فاعتبـــــــــــروا ...... قصص واقعية تحمل بين جوانحها الكثير من العبرات

ملتقى الإيمان



فاعتبـــــــــــــــــــــروا

قف.. إنني مسلم


أنا في السنة النهائية في المرحلة الثانوية، ولم يبق على الامتحانات إلا القليل، وعدني أبي إن نجحت أن يوافق على رحيلي إلى الخارج للسياحة، مرت الأيام؛ امتحنت ....نجحت .. الأرض لا تسعني من شدة الفرح كالمجنون .. أخبر كل من ألقاه بنجاحي حتى الذين لا يعرفون العربية.. حتى عامل النظافة قلت له : "أني ناجح".. بل عانقته !!

وصلت إلى البيت، رقص المنزل فرحا ومال طربا، كلهم سعداء.. بعد الغداء.. ذكرت والدي بوعده وضرورة الحفاظ على عهده، وافق.. مدّ يده .. وأخرج لي شيكا..

سجلت في إحدى الحملات السياحية لزيارة الدول الأوربية .. ما أسرع ما يمضي الوقت.. في السماء أفكر .. أخيرا تركت أرضي... إلى البلاد المفتوحة.. وصلنا.. كل شيء معد للأستقبال.. الفندق.. جدول الزيارات والرحلات البرية.. عالم غريب .. تختلط فيه أصوات السكارى مع آهات الحيارى.. لا تسألني ماذا فعلت.. فعلت كل شيء.. كل شيء.. إلا الصلاة وقراءة القرآن.. فلم يكن هناك وقت لذلك.. لولا سحنة وجهي.. وسمار لوني العربي لظنني الناس غربيا.. حركاتي؛ سكناتي؛ لباسي؛ كلامي؛ كل شيء يدل على أنني غربي لولا الوجه واللون..

أحبوني كلهم؛ قائد الرحلة والمرشدة والمسؤول عن الفرقة التي كنت فيها والمشتركون والمشتركات.. الجميع بلا استثناء.. دخل حبي في قلوبهم.. مر الوقت سريعا.. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوما واحدا وكما هو محدد في الجدول.. نزهة برية.. وحفل تكريم؛ الأرض بساط أخضر.. يموج بالألوان الساحرة.. والخطوط الفاتنة.. تناثرت هنا وهناك.. مالت الشمس إلى الغروب.. وسقطتْ صريعا خلف هاتيك الجبال الشامخات.. والروابي الحالمات.. فلبستْ السماء ثوب الحداد حزنا على ذهاب يوم مضى؛ عندها.. بدأ ليل العاشقين.. وسعي اللاهثين.. واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة بتلك الآهات الحائرة؛ ثم أعلن مقدم الحفل أن قد بدأ الآن حفل الوداع وأول فقرة من فقراته هو اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة، ثم تعليق الصليب الذهبي في عنقه تكريما له من قائد الرحلة..

قام قائد الرحلة ... وأمسك بالمكبر .. حتى يعلن للجميع اسم ذلك المحظوظ الفائز.. هدأت الأنفاس.. وسكنت الحركات؛ وأعلن القائد الشاب المثالي في الرحلة هو .. "مازن سعيد"

تعالت الصرخات.. وارتفع التصفيق وعلا الهتاف.. وأنا لا أصدق أذني.. ذهلت .. تفاجأت.. لم أصدق إلا بعد أن قام المشاركون بحملي والاحتفال بي.. صدمت.. لا تبدو على وجهي آثار الفرحة.. فكرت .. لماذا اختاروني أنا.. هناك الكثير ممن هو على دينهم ألأني مسلم اختاروني..؟!

توالت الأسئلة.. وتتابعت علامات الأستفهام والتعجب؛ تذكرت أبي وصلاته وأمي وتسبيحها.. تذكرت إمام المسجد.. الخطبة كانت عن السفر إلى الخارج.. تذكرت الشريط الذي أهداه لي صديقي؛ كان عن التنصير .. تذكرت الرسول صلى الله عليه وسلم تخيلته أمامي.. ينظر.. ماذا سأفعل.. وصلت إلى المنصة .. أمسك القائد بالصليب الذهبي.. إنه يلمع كالحقد، ويسطع كالمكر..

اقترب القائد وهو يبتسم ابتسامة الرضى والفوز.. أمسك بعنقي.. ووضع الصليب.. (قـف !! إنـني مـسـلـم)..

أمسكت بالصليب الذهبي وقذفته في وجهه ودسته تحت قدمي؛ وأخذت أجري وأجري.. أجري وأجري.. صعدت إلى ربوة.. وصلت إلى قمتها.. صرخت في أذن الكون.. وسمع العالم..

الله أكبر ... الله أكبر

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن محمدا رسول الله ..



ــــــــــــــــــــــــ

الميلاد الجديد - إبراهيم بن عبدالله الغامدي







فاعتبـــــــــــــــــــــروا

الأمير الصغير


الأمير الصغير هو من رحم الجزيرة، من صلب الرجال الأول؛ كان سادس ستة طلاب غادروا الصف الثاني الثانوي من ثانوية الأنصار بالمدينة ولم يعودوا.. وأصبح لكل منهم قصة بطولة تعجز عنها الأحجيات.. فثانيهم أبو الزبير شهيد سرايفو، وثالثهم الشهيد طالب النجار، ورابعهم الشهيد خالد الكردي، وخامسهم ابن فرغانة الذي تحكي عن شجاعته الأجيال في صمت.. وسادسهم ذاك الذبيح الذي حزت الشظية عنقه من الوريد إلى الوريد..

السيارة الفارهة وسائقها الآسيوي النحيل، تمايلت أمام المدرسة كالطاووس، تنتظر ذاك الصغير.. وطال الانتظار بضع سنين، فالصغير غادر مقعده منذ الصباح ولم يعد.. فقد ترك تحت وسادته المخملية رسالة حزينة اعتذر للوالدين فيها فهو ربما يعود.. أو لا يعود أبدا!!

كانت الأمة مشغولة بمباراة هامة سيتحدد عليها مصير أحدهم، لكن في خلسة - دون قصد- بين الإعلانات أطل وجه مسلمة كانت تعاني من السبي، ويتيمان يبحثان في صندوق قمامة عن وجبة المساء!! وكانت المحطة الأخرى تعرض سباق أجمل الكلاب؟ تمتم الجميع بالأسى..هو انتفض؛ دس وثيقة السفر في قلبه وغادر المدينة.. وعلى الخط الفاصل بين الموت والقتل مُنع ولم يجيزوه لسمرة.. بكى كثيرا.. جرح كثيرا.. ذبحته نظرات الشفقة على صغر سنه.. فقرر الهروب الى الأمام.. وبقي هناك بقميصه الأسود وبنطاله الكاكي.. - لم يكن يملك سواهم - لبضعة سنين لكنه أصبح ينتمي لذاك الرعيل.. كان إذا الموت دار وانهارت القلوب في الأقدام، والشظايا تأتي من كل مكان، غرابيب سود، وأشلاء أبطال، كانت العيون تبحث عن الأمير الصغير.. تبحث عن شفيق كي ما يهدأ الروع الجانح، كان بجسده النحيل ونظارته المشققة المشدودة إلى وجهه بخيط مطاط، وصوته الهادئ الحنون يعيد الحياة للمكان من جديد، فيخجل الكبار الذين ظنوه صغيرا يوما ما...

عدة أعوام قضاها يبحث عن الموت في فم الموت؛ بكل حسابات البشر يموت في اليوم مائة مرة لكنه يخرج من دوامات القنابل وأمواج الانفجار أميرا موشحا بالدماء متوجا بالغبار تلمع عيناه كصقر مجروح.. عشق أمنية كانت غريبة، تمنى أن لا يكون له قبر، واستمر في فم الموت معصبا بالأنفال يبحث عن الحياة، لقد عرف الناس الشجاعة أنها الاندفاع باتجاه العدو.. وهو عرفها في أصعب أنواعها ألا وهي الثبات في الأرض حين تموج الدماء في المكان، ويتقدم العدو ويتراجع الأبطال...

