(سبونج بوب في قويزه !) ~ هذا الكاتب مقلع في اغلب مقالاته ..

الملتقى العام










إذا كنتم مثلي من فصيلة البؤساء الذين لا يستطيعون التحكم بأجهزة التلفزيون التي ابتاعوها بعرق جبينهم؛




بسبب سيطرة صغارهم الديكتاتوريين على أجهزة الريموت كنترول،


فلا بد أنكم قد تعرفتم ــ رغما عن أنوفكم ــ


على المسلسل الكارتوني الشهير (سبونج بوب)،


والذي تدور أحداثه في قاع البحر،


ويتنوع أبطاله بين أسفنج البحر ونجمة البحر وحلزون وسلطعون


، بالإضافة إلى كل ما تقوقع أو تسلطع في قيعان البحار.



أنتم اليوم بأمس الحاجة للجلوس إلى جوار أطفالكم ومتابعة أحداث هذا المسلسل الشهير كي تتعرفوا على كيفية العيش تحت الماء،


فموسم الأمطار على الأبواب،


ولا يوجد أي إيضاحات من الجهات المعنية،



مثل أمانات المدن والدفاع المدني حول استعداداتها لهذا الموسم والإجراءات التي اتخذتها لتلافي المصائب التي حدثت في العام الماضي،



خصوصا في مدينة جدة.



بالنسبة لمواطن بريء مثلي ــ


لا يملك حتى قرار تغيير قناة التلفزيون في بيته ــ


تبدو الأمور غير واضحة،


حيث تتناسل في عقلي أسئلة بديهية لا أستطيع الهروب منها، مثل:


هل ستغرق قويزة بمجرد مرور غيمة عابرة في السماء؟،


وهل سيطفح حي السامر بمجرد هطول قطرات قليلة من المطر على أطرافه؟،


هل سيجرف السيل حي الصواعد ليصبح جزءا من حي الجامعة؟..


كل الأسئلة بلا أجوبة،


وكل الجهات الحكومية تمتنع عن إيضاح استعداداتها لموسم الأمطار، فيتردد في كل الأرجاء صوت الفنان دريد لحام وهو يقول: (خليها على ربك يا مواطن)!.



أنا مستعد للقيام بعملية انتحارية أختطف خلالها جهاز الريموت كنترول من صغاري أثناء عرض مسلسل (سبونج بوب)،


بشرط أن أجد على القنوات الأخرى مؤتمرا صحافيا لأمين مدينة جدة يوضح فيه ماذا فعلت أمانته لتلافي حدوث كارثة جديدة عند هطول الأمطار؟،


أو أن أستمع إلى شرح عملي يقدمه أحد مسؤولي الدفاع المدني حول استعداداتهم في حال تكرار الكارثة ــ لا سمح الله،


أو في أقل الأحوال أتابع حوارا تلفزيونيا مع مسؤولي الفرق التطوعية يؤكدون من خلاله أنهم جاهزون لمساعدة الناس في وقت الحاجة، وأنهم قادرون على تنظيم أنفسهم، وأن ليس صحيحا أن الأعمال الكبيرة التي قاموا بها العام الماضي كانت مجرد ردة فعل عاطفية على الكارثة.



عموما.. لو كنت مكان أمين جدة لنقلت مقر الأمانة بموظفيها إلى أحد البيوت الشعبية في قويزة كي يكونوا قريبين من مصدر الخطر،


وكذلك الحال بالنسبة للدفاع المدني والهلال الأحمر وبقية الجهات الحكومية المعنية بهذه المسألة، فالأمر الواقع يقول إنه لا توجد أية ضمانات ملموسة بألا تتكرر كارثة السيول في جدة، خصوصا في بعض الأحياء المهملة..


ونسأل الله عز وجل أن يلطف بعباده.



وإذا ما تواصل امتناع المسؤولين الحكوميين عن الظهور في وسائل الإعلام لإيضاح درجة الاستعدادات لموسم الأمطار،


فإنني أنصح جميع المواطنين ــ وخصوصا سكان قويزة والصواعد ــ


بأن يتابعوا مع أطفالهم مسلسل (سبونج بوب)


كي يتعلموا أولا كيفية العيش تحت الماء،


وكي يستلهموا ثانيا قدرة الأسفنج العظيمة على امتصاص كل المياه وكل الأخطاء،


دون أن يغير ذلك شيئا في حياته المبتلة المحاصرة بمليون حلزون بارد!.





شرايكم في المقال
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بذور الخزامى
بذور الخزامى
حلو.........
دبه سمينه بريالين
الله يعين
حنا في زمن كل عيش واسكت
وحكمه الصبح
لا ارى لااسمع لااتكلم
لاحول ولا قوه الا بالله الله ينتقم من كل ظااااااااااااااااااالم
أم أسولي
أم أسولي
مقال رائع وفي الصميم
لكن من الكتاب؟

سلمت اناملك
تقبلي مروري
(ام بتال)
(ام بتال)
رووووووووعه

وان شاء الله ما تنعاد الكارثة
حورية الشاطئ
حورية الشاطئ
يسلموا