بروا ابناءكم..ايها السادة

مر عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) على الناس متستراً ليطمئن على اخبار ابنائه من الرعية.فرأى عجوزاً وسلم عليها

ثم قال لها:مافعل عمر ؟ قالت:لاجزاه الله خيرا.

قال:ولمَ ؟ قالت:والله مانالني من عطائه مذ ولي امر المؤمنين دينارا ولادرهم، فقال لها:ومايدري عمر بحالك

وانت في هذا الموضع ؟قالت:سبحان الله

والله ماظننت ان احداً يلي عمل الناس ولايدري مابين مشرقها ومغربها.

فبكى عمر ثم قال:واعمراه.. كل احد افقه منك حتى العجائز ياعمر.ثم قال لها:ياأمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر ؟

فأني ارحمه من النار.

قالت لاتهزأ بنا يرحمك الله.فقال لها:لست بهزاء..ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا

وبينما هو كذلك اذ اقبل علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود(رضي الله عنهما)فقالا:السلام عليك ياأمير المؤمنين

فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت:واسوأتاه أشتمت امير المؤمنين في وجهه

فقال لها عمر:لابأس عليك رحمك الله،ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد

فقطع قطعة من ثوبه وكتب عليها..

بسم الله الرحمن الرحيم،هذا مااشترى عمر من فلانة ظلامتها مذ ولي الى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا

فأن دعي عند وقوفه يوم المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه برىء

وشهد على ذلك علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب الى ولده وقال:

(اذا انا مت فاجعله في كفني،القى به ربي).

بعد كل هذه الحادثة التي سبق سردها،كنت اهدف من خلالها ان على الاباء ان يبروا ابناءهم من الرعية في حقوقهم

وواجباتهم مالهم وماعليهم بما امر الله.وهل ينكر الابناء بر ابائهم واحسانهم اليهم حين يشتد الكرب ؟

لاوربي..ستكون حينها صدور الابناء اسوارا منيعة في وجوه اعداء الدين والامة.

رسالتي هذه الى السادة اباء الرعية

اجعلوا ابا حفص قدوتكم في بر ابنائكم وبروهم كي يبروكم حين تتكالب عليكم الامم

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد