إلى كلّ فتاة : قولي لا للمظاهر والقشور !!

إلى كل فتاة :
قولي لا للمظاهر والقشور !!!!!

$ اشارة حمراء $ : قال تعالى: ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الأموات ) , ...

عزيزتي الفتاة :
الحديث عن الزواج حديث ذو شجون، ولكني سأقتصر في مقالتي هذه على الكتابة عن معايير قبول الفتاة لمن يتقدم لخطبتها، وإني لأعلم يقيناً ان مقالتي هذه لن
توافق هوى فئة ليست بالقليلة من القراء! وما ذاك إلا لأنها تخالف الأمزجة العصرية والعقول المتحضرة غير الرجعية من وجهة نظر اولئك!! وفق فهم خاطىء
لمعاني التقدم والحضارة!,, ولكن ومع ذلك يبقى المعروف معروفاً ويبقى المنكر منكراً! تبقى جولة الباطل ساعة وتبقى جولة الحق الى قيام الساعة!!,

فالى كل فتاة احتارت في اختيار الزوج المناسب وترددت في شأن قبول الخاطب,, أكتب كلماتي هذه لك يا أختاه,, آملة ألّا تعود بوجه ناطق بخيبة مسعاه!!,

يقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه,, ,
وفي هذا الحديث يحدد لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أهم معيار في شأن قبول الخاطب وهو معيار الدين والأخلاق ,, فلماذا كان الدين أهم المعايير على
الاطلاق؟!,
الجواب كامن في كون الدين هو المهذب الحقيقي للنفس البشرية، ومن عرف حق ربه عليه استقام دينه واستقامت دنياه، ومن كان لحق ربه مضيعاً فهو لحقوق عباده
وخلقه أكثر تضييعاً واستهانة!!,
سأل رجل الحسن بن علي رضي الله عنهما بقوله: ان لي بنية وإنها تخطب فممن أزوجها؟! فقال: زوجها ممن يتقي الله فان احبها أكرمها وان ابغضها لم يظلمها (1) ,

وإذا تأملنا في شروط الزواج لدى كثير من الفتيات في مجتمعنا المعاصر وجدنا اكثرها يدور حول المظاهر والقشور، فثمة من تريد ان يكون زوجها ذا مركز اجتماعي
متميز، وذا ثروة وأموال طائلة، وذا وسامة يحسد عليها، يملك عقارات كثيرة، ويسكن في فلة واسعة كبيرة، تعج بالخدم والحشم، وتفيض بالخيرات والنعم، وسيارة
فارهة وجميلة يقودها سائق مهندم يعمل طوع بنانها، لتباهي بها أترابها ومن حولها!!,
أما الدين القويم والخلق الكريم فلا يخطر في بالها ولا يدور في خيالها، ولربما تزوجت بتارك للصلاة أو غير مداوم عليها، أو تزوجت برجل شرس الطباع سيء
المعاملة قبيح الاخلاق او بمتعاطٍ للمخدرات أو بمدمن للفضائيات!!,
ولا ريب ان السؤال عن المنصب والمكانة الاجتماعية والحسب الرفيع ونحوها من الاعتبارات الاخرى، لا ريب انها مطلوبة ولا ترفض من حيث هي، ولا تنحي من مجال
البحث والمفاضلة والاختيار، فلا حرج على الباحث ان يسأل عن هذه الأمور أو جلها لكن الحرج كله ان تكون وحدها هي المحكّمة في المفاضلة والموازنة والترجيح
دون اعتبار للدين والخلق، فلا بد من اعتبار الدين والخلق فاذا توفر هذا الاعتبار عمد المرء الى النظر في الاعتبارات الاخرى,, (2) ,
قال الشاعر:
لا تسألي الناس عن مالي وكثرته
وسائلي الناس عن ديني وعن خلقي

