حتى متى ؟!!

الأدب النبطي والفصيح

حتى متى ؟!!


كنت أراها حزينة , مطرقة الرأس كئيبة , تجلس وحيدة , تمنيت ولو لمرة أن أراها تجلس مع رفيقة , أو تتحدث مع صديقة ... فأقلقني أمرها , وأشغلني التفكير بها , وبت أبحث عن سرها , ثم قررت أن أتحدث إليها بنفسي , لعل شيئا من تساؤلاي ينطفي ... ثم تراجعت وأنبت فكري , ويحك كيف تتدخلين بأمر ليس من شأنكِ , ثم أقنعت نفسي بالعودة , والسؤال عن تلك الطفلة , فإنما أنا ذاهبة لتحقيق غاية ... وتقديم المساعدة والإعانة ...
قررت أن آخذ معي بعض الألعاب والحلوى ... وأمورا أخرى ... لعلي أكتشف شيئا عنها ... برؤيتي ردة فعلها ...
فذهبت بقليل من الأمل , ثم اقتربت بوجل , فلم تشعر بوجودي إلا بعد زمن , فرفعت رأسها وابتسمت بحزن , وبدا على وجهها علامات الاستغراب , والخوف والارتياب ... فسألتها عن اسمها , فأجابت بحياء : اسمي هناء هاني , ووالدتي تدعى سالي , فستأذنتها بالجلوس إلى جانبها , فهزت رأسها , وأعلنت الإيجاب ... بدت لي من نظراتها أنها ذكية ... فطنة نبيهة , وتأكدت من ذلك حين قدمت لها هديتي ...
فقالت : ما هذا بالذي أريد ... وما أظنه ينفع أو يفيد , فكل ذلك عندي , ومليء به غرفتي ومنزلي ... وإن شئت قدمت لكِ شيئا مما في جعبتي ...
قلت : إذن ما الذي تريدينه ؟
عندها دق الجرس , معلنا انتهاء وقت اللقاء , فما كادت تسمعه حتى سألتني : أين تقطنين ؟
فأجبتها : في منطقة تدعى حطين . فناولتني ورقة وقلمين .
وقالت : اكتبي بالأول العنوان , وبالآخر ضعي عند مكان بيتك خطين ... ثم أردفت : لا تستغربي إن دق جرس بيتكِ بعد ساعتين , واعلمي أنني حضرت وأفنان , ثم تناولت الورقة , وابتسمت بفرح وسرور غامرين ...
لقاؤنا ذلك حيرني , بل وزاد من تساؤلاتي , وكلماتها الأخيرة تكاد تقتلني ... كيف تحضر ؟ ومن تكن أفنان ؟ فلسيت والدتها وليس لها إخوان ... ثم صبرت نفسي ساعتين ... فإذا هي بالباب تطرق , ففتحت الباب ... وأخفيتُ الارتياب , فسلمت علي ودخلت ... ولم يكن معها أحد !!
ثم بعد أن جلسنا وتحدثنا قليلا ... أخرجت من وراء ظهرها لعبة , وقالت : هذه هي أفنان ... ابنتي ... تقضي الليل والنهار برفقتي ... أربيها وأعلمها وأحدثها ... ولا أدعها بمفردها ... ثم صمتت , وقالت : لعلك الآن قد فهمتِ ما أريد ... أم رؤوم ووالد حنون , فوالدي هاني , ووالدتي سالي , كل منهما له وظيفة خاصة ... وأنا أوكلت لسائق وخادمة ... وهما اللذان أوصلاني الآن !! هذه هي حالي ... وأظنها لن تتغير حتى مماتي ... وتغييرها شيء من المحال , بل وأعتبره خيال ... لا يخطر إلا بالبال ...
وعند ذهابها ... بعثت برسالة لوالدتها ... لعلها تحرك ساكنا بداخلها ... أو تثير شيئا من عطفها وحنانها ... وما زالت كلمات هناء تتردد على مسمعي ... وتطرق صيوان أذني ... أبحث لها عن إجابة ... رغم أني أعلم أنها لن تأتي شافية :


إلى متى يظل الأباء والأمهات ... في حالة من السبات ... لمهمة عظيمة ... وغاية كبيرة ... خلقن من أجلها ... وسوف يحاسبون عنها ... ويحملون وزرها ... حتى متى ؟؟!!!

وليتذكروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " ...
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الظّل
طيف الظّل
نعم والله
إلى متى ؟!!!
تظل قلوبهم في سباتها وعقولهم في مشاغلها
ويذهلون عمن يستحقون الرعاية والإهتمام أكثر من أي شيء آخر ؟
إلى أن يحين الموعد الذي لا صحوة متأخرة تفيد فيه ولايحزنون ؟
أم إلى أن تجف معاني الأمومة والأبوه في قلوب الأبناء ؟
تلك هي رسالة سامية تستحق الشكر التقدير ... وهزة عنيفة نتأمل فية صحوة لأصحاب السبات العميق

وبارك الله فيك أختي (( بائعة الورود )) على هذه المشاركة القيمة
:26:
r7il2k
r7il2k
لاحول ولا قوة إلا بالله.....:(
ويل لمن ضيع الأمانه واستهان بها...
emine
emine
بارك الله فيك وبقلمك يا غاليه :26:
بحور 217
بحور 217
كلما قرأت شيئا اليوم زادني حزنا !!!!

هذا وللأسف حال بعض الناس ...

إيثار لمتعة النفس وانطلاقها عن قيد الأطفال ورعايتهم

ومن نجا من هذا افهمال ورغب في رعايتهم لايكلف نفسه عناء معرفة الطريقة

فيعامل الأطفال دوما بطريقة لاترويهم ولا تروينا منهم يوما ما !!!

بورك فيك يا بائعة الورود وحياك الله في الواحة :26:
كلمة سر
كلمة سر
بارك الله بك يا صاحبة الورود الجميلة

أسأل الله لك الثبات ..

سطورك جميلة زادك الله من عنده ..

هذا الحال نسأل الله أن ينقلنا إلى أفضل حال

بوركت عودتك غاليتي






















على الهامش
اشتقنا لك