um maryam12

um maryam12 @um_maryam12

عضوة نشيطة

«الزربية القيروانية» سجاد شاهد على عراقة تونس

المنزل والديكور




الزربية التونسية.. أجود أنواع السجاد في العالم






تونس - العرب أونلاين:

"القيروان"، المدينة العربية الإسلامية التي تقف شاهدة في تونس على أمجاد الحضارة العربية والتي تحتفل هذا العام باختيارها عاصمة ثقافية إسلامية تشتهر بحياكة السجاد الأصيل، وهو ما يعني باللهجة الدارجة التونسية "الزربية".

وإذا أردت أن تتعرف إلى ما تتفنن في نسجه أصابع المرأة القيروانية بكل مهارة فإنك لن تجد أفضل من "الزربية"، وإذا كنت شغوفا بمعرفة ما يفترشه الأعيان والأثرياء وكبار الفنانين فإنك لن تجد سوى "الزربية"، وإذا كنت واحدا من بين الملايين السبعة الذين يزورون تونس سنويا للسياحة وشئت أن تحتفظ بتذكار نفيس فإنك لن تجد أفضل من "الزربية" التي تجمع في حياكتها بين أصالة تونس وعراقة تاريخها وتفتح حضارتها وجمال ذوق أهلها.

وأصل كلمة "زربية" في اللجهة التونسية مستمد من اللغة العربية كما وردت في القرآن الكريم إذ قال الله تعالى في سورة الغاشية "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَة،ً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَة،ٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَة،ٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَة،ٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَة"ٌ.

* جودة

تحظى الزربية التونسية التي تعتبر من أجود أنواع السجاد في العالم برواج كبير في الأسواق الداخلية والخارجية، سواء تعلق الأمر بالإنتاج الذي تنسجه النساء في عدد كبير من البيوت التونسية أو بالإنتاج في المصانع فهو كله يخضع لمواصفات فنية وحرفية متعارف عليها، حيث تحمل كل زربية علامة الجودة التي تمنحها جهات حرفية مختصة تسهر على ضمان جودة المنتوج، وتلصق هذه العلامة المختومة على قفا الزربية وتحمل بيانات حول الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ الصنع أيضا.


* حياكة الزربية

وشهدت صناعة الزربية أو السجاد تطورا هاما في تونس حيث تم تحديث طرق النسيج التقليدية من أنوال ومعالجة المكونات وتحسين جودة الأصواف وتطويعها، ووضع مقاييس تقنية للإنتاج والتدريب على حذق فنون هذه الصناعة من تلوين وزركشة وحياكة.

وموازاة لتقليد الشكل القيرواني كنموذج للزربية الأصيلة الراقية تعددت تشكيلات الألوان حسب مهارة الناسج وذوق الحريف، فإن تقليدا آخر متميزا اختصت به مدينة بنزرت في الشمال التونسي التي ابتدعت نمطا اشتهر بنشر زخارف تعبر عن خصوصية الجهة ومهارة حرفييها، حيث تعرف جهة بنزرت بأنها من أهم المدن التي احتضنت المسلمين الذين غادروا الأندلس اثر سقوط آخر إمارة عربية إسلامية وهي غرناطة سنة 1492، وحملوا معهم فنون حياكة مفروشات القصور.

* فن عربي أسلامي

وقد تم تقليد الزربية القيروانية في مدن تونسية عديدة، إذ أن كل جهة تتواتر فيها روايات تقول بأن "معلمة" "مرأة تحذق نسج الزربية وتشرف على تعليم الحرفة للنساء" جاءت من القيروان وسكنت المنطقة وأدخلت التقنية القيروانية.

وقد صاغت التأثيرات الحرفية الجهوية، والفنون الاسلامية، والاستعارات المختلفة من زخارف الخزف والتطريز نماذج زالت وأخرى رسخت حسب حاجيات السوق. وتبقى بعض النماذج الأصلية القديمة مبعث إلهام يترك حرية الإبداع للحرفيات لتوسيع حاشية أو تهذيب رسم أو تلوين زهرة، أو رسم أشكال هندسية بديعة.


وهكذا تشكل الصناعات التقليدية لدى الشعوب جزءا هامّا من رصيدا التراثي، وتحظى بعنايتهم الخاصّة كعنصر هام من مقومات الشخصية الوطنية.

وتونس البلد العربي العريق والإسلامي والثري بموروثه الثقافي والحضاري تعتبر من أبرز البلدان العربية المنتجة للزربية. وقد توارثت فيها صناعة الزربية منذ أقدم العصور مما جعلها تمثل في عديد جهات البلاد الصناعة الأولى المعروفة لا وطنيا فحسب بل عالميا.