وبدأ الموت ينهض في كل مكان كانت صواريخ اسكود الغاضبة نوافير نار، والطائرات تقرب الأرض من السماء، وفي هدير الدبابات ضاع صوت الرجال، ولم يعد بمقدور حفنة من الأبطال - من الإعياء- إلا الانحياز وقرر هو البقاء في وجه مارد النار وسيل الدبابات، كي ما يبطئ عجلة الموت حتى يصل أحبابه إلي مكان آمن رمي بمدفعه القذيفة الأولى فالثانية.. ووسد خده النحيل ماسورة المدفع كي يصوب.. لكنها كانت التي ستحمله الى السماء.. جاءته قذيفة في قذيفته وتوهج شفيق وتبخرت دمائه ولم يبقى منه سوى كفه حكمة لايعلمها الا الله..


ومضى شفيق.. كالشهــــاب بغمضـــــه وعبـــوره

كالكوكــب الدري قد ملأ السمــــــــاء بنــــــــوره

كالبلبـــل الصـــــداح عــاد لشـــــــــدوه وصفيـره

كالجدول الرقــــــراق يشجـي القلب صوت خريره

* * *
ومضى شفيقٌ.. لســــت أدري كيـف نحيا بعده!!

أم كيف ننســـى ذلــــك الماضــــي وننسى وجده

ما كـــان يعشق طفلـــــة غيداء تعهـــــــد خــــده

بل كـــان يعشق زمهريـر الحـرب يصنــــع مجده

* * *
ومضى شفيق.. والجبــــــــال تميـــــد تصرخ حولنا

وأرى نساء قــد صرخــــــــــن: مـــن ترى يبقى لنا؟

وضجيجهن ومــــــن سيحميهــــن من دنـس الخنا؟

عد يا شفيــــق مــجـــــددا هلا رحمـــــت بكائنـا؟؟

* * *
ومضى شفيق.. والزمـــــان يسيــــر هون في فتور

هي عبرة الماضـــــي وصــــــوت الحـــق صداح جهور

والحق أبلج ساطـــــع والحق محفـــــــوف بنــــــــور

من أجلـــه قتـل "الشفيـقُ" فيالَ عربدة الفــجور

* * *
إن كنت أنسى لست أنسى ذلك اليوم العصيب

يوم التفاف الخصم حول عرينه الصعب المهيب

وتراجع الأبطــــــال كــــل للقيــــــــادة مستجيـب

ومضى بمدفعـــــه وحيداً يدفـــع المــــوت الرهيب

ويقول دعني عل ما أرجــــوه مــــن أمـــــــل قريب

* * *
وتوالـــــــت الضـــربات والأهـــــوال ترقــــــص حوله

والشر يهتـــــــــف صــــارخ: هذا شفيقُ، مـــن لــه؟

ثم انقضى وأتـــــــــــاه ما يرجــــــــوه صار حيالـــه

وتنـــــــــاثرت أشـــلاءه ودماءه طوبــــــــــى لــــــــه

* * *
ومضى شفيقٌ.. ويحكــــم تدرون من هذا شفيق؟

في دربـــــه يحــــيى شبابا صادقا عرف الطريق

صنعوا لنا التـــــــــاريخ والآمال والمجد العريــق

بدمائهم وجهادهم وضعوا المشاعل في الطريق



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دليل المهتدين








فاعتبـــــــــــــــــــــروا




شتان.. شتان


كانت مهنتي الأمن ومراقبة السير ومساعدة المحتاجين، كان عملي متجددا وعشت مرتاحا أؤدي عملي بجد وإخلاص، ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج، تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه لكثرة فراغي وقلة معارفي، ثم بدأت أشعر بالملل،. ولم أجد من يعينني على ديني، بل العكس هو الصحيح.. مللت من المشاهد المتكررة في حياتي العملية للحوادث والمصابين.. ولكن كان اليوم مميزا..

في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق نتجاذب أطراف الحديث،فجأة؛ سمعنا صوت ارتطام قوي، أدرنا أبصارنا، فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل .. هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين؛ حادث لا يكاد يوصف، شخصان في السيارة في حالة خطيرة ، أخرجناهما من السيارة ووضعناهما ممددين ، أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية فوجدناه قد فارق الحياة..

عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار؛ هب زميلي يلقنهما الشهادة.. قولا: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. لكن لسانيهما ارتفعا بالغناء.. أرهبني الموقف؛ وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت، أخذ يعيد عليهما الشهادة، وقفت منصتا لم أحرك ساكنا، شاخص العينين أنظر..

لم أر في حياتي موقفا كهذا، بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة.. أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة وهما مستمران في الغناء.. لا فائدة.. بدأ صوت الغناء يخف شيئا فشيئا؛ سكت الأول وتبعه الثاني.. لا حراك.. فارقا الحياة.. حملناهما إلى السيارة وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه؛

سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق، مزق هذا السكون صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة؛ إن الإنسان يختم له إما بخير أو بشر، وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبا؛ وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه ...







قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات، وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا، خفت من الموت واتعظت من الحادثة؛ وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة؛ ولكن مع مرور الأيام نسيت هذا الموقف بالتدريج، بدأت أعود إلى ما كنت عليه وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما؛ ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني ولا أتلهف عليها كسابق عهدي، ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما..

ومن عجائب الأيام .. بعد مدة تزيد على ستة أشهر، حصل حادث عجيب.. شخص يسير بسيارته سيرا عاديا، وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة؛ ترجل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات، وعندما وقف خلف سيارته لكي ينزل العجلة السليمة، جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف فسقط مصابا إصابات بالغة،


حضرت أنا وزميل آخر غير الأول وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله، شاب في مقتبل العمر، متدين يبدو ذلك من مظهره، عندما حملناه سمعناه يهمهم ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول؛ ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا، سمعنا صوتا مميزا، !نه يقرأ القرآن، وبصوت ندي..


سبحـــــــــــــــــــــــان الله لا تقول هذا مصاب، الدم قد غطى ثيابه، وتكسرت عظامه، بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.. استمر يقرأ بصوت جميل.. يرتل القرآن.. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة، كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول، خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعي، أنصتُّ أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم، أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي.. فجأة.. سكت ذلك الصوت، التفت إلى الخلف؛ فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد، ثم انحنى رأسه؛ قفزت إلى الخلف.. لمست يده.. أنفاسه.. لا شيء.. فارق الحياة؛ نظرت إليه طويلا؛ سقطت دمعة من عيني.. أخفيتها عن زميلي، التفتُّ إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في البكاء، أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف، أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا.. وصلنا المستشفى؛

وأخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل، الكثيرون تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم.. وأحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه، الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه..

في الغد غص المسجد بالمصلين، صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة وأدخلناه في تلك الحفرة الضيقة.. وجهوا وجهه للقبلة.. باسم الله وعلى ملة رسول الله.. بدأنا نهيل عليه التراب.. اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل.. استقبل أول أيام الآخرة.. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا..

تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير، وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الزمن القادم - عبدالملك القاسم







فاعتبـــــــــــــــــــــروا

ضحية معاكسة


فتاة في المرحلة الحامعية -كلية الآداب- قسم علم نفس ولها أخوات ثلاث، منهن من تدرس في المرحلة الثانوية والأخريتان في المرحلة المتوسطة، وكان الأب يعمل في محل بقالة ويجتهد لكي يوفر لهم لقمة العيش، وكانت هذه الفتاة مجتهدة في دراستها الجامعية، معروفة بحسن الخلق والأدب الجم كل زميلاتها يحببنها ويرغبن في التقرب إليها لتفوقها المميز.

