كيف تتعاملي مع تمرّده بدون صراخ!!

الأمومة والطفل

10طرق عملية تمكنك من التعامل الصحيح مع تمرد طفلك

كيف تفرضين الحدود من دون رفع صوتك؟ كيف تواجهين غضب طفلك عبر اعتماد الموقف المناسب؟ كيف تصحّحين مشاكله السلوكية الشائعة عبر الحفاظ على رباطة جأشك وهدوئك؟ إليك عشر طرق لفرض سلطتك يومياً من دون اللجوء إلى الصراخ والوعيد.
1- عاقبيه بذكاء
معاقبة الطفل تعني إشعاره بالمسؤولية ومساعدته في آن على إدراك عواقب أفعاله. ولكي يؤتي العقاب ثماره، يجب أن يكون هدفه الإصلاح وليس الإذلال.
آليات دماغيّة
كشفت الدراسات الأخيرة التي أجريت في مجال علم الأعصاب أن العقاب، المتكيف والمدروس، يشكّل دماغ طفلنا بطريقة إيجابية. يحثّ مركز الذاكرة هذا أطفالنا على المدى الطويل على تكرار التجارب الرائعة وتجنّب معايشة التجارب البغيضة. علينا أن نفهم أن كل تجربة يحفظها الطفل في ذاكرته وفق نظامين مختلفين: نظام المكافأة والتقوية، ونظام العقاب. يحض النظام الأخير الطفل على التصرّف بطريقة تجعله يتجنّب التجارب المؤلمة أو المزعجة.
آليات نفسيّة
مفهوم الخير والشر لدى الأطفال الصغار غير موجود. فالطفل البالغ عامين أو ثلاثة يتبع غرائزه، ويرغب في كل شيء فوراً. إلا أن وهم قوّته الكلية قد يقلقه، لذا فإن معاقبته تعني تجنيبه ذلك القلق عبر السماح له باكتشاف حدوده. وفقاً لفرويد، يريح العقاب الطفل من الشعور بالذنب الذي يخالجه حين يعصي أوامر والديه أو يزعجهما. فإن لم يعاقباه، قد يعاقب نفسه عبر القيام بتصرّفات خطيرة. من الضروري إذن تحذيره مما سيتعرّض له إن لم يطع الأوامر وذلك قبل عقابه. يجب أن يكون العقاب بالتالي فورياً ومتكيّفاً مع سنّ الطفل، ومدى نضجه، وطبيعة التصرّف الذي قام به. كذلك، ينبغي تجنّب إلغاء الامتيازات التي قد يحصل عليها إن أحسن التصرّف، لكي لا يشعر بأن ظلماً وقع عليه. من المكروه أيضاً حرمانه من الحلوى، لأنه قد ينظر إلى الطعام كوسيلة ابتزاز عاطفي. يجب أيضاً استبعاد توجيه ضربات مذلّة على المؤخرة لأنها قد تجعله يفكّر بأن العنف وحده يستطيع تسوية مشكلة. وعوضاً عن منعه من ممارسة النشاطات الضرورية لتطوّره، يُستحسَن منعه من مشاهدة التلفزيون. في المقابل، على الوالدين الاستفسار عن سبب ارتكاب طفلهم حماقةً بعد حماقة. فهذا التصرّف قد يُترجَم على شكل انزعاج يعجز عن التعبير عنه بالكلمات. من المهم إذاً عدم مضاعفة العقابات لتفادي المزايدة.
وسائل بين يديك
عقاب خفيف
أرسلي طفلك إلى غرفته واطلبي منه ألا يخرج إلى أن تناديه. دعيه بمفرده لنحو دقيقتين إلى خمس دقائق، بحسب سنّه. وأضيفي دقيقة إلى كل دقيقة يرفض فيها إطاعتك. امتنعي عن النظر أو الحديث إليه. سيساعده هذا العزل في استعادة هدوئه، وإدارة تصرّفاته غير الواعية، والتفكير في عواقب أفعاله. ما إن يهدأ، إشرحي له مجدداً سبب معاقبتك له، لأن ذلك سيحثّه على عدم تكرار أفعاله.
فرصة ثانية
إن كسر طفلك غرضاً ما، ساعديه في إصلاحه أو استبداله بآخر. سيعلّمه ذلك معنى المسؤولية ويسمح له بإدراك قيمة الغرض المكسور. وإن استخدم ألعاب رفيقه من دون موافقة هذا الأخير، أطلبي منه الاعتذار وإقراضه أغراضه. يدعو أطباء النفس الأهل إلى التفكير في حلّ بالتعاون مع طفلهم، لتجنّب أن يُعاقب مجدداً للسبب عينه. فمثلاً إن رسم بقلم عريض على السجاد، من الممكن الاتّفاق معه على أن يستخدم في المرّة المقبلة دفتر رسم.
عمل للأسرة كلها
تستطيعين أن تقترحي على طفلك القيام بعمل مفيد للأسرة لمعاقبته. ومن المفضّل أن يكون هذا العمل لصالح المنزل ككل وليس لصالح فرد معيّن وذلك لتجنّب الضغائن. يوصي أطباء النفس باستخدام عقاب ينطوي على نشاط جسدي مع طفل في الرابعة أو الخامسة من عمره، كترتيب المنزل أو تنظيف غرفته، لأن هذا الجهد الجسدي يعتقه من التشنّج الناجم عن وقوعه في الذنب.
2- كوني محطّ ثقة
لكي يفهم الطفل ما يتوقّعه والداه منه، عليهما أن يظهرا منطقاً واقتناعاً بعدالة ما يطلبانه منه.
آليات دماغية
منذ صغر سنّه، يتّخذ الطفل والديه مثالاً أعلى له ويسعى إلى تقليدهما. بهذه الطريقة، يعزز ويقوي مخزونه من الخلايا العصبية المرآتية التي تسكن الفصوص الصدغية. بحسب أطباء الأطفال، تُحّفز هذه العصبونات المرآتية، التي تؤدّي دوراً في قدرتنا على تكييف أنفسنا مع متطلّبات الحياة الاجتماعية، بفعل التقليد. ينشّطها أطفالنا بالتالي حين يراقبوننا ويسعون إلى تقليد حركاتنا، مواقفنا، أو تصرّفاتنا. فما علينا إذاً إلا أن نكون خير مثال لهم.
آليات نفسية
يوافق جميع أطباء النفس على أنه حين نعد طفلاً بمعاقبته، لا بد من تنفيذ وعدنا لكي نكون جديرين بالثقة أمامه. كذلك إياك منعه اليوم عمّا تجيزينه له في اليوم التالي أو التشكيك في ما يقوله زوجك أمام الطفل. يحتاج الأخير إلى أن يكون والداه منسجمين في تربيته، وإلا سيزيد نوبات المعارضة للتعبير لهما عن قلقه. من هنا يشكّل غياب الانسجام بالنسبة إليه سبباً حقيقياً لعدم إطاعة والديه ومعاملتهما بطريقة سيئة.
وسائل بين يديك
قاعدة ثلاثيّة
لا تتنازلي، حدّدي له موانع: بدايةً للحفاظ على سلامته (لا تضع أصابعك في المناشب الكهربائية)، ثانياً لحفظ أغراضك (لا تستطيع اللعب في مكتبي)، وثالثاً لراحتك (لا تزعجني حين أطلب منك التزام الهدوء).
مثال أعلى
كوني خير مثال له لحثّه على احترام الآخرين: ألقي التحية على جارتك، لا تتفوّهي بألفاظ نابية عند القيادة...
عملية الاحترام
لكي يحترم الطفل الآخرين، عليك إظهار الاحترام له. تقلّلين من احترامه مثلاً حين تلقين بألعابه القديمة في سلّة المهملات من دون إبلاغه مسبقاً، في حين تطلبين منه الاعتناء بأغراض الغير.
