الديون تحرم بنات (الشمري) الخمس من الالتحاق بالمدارس
رفحاء - منيف خضير:
كان يرفض أية فكرة للمساعدة متعللاً بيسر الحال، حيث كان لديه 400 رأس من الأغنام، وكان يسكن الصحراء، حيث حياة البدوي، والسكن في خيمة تؤويه من برد الصحراء وسمومها، هذا كل شيء في حياته، حتى وافته اللحظة التي شكلت منعطفاً في حياته حينما خسر الكثير من أغنامه بسبب مرض أصابها، واقترح عليه أهل الخير الانتقال إلى المدينة وإلحاق أبنائه بالمدارس، وأبدوا استعدادهم لمساعدته، وفعلاً تحت إلحاحهم اضطر لبيع سيارته واشترى أرضاً في محافظة رفحاء بـ 55 ألف ريال، نصفها استدانه من أحد أقاربه، ثم نقل عائلته المكونة من 17 شخصاً إلى منزل استأجره بـ1250 ريالاً شهرياً، وبدأت رحلة المتاعب التي يواجهها لأول مرة حيث يقول:
أنا عبيد بن ريكان الشمري (48) سنة، لدي زوجتان و15 ابنا (5بنات، 10 أولاد)، أكبرهم عمره 18 سنة،
تركته يرعى بقية أغنامي التي أصرف على نفسي وعائلتي منها، والثاني يعمل على سيارة (دينا) لتحميل العفش والأثاث، وكانت حياة البادية لا تؤرقني مطلقاً وأموري تسير بهدوء بعيداً عن صخب المدينة ومتطلبات المدارس، ولكن أتاني أحد أهل الخير وعرض علي المساعدة لتدريس أبنائي ولرعايتنا في المدينة التي هربنا منها لضعف حالتنا الاقتصادية، وفعلاً ساعدني في شراء قطعة أرض واستأجرت منزلاً في رفحاء، وكان هذا الشيخ الفاضل يدعمني ويقدم لي المساعدات ولكنه انقطع في الفترة الأخيرة متعللاً بانقطاع رجال الأعمال عن دعمه بعد الكساد الاقتصادي وأزمة الأسهم العالمية التي أضرت بالجميع، وذهبت إلى الضمان الاجتماعي ولكنهم ساعدوني بإعانة مقطوعة لا تسمن ولا تغني من جوع وكذلك فعلت الجمعية الخيرية بعد وساطة هذا الشيخ المزدحمة، وقرروا لي إعانة مالية مقطوعة قليلة هي الأخرى، والآن ألحقت الأبناء الذكور بالمدارس دون الإناث، فالمصاريف أثقلت كاهلي، إضافة إلى توقف بناء منزلي بعد أن دفعت عليه 140 ألف ريال إلى الآن ولم أستطع إكماله رغم صغره، فاستدنت من أحد أقاربي سيارة بقسط شهري 1500 ريال لعل وعسى. ويضيف الشمري وملامح الشقاء تبدو على محياه: والآن لا حيلة لي؛ فكل الطرق مغلقة، وحلالي يتناقص والأغنام أعلافها مكلفة ولا أدري ماذا أفعل؟
ويضيف: أنا فعلت كل ذلك من أجل أولادي أريدهم أن يتعلموا ويدرسوا ولا يكونوا مثلي، الكل يرفض توظيفي، فماذا يستفيدون من أميّ تجاوز الأربعين؟
فأنا ضحيت براحتي من أجل أبنائي، وأشعر بأن قراري لم يكن صائباً وأنا بانتظار من يقف معي ويساعدني.
ويسخر له اولاد الحلال