وقد تفنن التونسيون والتونسيات في هذه الصناعة فوقع تطويرها على مرّ الأجيال حتى ظهرت عديد الأنماط والأشكال من هذا المنسوج الجيد والأنيق. فكيف تطور صنع الزربية في تونس عبر الزمان؟ وما هي أبرز أنواعها وأشكالها وأهم الجهات التي اختصت في هذه الصناعة؟

ثم كيف تطورت هذه الصناعة وماذا عن الإجراءات التي اتخذتها تونس بخصوص الصناعة التقليدية بشكل عام والزربية بشكل خاص وما هو الدور الذي يلعبه الديوان الوطني للصناعات التقليدية في تونس في دفع وتطوير انتاج الزربية التونسية؟

ظل السجاد أو الزربية فراش مجالس الأعيان والوجهاء وفراش الضيوف المبجلين يؤثث البيوت ويجملها بأصوافه وزخارفه وألوانه المختلفة متحديا التحولات الاجتماعية وتطور أنماط العيش بل وظل منافسا عتيدا لكل المفروشات الحديثة.

ولئن ابتدأت الأغطية والمفروشات الصناعية تغزو البيوت فإن السجاد التقليدي أو الزربية احتفظ بنبله وأصالته، فهو مبعث الاعتزاز ورمز ثراء الحال ويسره.

كما إنه يعدّ من أهمّ مكونات جهاز العروس إذ تحرص الأسرة التونسية على ألا يخلو جهاز عرس ابنتها من زربية أو أكثر حسب ظروفها المادية حرصا منها على أن تحمل إلى بيت زوجها شيئا نفيسا فنيا وماديا.

* عراقة الفن

وللزربية لدى التونسيين مكانة نفيسة لا تقل أهمية عن المصوغ والحلي ذلك أنها تعتبر رمزا لعراقة الأسرة وعنصرا من عناصر التراث العائلي ترثه الأجيال تماما مثل العقارات والأموال. وليس من باب المزاح أن يقرّر أخوان أصيلا إحدى المدن التونسية اقتسام زربية مناصفة ورثاها عن والديهما إصرارا على الاحتفاظ بشيء من تاريخ الأسرة وعراقتها.

وعلاقة التونسي بالصوف تكاد تكون علاقة ود ووجدان أكثر مما هي علاقة حاجة، إذ يصنع من هذه المادة لباسه وغطاءه وفراشه وحتى مسكنه في الماضي.

ويشهد التاريخ عن عراقة صناعة الصوف التقليدية وتأصلها، حيث مدحت المصادر التاريخية اليونانية جمال منسوجات قرطاج كما وردت الزرابي المصنوعة بالقيروان وأكبر مدن إفريقية "تونس" ضمن الخراج الذي كان أمراء بني الأغلب يؤدونه إلى العباسيين.

وقد كانت للبربر "سكان تونس الأصليين" قبل الفتح الإسلامي وبعده تقاليد عريقة في صنع الصوف حيث ذكر العلامة ابن خلدون "القرن الرابع عشر ميلادي" أن لباسهم ومعظم أثاثهم من الصوف.

"الكليم" و"المرقوم"

يعتبر السجاد أو الزربية التونسية ذات الأشكال الهندسية من أشهر أنواع السجاد التونسي نظرا لتنوعه إذ اختص سجاد أو كما يسميه التونسيون "مرقوم" مدينة وذرف الجنوبية برخرف تغلب عليه الألوان الحمراء والزرقاء.

كما تشتهر تونس بحياكة سجاد يعرف باسم "الكليم" وهو نسيج من الصوف الخالص يتكون من أشرطة ذات لون موحد ومتوازية وفي بعض الحالات أشكالا هندسية ويستعمل عادة كبساط أرضي.

*الزربية القيروانية

تروي الأسطورة أن فتاة تدعى "كاملة" ابنة محمد الشاوش أحد ولاة مدينة القيروان في القرن التاسع عشر وهو من أصل تركي هي أولى من أدخلت للقيروان سنة 1830 صناعة الزربية على الطريقة التركية ذات العقد المستوحاة من النمط الأناضولي.

لكن الوقائع التاريخية تؤكد أن فن حياكة الزربية التونسية يعود إلى ما قبل هذا التاريخ حيث تروي الكتب أن خلفاء الدولة العباسية كانوا يفرضون الخراج على صناعة الزربية في ولاية القيروان من خلال ما يجمعه ولاتهم من أموال لفائدة الدولة.

الزربية القيروانية الاصيلة هي نسيج من الصوف الطبيعي أو الحرير الخالص المتميز بحاشية تتكون من أشرطة متوازية تتوزع على مساحة الزربية وتوشحها زخارف زهرية أو هندسية تتوسطها مساحة مستطيلة عادة ما تكون في شكل محراب تأثرا بالفنون الإسلامية.

وتحظى زربية القيروان المنسوجة من الصوف الخالص بسمعة تجاوزت حدود تونس، وتقول الذاكرة الشعبية إنها مستلهمة من زرابي بلاد الأناضول في تركيا، حيث أن زخرفها منظم داخل شكل يتكون من ستة أضلاع تحيط به أطر من الشرائط، ولعل هذا التوزيع هو الذي يوحي بانتماء سجاد القيروان إلى أسلوب الزرابي الشرقية، ويحمل هذا الشكل الهندسي السداسي الأضلاع زخرفا نباتيا محورا، وتذكّر زاويتاه الحادتان بشكل محاريب المساجد وتكشف عن علاقة وطيدة بين فنون العمارة الإسلامية وفن النسيج التقليدي.