3- شجّعيه على الإطاعة
من الضروري تشجيع الطفل، وتسليط الضوء على جهوده وتهنئته حين يتقيّد بالقواعد التي تفرضينها. يجب أن يشعر بأن الإطاعة قد تكون ممتعة وترضي ذاته.
آليات دماغية
بحسب اختصاصيي الأعصاب، ثمّة دائرة عصبية للمكافأة مسؤولة عن عملية التحفيز. فالمكافآت والرغبة في تقبّل ما يسبقها تطلق في الدماغ هورمونات الانتظار المرتبطة بالتبعية. حين ينفّذ طفلك فعلاً أمرته به، تحفّز هذه الهورمونات، عبر تفاعل كيماوي، إفراز هورمونات الدوبامين الخاصة بالمتعة. الأمر الذي يشجعه بالتالي على تكرار هذا الفعل.
آليات نفسية
يحاول الطفل التوفيق بين حاجته إلى إعجاب والديه وحاجته إلى التأكيد على استقلاليته. إن كانت حاجته الأخيرة تدفعه أحياناً إلى المواجهة (لا سيما في المرحلة العمرية التي تتراوح بين السنتين والأربع سنوات والتي تتّصف بحب الاعتراض)، فإنه يبني في غالبية الأحيان من خلال رغبته في الإعجاب علاقةً من نوع آخر، أكثر مرونةً، وإمتاعاً، وسهولةً من حيث الإدارة. يسمح بالتالي التركيز على هذه النقطة الأخيرة بتحويل النظر عن الاعتراض المباشر لمنحه رغبةً في الإطاعة.
مهمّة مسلّية
هدف هذه اللعبة جعل أي مهمة على الطفل تنفيذها مسلّية. هل يرفض توضيب غرفته؟ قولي له إذاً: {سنلعب معاً كعملاء خارقين. مهمّتنا توضيب هذه الغرفة. المهلة المحدّدة لنا: أقل من ثلاث دقائق}.

4- حدّدي الواجبات
يسمح الشعور بالخيبة للطفل بتعلّم تنويع رغباته والسيطرة على تصرّفاته المتهوّرة، وهما شرطان ضروريان للعيش بانسجام مع الآخرين.
آليات دماغيّة
تعيد الواجبات اليومية والشعور بالخيبة الذي قد تولّده تنظيم الدماغ لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والثمانية أعوام. في هذه السن، تنمو الوصلات في بعض مناطق القشرة المخّية قبل الجبهية (حيث مقر الذاكرة) وتغتني تلقائياً. لذلك فإن غسل اليدين قبل الأكل، المشاركة في الأعمال المنزلية، عدم الصراخ عند الجلوس إلى المائدة، تنظيف الأسنان قبل النوم كلّها مهمّات تعزز نمو الدماغ وتحض الطفل على تكرار هذه الواجبات مع الوقت وتقبّلها وذلك عبر الاستيعاب أو الحفظ.
