لاااااااااازم تدخلون

الترفيه والتسلية

السلاااااااااام عليكم

مادري الواحة هي المكان المناسب له؟؟؟



تسللت أ شعة الشمس من فتحة في ستارة النافذة ...... ومدت لسانها الأصفر تلعق وجنة سجى الناعمة...فقامت من نومها فزعة.....

وقالت بصوت عالٍ...: الخروووف..

نزلت إلى فناء البيت لتجد والديها وأختها الصغرى سديم يروحون ويغدون للتجهيز لذبح الخروف..

هذا العيد بالذات مختلف.... فهو أول عيد يمر بدون (ماما حصة) كما يسميها الجميع .... ابتداءاً بسعد....الابن الأكبر....وحتى سديم ذات الثلاث سنوات....

عيد يحمل غصة أجبرت سعد على تغيير أشياء كثيرة في حياته....

ومن هذه الأشياء قراره بذبح خروف العيد بنفسه وتوزيعه على الفقراء بنفسه وهذا من وفاءه لوالدته التي رحلت منذ أشهر وأخذت معها الطفل الذي كان يسكن فيه....

و تركته شاطئاً ترسو فيه ابنتاه.... تطلبان الحب والأمان .....فيما لا شاطئ له....

رحمها الله......... تمتم سعد وفي قلبه ألم عظيم..... وأمام عينيه تتوالى صور العيد الماضي يوم أن كانت والدته جالسة على سجادة كبيرة هنا....في الحديقة....

تراقب بناتها وأحفادها يتنافسون في الشواء ..... ضحكاتهم تتطاير مع الدخان المتصاعد من قطع اللحم...

ما أبأس عيد هذا العام...غابت عنه ريحانته....... وارتبطت فيها أخواته الثلاث مع أزواجهن.....

وحتى خالد الأخ الأصغر سافر ليدرس في الخارج...

بابا....يالله بسرعة اذبح الخروف.... قالت سجى ومادرت كيف يذبح ........ والا لما استعجلت الذبح... ولكنها التقطت الكلمة من والديها....

سمى سعد بالله وذبح الخروف...... وسط دموع سجى....... وشغب سديم.........

أخذ سعد قطعاً من اللحم ليوزعها بنفسه على الفقراء الذين سمع بهم من أصدقائه في الاستراحة الأسبوع الماضي.........

أوقف سيارته ونزل ليدخل في زقاق ضيق رسمت المكيفات الصحراوية بمانزل منها من بياض لوحة بائسة على أرضه....

كان يمسح بعينيه اللتين فاجئهما المكان كل شئ من الأبواب إلى الشبابيك وحتى وجوه الماره......حتى اصطدمت عيناه بملامح مألوفة....

رجل ضعيف البنية.....صحراوي السحنة.... لا يختلف كثيراً عن والده رحمه الله.... شقت السنوات في وجهه المتعب شقوقاً واضحة...

وقف أمامه وسلم...
السلام عليكم ياعم...
وعليكم السلام...
معي شوية لحم ......ماتعرف أحد محتاج له ساكن هنا....
برقت عينا المسن ..... بلى أعرف ..... أعرف...
ياليت تقولي وين.....
نظر الشيخ بطرف مكسور إليه وقال....
أنا أعطيه بنتي إذا ما عندك مانع.... هي أرملة وعندها خمسة ومالها الا الله ثم أنا... وانا والله ما اقصر بس المبسط يوم يعطيك وعشرة لا...

تامر أمر ياعمي أبرك ساعة.....َسْم...ومد إليه كيس اللحم وقال : عليهم بالعافية...

ودفعه فضوله ليسأل..: أقول ياعم الحين بنتك ما تشتغل في شئ...

واندفع الشيخ يحكي بوجهه الذي لوحته الشمس.... ودها بس ما لقت حتى المدرسة ما يبونها فراشة.... صارت تطبخ للي يبي بس ياولدي عندها ثلاث بني وولدين...وكلهم يبون مصاريف للمدرسة...ومراييل واقلام ..... ولنا شهرين ما وفينا فاتورة الكهرب...... ونتحرى لهم يقطعونه..

هالدنيا ياولدي غثا وماحد مرتاح.....

تذكر سعد مواقف كثير قال فيها تلك العبارة..... وبانت له حقيقة أنه كان يقولها ترفاً لا حقيقة...

هؤلاء الذين يصارعون الفقر ولا يفصلنا عنهم سوى ربع ساعة قيادة بالسيارة...... أين نحن عنهم ؟؟؟

وعن مشاركتهم في حل مشاكلهم وجعل حياتهم أكثر سهولة...... واشراقاً...

تمتم قائلاً للشيخ.... الله يعين بس...

واستدار منصرفاً.... فناداه الرجل...وفي فمه عبارة معجونة بالخجل ..... لنفس مكسورة تترفع عن الطلب...

قال سعد: سم ياعم تامر على شئ..؟؟

قال : اااا..... ااااا..... أقول ...يـ ...يابوي مامعك لو ريال ....

ابتسم سعد ظانا أنه يمازحه.....

فقطع الرجل ابتسامته متلعثماً يحاول تبرير طلبه...

طالع من الصبح أجيب لهم خبز ومالقيت معي شئ... وان شاء الله المرة الاخرى ارجعه لك...

أدرك سعد أن الأمر ليس مزاحاً.......أخرج مئتي ريال وأعطاها له.... ولكنه رفض..وقال أنا طلبت ريال بس أو ريالين كانك تبي..... وباقي فلوسك لك...

خرج سعد منهكاً وكأنه خارج من عالم آخر...... أنهكت نفسه صور لحياته المترفة قياساً بهم وهم أهل بلده.... ويعيشون معه...

كان المشوار بالسيارة دهراً بالنسبة له.... فأشياء كثيرة لا بد أن تتغير في حياته....

أدخل مفتاحه في الباب ليفتحه.... فعاجلته صرخات ابنتيه.... جاء بابا....... جاء بابا...

كن كزهرتين خرجتا للتو من حديقة غناء....تلبسان ملابس العيد الجديدة.... وقد صفعته المئات التسع التي دفعها ثمناً لكل فستان.......

وكأن فستان العيد سلاح حرب لا بد أن يكون الأجود والأفضل على الاطلاق ومهما كلف الثمن....

أهذا من الأشياء التي يجب أن تتغير.....؟؟

نعم يجب أن تتغير....قالها بحزم...

ثقافة العيد الاستهلاكية يجب أن تتغير....

طرأت فكرة سريعة له.....

فقال لابنتيه : وش رايكم بمشوار...؟؟

قالت سجى : لبيت ماما منيرة ؟؟؟
قال : لا.....قبل بيت ماما منيرة...
قالت : بس تخلص الحفلة عنا..
قال الحفلة العصر يا حبيبتي والحين الصباح..
قالت بطمأنينة: أجل معليش نروح...

أخذهما واشتروا ألعاباً وهدايا.... وعادوا إلى حيث كان هذا الصباح فلم يجد الرجل....ولما سأل عنه بعض الصبية الذين كانوا يلعبون الكرة

قال أحدهم : ...قصدك ابوي راشد....؟؟ في البيت...!!

طيب وين البيت...؟؟

هذاك.... الرابع على اليمين...

طرق سعد الباب ومعه سجى وسديم.... وفتح له الرجل... أبو راشد فعلاً... سلم عليه ودعاه إلى الدخول فاعتذر

وقال..: هذولي بنياتي يابو راشد جايبين هدية العيد لكم...

الله يجزاك خير... قالها بقوة وإخلاص...... الله يخليهم لك....وتوالت الدعوات كالمطر عندما ينهمر برحمة..

سعد الذي عاد إلى بيته أسعد من الذي غادره........ كم هي رائعة خمس ابتسامات فرح رسمها على خمسة وجوه صغيرة...

وما أعظم بركة العمل والحركة.... رحم الله والدتي كانت سببا لكل هذا الخير....فهي بركة من بركات دعائها...

ومن بركات خروف العيد...
17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورود الأرياف
ورود الأرياف
الللللللللللللله روعة روعة جدا جدا جدا


اخر شي ماقدرت اكمل من دموعي

القصة تجنن تجنن تجنن صدق

تسلمين ياقلبو:26: :26:
عاشقة الريم سيما
:26: :26:
ِشهوووووود؟؟؟؟؟
:26: :26:
ررررررنوش
ررررررنوش
مرررررررررة روعة القصة مشكورة حبيبتي.....

:26:
مافي قدي
مافي قدي
ورود الأرياف
الله يسلمك:27:
عاشقة الريم سيما
ِشهوووووود؟؟؟؟؟
ررررررنوش
تسلمووووووون نورتو الموضوع