وليس من الغريب أن يقترن السجاد بالسجود لدى التونسيين ذلك أنه لا يخلو بيت من سجاد صغير الحجم للصلاة. ويطغى على زرابي القيروان المتعددة الألوان، اللون الأحمر كما أنها تحاك أيضا بأصواف غير مصبوغة في ألوان طبيعية تتدرج من الأبيض إلى البنّي، ويسمى هذا النوع من الزربية في اللهجة التونسية بـ"العلوشة" نسبة إلى "العلوش" وهو ما يعني الخروف.

وبفضل العناية التي توليها تونس بالصناعات التقليدية أصبح صنع زرابي القيروان غير مقتصر على هذه المدينة، بل تعممت حياكتها في عدد من مدن البلاد وقراها.

وبعد أن كانت الزربية التونسية لا تصنع إلا داخل بيوت اختصت في نسجها بطرق تقليدية توارثتها الأجيال فإنها أصبحت تخضع اليوم إلى مواصفات مضبوطة منها معالجة الأصواف ضد آفات التآكل ودقة الحياكة المرتبطة بحد أدنى من عدد العقد وكذلك أحكام زرع الأشكال الزخرفية وتلوينها.

* أقدم سجاد تونسي

تقول الروايات التي يتناقلها التونسيون إن بعض قبائل البدو كان يقال لبعض أبنائها "الرقام" وهو شخص يعرض خدماته على البيوت نظرا لشهرته في حياكة نوع معين من الزرابي يسمى "القطيف" ذو عقد أقل تراصا، لكنه يمتاز بصوفه السميك وألوانه التي يغلب عليها اللون الأحمر الداكن، وهذا النوع من السجاد مصنوع من شعر الماعز ووبر الإبل، مما يعطيها متانة وروحا بدوية، كما أن زخارفها منظمة على شكل خانات تحيط بها شرائط .

ويحمل "القطيف" زخرفا مركبا بإحكام شديد إذ تحاك النقوش داخل مربعات ومستطيلات وهي مستمدة من زخرف "المرقوم" أومن زخارف زرابي القيروان. وهذا النوع من الزرابي "القطيف" هو تأليف ثري يأتي في منزلة بين "المرقوم" و"الزربية"، وإلى أمد غير بعيد كان "القطيف" يغطي أرضية الخيام البدوية وغرف المنازل التقليدية بالمدن، فيضيف إليها جمالا على جمالها، لكن هذا المنسوج أوشك على الاندثار نظرا لتقلص المجتمع البدوي والخيام.

وحفاظا على هذا النوع من التراث شجعت تونس الحرفيين على الابتكار في نسج "القطيف" حتى يساير تطور نمط العيش فلا يقتصر استعماله على الخيام بل وفي المنازل الحديثة.

*أكثر من 300 ألف حرفي

يباشر صناعة السجاد التونسي بأنواعه من "زربية" و"كليم" و"قطيف" محترفون يتجاوز عددهم 300 ألف حرفي يحيكون في العام الواحد أكثر من 500 ألف متر مربع وهي مساحة بإمكانها أن تغطي بالزرابي والسجاد مدينة بأكملها في حجم مدينة تونس العاصمة.

* الزربية تغري الرسامين

تغر الزربية التونسية ذوق الوجهاء والأعيان والسياح فقط بل أغرت أيضا الفنانين وكبار الرسامين من تونس وخارجها إذ استلهموا رسوم لوحاتهم مما تكتنزه الزربية التونسية من فن أصيل تمتد جذوره من عهد الأمازيغ سكان تونس الأصوليون إلى اليوم مرورا بفترات الفتح العربي الإسلامي الذي اقترن بفتح الأندلس.

ذلك أن مدرسة تونس العاصمة للفن التشكيلي التي من أبرز رساميها حاتم المكي وزبير التركي والهادي التركي وصفية فرحات وغيرهم وجدت في الزربية ما ألهم وجدان الرسامين التشكيليين فاقتبسوا من ثرائها الفني لوحات رائعة ساعدت على التعريف بالزربية التونسية في عديد التظاهرات الدولية من خلال المعارض التي تقام في أكبر العواصم.
1
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

um maryam12
um maryam12
تشتهر القيروان بسجادها الأصيل الذي يصنع من الصوف البديع و تحيكه نساء و عائلات اشتهرت بهذا الفن
و السجاد القيرواني أو الزربية هي نتاج للفن القيرواني الأصيل رغم النأثر في البداية التقاليد الفارسية في هذا المجال.
ومع مطلع هذا القرن قامت عائلة قيروانية بصنع نوع جديد من السجاد التونسي سمته "العلوشة" اثر ملاحظتها لرداءة النواع المنشرة آنذاك و التي خاصة نظاف اليها زوائد صناعية.
و القيروان اليوم هي أعرق مركز تونسي لصنع الزربية في تونس و أكثرها جودة و تتلخص المجموعات الموجودة في أربع:
العلوشة و الزربية و المرقوم و الكليم