قالت: في يوم من الأيام خرجت من بوابة الجامعة، وإذ أنا بشاب أمامي في هيئة مهندمة، وكان ينظر إلي وكأنه يعرفني، لم أعطه أي اهتمام، سار خلفي وهو يحدثني بصوت خافت وكلمات صبيانية مثل: يا جميلة،، أنا أرغب في الزواج منك،، فأنا أراقبك منذ مدة وعرفت أخلاقك و أدبك.. سرت مسرعة تتعثر قدماي.. ويتصبب جبيني عرقأ، فأنا لم أتعرض لهذا الموقف أبداً من قبل، ووصلت إلى منزلي منهكة مرتبكة أفكر في هذا الموضوع ولم أنم تلك الليلة من الخوف والفزع والقلق..

وفي اليوم التالي وعند خروجي من الجامعة وجدته منتظراً أمام الباب وهو يبتسم، وتكررت معاكساته لي والسير خلفي كل يوم، وانتهى هذا الأمر برسالة صغيرة ألقاها لي عند باب البيت وترددت في التقاطها ولكن أخذتها ويداي ترتعشان وفتحتها وقرأتها وإذا بها كلمات مملوءة بالحب والهيام والاعتذار عما بدر منه من مضايقات لي.

مزقت الورقة ورميتها وبعد سويعات دق جرس الهاتف فرفعته وإذا بالشاب نفسه يطاردني بكلام جميل ويقول لي قرأت الرسالة أم لا ؟ قلت له: إن لم تتأدب أخبرت عائلتي والويل لك.. وبعد ساعة اتصل مرة أخرى وأخذ يتودد إلي بأن غايته شريفة وأنه يريد أن يستقر ويتزوج وأنه ثري وسيبني لي قصراً ويحقق لي كل آمالي وأنه وحيد لم يبق من عائلته أحد على قيد الحياة و.. و.. و..

فرق قلبي له وبدأت أكلمه وأسترسل معه في الكلام وبدأت أنتظر الهاتف في كل وقت. وأترقب له بعد خروجي من الكلية لعلي أراه ولكن دون جدوى وخرجت ذات يوم من كليتي وإذا به أمامي.. فطرت فرحاً، وبدأت أخرج معه في سيارته نتجول في أنحاء المدينة، كنت أشعر معه بأنني مسلوبة الإرادة عاجزة عن التفكير وكأنه نزع لبي من جسدي.. كنت أصدقه فيما يقول وخاصة عند قوله لي أنك ستكونين زوجتي الوحيدة وسنعيش تحت سقف واحد ترفرف عليه السعادة والهناء ..

كنت أصدقه عندما كان يقول لي أنت أميرتي وكلما سمعت هذا الكلام أطير في خيال لا حدود له وفي يوم من الأيام وياله من يوم كان يوماً أسوداً ... دمر حياتي وقضى على مستقبلي وفضحني أمام الخلائق، خرجت معه كالعادة وإذا به يقودني إلى شقة مفروشة، دخلت وجلسنا سوياً ونسيت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان" رواه الترمذي، ولكن الشيطان استعمر قلبي وامتلأ قلبي بكلام هذا الشاب وجلست أنظر إليه وينظر إلي ثم غشتنا غاشية من عذاب جهنم، ولم أدر إلا وأنا فريسة لهذا الشاب وفقدت أعز ما أملك.. قمت كالمجنونة ماذا فعلت بي؟
- لا تخافي أنت زوجتي.
- كيف أكون زوجتك وأنت لم تعقد علي.
- سوف أعقد عليك قريبأ.
وذهت إلى بيتي مترنحة، لا تقوى ساقاي على حملي واشتعلت النيران في جسدي.. يا إلهي ماذا أجننت أنا.. ماذا دهاني، وأظلمت الدنيا في عيني وأخذت أبكي بكاء شديداً مراً وتركت الدراسة وساء حالي إلى أقصى درجة، ولم يفلح أحد من أهلي أن يعرف كنه ما فيَّ ولكن تعلقت بأمل راودني وهو وعده لي بالزواج، ومرت الأيام تجر بعضها البعض وكانت علي أثقل من الجبال ماذا حدت بعد ذلك؟؟

كانت المفاجأة التي دمرت حياتي.. دق جرس الهاتف وإذا بصوته يأتي من بعيد ويقول لي.. أريد أن أقابلك لشيء مهم.. فرحت وتهللت وظننت أن الشيء المهم هو ترتيب أمر الزواج.. قابلته وكان متجهماً تبدو على وجهه علامات القسوة وإذا به يبادرني قائلأ قبل كل شيء لا تفكري في أمر الزواج أبداً .. نريد أن نعيش سوياً بلا قيد... ارتفعت يدي دون أن أشعر وصفعته على وجهه حتى كاد الشرر يطير من عينيه وقلت له كنت أظن أنك ستصلح غلطتك.. ولكن وجدتك رجلاً بلا قيم ولا أخلاق ونزلت من السيارة مسرعة وأنا أبكي، فقال لي هنيهة من فضلك ووجدت في يده شريط فيديو يرفعه بأطراف أصابعه مستهترا وقال بنبرة حادة .. سأحطمك بهذا الشريط قلت له: وما بداخل الشريط. قال: هلمي معي لتري ما بداخله ستكون مفاجأة لك وذهبت معه لأرى ما بداخل الشريط ورأيت تصويرأ كاملأ لما تم بيننا في الحرام.

قلت ماذا فعلت يا جبان... يا خسيس..
قال: كاميرات "خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة، وهذا الشريط سيكون سلاحأ في يدي لتدميرك إلا إذا كنت تحت أوامري ورهن إشارتي وأخذت أصيح وأبكي لأن القضية ليست قضيتي بل قضية عائلة بأكملها؟ ولكن قال أبداً .. والنتيجة أن أصبحت أسيرة بيده ينقلني من رجل إلى رجل ويقبض الثمن.. وسقطت في الوحل- وانتقلت حياتي إلى الدعارة- وأسرتي لا تعلم شيئأ عن فعلتي فهي تثق بي تمامأ.

وانتشر الشريط.. ووقع بيد ابن عمي فانفجرت القضية وعلم والدي وجميع أسرتي وانتشرت الفضيحة في أنحاء بلدتنا، ولطخ بيتنا بالعار، فهربت لأحمي نفسي واختفيت عن الأنظار وعلمت أن والدي وشقيقاتي هاجروا إلى بلاد أخرى وهاجرت معهم الفضيحة تتعقبهم وأصبحت المجالس يتحدث فيها عن هذا الموضوع. وانتقل الشريط من شاب لآخر. وعشت بين المومسات منغمسة في الرذيلة وكان هذا النذل هو الموجه الأول لي يحركني كالدمية في يده ولا أستطيع حراكأ؟ وكان هذا الشاب السبب في تدمير العديد من البيوت وضياع مستقبل فتيات في عمر الزهور.

وعزمت على الانتقام .. وفي يوم من الأيام دخل عليّ وهو في حالة سكر شديد فاغتنمت الفرصة وطعنته بمدية. فقتلت إبليس المتمثل في صورة آدمية وخلصت الناس من شروره وكان مصيري أن أصبحت وراء القضبان أتجرع مرارة الذل والحرمان وأندم على على فعلتي الشنيعة وعلى حياتي التي فرطت فيها.

وكلما تذكرت شريط الفيديو خُيل إليّ أن الكاميرات تطاردني في كل مكان. فكتبت قصتي هذه لتكون عبرة وعظة لكل فتاة تنساق خلف كلمات براقة أو رسالة مزخرفة بالحب والوله والهيام واحذري الهاتف يا أختاه .. احذريه.

وضعت أمامك يا أختاه صورة حياتي التي انتهت بتحطيمي بالكامل وتحطيم أسرتي، ووالدي الذي مات حسرة، وكان يردد قبل موته حسبي الله ونعم الوكيل أنا غاضب عليك إلى يوم القيامة.

!!!!!! ومـــا أصعبــــــــــــــــــها من كلمة !!!!!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضحية معاكسة - جمعها وقدم لها الشيخ: أحمد بن عبدالعزيز الحصين








فاعتبـــــــــــــــــــــروا

في شهر العسل !!

<< توبة الداعية "سوزي مظهر" على يد امرأة أوربية >>
"سوزي مظهر" لها أكثر من عشرين عاما في مجال الدعوة إلى الله، ارتبط اسمها بالفنانات التائبات، وكان لها دور دعوي بينهن.. روت قصة توبتها فقالت:

تخرجت من مدارس "الماردي دييه" ثم في قسم الصحافه بكليه الآداب، عشت مع جدتي والدة الفنان "أحمد مظهر" فهو عمي.. كنت أجوب طرقات حي الزمالك، وأرتاد النوادي وكأنني أستعرض جمالي أمام العيون الحيوانيه، بلا رحمة تحت مسميات التحرر والتمدن، وكانت جدتي العجوز لا تقوى علي، بل حتى أبي وأمي، فأولاد الذوات هكذا يعيشون، كالأنعام، بل أضل سبيلا، إلا من رحم الله عز وجل..

حقيقه كنت في غيبوبه عن الإسلام سوى حروفه كلماته، لكنني برغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما.. أخاف من مصادر الغاز والكهرباء؟؟! وأظن أن الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصيه، وكنت أقول في نفسي؛ إذا كانت جدتي مريضه وهي تصلي، فكيف أنجو من عذاب الله غدا؟؟، فأهرب بسرعه من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي.. وعندما تزوجت، ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل، وكان مما لفت نظري هناك، أنني عندما ذهبت للفاتيكان في روما وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على ارتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب.. هكذا يحترمون ديانتهم المحرفه.. وهنا تساءلت بصوت خافت: فما بالنا نحن لا نحترم ديننا ؟!

وفي أوج سعادتي الدنيويه المزيفه، قلت لزوجي أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته، فأجابني: "افعلي ما تريدين، فهذه حرية شخصية!!" وأحضرت معي ذات مره ملابس طويله وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة، وعلى باب المسجد أزحت غطاء الرأس، وخلعت الملابس الطويله، وهممت أن أضعها في الحقيبه وهنا كانت المفاجأه!! اقتربت مني فتاة فرنسيه ذات عيون زرقاء لن أنساها طول عمري، كانت ترتدي الحجاب.. أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي، وقالت بصوت منخفض: "لماذا تخلعين الحجاب؟ ألا تعلمين أنه أمر الله!!"؛ كنت أستمع لها في ذهول، والتمست مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق، حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجم، وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول سألتني: "أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ أتفهمين معناها ؟؟ إنها ليست كلمات تقال باللسان، بل لا بد من التصديق والعمل بها.." لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة.. اهتز قلبي، وخضعت مشاعري لكلماتها ثم صافحتني قائله: "انصري يا أختي هذا الدين.."


خرجت من المسجد وأنا غارقه في التفكير لا أحس بمن حولي، ثم صادف في هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهره إلى ، وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا، ويفعلون كالحيوانات، بل إن الحيوانات لتترفع من أن تفعل مثلهم، ويخلعون ملابسهم قطعه قطعه على أنغام الموسيقى.. كرهتهم، وكرهت نفسي الغارقه في الضلال؛ لم أنظر اليهم، ولم أحس بمن حولي، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس..

عدت إلى القاهرة، وبدأت أولى خطواتي للتعرف على الإسلام.. وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينه والسكينه، ولكني أقترب إليها كلما صليت وقرأت القرآن، واعتزلت الحياة الجاهليه من حولي، وعكفت على قراءة القرآن ليلا ونهارا، وأحضرت كتب ابن كثير وسيد قطب وغيرهما، كنت أنفق الساعات الطويله في حجرتي للقراءه بشوق وشغف.. قرأت كثيرا، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال، وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات، ورفض زوجي في بداية الأمر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهليه، لم أعد أختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم، ولم أعد أصافح الذكور، وكان امتحانا من الله، لكن أولى خطوات الإيمان هي الاستسلام لله، وأن يكون الله ورسوله أحب ألي مما سواهما، وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي، ولكن الحمد لله، فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير، وهدى الله زوجي إلى الإسلام، وأصبح الآن خيرا مني، داعية مخلصا لدينه، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا..

وبرغم المرض والحوادث الدنيوية، والإبتلاءات التي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العائدات إلى الله - محمد بن عبدالعزيز المسند
9
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
فاعتبـــــــــــــــــــــروا



تفنى اللـذاذة ممـن ذاق صفوتها


شاب يقول: فى آخر حياتي بعد أن أنهيت الثانوية جاءني أحد رفقاء السوء قال: يا فلان أتحب السفر معنا قال إلى أين قال إلى تلك البلاد الآسيوية .

"بلادٌ آسيوية فيها المنكر والفساد جهاراً نهارا بأبخس الأثمان "

قلت كيف ؟ قال أذهب واطلب من أبيك المال وسافر معنا . قال فجئت إلى أبى "وانظروا إلى الآباء الغافلون" فقلت يا أبى لقد نجحت في الثانوية وحصلت على التقدير العالي أُريد مكافأة .

قال الأب ماذا تريد قال أريد مالا لأذهب إلى السفر مع أصحابي، فقال الأب إلى أين ، قال إلى تلك البلاد . فقال الأب لا بأس!! فأعطاني المال وسافرت لأول مرة يقــول والغريب أننى رأيت شباب من أبناء بلادنا -عــرب- دخلوا أماكن حمراء-أماكن مظلمة-أماكن فيها الفساد والشهوات – يفعلون الفواحش والمنكرات – قال فدخلت معهم وفعلت ما لم أكن أظن أني أفعله في حياتي يوما من الأيام ! فعلت المنكرات ! فعلت الفواحش !يقــول فتلذذت مرة بعد أخرى، يقول فرجعت إلى بلادي فاشتقت إلى الرجوع ، فأخذت من أبى مالاً مرة أُخرى !!!،

يقول فذهبت وهكذا توالت السفرات بعد السفرات يقول حتى وقعت فى وقــر المخدرات ...اسمع ما يقول ! يقول: حتى إذا نفدت الأموال أخذت اسرق الأموال لأسافر إلى تلك البلاد.السفر سار في دمى والمخدرات تجرى فى عروقي يقول فمرت الأيام والسنون حتى جاء هذا اليوم ! اسمع ما يقول ! يقول أحسست بإعياءٍ شديد وأنا فى إحدى البلاد الغربية ، يقول فسقطت فى الفراش فذهب بى أصحابي للطبيب يقول وبعد التحاليل وبعد الفحوصات ، جاءني الطبيب يفاجأنى ، قال لى : يا فلان إن الأمر صعب ، قال أخبرنى يا طبيب ، قال بعد التحاليل أكتشفنا فى الدم أنك مصاب بفيروس الإيدز ........!!!!!!

يقول كأن الدنيا قد أظلمت عليَ، أحلامى تبددت ! كل الدنيا قد اسودت في وجهي ! ضاقت عليَ الأرض بما رحبت .... أيها الطبيب ربما أخطأتم ، قال الطبيب سنعيد الكره ، وأعادوا التحاليل مرة أخرى لكن النتيجة هي النتيجة يقول فذهبت إلى طبيب أخر وإلى مستشفى أخرى ... ولكن !!! النتيجة هي النتيجة. يقول فرجعت إلى بلادي مسود الوجه قد أظلمت الدنيا أمامي ، يقول أنا الآن أكتب إليكم قصتي وأنا على فراش المــوت أنتظر ماذا؟ أنتظر المــوت..... أتدري يا أخي ما الذى يحصل إن الإيدز أوله فضيحة وعار ، وتمر به الأيام وهو على فراش الموت ملقى ربما شهور ثم يبدأ بعد ذلك تنهار قواه ثم يصاب بشلل فى الجسم لأن الفيروس يصيب المخ وتمر به الأيام حتى يصير على الفراش ملقى لا يستطيع أن يقضى حاجته بنفسه ...!!!

