يوميات مديرة 20 (( وأطلقوا علي النار ..))

الأدب النبطي والفصيح

أطلقوا علي النار
-----------------
اقتحموا مكتبي ذات صباح والجو خارجا متلبدا بالغيوم وصوت الرعد يقرع آذاننا , منعوا دخول البرق من نافذتي , أسدلوا ستارا قاتما على مرمى نظري وصوبوا نحوي أسلحتهم النارية !!
اقتادوني ضمن إطار محدد وأرغموا روحي على الإرتجاف أمام مفاجأتهم لي . لم أستطع الكلام ولا الصراخ ولا الهمس ولا الحركة . فوضى في تململي , فوضى في تحركي فوضى حتى في صمتى فقد كانوا يعبثون بذاكرتي الملقاة هنا وهناك على مكتبي ويخنقون مني حسن المواجهة .
وعيونهم النارية من على القرب بأسلحتهم المصوبة رأسا إلى قلبي أثارت خطا أحمر قاتم الإيحاء بنهاية وشيكة فقد حان وقت مقتلي !!
--- حان وقت مقتلك . هكذا أفصحوا !!
كنت أظن أن العبارات هي المخنوقة في داخلي وإذا بها روحي , لم أستطع إلا أن أنظر أمامي للورق المتناثر حيث كان يوما فيه إمضاءات ومعان قريبة تظهر باستفهام , أو تظهر بإجابات ولكنها كانت واضحة ليس كما أراه أمامي الآن
وشعل مضطرمة من أنفاسهم المتلاحقة تتسارع كالبرق المحبوس خارجا
أما الرعد فكان داخلي وما يسمعه إلا أنا فغضب جبان يعلي وتيرته ولكنه خمد فجأة لأرى أحدهم وقد قرب سلاحه من رأسي وكاد أن يضغط على الزناد ولكنه تراجع قائلا
-- ألا تريدين أن تدافعي عن نفسك أو ان تقولي شيئا ؟
-- وبعد أن جررت أنفاسي فخرجت كأنها جمر يحرق فيفني كل محاولة للكلام تلعثمتَ بعبارات قائلة :
-- وهل سيفيد كلامي ؟؟هل ستثنيكم عن قتلي ؟؟
وبهزة نافية من رأسه حركت بقية من شجاعة لدي قلت:
-- فقط لم ؟؟ ومن ... يريد قتلي ؟؟
-- أجابني وكأنه مارد أسطوري خرج ليقول لي ابقي في شطآن زمنك لا تتعدي مسافاتك وإلا... !!!
لم يحمل معه إلا نار زمن طاغ يندفع قبالتي ليحرر من روحي الشجاعة المقيدة أواخر أمل ..
قال : وتحدث باسم الجميع
-- سنقتلك , سنحرق آخر مركب في بحرك , سنخمد انفاسا زهرية زرعتها هنا وهناك , سنجعل من اسمك ألف حرف وحرف نضعها في أثير مغادر لكون بعيـد لا تطاله يدك , سنجعل منك شوكة كلما أراد أحد مسكك حتى يدمى , سنحيلك إلى سيل أزلي لا يتوقف تجرفين معه أوحالا تغرقين فيها , سنقتلك مائة مرة بل ألفا بل أكثر فما عاد لنا مكان في قلبك ولا نفسك هجرتنا منذ مدة وتريدين الآن أن تؤلبي علينا الباقين
تريدين أن تضعي قلوبا تتحدانا
تريدين أن تشرق شمس عليهم مليئة بالحب والخير

لن نتركك
ولن نرحمك
سنطلق عليك نيرانا من كل اتجاه تلهيك عن فعلتك حتى لا تعرفين من أين تأتي الضربة , سنكون قوة ماحقة لا ظلا فيها بل لا أرض
لأننا لا نريد أن نرى غرسا ينشد بهجة على الدنيا
لا نريد أن نرى نضرة تفيض على كون
لا نريد تغريد أطفال هنا في مدرستك , لا نريد أقحواناتك بظلالها وطيبها على مصلاك
ولن يمنعك إلا القتل
ستموتين بنيراننا
تلك لم ؟

أما من ؟؟
فلا بد وأنك عرفتنا
لديك فرصة واحدة للنجاة
إن أردت

فاركعي على رجليك
واطلبي منا الرحمة
فقد ..
لم يكمل فقد هبت عاصفة خارجا وداخلا منعته وحررتني من الصمت

وسمعت صوت نيران فتحت ولم أتبين شيئا إلا أن هناك إطلاق لنار باتجاهي
و كان هناك شيء ما تبينته من بين شعل مضطرمة
رأيتني أخرج من صدري كلمات أنثرها متأججة تحاكي هذه النيران
وعلمت أنهم لن يستطيعوا قتلي حتى وإن أطلقوا علي النار ,لأنني أمسكت بصور كانت متناثرة على مكتبي تحمل إمضاءات من زمن قريب ومعان وإجابات لاستفهامات غضة
فتحت الأبواب وأدخلت الرعد والبرق لمكتبي وأغرق تواجدهم وابل غيوم كانت محبوسة
و صنعت من تراكيبي لغة أقوى للرد
إن حاولوا
أن يطلقوا علي النار مرة ثانية ....
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
لاتبكيني ياصباحنا.....

