إنّ حياتنا التي تمرّ أمامنا ... هي مزيج من انفعالات شتى .... حزن ...غضب ... فرح ...
قلق ... خوف ... تردد ....
وبالرغم من هذه الانفعالات التي تسيطر على حياتنا بشكل كبير ...إذ لا تخلو منها فإننا نظل نحلم دائمًا ...
ونتمنى ... ونعلّق كثيرًا على الآمال المنتظرة التي نعيشها في أحلام اليقظة ... أو في زاوية من
زوايا حياتنا المتفائلة ....
فأحيانـًا نكتشف كم نخدع أنفسنا إذا تخيلنا أننا إذا تزوجنا فإننا سنعيش في سعادة ... وسنفعل... ونفعل ...
ونغيّر أنفسنا للأفضل ... وتكون حياتنا مثالا للحياة السعيدة ...
ولكننا نفاجأ بالحياة مختلفة تمامـًا عمّا خططنا لها ... فنحزن ونحبط ... ونعاود الحلم مرة أخرى بأننا إذا
أنجبنا طفلا ... ستتغير الحياة ... ونستطيع السيطرة على حياتنا بشكل أفضل.... ولكننا نكتشف أننا دخلنا
في دوامة حياة أخرى ... حيث تواجهنا مشاكل التعامل مع هذا الطفل .... فنصاب بالإحباط .... لكننا نلجأ إلى
التفكير بشكل آخر ... وهي إنجاب أخ أو أخت لهذا الطفل ... علـّنا نجد مساحة بانشغالهما مع بعضهما ....
وتكون التربية مرة واحدة ....
وإذا بنا نفاجأ بأننا نغرق في دوامة كبييييرة من الالتزامات ... وندخل في حياة مختلفة تماما ... حيث لا نجد
الوقت حتى للتنفس في أحيان كثيرة .... ونمنّي أنفسنا بأنهم سيكبرون ويخف العبء علينا فنجد العكس ....
بل تزداد همومهم .... ونظلّ مابين الفينة والأخرى نتمنى ونحلم بالسعادة والمتعة .... في المستقبل ....
ونجد العمر يمرّ ويمضي .... دون أن نستمتع بحياتنا ....
مشكلتنا هي أننا نبحث عن السعادة ... والتي قد نجدها في يومنا ... ولكننا نظل نؤجلها إلى الغد ....
لماذا لا نستمتع باللحظة التي نعيشها ....؟!! لماذا نقيّم المستقبل أكثر من الحاضر ....
ونعوّل عليه أشياء كثيرة؟!!
صحيح ...أنه من المهم جدًا أن نرسم المستقبل ... لكن دون تهميش للحاضر ....
فنحن قد نبكي يومـًا على اللحظات التي ذهبت هدرًا دون استغلالها في المرح والتنفيس عن
أنفسنا ....
لذلك عزيزاتي .... للحياة معنى آخر إذا نظرنا إليها ببساطة ...إذ لا تحتاج أن نعقدها أكثر مما هي معقدة
ومتشابكة .... فاليوم بين يدينا فلنعشه بكل مافيه ونستمتع بلحظاته الجميلة ... وننتظر الغد لنقتنص منه
لحظات أجمل وأجمل .....
صوت العدالة
فعلا الحياة ابسط مما نتصور