آليات نفسية
يساعد النقص الطفل في بناء شخصيته. فبفضل الشعور بالخيبة، يدرك الطفل وجود مسافة بين رغباته والعالم المحيط به. يتعلّم بالتالي السيطرة والاعتماد على نفسه. بحسب أطباء النفس، ينجح الطفل تدريجاً في إيجاد رضا كبير في الملّذات المسموح بها بقدر ذلك الذي يولّده انتهاكه للقواعد. لذلك يجب فرض قوانين بسيطة ودقيقة على الطفل بنبرة هادئة ومصمّمة، مع التحديق في وجهه. عليه أن يفهم المعنى، ليتعلّم الإطاعة لصالحه. لكن ليس على الوالدين تقديم تبريرات أو شروحات. بعد فترة معيّنة، ينبغي أن يتعلّم الطفل الإطاعة من دون السؤال. ومن المهم ههنا التحدّث إليه بطريقة إيجابية. فبدلاً من توجيه أمر إليه على هذا النحو: {لا تجرجر هذه الألعاب هكذا على الأرض}، يُفضّل القول: {وضّب ألعابك في الخزانة}. من الضروري أيضاً مشاطرته أحاسيسه عبر التحدّث بصيغة الضمير المتكلّم: {أعجز عن التحدث على الهاتف إن كان صوت التلفزيون قوياً}، بدل القول: {كفى ضجيجاً}. أحياناً، نجد الأطفال منهمكين جداً في نشاطاتهم إلى حدّ أنهم لا يسمعون ما نقوله لهم، لذلك علينا التأكُّد من أن الرسالة وصلتهم. تبرز حالات الخيبة في فترات أساسية، وذلك في غالبية الأحيان على مائدة الطعام. فإن رفض الطفل إنهاء طبقه، تستطيعين أن تقترحي عليه إنهاءه في اليوم التالي. في المقابل، عبر إجباره، قد تخاطرين بحثّه على إهمال إشارات داخلية تنظّم إحساسه بالشبع. فإن رفض تناول طعام لا يعرفه، أطلبي منه تذوّقه أو أشركيه في إعداده في المرة المقبلة، لكي يصبح مألوفاً له.
وسائل بين يديك
سباق مع الوقت
تحدّي طفلك عبر الطلب منه تنفيذ مهمة يكرهها بأسرع وقت ممكن وبطريقة صحيحة. فمثلاً، أمهليه ثلاث دقائق لتنظيف أسنانه. اقترحي عليه تنفيذ مهمة ترتيب مشتركة مع توضيب أكبر قدر ممكن من الأغراض ودعيه يربح.
يجب اقتراح بدائل على الطفل لكي يشعر بأن رأيه مهم. فمثلاً، إن رفض ارتداء ثياب النوم، قولي له: {هل تفضّل اللون الأحمر أم الأخضر؟}. وإن رفض الخلود إلى النوم، اقترحي عليه تلاوة قصة على مسمعه، ****د أغنية له، تشغيل النواصة، وضع كوب ماء بجانبه، أو ترك الباب مفتوحاً...
5- خفّفي القوانين
لكي يفهم الطفل ما نطلبه منه، علينا الحد من القوانين التي نفرضها عليه والتمييز بين القوانين الضرورية وتلك الثانوية.
آليات دماغية
يجب أن يحصر طفلك تركيزه لكي يتمكّن من تحديد التعليمات التي توجّهينها إليه ويحترمها من دون أن تضطري إلى تردادها. التركيز عملية فكرية تعرّض للخطر الوظائف الكبرى كاللغة، التفكير المنطقي، والعواطف. كلّما ازداد تركيز طفلك، كلّما حُفر الأثر المحفوظ في ذاكرته بعمق أكبر. لكن مدّة التركيز تختلف بحسب سنّه، شخصيته، والمتعة التي تخالجه عند تنفيذ مهمّة. تبلغ 15 دقيقة لدى طفل في السادسة أو السابعة، و20 دقيقة لدى الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين السابعة والعاشرة، و25 دقيقة لدى أولئك الذي يتراوح عمرهم بين 10 و12 عاماً. لكي يستوعب الطفل إذاً القواعد الأساسية، من المهم عدم إثقاله بالتعليمات والتوصيات.