كذلك فان المال والغنى والترف والنعيم والمراكز الاجتماعية الرفيعة وسواها مما تطلبه الفتاة من المظاهر، كل اولئك عرضة للتغيير والتبديل، اما الدين
والاخلاق فثابتة بلا تغيير بإذن الله, ووالله انه لن ينفع الفتاة مال ولا جاه ولا وسامة ان تزوجت شاباً بعيداً عن الله يسهر الليل ولا ينام الا بعد ان
يطير غراب الظلام عن مجثمه في معاقرة للفساد ومتابعة لبرامج الفضائيات، وما ادراك ما الفضائيات وماذا يعرض في الفضائيات؟!!,
لن ينفع الفتاة شيء ان تزوجت شاباً معرضاً عن المفيد النافع متهافتاً على توافه الأمور وسفاسف الأشياء,, لن ينفع الفتاة شيء ان تزوجت شاباً منحط
الاهتمامات، ميدان ثقافته ملعب الكرة وأوسع آفاقه لا يتعدى سقف سيارة فخمة يمشط بها الشوارع بلا هدف! وهمومه تنصب على الجديد من قصات الشعر والمستحدث من
اللباس والهندام,, لن ينفع الفتاة شيء ان تزوجت شاباً مسلم الهوية عربي الملامح غربي الفكر والهيئة!,
تأملي يا اخيتي في حال من يقوم ليله بالصلاة والتهجد ويستقبل الأسحار بالذكر والاستغفار، وحال من قضى ليله جالساً امام تلفازه كهيئة الدش فوق سطح بيته،
ليتابع نتائج مسابقات ملكات جمال العالم وسائر برامج الفضائيات التي تصدر الفساد والدعارة وتسميها بغير اسمائها!! تسميها فنوناً جميلة وتقدماً وحضارة!!,
تأملي يا أخيتي في حال من يرق قلبه وتدمع عيناه على حال المسلمين والمستضعفين في فلسطين والعراق والجزائر وكشمير والهند والبانيا والفلبين وبين من يجن جنونه ويبكي
دماً لان الفريق الذي يشجعه خسر في احدى المباريات!!,

تأملي يا أخيتي في حال من ينفق بيمينه صدقة لا تعلم بها شماله، وحال من ينفق امواله على المحرمات من السجائر والشيشة وأم الخبائث والمخدرات !,!،

تأملي يا أخيتي في حال من يعد عدته لحجة او لعمرة وحال من يحزم أمتعته الى واق الواق وإقليم الشهوة!!,
هل يستويان مثلاً ؟!,

لا والله لا يستويان,, قال ابن قدامة في المغني : الفاسق مرذول مردود الشهادة والرواية غير مأمون على النفس والمال، مسلوب الولايات ناقص عند الله وعند
خلقه، قليل الحظ في الدنيا والآخرة، فلا يجوز ان يكون كفأً للعفيفة ولا مساوياً لها، لكن يكون كفأً لمثله ,وقال الشوكاني في السيل الجرار : من لا يرضى
دينه لا يزوج وذلك هو معنى الكفاءة في الدين، والمجاهر بالفسق ليس بمرضي الدين ,,


اخيتي الحبيبة,,
يقول عز من قائل: ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ,
هذا تقرير منه سبحانه بما سيؤول اليه حالك ان اخترت ذا الدين والخلق او ان اخترت المعرض عن الله زوجاً وقريناً لك,, فعليك يا اخيتي بذي الدين,, عليك بذي
الهمة العالية لا من اهتماماتهم ساذجة لا تتجاوز رؤوسهم الفارغة,,

ولا تركن الى اهل الدنايا
فان خلائق السفهاء تُردي!،

فإن كنت من اهل الذكر والطاعة اعانك وساعدك عليها، وان كنت مقصرة أعانك على استدراك تقصيرك وما فات من أمرك لتنتفعي بما بقي لك من عمرك,, فأحسني ايتها
الحبيبة اختيار قرينك وشريك حياتك,, أحسني اختيار من تعطينه شرف أبوة اطفالك,, لانهم سينشؤون على خلاله وطباعه:

وينشأ ناشىء الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه!،

اخيتي الحبيبة,, لا تبالي بالقشرة والمظهر واهتمي باللباب والجوهر فكثيراً ما نرى الفتيان كالنخل وما ندري ما الدخل!! (3) ,

اخيتي الحبيبة,,
ارفعي هامتك الآن عالياً وقولي بجرأة وإصرار وبصوت عال: لا للضائعين التائهين,, لا للمدخنين,, لا لرواد المقاهي الملغومة,, لا لرواد
الاستراحات المسمومة (4) ,, نعم للمستقيم على نهج ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,, نعم للصالح الملتزم الذي يعرف الله، ويعبده حق عبادته ويتقيه
ويخشاه,,

،#ابتسامة:

جاء في محاضرات الأدباء : قال أبو العيناء: خطبت امرأة فاستقبحتني فكتبت اليها:
فإن تنفري من قبح وجهي فإنني
أديب، اريب، لا عيي ولا فدم
فأجابت: ليس لديوان الرسائل أريدك!!!,:42:

##################################################


الهوامش:
(1) عيون الأخبار,
(2) أخطاء في مفهوم الزواج,
(3) ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل مثل عربي يطلق على الرجل الحسن المنظر المجهول او السيء المخبر,
(4) وما أكثر هذه الفئة البطالة التي نرى اصحابها لا في عمل للدنيا ولا في عمل للدين,, هداهم الله الى صراطه المستقيم,


مع تمنياتي لك بالتوفيق الدائم بعد حسن الاختيار ...:23: