زهرةالايمان
زهرةالايمان
بانتظارك عزيزتي فلا تتأخري
دونا
دونا
لم أقرأ بعد فأنا مشغولة هذه الأيام...
أعدك بالعودة..
ذلك لأنني أعلم أن لعصفورة الربيع أصابع من ذهب..
و إلا أن أعود..
استودعكن الله.......
عصفورة الربيع
زهرة الإيمان

تواجدك يسعدني أيتها الغالية ..
لا تبخلي علي بكلماتك ...

**************
دونا العزيزة ..
كم انتظرتك ...
عودي سريعاًً ..

**************

الجزء الخامس ...

(5) ــــــــــــــــــــ بقايا أحلام ..

رجعت للمنزل وحدي اليوم أيضاً ، فـ ( سعد ) مشغول جداً كما قال ..
شمرت عن ساعدي وأنا أدخل المطبخ .. سأعد اليوم لـ ( سعد ) أكلته المفضلة ، حتى ينسى تعبه من أجلي حين يعود ..
صحيح أن طبخها متعب ويأخذ وقتاً ، لكن الإنسان عندما يقوم بشيء لمن يحب فإنه لا يلتفت إلى هذه الأمور لئلا تفسد عليه متعته ، وكذا كنت أنا ، حرصت على أن يكون غداء اليوم مميزاً أكثر مما يتصوره ( سعد ) ، حتى إن كنت مرهقة من دوام المدرسة ..
والحمد لله أن الصداع زال ، ولم يزرني منذ زمن ..

مضت بضع دقائق ، قبل أن آخذ كتاباً ، وأجلس لقراءته ريثما ينضج الطعام ..
وتصاعدت رائحته الزكية ..
لا بد أن يصاب ( سعد ) اليوم بالتخمة !!..

جهزت المائدة على أحسن وجه ، وجلست أنتظر ، وعيناي تنظران للساعة بين الفينة والأخرى ..
ومرت لحظات أخذت فيها أنقل بصري بين المائدة والساعة ..
لقد تأخر ( سعد ) كثيراً ..
لم لا أتصل به ؟؟
أشرق وجهي وكأنني عثرت على كنز ما ، ووثبت إلى الهاتف ، وما كدت أصل إليه حتى بدأ بالرنين ..
والتقطت السماعة متلهفة ، وجاءني صوت ( سعد ) يقول :
ـ السلام عليكم .. ( حنان ) .. كيف حالك ؟
ـ وعليكم السلام ، أنا بخير ، ولكن لماذا كل هذا التأخير ؟؟
ضحك حين أحس بنبرة الغضب في صوتي وقال :
ـ يبدو أنك قلقة بالفعل ، هل تناولت الغداء ؟
ـ ماذا تقول ؟! أنسيت أنك طلبت مني أن أعد لك أكلتك المفضلة ؟ منذ ساعة وأنا أنتظرك !!
ـ أوه عزيزتي .. أنا آسف ، لقد تناولت الغداء مع ( ناصر ) قبل قليل ..
لم يدع لي فرصة للرد ، وأردف في سرعة :
ـ حسناً ، تناوليه وحدك .. السلام عليكم ..
وأنهى المكالمة وكأنه يخشى أن أقول له كلمة غاضبة ..
وقفت أحملق في السماعة في يدي ، كما لو كنت تلقيت صفعة من أحد ما ..!

لماذا يتحاشى الجلوس معي والتحدث إلي ..؟!
لماذا يكثر غيابه عن البيت ؟؟
كلما سألته قال لي مشغول ...!
وكأن العمل لديه أهم من أي شيء آخر ...
نفضت عن رأسي هذه الأفكار ، وجلست إلى المائدة .. أرمق الطعام ..
يا لي غبية .. لماذا أغضب من أجل شيء تافه ؟..
ورحت آكل على مضض ، وعقلي لم يتوقف عن الغوص في بحار الأفكار والخواطر .....

*****************

عجيبة أمر هذه الدنيا ...!