ترى ماذا أقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صباح الضامن
صباح الضامن
كفكفي دمعك الغالي واقرأيني مرة أخرى
فستجدين ما ستقولين
لا تضنيه علي فأنت من تجودين
عطاء
عطاء
همهماتي وهمساتي لك ِ هذا اليوم تعاني تعثراً...واضطرابا!!

كلما حاولتُ أن أعطي لخيالي الإذن في الإبحار والغوص خلال معانيك الثائرة

والنازفة..أدركتُ أنه لاطاقة لي بذلك..فالمعاني تتولد وتفيض كعينٍ معين

تسقي و تسقي كل واردٍ لها...وأنا أقف عاجزة..

المعاني الحزينة تتفجر..حمماً فتلتصق بقلوبنا...ترى أي أثرٍ تترك!!؟؟

صباحنا....

وهل يصحّ في الأذهان شيئ..........إذا احتاج النهار إلى دليل

من ذا الذي يحجب نور الصباح؟؟

من ذا الذي يريد قتله؟؟؟

أتراه يستطيع؟؟؟

أترانا نمكنهُ من ذلك؟؟!!

أترانا نتآمر معه على خنق صباحنا وإزهاقه؟؟

أبعد أن اخضرت ربانا...!!

أبعد أن أينعت ثمارنا!!

أبعد أن أصبحت أرواحنا ندية..!!

لو قتل الصباح .........لقتلنا...ولو أحرقت سفننا التي ترسو على شطئانه...لصنعنا سفناً

من أرواحنا...تقول للصباح ...لابأس عليك!!سنبحر في بحرك..أنت منا ونحن منك..

لو تلبد الجو بالغيوم...لوأن البرق كاد أن يصعق ...فيحرق...لو أن جلجلة الرعد

كادت تزهق ...لاعليك...فإن سماء الخير والوفاء والمحبة الخالصة ستمطر

لتطفيء لهيب القلوب المحترقة ...

انظري أيتها الصباح هناك..بعيداً ...

إنها سفننا الواقفة على شطئانك...تؤذن بالإبحار...عبر بحورك الزاخرة

سأعود مرة أخرى فلم أفرغ...وإلى ذلك الوقت ..سلامي المعطر إلى روحك الندية
نــــور
نــــور
: .
عجزت عني لغة الفهم مرارآ
واقتادتني الحيرة لسراديب بعيدة مظلمة موحشة مجهولة الزمان و المكان و الأشخاص
سيطر الرعب علي للحظات وانتابتني رغبة في البكاء
إلا أنني لم أستسلم فقرأت وقرأت
مازال السرداب طويلآ و الطريق موحشة
اختطفتني عصابة متوحشة من الظنون التي لا ترحم
وكدت أستسلم لها
لولا أن أشع الصباح لي وهمس لي بالقراءة مرة أخرى
لقد أنقذني من حيرتي وليست هي المرة الأولى التي يفعل
لا غرابة
إنه الصباح
وأي صباح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عزيزتي
لن يقتلوك أبدآ
لن يحرقوا كلماتك
لن يسكتوا النور المشع في أعماقك
بعد أن تسلل للجميع
فترك على وجوههم مسحات مشرقة من نور الصباح
بسلاح أو بغيره
لن يمنعوا ( نور الصباح )
لن يمنعوه .
نــــور
نــــور
إلى من قالت .......
قد لا يكون قلمي قادرا على أن يعطي دائما مايرومه الجميــــــــــع
وقد يخطيء القلم في تطويـــــــع حروفــــــــــــه
وقد تطرأعلى عباراتي ألف علامة إستفهام ؟؟
ولكنه سيحاول أن يكون مرشدا لتائه
أو سلوانا لحزين
أو مصوبا لطالب تصويب
أو معينا لمبدع
أو رفيقا لدرب
وقد يكون مرآة لكلمات كتبت في صدور ولم تفصح عن نفسها

وقد يكون كل هذا وذاك
ولكـــــــــــــــــــن الهدف
أن يكون في خدمة الله ....
فإن قصرت فهو مني
وإن نجحت فمن اللـــــــــــــه
وليعني القادر
على هذا التكليف




وقالت ...
سيبقى صوتي عاليآ يدور في أفلاك من يأبى
سيبقى أتون ناري به جذوات لكل من ينشد احتراق تخاذل
سيكون منبري هنا
وهناك
وفي كل مكان
لن يستطيع أحد أن يمنعني من أن أتنفس
أن أنفث ................
لن تنالوا مني الآن
حصنت نفسي ضدكم
لملمت جراحي السابقة صنعت منها أوسمة لروحي المشتعلة
حتى لا ننسى
وقبل أن آخذ معي اشتعالي سأترك لكم ضوؤه
فكلما خبت دنيانا انظروا هنا
وذكروني إن حاول أحد سكب ماءه البارد على غضبي



سيبقى العبق من كلماتك معطرآ لأعماقنا
دمت لنا