السنيدي : ماذا قدم الإعلام العربي لصناعة الهوية ؟

الملتقى العام

تحفظ على تسمية "القنوات الإسلامية" وتحدث عن ثقافة الصورة

السنيدي : ماذا قدم الإعلام العربي لصناعة الهوية ؟


تركي العبدالحي (سبق) الخبر: استضاف المنتدى الثقافي للشيخ حسن بن عبدالكريم القحطاني رحمه الله في مدينة الخبر الدكتور فهد بن عبدالعزيز السنيدي الإعلامي السعودي المعروف والأكاديمي بجامعة الملك سعود ، وكانت الأمسية الثقافية بعنوان " أثر الإعلام في الصراع على الهوية " تحدث فيها الدكتور السنيدي عن قضايا الإعلام وأثره على الهوية والقيم .
وتحدث الدكتور السنيدي عن كثير من المشاكل الإعلامية التي أحدثت شرخا ً في الهوية كما أورد العشرات من الأرقام والدراسات الموضوعية حول الإعلام العربي والإعلام العالمي بشكل عام ، وأوضح السنيدي أننا في السابق كنا نتوقع أن المشكلة الإعلامية ستكون من الغرب لكننا لم نتوقع أبدا ً أن المشكلة الإعلامية الهادمة للهوية هي من لدنا واستشهد بقول الشاعر : " من دون صهيون بذتنا صهاينا ... " .
وعن المؤثرين الإعلاميين في البيوت في الوقت الحاضر يشير السنيدي إلى الدراسات التي تقول أن بيل قيتس هو أول المؤثرين في أغلب البيوت ,حيث أنه يصاحبك إلى غرفة نومك ويغير من طريقة تفكيرك وطريقة تفكير طفلك ، كما ناقش بقية المؤثرين إعلاميا ً في العالم كميردوخ صاحب الشبكة اليمينية الإخبارية المتعصبة .
وحول الإحصاءات في عدد الفضائيات التلفزيونية حول العالم ذكر السنيدي دراسة أصدرها السي اي ايه أن العالم يملك 13 ألف قناة منها 513 قناة عربية يشاهدها 150 مليون عربي ، موضحا ً أن 150 مليون عربي يقوم الإعلام بالتأثير عليهم بشكل مباشر ، مضيفا ً : إذا تخرج الطالب من المرحلة الثانوية فإنه يكون قد أكمل 22 ألف ساعة أمام وسائل الإعلام بينما لا يتجاوز جلوسه أمام أستاذه الأربعة عشر ألف ساعة .
وتسائل السنيدي : " بعد 20 سنة ماذا قدم الإعلام العربي لصناعة الهوية ، تلك الهوية التي هي جزء لا يتجزأ من الوطنية ؟ هل الإعلام الذي تملكة أموال سعودية قدم للهوية شيء ؟ " .
وذكر السنيدي عددا من النماذج الإيجابية للإعلام الذي خدم الهوية في العالم العربي كقناة الجزيرة التي امتدحها السنيدي في أكثر من موضع في محاضرته ، وذكر قصة أضحكت الحاضرين حيث زار الرئيس المصري حسني مبارك قطر فتمت دعوته لزيارة مقر قناة الجزيرة التي كانت في مبنى متواضع جدا ً وعدد محدود من الموظفين ، وحينما شاهد الرئيس مبارك ذلك التفت على وزير الإعلام المصري صفوت الشريف آنذاك وقال له : " يابن الأبالسة عندك 20 ألف موظف ومش قادرين تعملوا حاجة ؟ " .
وأوضح السنيدي إلى أن الجزيرة من النماذج المؤثرة في الإعلام على المستوى العربي والعالمي وساهمت في رفع المستوى الثقافي والسياسي للأمة العربية ,كما أنه لم يكن يتوقع أحد نجاح القناة مع غياب البرامج الترفيهية وكثرة البرامج الجادة والسياسية ، لكن الجزيرة أثبتت نفسها بين القنوات الأخرى لأنها لم تنزل لمستوى الفرد وإنما رفعت الفرد من المستوى الثقافي المتدني الذي يعيش فيه .
وتابع المحاضر حديثه بأن اليهود وهم قلة استطاعوا أن يقنعوا العالم بقضيتهم عن طريق الإعلام القوي واستشهد بأن 80 % من هوليود بيد اليهود و 50 % من البرامج الفضائية تأتي من الولايات المتحدة و 4 وكالات عالمية تبث 80 % من المحتوى العالمي أمريكية .
وانتقد السنيدي وسائل الإعلام السعودية وبعض القنوات التي تملكها رؤوس أموال سعودية لأنها لم تستطع أن توصل المملكة وثقافتها إلى العالم ، وأضاف : ما نشيعه أن الجمهور الغربي غير مثقف غير صحيح ، لكننا نحن لم نستطع أن نوصل أنفسنا إليه .