رأيت أين المتعة؟ أين الشهوة ؟ أين السهرات ؟ أين الفتيات ؟ أين السفرات ؟ كلها قـد ذهبت ...... على الفراش لا يقرب منه أحب الناس إليه ، كل الناس قد هربوا منه ، يخافون أن ينتقل المرض إليهم ، فإذا ذكروا فلان أسود وجه أبيه وأظلمت أمه ودمعت أعيونهم ... ابنهم على الفراش ينتظر الموت ، ثم تمر به الأيام فيذهب شئٌ من عقله فيصاب بالجنون ، ثم يأتيه ألم شديد يأخذه من رأسه إلى رجله وربما يظل على هذه الحالة سنة أو سنتين ، يتمنى الموت ولا يموت، يتمنى الموت ولا يدركه،إلى أن يقبض الله عزوجل روحة فإنا لله وإنا إليه راجعون.

تفنى اللـذاذة ممـن ذاق صفوتها .... من الحـرام ويبقى الأثـمُ والعـارُ
تبقى عواقـب سـوء فى مغبتها .... لا خير فى لـذةٍ من بعـدها النار


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شريط قصص من الواقع للشيخ / نبيل العوضى





فاعتبـــــــــــــــــــــروا

من حفر بئراً لأخيه

قال السيد نعمة الله الجزائري (رحمه الله): حكى لي من أثق به:

إن رجلا في إصفهان كانت له زوجة.. فاتفق أنه ضربها بعصي فماتت من غير أن يتعمد قتلها، فخاف من أهلها وما اهتدى إلى الحيلة في أمره.

فأتى إلى رجل واستشاره في ذلك الأمر.

فقال له: أعمد إلى رجل صبيح الوجه، وأدخله بيتك واقتله واجعله بجنب المرأة المقتولة، فإذا سألك أقاربها فقل: رأيت هذا الرجل معها فقتلتهما.

فاستحسن الرجل كلامه.. فبينما هو جالس على باب داره نظر إلى شاب مار في الطريق فطلبه وأحسن صحبته، ثم كلفه الدخول إلى داره فأدخله وأطعمه، ثم حمل عليه بالسيف فقتله .. ولما أخبر اهل زوجته بخيانتها، قالوا: نعم ما فعلت.

‎ثم إنه كان لذلك الرجل الذي أشار عليه ولد حسن الوجه، فافتقده ذلك اليوم ولم يجده، فأتى إلى صاحبه وقال: هل فعلت ما أشرته عليك؟.

قال: نعم.

قال: أرني الذي قتلته.

فأدخله داره فنظر إلى المقتول فإذا هو ولده، فحثى التراب على رأسه.

وظهر قوله (عليه السلام) : (من حفر لأخيه المؤمن بئرا أوقعه الله في بئره)



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرر الحكم ودرر الكلام ص 419 ح 9606





فاعتبـــــــــــــــــــــروا

أب يحرق ابنته :


أب يحرق ابنته..قصة تهز القلوب وتدمع العيون
فتاة في سن الشباب والدها يوفر لها كل ما تريد :
غرفة نوم خاصة هاتف جوال , سائق , تلفاز , قنوات فضائية ...
ولكن للأسف قام والدها بحرقها .. !!!
ولكن ألم يكن يحبها ؟؟
ألم يكن يوفر لها كل ما تريد ؟؟
ألم يكن قد أزال من قاموسه _ مع ابنته _ كلمة لا حتى لا يتكدر خاطرها ...؟؟؟
إذا لماذا يحرقها وهو يحبها كل هذا الحب .. ؟؟؟

نعم .. لقد أحرقها حينما تغافل عن قول الله تعالى :
( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)
أليس هو الذي حرص عليها في كل شيء إلا في ما يقربها من الله والجنة ويباعدها عن النار ؟؟؟
أليس هو الذي لم يكلف نفسه يوما بأن يتفقد ابنته في الصلاة وهو يراها تسهر غالب الليل وتنام غالب النهار
أليس هو الذي لم يأمر ابنته يوما بارتداء الحجاب الكامل الذي يسترها وهو يراها في كل يوم تخرج متبرجة
مرة بنقاب وأخرى بلثام بل وربما خرجت بغير غطاء للوجه وهو يعلم أن الحجاب واجب بنصوص الشرع

كم قال تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها ) رواه الترمذي وابن حبان

أليس هو الذي سمح لها بالخروج مع السائق بدون محرم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )
أليس هو الذي أحضر لها الصحف والمجلات الساقطة التي تدعوا إلى نزع الحجاب وإلى الغناء ولا تكاد تخلو من صور ذوا ت الأرواح ..
أليس هو الذي أحضر لها التلفاز والقنوات الفضائية وهو يعرف أنً هناك أكثر من 500 قناة فضائية مابين عربية وأوربية وأمريكية وآسيوية تنشر انحرافاتها العقدية والأخلاقية ..
فماذا يتوقع أن يكون مصيرها يوم القيامة بعد هـــذا كله إن لم تتب ؟؟
وهل يتوقع أنه لن يسأل عنها يوم القيامة ؟؟
قال الله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤلون )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أحد الأخوات / الرياض
فينوس
فينوس
زهره الخليج


مشكوره على هالقصص .. ابلغ وسيله لوصول النصيحه : القصص
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
شكرا لك أختي الحبيبة فينوس ..




فاعتبـــــــــــــــــــــروا

دمعة غدير

كم بكيت لأن فستاني لا يعجب الحاضرات .. !!

كم بكيت لأن فريقي المفضل خسر المباراة .. !!

كم بكيت لضياع النسخ الأصلية لأشرطة غناء فناني المفضل .. !!

كم بكيت لأن تجعيد شعري لم يعجب الحاضرات .. !!

كم بكيت .. وبكيت ..

كدت أنتهي .. وبكائي لا ينتهي ..

كنت أبكي بحثا عن السعادة ..

وبينما أنا في دياجير الظلام .. وصحاري التيه ...

هداني ربي إلى بصيص من النور ..

ساقه إلي عبر شريط إسلامي ..

كان بالنسبة لي نقطة تحول ..

أسأل الله أن يحرم اليد التي قدمته لي على النار

* بفضل الله عدت .. وما أجملها من عودة ..

وبفضل الله حييت .. وما أجملها من حياة ..

وبفضل الله بكيت .. وما أجمله من بكاء ..

بكيت حسرة وندما على الماضي ..

على أيام الغفلة والضياع ..

* دمعه الماضي دمعة ..

ودمعة الحاضر دمعة ..

لكن شتان بينهما ..

دمعة الماضي عذاب ..

وإحباط ..

أخشى أن تكون حسرة علي يوم القيامة ..

ودمعة الحاضر خشية ..

وسعادة ..

وسمو ..

وأُنس ..

أرجو أن تكون سببا في أن يظلني الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
غديـــر
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
فاعتبـــــــــــــــــــــروا


هذه قصة وقعت في اليمن - حضرموت

هذه قصة وقعت في اليمن - حضرموت - القطن
جاء رجل معه سيارة شاحنة ( DYNA) إلى مغسلة سيارات للتغسيل وكانت في السيارة نقود لصحاب السيارة ، وكان المنظف بعد ما أتم تغسيل السيارة ، قام بعملية التصفية بواسطة ضغط الهواء

وأثناء قيامه بهذه العملية تناثرت النقود وهو لا يعلمها ، فقام على نياته وجمع هذه النقود ليردها إلى مكانها وأثناء ذلك جاء صاحب السيارة وأتهمه بالسرقة لمبلغ (10000) ظلماً وزوراً ،
وكان الرجل - أي المغسل - حالته المادية ضعيفة جداً
... بلغ صاحب السيارة الشرطة وقاموا بإحتجازه وكانت مع الرجل - أي المغسل شاة يملكها ويسقي ولده من لبنها كل يوم
فباعها بخمسة ألف ريال وهو يبكي على بيعها لأنه كانت تغذي ولده
أما بقية المبلغ قام أحد أقاربه بجمعها له وأخرجوه من السجن
فدعاء ذلك الرجل الله سبحانه وتعالى فقال ( اللهم أصبه في ماله وأهله )
وصاحب السيارة بعدما أخذ العشرة الألف المذكورة ظلماً ..... قام يشتري قات هو وأصحابه ويخزنون بها القات في جبل وكانت سيارة الرجل تحت صخرة وهم - أي الأشخاص بعيدين عنها - فخرت الصخرة على السيارة وأتلفتها بالكامل وإلى هذه اللحظة باقية آثارها ، فعرف الرجل أنها دعوة من المظلوم فذهب إلى الر جل ويستسمحه ."


