه سراب .. إنها الغفلة تضرب في قلوبنا .. إيه .. دعنا من الدنيا و فتنتها .. و حدثني عن أخبارك .. لقد رأيتك و أنا أهم بدخول المسجد .. فأتيت لأسلم عليك "

( جزاك الله خيرا .. كيف حالك أنت .. وما أخبار عملك في المنتدى الإسلامي؟ )
" الحمدلله بخير ".. ثم نظر إلى الدفتر وهتف " ما شاء الله أتدرس ترما صيفيا ؟! ما أحسن استغلالك لوقتك "
اظطررت هنا وفي هذه اللحظة أن أشركه في مأساتي .. مأساة خاتمة القصة ..
( أنها كما تعلم مسابقة كبرى .. وأود الفوز فيها .. هل تريد قراءتها .. تفضل)
أخذ الدفتر في هدوء ووضعه جانبا وقال " استمع إلي جيدا يا أحمد .. كل إنسان في هذه الحياة لديه أسلوب في التفكير يختلف عن الآخرين .. أنا تفكيري مثلا يختلف عن طريقة تفكير والدك ووالدي .. يختلف عن طريقة تفكير إمام المسجد ..يختلف كذلك عن طريقة تفكيرك .. لذلك يجب أن تعيش قالبك أنت .. تحدث بتفكيرك أنت .. أنت كيان مستقل ليس لأي إنسان آخر سلطة عليك .. قد تكون لنا نفس الأفكار لكن تعبيرك عنها سيختلف عن تعبيري أنا .. لأن لكل إنسان طريقة .. عندما تكتب موضوعا ما .. تكتبه ويدك تترجم مشاعرك أنت .. وتأثرك أنت فقط .. وصدقني أي تقمص لشخصية غيرك سيسبب ضعفا في القصة .. لا تحاول إرضاء جميع الناس .. تأكد أن هناك من لن تعجبه قصتك .. إنها ليست مشكلتك .. إنها مشكلته هو .. . اكتب بما تفكر به وتعتقد أنه الأصلح ولا تدع أيادي الغير تشوه ما صنعته .. أحمد .. لن اقرأ قصتك الآن .. أحب أن اقرأها وهي منشورة في الجريدة .. مادمت تود أن تفوز فأنت ستفوز حتما بإذن الله " هنا توقف عن الحديث .. رددنا مع المؤذن آذانه .. شد على يدي مصافحا أحسست أن شعلة من الإيمان تنبثق من وجهه الوضيء .. شكرته جدا على حديثه .. نظر إلي نظرة عتاب وقال " نود أن نرى أدبك يزين منتدانا .. إن عالمنا الإسلامي لا زال بحاجة إلى من يعيشون مآسيه ويترجمون ألمهم شيئا يلهب الأمة حماسا .. وعزما .. أننا محتاجون لأدباء مثلك .. أرجوك لا تبخل علينا بهذه الموهبة .. هيا بنا ستقام الصلاة عما قليل " لم يترك لي ولا فرصة واحدة لأرد على إطرائه .. أنا أديب !!.. أول مرة أسمعها في حياتي .. ما أروع هذا الرجل .. ما قابل أحدا إلا وزرع فيه بذرا .. وملأ قلبه حبا ..

ليلتي تلك اعتصمت في غرفتي .. محمد استحال شخيره إلى موسيقى رقيقة تداعب أذناي .. لقد أرسلت القصة وطويت صفحتها في سجل النسيان …

***************
رن هاتفي الجوال .. رقم غريب .. من هذا ؟! .. ( نعم .. وعليكم السلام .. الحمدلله بخير !..أهلا أبا أسامه كيف حالك .. نحن في مكة .. اعتمرنا يوم أمس .. لا ؛ الحمدلله الطواف والسعي خفيفان ... لا تنعتني بالأديب بالله عليك .. جريدة الأمس !! لا لم نقرأها ... أوه لقد نسيت موعد نشر نتائج المسابقة الكبرى .. لالم أقرأها … أرجوك أخبرني يا أبا أسامه ... لك الحمد يا ربي لك الحمد والشكر ...... بارك الله فيك وكثر من أمثالك .... شكرا ألف شكر لك وجزاك الله خيرا … هاها حسنا حسنا أبشر بطبق من الحلوى التي تحبها ألا تكفي .. حسنا إلى اللقاء .. وعليكم السلام ) .. أغلقت الهاتف .. سجدت لله شكرا .. رفعت رأسي كان أبي ممسكا بالجريدة أمامي والدموع تترقرق في عينيه " بني مبارك فوزك بالمركز الثاني .. بني .. كم أنا فخور بك " ثم ضمني إليه بقوة .. لتتعانق سلاسل دموعنا... إنها اللحظة التي لا يمكن أن أنساها ما حييت ..
14
11K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الأسيرة
الأسيرة
مرحبا بأختي المتميزة
مشاركة رائعة ومفيدة نتعلم منها النظام الذي نستطيع من خلالة أن نكون ناجحين في حياتنا بشكل عام وكذلك الأرادة والعزم والأصرار يولد النجاح في حياتنا ولكن لاننسى شكر الله وحمده في كل وقت ..........
تقبلي تحياتي
المتميزة
المتميزة
السلام عليك .. أختي الأسيرة ..
أشكرك جدا على كلماتك ...
و كم هو رائع أن نجد من هم مثلك يستخلصون الفائدة من جميع ما قرأوه ... و كم أنا سعيدة حينما أفيد غيري .. بأي شيء كان ...

تحياتي لك .. و جزاك الله خيرا ..

أختك المحبة / المتميزة ..
بحور 217
بحور 217
بعض الجواهر في واحتنا لم تنل حظا من الاهتمام ..

ولم ننل منها حظا ..


للـــــــــرفــــــــــــــع
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
جئت لألتقط اللؤلؤة التي رفعتها

موجة من بحور الأدب

بورك في الكاتب والرافع
المتميزة
المتميزة
أختي بحور ...
لا ادري أين سأخبئ إحمرار وجنتي الآن من كرمك الكبير ...
رفع الله درجتك ...
حضورك له حجم بحر لا تصل لنهايته النوارس ...
تقبلي تحية تليق بمرورك ..


أختي أحلام اليقظة ..
أيتها البهية .. دوما سأتذكر بأنك صافحتي خربشتي هذه ..
هل بجانبك نافذة ؟؟ .. أخرجي رأسك أنظري إلى أعلى .. لك تحية بحجم هذه السماء الكبيرة ...
دمتِ مضيئة ..