كما يراها الإسلام لا كما يصفها دعاة التحرر المزعوم

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله ..

مِن المُسَلّمات لدى كل ذي لب أن من النساء من هي أذكى بكثير من بعض الرجال ، خصوصا أؤلئك قطعان الذكور الذين تعج بهم صالات السفر في أيام الإجازات بحثاً عن الرذيلة أو تعج بهم الشوارع في آخر الليل بحجة الفراغ والبطالة ، وإستثناؤنا السابق لا يلغي القاعدة المطردة بأن الأحكام الشرعية أو الوضعية تبنى على أساس القواعد العامة العريضة لا على الإستثناءات ..

الحديث عن الإستثناءات يقود للتطرق إلى نقطة تهم هذا الجانب وهو أنّا نلحظ من بعض المُطالِبات بقيادة المرأة السعودية للسيارة تقديمهن لتعليلات خاصة بهن كمن تشتكي سوء تعامل زوجها معها أو عدم وجود إخوة لها في سن يسمح لهم بالقيادة وغيرها من التعليلات ، فتطالب بهذا الأمر خدمة ً لحالتها الإستثنائية دون الأخذ بالإعتبار أن الحالات التي تخالف حالتها أكثر بكثير من الموافقات لها ، وطالما أنها حالات إستثنائية فهي فرع ويبقى الأصل يُعتد به ويعمل ..

أتشرّف بأن أصحبكم معي في قراءة شيّقة لكتاب زاخرٍ غنيٍ أنصح من له رغبة في الإطلاع على جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية بأن يقتنيه ولن يضنّ على نفسه بمعاودة قراءته فتزداد العين إكتحالاً ويزداد القلب إيماناً ويقيناً ..

يحمل الكتاب عنوان "الإعجاز العلمي في الإسلام" ، للمؤلف الفاضل محمد كامل عبدالصمد ، جزء مستقل عن الإعجاز في القرآن الكريم ، وآخر مستقل عن الإعجاز في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

مما جاء في هذا الكتاب جانب يُعنى بالحديث عن الرجل والمرأة وتبيين الإعجاز العلمي في جعل القوامة للرجال على النساء كما ورد في الذكر الحكيم ، والكاتب الموقر تحدث بإسهاب فيما يتعلق بالمرأة والرجل في غير موضع من الكتاب ، وقد تحدث عن جلّ النصوص القرآنية ونصوص الحديث الشريف التي تحدثت عن المرأة وعن الرجل في عدة ألوان من ألوان حياتهم شاملاً بذلك صنوفَ متعددة جديرة بالمطالعة والإهتمام ، وستتضمن الأسطر التالية بعض ما حواه الكتاب فيما له علاقة بالموضوع ..





إن سنة الحياة وطبيعة المجتمعات تقتضي أن يكون لكل جماعة مسؤول عنها ، يقوم على رعايتها وتدبير أمورها ، وكذلك الأسرة ؛ إذ هي جماعة صغيرة لا تخرج في طبيعتها عن هذا النظام العام ، ولقد قرر التشريع الإسلامي أن تكون القوامة للرجل لما يراه فيه من إعتبارات كفيلة بقيامه بتلك القوامة .

وتقرر البحوث العلمية الحديثة تفوّق الرجل على المرأة في كثير من الجوانب الحيوية والنفسية والإجتماعية بما يؤهله لتلك القوامة .



نجد أن تكوين المرأة الأنثوي يؤهلها لتعاقب عمليات الحيض والحمل والولادة والنفاس والرضاعة ، وما يتبع ذلك من السهر بالليل ، والتعب في النهار ، ويورثها على مر السنين وتعاقب الزمن ضعفاً في البنية ، وعدم تحمل للمشاق التي يواجهها الجسم البشري .
أما الرجل فهو بتكوينه خالٍ من ذلك كله .



من الواضح أن تعاقب العمليات الأنثوية على المرأة لا يجعلها عادة في وضع صحي طبيعي من حيث صفاء الذهن ، والقدرة على التركيز ، وإعمال الفكر والترجيح ، خاصة أوقات الدورة الشهرية أو أيام الحمل ، وما شابه ذلك من ظروف تكون المرأة فيها عادة متقلبة العواطف ، مرهفة الحس ، شديدة التأثر ، سريعة الإنفعال .
أما الرجل فهو صافي الذهن أكثر من المرأة ، وقادر بسبب هذا على مواجهة المشاكل والتصرف حيالها بما يحفظ للأسرة كيانها ، وللحياة الزوجية هناءتها ودوامها .