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليمن / حضر موت





فاعتبـــــــــــــــــــــروا

التابوت


وها هم أربعة من الشباب ، كانوا يعملون في دائرة واحدة ، مضت عليهم
سنين وهم يجمعون رواتبهم ، فاذا سمعوا ببلد يفعل الفجور طاروا اليها وبينما هم في ذات يوم جالسين اذ سمعوا ببلاد لم يذهبوا اليها ، وعقدوا العزم
أن يجمعوا رواتبهم هذه المرة ليسافروا الى تلك البلاد التي حددوها . وجاء وقت الرحلة وركبوا طيارتهم ومضو الى ما يريدون ، ومر عليهم أكثر من اسبوع في تلك البلاد وهم بين زنا وخمور ، وأفعال لا ترضى الرحمن ، بينما
هم في ليلة من الليالي ، وفي ساعة متأخرة من الليل ، يجاهرون الله تعالى بالمعصية والفجور ، نعم بينما هم في غمرة اللهو والمجون اذا بأحد
الأربعة يسقط مغشيا عليه ، فيهرع اليه أصحابه الثلاثة فيقول له أحدهم في تلك الليلة الحمراء ، يقول له : يا أخي ، قل لا اله الا الله ، فيرد الشاب --عياذا
بالله--: اليك عني ، زدني كأس خمر ، تعالى يا فلانة ، ثم فاضت روحه الا الله وهو على تلك الحال السيئة ، نسأل الله - تعالى - السلامة والعافية .

ثم كان حال الثلاثة الآخرين لما رأوا صاحبهم وما آل اليه أمره أنهم أخذوا
يبكون ، وخرجوا من المرقص تائبين ، وجهزوا صاحبهم ، وعادوا به الى
بلاده محمولا في التابوت ، ولما وصلوا المطار فتحوا التابوت ليتأكدوا من جثته ، فلما نظروا الى وجهه فاذا عليه كدرة وسواد -- عياذا بالله --.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من احدى المواقع الاسلامية





فاعتبـــــــــــــــــــــروا

حسن الخاتمة


‏ثبت في الصحيحين من حديث ابن هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. وذكرمنهم .. شاب نشأ في طاعة الله) وثبت عن أنس بن النضر رضي الله عنه قال يوم أحد (واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها من وراء أحد)!!
حدثني الدكتور قائلاً :

اتصلت بي المستشفى وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف .. فلما وصلت إذا بالشاب قد توفي رحمه الله .. ولكن ما هي تفاصيل وفاته .. فكل يوم يموت المئات بل الآلاف .. ولكن كيف تكون وفاتهم ؟!! وكيف تكون خاتمتهم ؟!!

أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ فأسرع والداه جزاهما الله خيراً به إلى المستشفى العسكري بالرياض ولما كانا في الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال ؟؟ هل كان يصرخ ويئن ؟! أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟! أم كان يتسخط ويشكو ؟! أما ماذا ؟!
يقول والداه كان يقول لهما : لا تخافا !! فإني ميت .. واطمئنـا .. فإني أشم رائحة الجنة .. ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في الإسعـاف .. حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه .. فكان يقول لهم : يا إخواني إني ميت لا تتعبوا أنفسكم .. فإني أشم رائحة الجنة !!

ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلّم على إخوانه ثم نطق بالشاهدتين!! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. ثم أسلم روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى !!

الله أكبر !!!

ماذا أقول ؟ وبم أعلق ؟ أجد أن الكلمات تحتبس في فمي .. والقلم يرتجف في يدي .. ولا أملك إلا أن أردد وأتذكر قول الله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ولا تعليق عليها(إبراهيم آية 27).

ويواصل محدثي حديثه فيقول : أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى بالمستشفى وكان أن شاهد هو الآخر عجباً ! .. كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم !!

أولاً : رأى جبينه يقطر عرقاً ... قلت لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمن يموت بعرق الجبين .. وهذا من علامات حسن الخاتمة !!
ثانياً : يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونه كأنه لم يمت وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم !! ومن المعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشباً !!
ثالثاً : كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه .. سبحان الله ..!!
ما أجملها من خاتمة .. نسأل الله حسن الخاتمة !!

أحبتي .. القصة لم تنته بعد !!

سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟!

أتدري ما هو الجواب ؟!

أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات … أم يغطُّ في نوم عميق حتى عن الصلوات … أم مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟
أم ماذا يا ترى كان يصنع ؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي القارئ أنك تتمناها .. أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة ! .
قال والده : لقد كان غالباً ما يقوم الليل … فيصلي ما كتب الله له وكان يوقظ أهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة وكان محافظا على حفظ القرآن … و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية … !!

قلت صدق الله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم) فصلت آية 32 ....



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير .. دار السنة بالخبر





فاعتبـــــــــــــــــــــروا

توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان !!


أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …

اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً …

هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …

وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!

أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت إين زوجي وأولادي ؟!

هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟!

لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .

أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟! ماذا تتوقعون ؟!

توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …

فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …

وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى … فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .

وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …

إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!

ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …

لقد استنار وجهها !!

نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع نوراً …

وهكذا كانت نهايتها …

قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )15

ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .

ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات ، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ، ونفّس الله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟ قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .

ومحل الشاهد قوله أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .

ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد :… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …

فقلت له : يا أخي الكريم لقد حصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!

قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !!

فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام الليل ؟!

إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا …

قال تعالى " كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون "

إذا ما الليـل أقبـل كابدوه......فيسفـر عنهـم وهم ركوع

أطار الخوف نومهـم فقاموا......وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم ركوع......أنين منـه تنفرج الضلـوع


وصدق الله ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ( السجدة 16/17) .

نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر )






فاعتبـــــــــــــــــــــروا

* * فتاة تروي قصة أختها الشهيدة * *

هذه قصة لفتاة اماراتية منقولة من أحد المواقع ( والعبرة لمن اعتبر) ..


لي أخت ماتت في عز شبابها وبطريقة بشعة جداً حيث قتلت على يد زوجها طمعاً في ثروتها التي تقدر بالملايين وطمعاً ايضا في بوليصة التأمين التي كانت عملتها ايضاً بمليون درهم إماراتي وقد سجلت في البوليصة بأن زوجها يكون المستفيد الاول في حال وفاتها طبيعياً او في حادث وقد سافر معها الى كندا في رحلة ووضع لها مخدر في الحليب ثم اخذها الى غابة وذبحها مثل الخروف بعد أن طعنها 23 طعنة في رقبتها .

لكن ربنا كان له بالمرصاد حيث شاهدوه رجلان كانا يمارسان رياضة الركض في الغابة وبلغوا الشرطة ومسكوه بالمطار بعد ساعتين وهو يأخذ الطائرة للرجوع الينا في دبي ، أختي الشهيدة كانت مهندسة معمارية وكانت تساعد جميع الناس من فقير ومريض وكانت تخصص رواتب شهرية للعوائل الفقيرة وبعد وفاتها إكتشفنا بأنها كانت تكفل أيتام من الأردن وفلسطين والعراق غير أنها لم تكن متحجبة ولم تكن تصلي فقط في رمضان حيث كانت تصلي وتصوم لكنها وفي كل سنة تخرج زكاتها وكانت عندما تتصدق لا تعرف يدها اليسرى ماذا تعطي يدها اليمنى .


