شيء مرعب عن التدخين

الصحة واللياقة

ياللهول .. اللهم برحمتك أرحمنا ..

إبدأ بنفسك أولا .. وإن شاء الله تكون سبباً في إقلاع الناس عنه



يوم وفاة براين .. الثالث من شهر يونيو .. حيث تجلس زوجته وابنه
براين جونيور بجانب سريره. و هو يحمل معه صورة حديثة له مع ابنه .
بدأ براين كورتيس التدخين في الثالثة عشرة من عمره
ولم يعتقد أبداً أنه بعد مرور عشرين عاماً فقط
سيكون التدخين سبباً في وفاته
تاركاً وراءه زوجة وطفلين ..
وفي الأسابيع الأخيرة من حياته
أعد براين رسالة لصغار السن ..



هذه الصورة قبل شهرين فقط من الصورة السابقة
براين لي كورتيس في الثالثة والثلاثين مع ابنه ذو العامين
وذلك في التاسع والعشرين من شهر مارس
حيث توفي بعد ذلك بشهرين وخمسة أيام فقط
وفي سانت بيترسبيرج كان دخان السجائر
عالق في هواء الغرفة التي يرقد بها براين كورتيس
وهو يصارع السرطان الذي أصاب رئتيه .
حيث تساقط شعره من أثر العلاج الكيميائي
وبرز عظم وجنتيه وكتفيه من تحت جلده ..
عيناه مفتوحتان
لكنه لا يستجيب لزوجته ووالدته.
ويحمل بين يديه الهزيلتين
صورة فوتوغرافية أُخذت له منذ شهرين.

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة واقعية حدّثت في أحد مستشفيات مدينة الرياض عاصرتها بنفسي … أخوكم الدكتور فهد بن محمد الخضيري
رئيس وحدة ابحاث السرطان

زوجة مدخّن وأطفاله



لقد آلمني ألماً شديداً موقف من المواقف الحزينة التي يمر بها العاملين في المستشفيات
موقف لا يمكن أن يتخيله أحد منا, ,,,
موقف جعلني أشعر بالمرارة والأسى لعدة أيام ونغّص عليّ معيشتي, …
في أحد أيام الشتاء الرائعة وفي الصباح الباكر اتجهت إلى عملي وأنا أستمتع بذلك الجو الصباحي الممتع, وعبرت داخل المستشفى عبر ذلك الممر التي يصطف على جانبيه الموت والحياة .. المرض والصحة ..

هنا غرف المرضى وغرف النقاهة وعلى اليسار ثلاجة الموتى وبجوارها غرفة العناية المركزة
وعلى يمينها غرفة العمليات …
وكنت أتأمل حياة الإنسان منذ ولادته إلى مماته … غرفة الولادة ليست بعيدة من هنا !!
الثلاجة قريبة جداً من هذا الممر !!
ولادة ومعاناة ومرض وصحة … عمليات جراحية … فترة نقاهة بعد العملية .. العناية المرّكزة ..الموت … الثلاجة …
وما تحوية من جثث تنتظر التصريح بالدفن .. يا الله ..؟؟ كيف يغفل الإنسان عن هذه الحقائق ؟

كيف يجهل الإنسان حقيقته وضعفه ثم يطغى ويتجبّر ويعصي ربه ؟
كم هم الذين يعانون من الأمراض في هذا المستشفى ؟
ألاف المرضى يدخلون ويخرجون ويعانون ..
وكم هم الغافلين خارج هذا المستشفى الذين ألبسهم الله لباس الصحة فغفلوا عن شكر هذه النعمة وتناسوا فضل الله عليهم ؟ ..