آليات نفسية
لا يستطيع الطفل الذي نفرض عليه قواعد كثيرة التمييز بين ما هو ضروري لصالحه وسلامته، وبين ما هو ثانوي. فهو يعجز عن فهم ما الذي نطلبه منه لأنه منهي، لا يثق بنفسه ويشعر بالضياع، حين يكون بمفرده أو من دون والديه. يجد صعوبةً بالتالي في فرض شخصيته وإثباتها أمام زملائه. في المقابل، كرد فعل، قد يعترض ويرفض أي فكرة بالإلزام. قد يساعد تعزيز ثقة الطفل بنفسه على الشعور بالمسؤولية والنضوج، وفي جعله أكثر إصغاءً للنصائح التي تُلقى على مسمعه، وذلك عبر الإفساح في المجال له للقيام بتجاربه ضمن حدود معيّنة. من المهم بالتالي التمييز بين القواعد الأساسية التي لا تقبل الجدل، وتلك الشائعة التي تحتمل المفاوضة وتقديم تنازلات.
6- كافئيه
يعني إيفاء الطفل حقّه وإرضاؤه حين يحسن السلوك، منحه الرغبة في تجديد التجربة أكبر قدر ممكن.
آليات دماغية
حين يُكافَأ الطفل على سلوك ما، تُنقل المعلومة فوراً إلى دماغه. يقوم هذا الأخير بمعالجة المعلومة من ثم يرسل إشارات إلى الناقلات العصبية التي تحمل هورمونات الأندورفين الخاصة بالمتعة، ولا سيما الدوبامين والسيروتونين. تولّد هذه الهورمونات التي تُفرز في المراكز الدماغية أحاسيس رائعة يستمتع الطفل في تجديدها.
آليات نفسية
المكافأة بمثابة محفّز للطفل، تساعده على كسب استقلاليته وقدرته على تقبّل القواعد المفروضة عليه. تعمل بالتالي على محرّكات التحفيز لأنها تؤكّد امتنان الوالدين بعد إتيان الطفل بعمل جيّد ولأنها تحفّز الشعور بالفخر لديه نتيجة حسن تصرّفه. وحين يشعر بأن عمله ذو قيمة، ينمو لديه تقديره لذاته الأمر الذي يتيح له تعلّم القواعد والحدود والقوانين. حين تضعين نظاماً للمكافآت، تكيّفين بذلك طفلك الذي يحسن التصرّف لصالحه. فتنعكس المكافأة بالتالي بطريقة إيجابية على سلوكه العام. بالتالي حين يُكافَأ الطفل، يعتمد الإيجابية في مشاعره، فلا يخشى خوض التجارب، بل يصبح محباً للاستكشاف، ومبدعاً وأكثر ميلاً عموماً إلى تعلّم أمور جديدة. لكن حذار من الإفراط في مكافأته. فالطفل الذي يشعر دوماً بالرضا يفقد قدرته على الاستكشاف ويركّز في المقابل على النفع الفوري. في هذا السياق، أظهرت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين يُكافأون على رسم ما مثلاً يميلون أقل إلى الرسم من تلقاء نفسهم مقارنةً بأولئك الذين يرسمون للمتعة فحسب. ثمّة خطر بالتالي من أن يصبحوا لاحقاً من أولئك الذين يكتفون بالقليل. في النهاية، حذار من الابتزاز، فحين تصبح المكافأة موضع مساومة، تفقد منفعتها على حساب السلطة اللامحدودة لدى الطفل الذي يجعل من إطاعته القواعد رهان قوّة.
من الفم إلى الأذن
يشعر الطفل بأنه كوفئ عند تهنئة محيطه له. فالاتّصال بجدّيه، أو بأي شخص مهم في نظره شكل من أشكال المكافآت غير المادية إنما القيّمة بالنسبة إلى الطفل. فسيشعر بالفخر حين يسمع التهاني لأنه بات اليوم يستحم من دون تذمّر أو ينهي فروضه المدرسية فور عودته من المدرسة.
7- عزّزي موقفك
أكثر من 80% من أحاديثنا تمر عبر قنوات أخرى غير الكلمات يفهم الطفل من خلالها درجة صرامة والديه.
آليات دماغيّة
بحسب أطباء النفس، لا تشكّل الكلمات سوى 7% من الرسالة الموجّهة، أمّا الباقي فيتوزّع بين اللغة الجسدية ونبرة الصوت. بمعنىً آخر، ليس المهم ما نقوله وإنما طريقتنا في قوله. تُترجم الانفعالات خارجياً على عضلات الوجه ووضعيات الجسم أو داخلياً على الهورمونات، القلب أو الرئتين. فحين يعطي أحد الوالدين أمراً للطفل غير مقتنع به، يتّضح ضعفه من خلال جسمه.
آليات نفسية
يشتكي الوالدان أحياناً من قلّة تأثير تأنيبهم أو الأوامر التي يعطيانها. فيقولان لطفلهم توقّف، لكنه يبدو وكأنه يصمّ أذنيه. ليس أصماً بالتأكيد، لكن غريزياً، يستطيع معرفة مدى صرامة الرسالة الموجّهة وفهم طبيعة الأمر. فالأم التي تعطي أمرها وهي تنظر إلى الخارج، أو الوالد الذي ينهي بصوت ضجر وبكتفين مقوّسين لا يعكس الثقة وكلامه خال كلياً من التأثير. لذا على الوالدين أن يكون واثقين من نفسيهما، وألا يقدّما تبريرات. فالأهل الذين يتمتعون بثقة قوية بأنفسهم ويبدون اقتناعاً بعدالة القاعدة المفروضة سيحملون طفلهم على التقيّد بها. لذلك، قبل التعبير عن الرسالة شفهياً، تُصاغ وتُشفّر وتضطرب بفعل {ضجيج} من نوع نفسي. يصدر الأهل الذين يشعرون بتأنيب الضمير لكونهم صارمين أمراً بنبرة غير واثقة تماماً، ويعتمد أولئك الذين يخشون فقدان عاطفة طفلهم عبر الإكثار من النهي موقفاً جسدياً خائفاً، بينما يعكس الذين يشككون في قدراتهم على حسن التربية نبرةً مترددة ويقومون بحركات غير مباشرة. ترد هذه الإشارات كما هو معلوم بطريقة عفوية، لكن يتلقاها الطفل بطريقة دقيقة.
عيناك في عينيه
عند وضع الأمور عند حدّها أو إصدار أمر، يجب أن يُرفق كلامك بنظرة مباشرة في العينين ومن دون رمش. لهذا الأمر فائدة مزدوجة: من جهة، يعزز الراشد ثقته بنفسه عبر نظرة واثقة، ومن جهة أخرى، يستطيع الطفل التركيز على ما يُقال له من دون أن يتأثر بمحفزات خارجية. فالطفل الذي نطلب منه مثلاً تنظيف أسنانه، وعيناه مسلطتان على شاشة التلفزيون، لا يسمع الأمر كما يجب.
8- تفادي الاعتراض
إن كان الطفل بحاجة إلى الاعتراض لبناء هويّته، فهو بحاجة على حد سواء إلى الاستقرار ليشعر بالاطمئنان.
آليات دماغية
مرحلة الاعتراض إحدى مراحل البناء النفسي لدى الطفل. فبين عام وثلاثة أعوام، تنتظم وصلاته الدماغية، وينتعش مركز الوظائف التنفيذية في دماغه والتي تسمح بتنظيم أولوياته، والسيطرة على القوى المحرّكة له، واستباق عواقب أفعاله. من هنا تنشأ المواجهات الفطرية والحاجة إلى الاعتراض.
آليات نفسية
خلال هذه المرحلة، يكون رد الفعل سريعاً. فتنتاب الطفل نوبات غضب ضد والديه، ولا يتقبل حالات الامتعاض والخيبة كما هو مفروض. من هنا تأتي ضرورة التصرّف بصرامة وعدم الخضوع لحاجته المستمرة الى الاعتراض. لكن هذه الصرامة يمكن تحقيقها بسبل أخرى غير المواجهة. لكي تتفادي الدخول في دوامة الصراخ والتأنيب اليوميين، تستطيعين وضع استراتيجيات للرفض من دون أن تعطي انطباعاً بأنك تفرضيه.
9- أصرفي انتباهه
حين يسلّط الطفل تركيزه على فكرة أو يصر على الرفض، تستطيعين صرف انتباهه لتجنّب الدخول في مواجهة.
آليات دماغية
يستخدم الدماغ مجموعةً من القنوات النفسية، الفكرية والحسية لأداء وظيفته. حين تُحفّز إحدى القنوات بشكل قوي أو فجائي، تضطرب الرسالة التي يوجّهها الآخرون.
آليات نفسية
يركّز الطفل المعترض على رغبته ويستخدم مجموع موارده لإشباعها. فإن نجحت في إدراج رسالة أخرى بالتزامن، قد يصرف ذلك انتباه الطفل وبالتالي يسمح بتجنّب مواجهة. يكفي التحلّي بحسّ الفكاهة لتخفيف توتّر طفلك وحمله على الإطاعة.
10-اشرحي قواعد اللعبة
يفهم الطفل القواعد بشكل أفضل حين نشرحها له، لكن على الوالدين ألا يبررا قراراتهما كافة.
آليات دماغية
يدرك الطفل في سن الرابعة تقريباً أنه يفكّر وأن لدى الآخر أفكاره الخاصة. في هذه السن، تتفتح القشرة المخية قبل الجبهية، مركز التعاطف، وتغتني. يستطيع الطفل، في هذه المرحلة، البدء بالتفكير منطقياً وأخذ حجج والديه في الاعتبار.
آليات نفسية
يكمن الفارق بين السلطة والتسلّط في قدرة الوالدين على خوض حوار مع طفلهما. من المهم بالتالي أن تشرحي له بشكل مبسّط سبب نهيه عن هذا أو ذاك الفعل وإخباره بوجود قوانين عالمية غير قابلة للجدل. علينا مثلاً ألا نضرب أحداً سواءً في المنزل أم الشارع؛ أو حتّى علينا أن نأكل لأن الجسم بحاجة إلى الطاقة لأداء وظائفه، لكن ينبغي ألا نكثر من أكل السكاكر لأن السكر يضر بمينا الأسنان. حين تُسنّ هذه المبادئ، وتُفسّر من دون أن يتقيّد الطفل بها، يكفي القول {إن الأمور تجري هكذا وليس بشكل آخر} من دون أن تضطري إلى إعطاء تبريرات دائماً. فالطفل الذي يرفض ارتداء ملابسه، أو يفاوض على تناول مصاصة محلاة أخرى، يدخل في عملية مساومة يجب وضع حد سريع لها. على الراشد التصرّف بطريقة بالغة، فهو الذي يعرف، ويقرر، ويشكل مثالاً يحتذى به. عليه أن يظهر بالتالي الاحترام للطفل وأن يربّيه. للتبريرات والتفسيرات المنطقية هدف واحد، ألا وهو مساعدته على النضوج. لذلك يجب أحياناً فرض الأوامر من دون تقديم شروحات.
وسائل بين يديك
أنا آمر أنت تقرر
تطلب الوالدة من الطفل ارتداء ملابسه قبل الذهاب إلى المدرسة، أو أخذ حمام أو حتى الخروج من حوض السباحة، وتترك له خيار انتقاء لون كنزته، الألعاب التي يضعها في المغطس، أو اللعبة التي سيلعبها بعد الخروج منه. تسمح هذه الحيلة للطفل بمعرفة أن رأيه ذو أهمية وأيضاً بإثبات أن الأهل هم من يضعون القوانين.
32
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لولو كتي
لولو كتي
جزاك الله خير
a7la-fashion
a7la-fashion
يعطيك العافيه
سدرة تميم
سدرة تميم
موضوع جميل جزاكي الله خيرا
مشمشة اسكندرانية
جزاك الله خيرا
ام فيصل2005
ام فيصل2005
جزاك الله خير