{{ والكاظمين الغيظ }}

ملتقى الإيمان

هذه وقفة أخيتي تحت ظلال هذه الاية .....

{{ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس , والله يحب المحسنين }}


كذلك تعمل التقوى في هذا الحقل بنفس البواعث ونفس المؤثرات ..... فالغيظ انفعال بشري تصاحبه أو تلاحقة فورة في الدم ....

فهو إحدى دفعات التكوين البشري وإحدى ضروراته .... وما يغلبه الانسان الا بتلك الشفافية اللطيفة المنبعثة من إشراق التقوى ....

والا بتلك القوة الروحية المنبثقة من التطلع إلى أفق أعلى وأوسع من أفاق الذات والضرورات ...


وكظم الغيظ هو المرحلة الاولى وهي وحدها لا تكفي .....

فقد يكظم الانسان غيظه ليحقد ويضغن فيتحول الغيظ الفائر إلى إحنة غائرة ......ويتحول الغضب الظاهر إلى حقد دفين .....

وإن الغيظ والغضب لأنظف وأطهر من الحقد والضغن ...

لذلك يستمر النص ليقرر النهاية الطليقة لذلك الغيظ الكظيم في نفوس المتقين ...

إنها العفو والسماحة والانطلاق ...

إن الغيظ وقر على النفس حين تكظمه ,, وشواظ يلفح القلب ودخان يغشى الضمير ....فأما حين تصفح النفس ... ويعفو القلب ....

فهو الانطلاق من ذلك الوقر والرفرفة في أفاق النور والبرد في القلب والسلام في الضمير ....

{{والله يحب المحسنين }}

والحب هنا هو التعبير الودود الحاني المشرق المنير الذي يتناسق مع ذلك الجو اللطيف الوضيء الكريم ...

ومن حب الله لإحسان المحسنين ,,, ينطلق حب الاحسان في قلوب أحبائه ... وتنبثق الرغبة الدافعة في هذه القلوب ....

فليس هو مجرد التعبير الموحي ,,,, ولكنها الحقيقة كذلك وراء التعبير ....

والجماعة التي يحبها الله وتحب الله والتي تشيع فيها السماحة واليسر والطلاقة من الاحن والاضغان ....

هي جماعة متضامنة وجماعة متآخية وجماعة قوية ....





من كتاب (( في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله )) ...

8
519

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

de lyon
de lyon
جزاكي الله خير كثيرا مباركا
براءه 2006
براءه 2006
جزاكى الله خيرا واثابكى
نونتك
نونتك
جزاكي الله كل الخير وبارك فيكي
نونتك
نونتك
:) :) جزاكي الله كل الخير وبارك فيكي
عصفورة نايمة
عصفورة نايمة
:) :) جزاكي الله كل الخير وبارك فيكي
:) :) جزاكي الله كل الخير وبارك فيكي


وجزاكن الله خير الجزاء ....

مشكورات اخواتي على مروركن ..