وبينما أنا سارح بهذه الأفكار التي أقطع بها هذا الممر الطويل …
فوجئت بصوت يقطع عليّ حبل أفكاري … يا دكتور … يا دكتور ؟؟ أرجوك .. أرجوك ؟؟
التفتّ على يميني فإذا بها امرأة شابة .. محتشمة .. وحولها طفلين أحدهما في الخامسة من عمره والآخر ثلاث سنوات تقريباً …
وتناديني بصوت هاديء محتشم .. أرجوك .. أرجوك … افزع لي واسمح لي وأولادي بأن ندخل لنرى زوجي في هذه الغرفة ..
فالتفّت يساري فإذا باب غرفة العناية المرّكزة … فقلت لها : الزيارة مفتوحة ؟ لماذ لم تدخلي ؟
قالت لقد أخرجني زميلك قبل فليل !!
قلت لها انتظري , فدخلت وسألت زميلي أخصائي العناية المرّكزة ما لأمر؟
وماهي قصة هذه المرأة الشابة التي بالباب هي وأطفالها ؟ لماذا ؟ فقاطعني
وقال لي يا أخي هذه المرأة المسكينة زوجة ذلك الشاب الذي يرقد على سرير رقم 7 وهو مصاب بسرطان الرئة
مدّخن منذ إحدى عشر سنة ولديه سرطان رئة منتشر وهو كما ترى على الأجهزة وينتظر قضاء الله وقدره ..
وقد كانت زوجته وأولاده هنا قبل دقائق ولكنهم حينما يدخلون تنّفجر الزوجة المكلومة بالبكاء ويصيح الأطفال ويجري موقف مأسوي لا يمكن تحمّله
فيتأثر هذا الشاب وتتغيّر ملامحه وتبدأ الأجهزة بالصفير والتغيرات فيرتفع ضغط الدم وتتسارع دقات قلبه ويحّمر وجهه وأخشى أن يموت بسبب هذه التغيرات ..
فذهبت إلى الشاب وتأملته فإذا هو بين الحياة والموت .. والأجهزة تحيط بجسمه من كل جانب !! فتأملت حاله ..وتذّكرت حال الكثيرين من المدخنين الذين يكادون يصلون إلى هذه المرحلة الحرجة من آثار التدخين ..
قررت أن أساعد زوجته وأطفاله للدخول لأنه في أواخر أيامه , فلا ضير أن أتركهم يرونه ويملأون أعينهم منه ..
فقال لي زميلي : بشرط … !! –ماهو ؟؟ قال أن تقف معهم وتخرجهم إذا رأينا ذلك في مصلحة المريض … !!
فوافقت .. ناديت الزوجة المسكينة وطفليها .. ورافقتهم … وهالني منظر الزوجة وهي تغالب أنفاسها ونشيجها وبكاؤها …
ثم منظر الأطفال وهم يكبّون على أبيهم ويقبّلونه ويمسك أحدهم ببراءة الأطفال بيد أبيه ويحاول سحبه وهو يقول : هيا يا أبي لنذهب في سيارتنا !! هيا نذهب للمطعم الفلاني .. للبقالة … هيا نذهب لأمي نورة !! لنذهب إلى عمّتي فلانة ..
وهو يبكي ويحاول جاهداً سحب يد أبيه , ثم الطفل الأكبر وهو يستجدي أبيه أن يّرد عليه ويجيبه !! أبي ؟؟ أبي ؟؟ رد عليّ ؟؟ ماذا بك ؟؟ لماذا أنت هنا ؟؟ لماذا لا تذهب معنا للبيت ؟
نريد أن نركب سيارتك ونتمّشى ؟ لماذا لا تخرج معنا ..؟؟هيا إلى بيتنا !!
تداخلت العبارات والعبرات في سمعي وبصري .. إقشّعر بدني ..!!
لم أعد أسمع جيّداً سرت قشعريرة شديدة في جسدي !!
إلتفّت إلى الأم فإذا هي مغرورقة في دموعها وسألتنا وهو تغالب عبراتها ونشيجها : متى سيخرّج يا دكتور ؟؟ متى ؟؟ نريده نوراً لحياتنا !!
البيت مظلم بدونه !! لا طعم للحياة بدونه !!
أبنائنا كأنهم أيتام !! ثم إنفجرت الزوجة باكية !!
وإنفجرت أنا بدوري .. تحاملت على نفسي وإبتعدت قليلاً لكي أخفي دموعي وعبراتي .. شاركتهم بالأسى وكأنني أحدهم ..!!
رأيت أن الأب المسكين يصارع شيئاً ما ويحّمر وجهه وهو يحاول الرد عليهم!!
تتحرّك يديه ببطء , ويغالب نفسه فبدأت الأجهزة الطبية تتسارع والخطوط الرقمية تتمايل ..
فهذا جهاز الضغط يزداد حّدة .. وجهاز النبض يتسارع .. أدركت أنه سيحدث له شيء ما ..
طلبت من تلك الزوجة المسكينة الخروج فلم تسمعني ..
أو أنها أرادت أن لا تسمع !!
حاولت تهدئة الأبناء والتربيت على رؤسهم ولكنني لم أتحسس موقع يدي ..
كدت أن أفقد تماسكي .. فلقد خيّل لي أنني مكان الأب .. وهو يغادر هذه الدنيا وأولاده وزوجته كيف هي حسرته !! وشعوره !!
ليتخيّل كل مدخن أنه مكانه !! ثم تخيّلت نفسي مكان الزوجة التي ستفقد زوجها وتترمّل وتفقد بريق الحياة ..!! ثم الأطفال والذين سيدخلون عالم الأيتام .. .. !!
ياله من موقف لا ينسى !!
تمالكت نفسي وقلت لهم : لنخرج الآن لأن الطبيب يريد تقديم بعض العلاج له !!
لنخرج ثم تعودون مرة أخرى لاحقاً .. كافحت من أجل إخراجهم وأنا أقول بنفسي .. من يلومهم ؟
خرجت معهم وغادرت ذلك الممر .. وعاش هذا المنّظر في مخيّلتي أياماً عديدة .. ذقت فيها طعم المرض وطعم الفراق وطعم المأساة ..
لم يغادرني خيال الأطفال وهو يسحبون يد أبيهم لإخراجه معهم ! والمرأة وهي تنتحب وتبكي ! والأب وهو يغالب مرضه وتغرورق عيونه بالدمع !!
لن يرسم ذلك رسام ولن يكتب هذه اللحظات أديب
3
646

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عفوك يارحمان
عفوك يارحمان
لاحول ولاقوة الابالله اتمنى من المدخنين ان يتعظو من هالقصه
أغلى ناس في العالم
هذي كلها اخطار التدخين


بس مين يتعظ
حلايا غير
حلايا غير
ياااارب تهدي ولدي واخويه ويقلعون عن التدخين قوولوا امين