المرأة لا تتمكن من أداء الفروض والواجبات الدينية كلها كاملة ، فهي لا تصلي خلال بعض الحالات التي تطرأ عليها من دورة شهرية ونفاس وما شابه ذلك ، كما أنها لا تصوم في أثنائها ، فضلاً عن أنها قد أعفيت من بعض الأمور كالجهاد والدفاع عن المجتمع .
أما الرجل فهو غير مُعفى من أداء أي فرض ديني ولهذا فهو أكمل منها في الإلتزام الديني .



نتيجة لإنشغال المرأة بتربية أولادها ، ومرورها بحالات الضعف المتوالية ، تكون غير قادرة على العمل خارج البيت ؛ والتكسب منه بصورة تماثل قدرة الرجل الفعلية ، ولا سيما في الأعمال التي تتطلب قدرات خاصة لا تتوفر إلا للرجل .
أما الرجل فهو المسؤول أصلاً عن إعالة الأسرة ، وتدبير جميع متطلباتها المعيشية حسب وسعه .



يظهر ذلك في الفرق الموجود بين الحيوان المنوي للذكر وبويضة الأنثى ، وخلية الأنثى تحتوي في طرف منها على جسم كروي صغير لا يوجد في خلية الرجل ، ثم تشمل كل الخلايا حتى تتميز كل خلايا الأنثى عن خلايا الذكر .



كبد الرجل ودمه يحتويان على كمية أكبر من الحديد .
كما أن دم الرجل المدفوع من القلب إلى الجسم كل دقيقة يبلغ 32 لتراً ، في حين أنه عند المرأة 25 لتراً فقط ، وتبلغ نسبة اليحمور الموجود في دم الرجل 880 جراماً ، وعند المرأة 664 جراماً ، وتبلغ نسبة الأوكسجين المستخدمة في كل دقيقة عند الرجل350 ملليمترا ، في حين تبلغ عند المرأة 300 ملليمتر أو أقل ؛ نتيجة حجم العمل ، وتقل كفاءة دمها في نقل الأوكسجين .
وفي ذلك يقول فيروسيه في دائرة معارفه : إنه نتيجة لضعف دم المرأة ونمو مجموعها العصبي أكثر تهيّجاً من مزاج الرجل .
ومن المعروف فسيولوجياً أن هناك فرقاً في الحبال الصوتية ، فحبال المرأة قصيرة ورقيقة ، أما حبال الرجل فهي طويلة وغليظة .



نجد أن العاطفة عند المرأة قد بلغت حداً ميز تصرفاتها وشعورها من نظيرتها عند الرجل ؛ إذ أن الوظيفة الرئيسية للمرأة هي تربية الأطفال وتنشئة الأجيال ، وهذا يتطلب كثيراً من العطف والحنان يعجز الرجل عن توفيره لغيره .
ونتيجة لعاطفتها القوية نجدها أكثر حساسية وتأثراً ، فهي لا تستطيع كظم غيظها عند حدوث مكروه ، ولا تستطيع التحكم في سرورها عند الفرح .



قال عليه الصلاة والسلام ..
أثبتت الدراسات أن هناك فروقاً في النواحي العقلية بين الرجل والمرأة ، فالرجل يتفوق على المرأة في نواحي القدرة الميكانيكية والتفكير الدقيق المنظم ، كما أنه يفوقها في إختبارات التذكر وإكتشاف العلاقة بين الحقائق أو الظواهر ، وأنه أكثر صبراً في جمعها وتصنيفها .
كما أظهرت الدراسات أن الرجل يفوق المرأة في الكثير من الإختبارات العقلية في سائر المعارف والعلوم .




اشتمل الكتاب على عدة أبواب أخرى تتحدث عن حواء وآدم أو آدم وحواء وسأكتفي بما نقلته حتى لا يُصنف الموضوع بأنه من المواضيع الطويلة ثم يهجر لذلك ..

قبل إنتهاء الموضوع لابد للناقل من رأي يسبق به من يعقب بعده من الشرفاء في عالم حواء وما أكثرهم/ـهن ، وهو أن الرجل وإن سُــلـِّـم له بالقوامة والتفوق النسبي في بعض الفروق بينه وبين نصفه الآخر إلا أنه يبقى محتاجاً إليه ولا غنى له عنه ، فعلاقته بالأنثى علاقة تكامل بينهما وليست علاقة تفاضل له عليها ..

هي الأم والأخت والزوجة والإبنة وهي سر السعادة ومعنى الأنس والفرح ؛ كفاها سؤددا أن الجنة تحت قدميها ..

ولعلي أختم بدرٍ مكنون للمنفلوطي غفر الله له ، فمما قاله في النظرات :

يجب أن نحترمها لتتعود احترام نفسها ، ومن احترم نفسه كان أبعد الناس عن الزلات والسقطات .
لا يمكن أن تكون العبودية مصدراً للفضيلة ، ولا مدرسة لتربية النفوس على الأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة ، إلا إذا صح أن يكون الظلام مصدراً للنور ، والموت علة للحياة ، والعدم سلماً إلى الوجود .
كما لا أريد أن تتخلع المرأة وتستهتر ، وتهيم على وجهها في مجتمعات الرجال وأنديتهم ، وتمزق حجاب الصيانة والعفة المسبل عليها ، كذلك لا أحب أن تكون جارية مستعبدة للرجل يملك عليها كل مادة من مواد حياتها ، ويأخذ عليها كل طريق حتى طريق النظر والتفكير .


وله في موضع آخر منها :

وجملة القول إن الحياة مسرات وأحزان ، أما مسراتها فنحن مدينون بها للمرأة ، لأنها مصدرها وينبوعها الذي تتدفق منه ، وأما أحزانها فالمرأة هي التي تتولى تحويلها إلى مسرات أو ترويحها عن نفوس أصحابها على الأقل ، فكأننا مدينون للمرأة بحياتنا كلها .

صدق والله ، ماهي الحياة بدون أنثى ؟ طفلة ضعيفة يلاعبها ، وأختاً كريمة يعينها ، وزوجة فاضلة يحسن إليها ، وأماً رؤوماً يقبل قدميها ويطلب رضاها عنه ، أو هي كلها مجتمعة لتبيّن لمن فهم القوامة بغير معناها ومرادها بأنها قوامة الشريف على الشريفة ، والطاهر على الطاهرة ..

ليست قوامة الرجل على المرأة إستعباداً وإذلالاً بإسم الشرع وإستناداً إلى الذكر الحكيم وهو من قوامته الجائرة كالذئب من دم يوسف عليه السلام ..



ومـا عـرفـوا حـواء أمّـاً كـريمة = وبـــنتاً لها حــق الــرعـايــة والـبـرِ

وما عرفـوا حـواء أخـتاً شقيقـة = لـــذي رحم عــالي المـكارم والـذكرِ

ومـا عرفـوا حـواء ذات رسـالة = وذات مــكان فـي العُـلا ليس بالنزرِ

عشيرة عمر لا تمل على المدى = إذا ائتلف القلبان في العسر واليسرِ
هي الجوهرة والدرة .. وهل تبقى الجواهر والدرر دون خادم لها أو حارس عليها ؟

لا تَنسَوني وَوَالِدَيّ مِن صَالِح دَعَوَاتكُم ..
أرَق تَحَايَاي وأعَطرَهَا لكُلِّ مَن شارَكَ أو أكتَفى بالزيَارَةِ ، وَجَزاكُمُ اللهُ خَيرَاً ..


هادئ الطباع ، عالم حواء
الخميس ، 8 / 10 / 1426 هـ
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شموخ الاصــايل
ليست قوامة الرجل على المرأة إستعباداً وإذلالاً بإسم الشرع وإستناداً إلى الذكر الحكيم وهو من قوامته الجائرة كالذئب من دم يوسف عليه السلام ..
.....................................................................
كلام سليم بارك الله فيك
وغفر لك ولوالدك ولجميع المسلمين
واعتق وجهك ووالدك من النار
وجعل الجنة دارك
وجزاك الله خير
ام الوناسه
ام الوناسه
تسلمين يا هاديء الطباع على هذا الموضوع
جورية الشرق 1
جورية الشرق 1
جزاك الله خير على الموضوع الأكثر من رائع.

الله سبحانه أكرمنا بهذ الدين فنحمده وحده على أن هدانا للإسلام.

ودعاة المساواة والتحرير يريدون الفساد للمجتمع الإسلامي فنسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجل تدبيرهم تدميرا عليهم وأن يحفظ المسلمين والمسلمات آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين..


هادئ الطباع
هادئ الطباع
الموقرة ~*~شموخ الاصايل~*~ ،
جزاكِ الله خيراً على ردكِ ودعائكِ الطيب المبارك ..
ولكِ بالمثل إن شاء الله ..
هادئ الطباع
هادئ الطباع

العزيز ...لا... ،
رفع الله قدركَ وأثابكَ على دعائك المُبارك ..
لا كسرَ اللهُ لكَ ثنية وجبر لك كلّ مصاب ..
دمتَ بخيرٍ وعافية ..