بالأمس القريب كانت ( هدى ) صديقتي التي ألعب معها ..
كنا صغاراً .. أكبر همومنا أن نلتقي أو نحصل على بعض الحلوى .. ونلهو طوال الوقت ..
ما أعذبها أحلام الصغار ...!

وفجأة ... تغير كل شيء ..
كبرنا ، وكبرت همومنا وآمالنا .... ثم ......
أصبحت ( هدى ) زوجة ..!!
واليوم أصبحت .... أما ً ..!!
من العسير علي أن أصدق ذلك .. لا زلت أراها طفلة وادعة بريئة .. فكيف تكون مسؤولة عن طفلة ؟؟
وجدتها راقدة على السرير وبجانبها طفلتها ..
ابتسمت في إرهاق لما رأتني ، فجلست إليها دون أن أجرؤ على حمل الطفلة أو حتى لمسها ...

ـ لم تخبرني ، ألا تبدو طفلتي جميلة ؟
هززت رأسي وأنا أتأملها .. كل الأطفال حديثي الولادة متشابهون في الواقع ، ولكني قلت مداعبة :
ـ بالطبع جميلة .. ألست أمها ؟
ـ ماذا تقترحين أن نسميها ؟
ـ ماذا نسميها ؟!! طبعاً ( حنان ) ...!
ضحكت ولم تقل شيئاً ، بينما أردفت أنا قائلة :
ـ ( هدى ) .. ألا ترين بأنه من الغريب جداً .. أن يخرج المرء من المستشفى وقد أصبح اثنين ؟!!

وهكذا رحنا نتحدث ونثرثر ، حتى انتهى وقت الزيارة .....

قال لي ( سعد ) باسماً ونحن نركب السيارة :
ـ من الجميل أن يكون لدى الإنسان أطفال ..!
اتخذت مقعدي وقلت :
ـ هل ترى ذلك حقاً ؟؟
تنهد تنهيدة طويلة ، ثم قال :
ـ إني أحلم بهذا اليوم في منزلنا ...
نظرت إليه وقلت في دهشة :
ـ تحلم ؟!!
وأردفت بصوت خفيض وأنا أتطلع إلى الظلام الممتد أمامنا :
ـ اعتقدت بأنك فقدت القدرة على الحلم ... ونسيت كل شيء ... نسيت كل أحلامنا ..!!
****************
متأسفة على التأخير .. واعذروني فقد كتبت هذا الجزء في عجالة ..

بوركتم جميعاً ..
أنتظر نصائحكم ...:27:
زهرةالايمان
زهرةالايمان
جميل عزيزتي ( إلى الآن القصة تمام ) تابعي فأبصارنا وقلوبنا معك:26: :26: :26:
عصفورة الربيع
الجزء السادس ..

(6) ـــــــــــــــــ ماذا دهاك يا ( سعد ) ؟؟..

سبحان الله ..!
كيف تمضي الأيام سراعاً لا نشعر بها .. وتنفرط من بين أيدينا انفراط عقد من الؤلؤ انقطعت خيوطه .. أو تتبخر كقطرات ماء سطلعت عليها شمس الضحى ..
هذا ما كان يدور في خلدي وأنا ألقي بجسدي المكدود على مقعدي في السيارة جوار ( سعد ) الذي عاد إلى صمته وشروده ..
البارحة كنت أعاني من الوحدة .. واليوم كذلك أعاني منها ، وثمة من أحبهم بجانبي .. وشتان بين الحالتين ..
فأن تشعر بالوحدة وأنت وحيد يختلف قطعاً عن أن تشعر بها والناس من حولك ..
هاهو ( سعد ) يجلس على يساري ، ولكن بجسده فقط لا بقلبه ..
فقلبه معلق بشيء لا ولن أعرف كنهه ..
ندت مني آهة فالتفت إلي وقال :
ـ أنت متعبة منذ الأمس ، هل نذهب للمستشفى ؟
لم أجبه لأني كنت تائهة كالغريق في خواطري ، وآلامي كذلك ..
ولم يكن هو ينتظر الإجابة فقد غير اتجاه السيارة ويمم وجهه شطر المستشفى ..

أعرف ماذا ستقول لي الطبيبة .. نصائح مملة مع بعض المسكنات للألم ..
وفعلاً كان الأمر كذلك ..

وعندما خرجت من عند الطبيبة ، رأيته واقفاً مع أحدهم ..
توجست خيفة لمرآه .. وارتبت لمنظره غير المريح ..
هذا الوجه الصارم ، والأنف الشامخ الموحي بقوة الشكيمة ..
هذا الذقن المشذب المهذب ، والثياب التي تكاد تمسح بلاط الأرضية اللامع ..
لماذا يتحدث ( سعد ) مع شخص كهذا ؟؟
أنهيا حديثهما بعد مدة وجيزة ، وأقبل ( سعد ) نحوي ، فسألته :
ـ من هذا ؟
أجابني وهو يتحاشى النظر إلى عيني :
ـ إنه .. إنه ( ناصر ) ..
ولا أدري لماذا أحسست بالبغض تجاهه ، وكأنه هو من سرق قلب ( سعد ) مني .. ولكني ما لبثت أن لمت نفسي على هذا الاتهام .. أنا لا أعرف الرجل فلماذا أظلمه ؟؟
إلا أنني أعرف شيئاً لا يمكن أن أكون مخطئة فيه ..
( سعد ) لم يعد زوجي الذي أعرفه .. لقد تغير ..
تغير كثيراً ..

*****************

هاأنذا من جديد أقضي الليل وحدي وقد لج بي الهم ..
أسامر النجوم السماء الساهرة أبد الدهر ..
لكم أود أن أدفن رأسي في صدر حان يمسح عني هذا الألم الملح الذي لم يغادرني منذ أيام ..
أغلقت النافذة ، وذهبت أبحث عن الدواء .. إن لم يخف الألم فلا غرو أن يجدني ( سعد ) جثة هامدة صباح الغد ..
الوحدة ستقتلني قبل هذا الألم ..!!
تناولت قرصاً منوماً ، علي أظفر ببعض النوم . وذرفت عيني دمعة ساخنة ..
أجل .. أبكي على أيام كان فيها صوت أمي الشجي الساحر هو المنوم الذي يمنحني الأمان والراحة!.......

أسمع صوت الباب .. لا بد أن ( سعداً ) قد عاد ..
وكما توقعت وجدته متجهم الوجه عابسه ، مقطب الحاجبين مبلبل الفكر .. وسألته بصوت هده التعب :
ـ هل أنت بخير ؟.. لا تبدو بحال جيدة ..
وفي جفاء اعتدته مؤخراً قال :
ـ بل أنا بخير .. أريد أن أنام فقط ..
دنوت منه وتناولت شماغه وعقاله ، وقلت بلطف متناسية آلامي :
ـ لماذا لا تحاول أن تعود سريعاً للمنزل ؟ أنت تجهد نفسك كثيرا بالعمل ..
تركني دون أي كلمة ، واتجه إلى غرفة النوم ، فتبعته وأنا أقول :
ـ أرجوك أن تستريح قليلاً من عناء أعمالك التي لا تنتهي ...
صاح محتجاً :
ـ إن لم أعمل فكيف سنعيش ؟!
قلت بصوت خفيض إلى حد الهمس :
ـ المرء لا يحتاج للمال فقط كي يعيش ، بل يحتاج إلى الحب والدفء كذلك ..
ولا أدري لماذا ثار بعد جملتي هذه وكأنني وجهت إليه إهانة ما .. رماني بنظرات غاضبة وقال :
ـ وفري نصائحك ...
ثم إنه تمدد على السرير وعقب قائلاً :
ـ والآن .. هلا تركتني وشأني ؟.. فأنا بحاجة إلى النوم ..
وأغلق عينيه منهياً هذا الحوار العقيم ، وقبل ذلك أغلق دوني باباً للتفاهم ..
خرجت من الغرفة شاردة الذهن وعقلي يحمل سؤالاً واحداً ..
ـ ماذا دهاك يا ( سعد ) ؟؟ ماذا دهاك ؟!!....

*******************

أشكرك زهرة الإيمان ..

****************

دونا ..
أين أنت ..
أنتظرك ........