المحاضرة تحدثت عن ثقافة الصورة التي ولدها التلفزيون وآثارها السلبية وكيف أنها نمطت التفكير في جزء معين ، كما تحدث المحاضر عن أثر الإعلام وخصوصا ً التلفزيوني منه على الترابط الأسري وكيف يسرق التلفزيون وقت العائلة .
وأضاف أنه رغم أن الإعلام يسرق وقت العائلة والطفل, إلا أنه لم يقدم نماذج قيادية ايجابية فلو أجريت دراسة مبسطة في المنزل وسألت الطفل عن الشخصية القدوة لديه فإنك لن تجد سوى لاعبين أو ممثلين لن تجد شخصية لها قيمة علمية .
ويستطرد السنيدي في حديثه عن ثقافة الصورة ويذكر أن أحدى الممثلات العربيات التي يبلغ عمرها 65 سنة تشترط في أفلامها أن يتم تصويرها بكميرات خاصة لكي تظهر في الصورة بشكل يخالف الواقع ، وهكذا في كثير من الأفلام العربية عدد من المشاهد القصيرة التي تؤثر في المشاهد الكبير والصغير على حد سواء .
وامتدح السنيدي ما تسمى بالقنوات الإسلامية أو الإعلام الإسلامي , لكنه تحفظ على تسميته بالإعلام الإسلامي وقال بأن الاسم الأفضل هو الإعلام الهادف ، وتساءل ماهي الضوابط لما يسمى بالإعلام الإسلامي هل هي فقط عدم وجود النساء والموسيقى ؟ هذا تسطيح للضوابط في الإعلام .
وأشار إلى عدد من القنوات العربية التي كانت في فترة من الفترات لا تذيع الموسيقى والنساء لكنها لم تكن هادفة ونزلت بالمستوى الثقافي إلى الحضيض ، كما أشار إلى أن الإعلام الهادف ساهم في نشر صور جيدة في مسائل الأخلاق والقيم والروابط الاجتماعية .
وتخللت المحاضرة عدد من الأسئلة والتعقيبات والمداخلات كان أبرزها أحد الأسئلة المعترضة على امتداح السنيدي لقناة الجزيرة وأنها قناة " خالف تعرف " ، فكانت إجابة المحاضر هي أن جزء كبير من النظرة السلبية للجزيرة هي نظرا ً للخلاف السياسي السابق، لكن الجزيرة حسب السنيدي نموذج إعلامي فريد ساهمت في رفع المستوى الثقافي والسياسي واستطرد ضاحكا ً : بينما كانت الفضائيات العربية تبث " خوفي من الله وحبيني " كانت الجزيرة تبث مباشرة من الفلوجة تحت القصف الأمريكي .
وفي سؤال حول استضافة القنوات الإسلامية للرأي الآخر المخالف قال السنيدي : " يجب احترام القنوات الإسلامية الهادفة حينما لا تريد استضافة الرأي الآخر لأن لديها جمهورها المحافظ وشريحتها التي ترغب بهذا ، لدى الطرف الآخر العشرات من القنوات التي يستطيع الخروج فيها وليس لدى الإسلاميين سوى قنوات هادفة محدودة "
"سبق" التقت بعد الأمسية بالشيخ خالد بن حسن القحطاني رجل الأعمال المعروف و راعي الأمسية , حيث امتدح السنيدي ومحاضرته وأشار إلى أن السنيدي من الشخصيات المؤثرة إعلاميا ً كما أن الموضوع الذي طرحه الضيف ذو أهمية كبيرة صاغة الضيف بطريقة شيقة . وأضاف القحطاني لـ " سبق" : لدينا لجنة علمية تخطط لبرنامج ثقافي متواصل طول السنة ونطمح لعمل مؤسسي ثقافي ، كما تحدث عن قلة النشاط الثقافي في المنطقة وأنه يأمل بأن يكون منتدى الشيخ حسن القحطاني الثقافي مثل العدوى وأن يفتح رجال الأعمال أبوابهم للمثقفين ويهتموا بهم .
3
407

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أديــــبـــة
أديــــبـــة
سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم ..........
ارجوااانا
ارجوااانا
قدم الأعلام العربي ببساطة

الهوية التركية باستثناء الصالح من القنوات
أديــــبـــة
أديــــبـــة
صدقتِ أخت ارجوااانا ...

ولا نقول سوى اللهم أصلح الحال ...

شكر الله لك ...