أثبـــاج

أثبـــاج @athbag

عضوة شرف عالم حواء

أصدق حوار قرأته في حيــــــــــــــــــــاتي

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم



خلوت بنفسي ساعه ،اسمع منها وأجيبها ،ودار بيني وبينها هذا الحوار ...

قالت نفسي :أنت دائما تتهمني وتحرمني ماأريد ، فلماذا لاتتهاون معي قليلاً ،وأعدك بأنني لن آمرك بشيءٍ يضرك..
قلــــت لهــا:هذه مخادعه ، ولو تهاونت معك ،فإنك لن تكفي عن الامر بالسوء ،وتزيين المعاصي في عيني ،وحثي على إرتكابها فالشرور التي تصيبني هي منك ..

قالت نفسي :أخبرني كيف تستطيع تغييري عما جبلت عليه ؟
قلــــت لهــا:إن أعظم صفاتك هما الجهل والظلم ،ومنها يصدر كل فعل قبيح ،وبمعونة الله تعالى أستطيع أن أخرجك عن صفة الجهل بالعلم النافع وعن صفة الظلم بالعمل الصالح ..

قالت نفسي :الله تعالى وصف النفس بثلاثة أوصاف :النفس الأمارة بالسوء ،والنفس اللوامه ،والنفس المطمئنه ،فلماذا تعاملني باعتبار النفس الامارة بالسوء فقط..
قلــــت لهــا:النفس واحدة باعتبار ذاتها، ثلاثه باعتبار صفاتها، فان كانت تزين المعاصي وتامر بالسوء فهي امارة بالسوء ،وان كانت لاتحث الا على الطاعات فهي المطمئنه،وان كانت تأمر بالشيء ثم تلوم عليه فهي اللوامه ،وانت يانفسي لاتكفي عن أمري بالسوء فكيف أعاملك معاملة النفس المطمئنه وذالك شأنك معي..

قالت نفسي :أنت دائما تهول الامور ،والايمان لايعدو كونه عملاً قلبياً ،فما دام قلبك مطمئناً بالإيمان فلماذا كل هذا الخوف ؟؟
قلــــت لهــا:يانفس هذا إيمان المرجئه الذين يقولون :ان الايمان مجرد التصديق وان الاعمال ليست من الايمان ،اما أهل الحق أهل السنه والجماعه فيقولون الايمان هو :
*اعتقاد بالقلب .
*وقول بالسان .
*وعمل بالجوارح.
كيف تهونين علي الذنوب والمعاصي وتقولين انها لاتضر مادام الايمان بالقلب !!يالك من نفس سيئه..

قالت نفسي :ولكن أنسيت ان الله غفور رحيم وأن رحمته سبحانه وسعت كل شيء؟؟
قلــــت لهــا:انني لم انسى ذالك ،ولكنني لاآخذ نصا وأدع بقية النصوص كما تفعلين انت ،بل اعمل بكل نصوص الكتاب والسنه حتى لاأقع في الضلال فالله تعالى غفور رحيم ،وكذالك هو شديد العقاب ، ثم أفرضي يانفس ان الله عفا عني ، اليس قد فاتني ثواب المحسنين والدرجات العليا والمنازل الرفيعه في الجنه ..

قالت نفسي :هذا سوء ظن منك بربك والله تعالى يقول في الحديث القدسي (أنا عند حسن ظن عبدي بي )ولو كنت حسن الظن بالله لتيقنت الرحمه والمغفرة والعفو عن السيئات..
قلــــت لهــا:ماذا تعرفين انت عن حسن الظن بالله ؟إن حسن الظن بالله لايكون الا مع حسن العمل ،فإن المحسن في عمله حسن الظن بربه ،فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز وجهل وضلال ..

قالت نفسي :وما الذي يستفيده ربنا من عذابنا في الاخرة ان الله غني عن ذالك فالمغفرة لاتنقصه شيئا والعقوبه لاتزيد في ملكه شيء حتى يعذبنا ؟؟
قلــــت لهــا:وهذا ايضا وهم فاسد يبطل جميع نصوص الوعيد ويجعلها للتهديد فقط كما قال الملاحدة الذين ماتو على الكفر بحجة ان العقوبه لاتزيد في ملكه شيئا .قال تعالى (فريق في الجنه وفريق في السعير )..

قالت نفسي :لقد جاء الوعيد في شأن أصحاب الكبائر من كالزنى والسرقه واللواط والكذب وشرب الخمر والسحر والقتل والشرك وغير ذالك اما الصغائر فالامر هيّن ولا يحتاج الى كل هذا الخوف ..
قلــــت لهــا:لاصغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار كما قال ابن العباس رضي الله وعنه ولا تنضري الى صغر الذنب ولكن انضري الى من عصيت ،وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ...)فالاستهانه بالصغائر تؤدي الى الكبائر ..

قالت نفسي :ولكن الا تعلم (إن الحسنات يذهبن السيئات) كما قال تعالى ،وكما قال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم (وأتبع السيئة الحسنه تمحُها)..
قلــــت لهــا:إنك تدورين في دائرة مغلقه وهي التعلق بالنصوص والاعتماد عليها وجعلها سلما لتبرير ماتقعين فيه من أخطاء ومخالفات ،فلايوجد نص يأمر بالمعصيه ويقول :أعصو ربكم واتكلو على العفو والمغفرة ،بل هناك مئات من النصوص تحذر من المعاصي والعصيان، ثم ان الادله التي ذكرتيها ثم ان الادله التي ذكرتيها هي تكفير للصغائر دون الكبائر فالله تعالى يقول (وإقم الصلاة طرفي النهاروزُلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئاتذالك ذكرى للذاكرين )،هذا هو الفهم الصحيح للنصوص لا كما تفهمين انت ..

قالت نفسي :وما ذنبي ان قدر الله علي ارتكاب الذنوب ،انني مجبرة على ذالك ،ولا أستطيع التخلص مما قدرة الله عليّ ، فلو شاء الله مني الطاعة لأطعت ،ولو شاء مني المعصية لعصيت!..
قلــــت لهــا:الآن تكشفت حقيقتك ،وأخرجت مابداخلك ،وأحتججتِ بما احتجّ به المشركون كما قال تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله مآأشركنا ولآءابآؤنا ولا حرمنا من شيءٍ كذالك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوة لنآ إن تتبعون إلا الظن وإ ن أنتم إلا تخرصون)فهذه الآيه أبطلت حجة كل من إحتجّ بالقدر على معاصيه ..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نقلته لكم بإختصار من كتاب حوار علمي يهدف الى إصلاح النفس وتزكيتها، لخالدأبو صالح .
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

العامريه
العامريه
الله يجزاك خير اختي اثير
ويجعله في موازين اعمالك الصالحه.
ملاك الاحزان
ملاك الاحزان
اختي اثير جزاك الله الف خير
والله يجعله في موازين حسناتك
الداعيـــة
الداعيـــة
الغاليه أثير ..
كل كلمات الشكر قليله في حقك ..
تسلم يمنينك على حسن الإختيار ..
ما أجمله من عتاب ..
وما أصدقه من حوار ..
حفظك الباري ..
ام اليزيد
ام اليزيد
للرفع
طيف الأحبة
طيف الأحبة
للرفع وجزاك الله كل خير غاليتي اثباج