المهم أثر موضوع قتل أختي التي كانت توأم روحي بشكل فظيع على صحتي وبدأت أراجع الأطباء النفسانيين ، وأراجع علماء الدين وأقرأ لها القرآن دون إنقطاع وقد دعوت دعوة من رب العالمين أن أرى منزلتها هناك في الاخرة ، وإذ أراها في رؤيا بعد يوم واحد من دفنها حيث إستغرق الموضوع أسبوع الى أن جلبنا جثمانها من كندا وإذا أراها جميلة جداً جداً وترتدي ثوب أبيض مائل الى البيج وهي تغني وترقص وحضنتها وقبلتها وقلت لها أين أنت؟؟ فقالت أنا في الجنة وبدأت تروي لي كيف قتلها زوجها وقالت لي بأن زوجها سوف يأخذ حكم مؤبد مدى الحياة

( للعلم هذا الحلم رؤيته قبل سنتين ، وأما حكم المحكمة في كندا ظهر في تاريخ 17/3/2002 ، وكان الحكم مطابقا لما ذكرته أختي لي في الرؤيا وكذلك أحداث الجريمة جاءت مطابقة لما قالته لي ، وايضا القانون في كندا لا يوجد عندهم إعدام )


قلت لأختي في الحلم وهل يا أختي أنتم هنا في الجنة جميعكم بهذا الجمال فقالت نعم وأنا تزوجت من الولدان الذي ذكرهم رب العالمين في القرآن فقلت لها وأين رب العالمين فأنا لا أرى شيء فقالت رب العالمين هناك وراء الحاجز ونحن في البرزخ وأذكرك يا أختي بأن هنا في الجنة يوجد عبادة عبادة وحور العين وأنهار ولؤلؤ منثور فإهتز بدني وقالت لي يا أختي أنا أعرف بأنك سوف تعتنين بأولادي وجزاك الله خيراً فوصيتي بأولادي الأيتام فقد شفعوا لي الأيتام الذين كنت قد كفلتهم ( بعد هذه الرؤيا عرفنا بأنها كانت تكفل ايتام) ثم قالت لي يا أختي أبي سوف يتوفى بعدي ( وفعلا والدي رحمه الله توفى بعد موت اختي بأشهر )


ثم قالت لي هل تريدين ان تأتي معي هنا في الجنة فقلت نعم فبدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم فقلت لها مهلاً أنا لا أستطيع أن أحفظ بهذه السرعة ليتني أجلب قلم وورقة فضحكت وقالت اقرأي يا أختي سورة الحشر وخصوصا خواتمها ، بعدها رفعت رقبتها وإذا بها مجروحة بجرح عميق دون دم فصرخت وقلت لها ما هذا فقالت وهي حزينة وتبكي بالأمس مررت على عرش رب العالمين وكان يتكلم عن الحساب والعقاب فصرخت وقلت لها وهل عذبك هل عذبك ؟؟ فقالت لا يا أختي أنا شهيدة والشهيد لا يعذب ولكن كان عتاب من رب العالمين حيث لا تنسي يا أختي انني ايضا كانت لي أخطاء في حياتي وودعتني وذهبت

فزعت من النوم وإذا بالمؤذن يؤذن لصلاة الفجر وأنا أرتجف من الخوف فقمت وصليت ودعوت ربي لها بالمغفرة وقلت في نفسي إنها شهيدة ولم تعذب وكانت رقبتها محفورة وكان هذا فقط عتاب ، فكيف والعياذ بالله لو كان عذاب ، ومن وقتها قلبي يخشع وعيني تدمع ليس على أختي الشهيدة فقد رأيت منزلتها عند رب العالمين وإنما علينا نحن البشر الذين لا نعرف مصيرنا ، فياليتنا ندرك ما قد بقى لنا من الوقت والحياة لنتضرع الى خالقنا ليعفو عنا ويستغفر لنا إنه السميع المجيب.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من احدى المواقع





فاعتبـــــــــــــــــــــروا




رأى ابتسامتها تشرق نوراً يزري بضوء الشمس والقمر .. وتماهت في سحابة بيضاء ..
الموعـــــــــــد ............. لم يحـــــــــن بعـــــــــد



استيقظ مذعوراً على صوت أنّاتها التي تنفثها من قرارة صدرها ، كعادتها خلال شهور مرضها ، أسرع إلى المطبخ ، فتح الثلاجة .. عاد إلى غرفة نومها ، ( عفواً ) بل إلى غرفة مواجعها وآلامها ، وضع الماء والدواء على نضدٍ بجوار سريرها ، أضاء النور .. لم يجدها على السرير ، ترى أين ذهبت ؟

فتش عنها في زوايا بيته ذي الغرفتين فلم يجدها ، يخرج من غرفة يدخل الأخرى يعود إلى الأولى بلا وعي كادت الدهشة تعصف به ، فمال على الجدار ، أحس ناراً تضطرم في صدره ، حاول إطفاؤها بالدموع التي تزدها إلا اضطراماً ، لقد استيقظت في نفسه صورتها وهي محمولة على الأعناق في طريقها إلى مثواها الأخير في هذه الدنيا وهو يودعها ، ويودع معها قلبه ، وسعادته ، ويعود بذكرياته التي لم يستطع الموت أن يحرمه منها ايضاً … يلتفت إلى نفسه ليستأنف معها الحديث الذي بدأه قبل أن يغلبه النوم ، من لك بعدها ؟ لقد أصبحت وحيداً تجتر الذكريات الجميلة لتبللها بدموعك ، ثم تبتلعها مرة أخرى .. بينما هو كذلك سمع صوتا ندياً سابحاً في هدأة السحر .. إنه مؤذن الحي بنادي لصلاة الفجر .

لقد أحس هذا النداء موجهاً إليه وكأنه يقول :

إن الله أكبر مما أنت فيه .. إن الله أكبر منك ، وأقدر على إسعاد زوجتك .. إنها إلى جوار ربها وهو ألطف بها منك .. إن الله يبتليك ليمتحن صبرك ، ويجزل أجرك ، ويرفع منزلتك .. أحس النار في صدره تخبو قليلاً ، فأراد أن يطفئها بالوضوء ، فتوضأ بماء تخالطه الدموع ، ومشى إلى المسجد ، فأدرك من تلاوة الإمام :

( وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .

فحلّق في عالم نوراني لا يعرفه إلا المؤمنون .

انتهت الصلاة وسلم الإمام فسلم خلفه ، واستند إلى أحد أعمدة المسجد ، يردد أذكار الصباح ، غافلته عيناه فاستسلم في نعاس خفيف .. فرآها تطل عليه في أحلى صورة فوقف أمامها مبهوراً من جمالها .. اقتربت منه وتبسمت ، فرأى ابتسامتها تشرق نوراً يزري بضوء الشمس والقمر . لا إلله إلا اللـــــــــــــــــــــــــــــه

ومما زاد عجبه أنه رأى جسدها من وراء ثيابها ، ورأى من خلالها الأشجار التي وراءها ، ووجد ريحاً طيباً لم يعرف له من قبل مثيلاً ..

لم يتمالك نفسه فحاول أن يضمها إلى صدره ، فتراجعت وهي تردد : ليس الآن ، أنا في انتظارك ، وتماهت في سحابة بيضاء ... أي جسد تحمله تلك السحابة أي قلب أي روح تحمله إنها روح عاشت وماتت على الايمان إنها روح مفعمة بحب ربها وملئى بالايمان لا الــــه إلا اللــــــــــــــه

تنبه من غفوته وهو يناديها ، وأنظار المصلين ترشقه بسهام الإشفاق والاستغراب ، فانسلَّ من المسجد وصورتها الجميلة لا تزال تضيء له الطريق .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابراهيم مضواح
أبها – رجال ألمع
مجلة الأسرة / العدد 54



يتبع >>>>>>>>>>>>>
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
قال الله تعالى " لقد كانَ فى قَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثاً يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديهِ وتفصيلَ كُل شئٍ وهدىً ورحمةً لقومٍ يُؤمِنُون"

قال تعالى "إن هذا لهو القصص الحق وما من إلهٍ إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم "

قال تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص بمآ أوحينآ إليك هذا القُرآن وإن كُنت من قبله لمن الغافلين "





فاعتبـــــــــــــــــــــروا




الحـــــور العين ينتظــــــرن


سألته ما أخبار صاحبك الذي أرجعنا بسيارته الشبابية ( كوبيه ) فلم أره منذ فترة ؟

قال لي : أو ما علمت بخبره ؟!

