عطاء

عطاء @aataaa_1

عضوة شرف في عالم حواء

هل تخاف من المستقبل....هل تفكر بالمستقبل..؟؟؟؟

الأدب النبطي والفصيح

جيشٌ متسلل يدبُّ دبيباً خافتاً ..لاتكاد تسمع لأقدامه وقعاً...ينسابُ بخفة إلى نفوسنا..

إنه يغزو خنادق الشعور المستترة ,فيقوّضُ بنيان النفس الإنسانية التي تنعمُ

بالأمن والطمأنينة ,فيجعلها ترفع راية الخور والهزيمة لتُعلن دون مواربة أنّها

هُزمت وألقت بسلاح الأمل جانباً..!!

انظر إلى ذلك الكائن المستلقي على فراشه ...يرسم ابتسامة ملأ شدقيه

ليخبرك أنهُ.................سعيد!!

يبدو لك َ ولأول وهلة أنه سعيد ........هانيء البال ..لاتتعجل !!فكم نغترّ بظواهر

الأمور ونطلق الأحكام عليها جزافاً دون رويّة..!!

حاول أن تقترب منه أكثر..

مارأيك لوجربت أن تخترق أسوار شعوره العارية ...ترى ماذا ستجد!!

فكّر قليلاً ...قبل أن توغل في عملية الاختراق تلك...

لاشكّ أنك ستجد في ركن من الأركان المنسية أجزاء متشظيّة لشيء ما...حاول أن

تلملمها...حاول أن تجمعها ...لاتتعجل ...تريث ...ستكتمل الصورة!!!


آها....لقد نجحت ....أحسنت!!!

ألم أقل لك تريّث..!!!

أوه ...ماهذا؟!! إنه قلبٌ كسته تجاعيد الزمن هرماً ,فأصبح ينبض باليأس...


وتراه يلوح بتحيةالوداع وهو مازال يحبو على عتبة من عتبات الحياة!!



**عاود النظر مرة أخرى إلى ذلك المستلقي على فراشه...حاول أن تقترب

منه أكثر..ترى بم َ يفكر؟؟؟

طنينٌ مزعج يدوي فوق رأسه وكأن الأفكار السوداء تتراقص بمرح ٍ لتصنع

عقداً متيناً قد تآمر خفيةً على دماغ ذلك المسكين وقلبه..ترى ممّ يخاف؟؟

إنه يخافُ من مستقبلهِ...علامات الاستفهام(لمَ ولماذا) تغفو معه وتتلحف بدثاره

وتؤاكله وتشاربه...والقلق يدمّر مكامن الشعور لديه..


فتُدكُّ حصون الأمان وتتهاوى ...يمسي ويصبح في


شتاتٍ وتمزق..يصارع الحياة,ولايطال من أمانيه ـــــ التي تحلّقُ فوق رأسه


وتحدثُ دويّاً عالياً كصوت صفارة الخطر..حين تسقط آخر خطٍ للمقاومة في

نفوسناــــ شيــــئاً...أمانٍ وأحلام..... ورصيد الواقع.... صفر!!!

ثم يكتنف ذلك معاول خوف من المستقبل تزعزع الدعامة الداخلية...وتجعل

وجه ذلك القابعُ على أريكته أو مستلقٍ على فراشه..بلا معالم..قد جفّ الدمُ

في عروقه..وفرّت نضارة الشباب منه دون رجعة..!!


مضى عام وتلاهُ أخر ومرت أعوام وصاحبنا قد ضاع عمره بين لمَ ولماذا؟؟

ولم يغادر مكانه...إذ سقطت قواه فأرداه الهرم صريعاً للوساوس والأوهام..


ولو ترحلت بنظرك الثاقب إلى ذلك الكائن المنسي في ركن من جسد ذلك البائس


اليائس سترى أنه قد ووري طيات التراب ...وأسلم الروح إلى بارئها....

منذ زمنٍ بعيد............


لم يفطن صاحبناإلى ذلك... فقد كان في شجارٍ وخصومة مع عدوّيه اللدودين..

لم..ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


**********إضاءة********

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فيما معناه:(( من أصبح آمناً في

سربه معافىً في جسده يأتيه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من كانت الآخرة ُهمّه.جعل الله غناهُ

في قلبهِ وجمعَ شملهُ,وأتتهُ الدنيا وهي راغمة, ومن كانت الدنيا همّهُ.جعل

اللهُ فقرهُ بين عينيه, وفرق عليه شملهُ ولم يأتهِ من الدنيا إلا ماقدّر له ))
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صباح الضامن
صباح الضامن
عطاء
دائما احتاج لقراءة ما تكتبين اكثر من مرة
لذلك إلى أن يصل المدد من قلمي
وتعود له الذاكرة

أقول لك
ارجو أن تسمحي لي بزيارة ثانية

لنتحدث عن هذا الجيش
قطر الغمام
قطر الغمام
جيشك يا عطاء تسلل عبر نفسي
فإذا بشريط السنوات يجر خلفه الأيام والليالي المنصرمة
تحليلك للشخصية المستلقية يجعل الإنسان يفكر في نفسه قبل كل شئ
غادر ذهني مع شريط الأيام ، لي عودة بإذن الله مع عودته

فقط تسجيل إعجاب بما يخطه قلمك وما يحمله فكرك
نبض بلا قلب
نبض بلا قلب
:27:
*# سليلة المجد#*
أيتها العطاء الكاتبة...

أسرني أسلوبك جدا .....حتى خلت نفسي ضمن شخصياته ....

تعايشت مع كل لحظة .. لدرجة أني رأيت الرجل وتوغلت في ثنايا عقله ....

أأأأووووه ...لا أدري ولكن لك أسلوبك رائد في الكتابة ... أستطعت من خلاله أسر النفس البشرية

التي تقرأ لك وسيرتيها حيث شئت طائعة راضية ((كما التنويم المغناطيسي ))

وأوصلتيه إلى خلاصة جميلة ، ومعنى أخاذ ، لا توفيه آلاف الكلمات ، بمعنى آخر ..فعلا قلمك

يستحق الوقوف عنده ....ومتابعة ما يكتب ...

أيتها العطاء المشرفة ...

تتقازم همتي أمام بحر عطاءك ....وقلمي أمام جبل إبداعك ... ولكن هذا الإبداع أبى علي إلا أن

أعلق ....بوركت ... وبورك قلمك ...

أختـــــك ....
سليلة المجد ....
دونا
دونا
عطاء ..
جيشك المتسلل جعل أسئلة شتى تتصارع في أعماقي بحثاً عن جواب..
لكن..لما..و لماذا..كانت أقوى من ذاك الجيش..
و ربما كانت منبعه..و أصله الذي انبثق عنه...
هل نخاف المستقبل ..أم نفكر به..؟
واقعنا هو الذي يجعل منا من يفكر و يخاف من المستقبل في آن واحد...
فلا يوجد إنسان لا يخشى الهرم..
أو لا يهاب الموت...
لكن الإيمان له أن يجابه ذلك الجيش المريض..بسيوف مصقولة تلمع بالتوجيهات..
و تحت شعار..ما أصابك لم يكن ليخطأك و ما أخطأك لك يكن ليصيبك..
******************************
عطاء..ما شاء الله..
خيال واسع..
فكرة راقية...
و صورة حية..
حملتنا هناك..
و عدت بنا إلى هنا..
و نحن ما زلنا نفكر في ذلك المسكين المستلقي على فراشه...
لا حرمنا الله من مداد قلمك..