الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
لقد ذكر الله عزًَ وجل في كتابه الكريم بأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم بسبب قيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: ((كُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمرُونَ بِالمعرُوفِ وَتَنهونَ عَنِ المُنكَرِ وتُؤمِنونَ بِالله ).
وقال تعالى: ( وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ).
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المهمات العظيمة ومن مميزات هذه الأمة ومن أعظم الواجبات التي لا يقوم الدين إلا بهما .
فيجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب استطاعته ومقدرته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
فالمعروف هو كل ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: هو كل ما نهى الله عنه ورسوله.
وقد ذم الله سبحانه وتعالى من ترك هذا الواجب من كفار بني إسرائيل ولعنهم على ذلك فقال سبحانه في كتابه الكريم: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون )، وفي هذه الآية إرشاد من الله سبحانه لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- إلى أن سبب لعن كفار بني إسرائيل وذمهم هو عصيانهم واعتداؤهم، وأن من ذلك عدم تناهيهم عن المنكر فيما بينهم لتحذر هذه الأمة سبيلهم الوخيم، ويبتعدوا عن هذا الخلق الذميم، ويتضح من ذلك أن هذه الأمة متى تخلقت بأخلاق كفار بني إسرائيل المذمومة استحقت ما استحقه أولئك من الذم واللعن.
وقد جاء في بعض الأحاديث أن إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب رد الدعاء وعدم النصر كما ورد في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله عز وجل: ((مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم))، وفي لفظ آخر من حديث حذيفة – رضي الله عنه - يقول عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده لتأمُرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم".
والله أسأل أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.