تفاجأت .. تأملت وجهه لعلي أقرأ فيه الخبر ، وإذا به يقول كان شاباً من الشباب الذين منّ الله على آبائهم بالثروة ، والجاه ، فأصبح يتقلب بنعمة الله يمن ويسرة دون أن يعرف لنعمة حقها ، ولمنعم شكره كحال كثير من شباب اليوم .

وذات مرة قال لي : لم تُصلي بالناس إذا غاب إمامهم ؟!
ثم قال بلغة جادة ألا أقدر أن أصلي مكانك ؟

قال صاحبي : فما أردت جرح مشاعره ، وقلت له إن الإمامة صعبة ، ولا يقدر عليها كل أحد ، وأنت بحاجة إلى حفظ القرآن كي تؤم المسلمين .

ذهب الشاب متأثراً . يقول صاحبي ومن وقتها بدأت ألحظ عليه التغير ، وظننت أنها فترة من الزمن ثم يعود كما كان ، إلا أنه جاءني بعد فترة وأخبرني أنه حفظ خمسة أجزاء ، ثم سبعة ، ثم امتنع أن يخبرني أين بلغ .

أخيراً سلمني المصحف وقال سلني من أي جهة شئت من المصحف .

مرت الأيام وأصبح مطلوباً من عدة مساجد ليصلي بهم بعد أن حفظ القرآن ، وكان صوته جميلاً مجوّداً ، إلا أنه سافر إلى مكة ليكمل دراسته الجامعية في جامعة أم القرى وقد أخذت جماعة أحد المساجد عهداً منه أن يرجع إليهم في رمضان ليصلي بهم التروايح .

انقطعت أخباره عنا فترة من الزمن ، ثم جاءنا الخبر أن صاحبنا في غرفة الإنعاش ، تساءل الجميع ما الخبر ؟!
سافر إليه بعض الشباب الذين يعرفونه ، دخلوا عليه سلموا عليه ، إلا أنه كان في واد غير وادهم .

سألوا عن السبب .. فقيل لهم أنه ذات مرة كان برفقة مجموعة من الشباب الصالحين ، خرجوا للنزهة ، وفي المساء تأهبوا للنوم في الخيمة .. قام يسامر خلانه ، ويذكر لهم قصصاً عن الزواج والمتزوجين ، فقال أحدهم :
لعلك بنيت أو نويت .
قال أما في الدنيا فلم يحدث حتى الآن ، لعلي مع الحور العين إن شاء الله .

قام يصلي بعد ذلك ما شاء الله له من الليل ، وقرأ من القرآن ما تيسر ، ثم نام الجميع بأمن وأمان .

قام أحدهم آخر الليل يجهز لإخوانه ماء دافئاً للوضوء ، فالطقس شديد البرودة ، حاول إيقاد الغاز فما استطاع ، بذل جهده إلا أنه عجز عن إقناع النار في الظهور .. فجأة وفي محاولة يائسة اشتعلت النيران من فوهة قارورة الغاز بشكل مخيف ، أطار عقل هذا المسكين الذي لم يعد يعرف كيف يتصرف ، فما كان منه إلا أن رمى القارورة باتجاه باب الخيمة حتى لا تؤذي إخوانه ، ولكنها مرت بطريقها على مجموعة من الشباب من ضمنهم صاحبنا الذي كان أشدهم إصابه ،
فنقل للإنعاش ، وهناك زاره من زاره وهو لا يعبأ بأحد جاءه ولا يحس به .

ظل ثلاثة أيام رافعاً سبابته إلى السماء دون أن يحادث أحداً ، وكأنه يودع الدنيا وزخرفها ، وينظر من خلف أستارها إلى الحور العين اللاتي ينتظرنه منذ البارحة إن شاء الله ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر السوادي / الرياض
مجلة الأسرة - العدد 55





فاعتبـــــــــــــــــــــروا




سلمــان يا حـبـيــبـــــي


أخذت أرمقه بعيني وهو متجه نحوي .. يسير مرة ويناغي بأعلى صوته وأنا أشجعه .. هيا يا حبيبي تعال .. تعال إلى ماما .. فما إن وصل إلي ضممته إلى صدري وأخذت أقبله وأقبل يديه الصغيرتين تشجيعاً مني على نجاحه الذي حققه لوصوله إلى هدفه

وبينما كنت أقبل يدي الصغيرتين ..
تذكرت تلك الأيادي الصغيرة التي تحمل الحجارة وتقذف بها أحفاد القردة والخنازير ..
تذكرت تلك الأنامل البريئة التي عرفت الحجارة منذ نعومة أظفارها ..
بل تذكرت يد محمد الدرة وهو يحاول صد طلقات الرصاص بيديه الداميتين ..
تذكرت جراحات أمتي الدامية هنا وهناك ..
أم ثكلى تبكي على قتل وليدها وأسرة تبكي قد رحل شهيدها ..

كادت الدمعة أن تخنقني .. سقطت من عيني دمعة وتتابعت بعدها الدمعات ..
انقطع صوت وادي عن المناغاة وهو يتابع سقوط تلك الدموع من مقلتي ..

ضغطت على يدي الصغيرتين وأخذت أخاطبه وكأني أخاطب شخصاً كبيراً يعي ما أقول ..

" سلمان يا حبيبي .. سلمان يا قرة عيني ويا فلذة كبدي .. عليك عقدت آمالي .. وفي خطاك رسمت أحلامي .. وبين يديك أسكب آهاتي وآلامي ..
أمجاد أمتنا ثوب أضعناه .. وهوان أمتنا كأس شربناه .. الذل يأسرنا .. والهوى يسيرنا والعدو في حمانا وربانا يرتع ..
هموم أمتنا قد شيبت شعري .. قد أحرقت كبدي .. أطارت النوم من عيني ومن خلدي ..
جراح أمتنا تصيح بنا من ألم ومن كمد .. وما لندائها من رجل .. وما لندائها من بطل .. وما لندائها من أسدي ..
في القلب هم وغم وآلام وأحزان على ماض أضعناه وعن حاضر قد دفناه بعد أن قتلناه ..

سلمان يا حبيبي كن شمعة تنير الظلام .. كن أسداً بين آلاف النيام .. كن سيفاً في حمى الحق وفي وجه اللئام .. كن ربيعاً بعد خريف الآلام ..
قم وامسك الحق بقوة لا بالتغني بل كن مناراً مثلما كانوا .. كن يا حبيبي كما كانوا .. فلو لم تكن كما كانوا فلن ترتدي ثوب العز أبداً .. ولن تشعل شموع النصر غدا .. ولن تنزع شبح الذل عن أمتنا أبداً سرمداً ..

سكت برهة ثم أخذت أسأل نفسي ما الذي جعلني أخاطب صبياً صغيراً لا يعي ما أقول .. ثم ازدادت الحرقة .. في قلبي وكادت الدمعة أن تخنقني ..
يا ترى أهي هموم أمة قد كوت قلبي .. أم هي أحلام وآمال خبأتها في خلدي ..
رفعت رأسي إلى السماء .. وعلقت قلبي بمن يسمع النداء ..
رباه لا أملك إلا الدعاء اللهم أصلح ولدي .. اللهم ارزقني ذرية كلهم مجاهدين في سبيلك .. علماء عاملين .. رهبان بالليل فرسان بالنهار لا يخافون في الله لومة لائم ..
اللهم أصلح بهم البلاد والعباد وارفع بهم رايات الجهاد وقمع بهم رايات الزيغ والفساد .. ودك بهم عروش الكفر والإلحاد ..
اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين ..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم سلمان



>>>>>>>>>>>>>