ديباج الجنان

ديباج الجنان @dybag_algnan

عضوة شرف في عالم حواء

بيوت....من ...مصابيح مضيئه

ملتقى الإيمان





بيوت تتحول إلى مصابيح



قال الله –تعالى- في كتابة العظيم: "في بيوتٍ أذن اللهُ أن تُرفع ويُذكر فيها اسمهُ يُسبح لهُ فيها بالغدوّ والآصال * رجالٌ لا تُلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب".


هذه الآيات ترد على ذهني وتتطرق في خاطري كل ثانية بعد زيارة قصيرة
لإنسانة عالمة فاضلة، وأحمد المولى -عز وجل- على معرفتها وعلى معرفة زوجها الإنسان الفاضل الدءوب على العلم والعمل، والذين يتركون بصمتهم
وآثارهم الخيرة، وتعاونهم لتأسيس بيت إسلامي مميز، نحسبهم على خير.


وبعد أن قدر الله لي وأنعم علي بالمبيت ليلة في بيتها المصقول بالنور والعلم.. ليلة من الليالي التي لا أنساها، والتي أسأل فيها نفسي: أهي
يقظة أم حلم؟ ولكن عندما تدبرت وتأملت الموقف وجدته حقيقة وليس
حلمًا! حقيقة طوتها معانٍ نبيلة وعبر وعظات رقيقة لا تبتعد عن الأذهان، ولا يتطرق إليها النسيان..



فكل ركن من أركان هذا البيت يمثل ركنًا من أركان الإسلام؛ فهو بيت لحياة تنبض بالإسلام؛ فغرفة للعلم بين المراجع والكتب والأبحاث
والكمبيوتر والدراسات.. هذا العلم الذي لا يشغله أو يقطعه قاطع -بإذن
الله-، ولا يقف في وجهه عائق، وبين سطور هذه الغرفة توجد مرتبة للنوم حتى تتخلل الليل سويعات للنوم، والبقية للعلم.. والعلم هنا ليس للعلم وإنما للتقرب من الله، كما قال الله تعالى في كتابة العظيم: "أَمَّن
هو قانتٌ آناءَ الليلِ ساجدًا وقائمًا يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربِّه قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب"، في أي علم كوني أو شرعي، تاريخي أو فلسفي، اجتماعي أو سياسي، سيرة أو حديث، فقه أو تفسير، بحور من العلوم، وكأن كل حائط من هذه الغرفة
يعكس علمًا من علوم الكون كقوس قزح في السماء الصافية.



حقا أنا لا أبالغ أو أجامل، وإنما هي كلمة صدق من عقل تدبر كل ثانية قضاها واستشعرها في هذا البيت.


سأنتقل لغرفة أخرى -وبمعنى أصح ركن آخر-، وهي غرفة ما أروع بساطتها! فتشعر عند دخولها أنك تريد أن تصلي وتقرأ القرآن، وتتوجه بالدعاء والالتجاء لله طالبًا العفو والرحمة والمغفرة والرضوان في وسط زحام الحياة.



ما أسعد وأجمل أن يلتقط المسلم دقائق أو سويعات في هذه الغرفة التي تُنار بأنوار القرآن والصلاة والاستغفار بالأسحار؛ فكل ركن من أركان هذا البيت ينير الطريق، ويهيئ زاد المسير..


أما عن بقية غرف البيت بأثاثه الراقي البسيط ذي الذوق الرفيع، الذي يجمع ويوازن بين مطالب هذا العصر وتقدمه والمحافظة على روح ديننا
العظيم.. هذه الموازنة قد يغفل عنها الكثيرون، ولا يحاولون أن
يطبقوها.. هذا البيت أشبه بالمعمل في التطبيق الفعلي والسلوك العملي
للإسلام من سكن ومودة ورحمة، والعمل في صمت، والسباق مع الزمن في
الإنجاز والإنتاج وتربية الأولاد وغرس القيم فيهم والأخلاق، وتدريبهم على مهارات التفكير، والتحلي بصفات راقية وحضارية من ديننا الحنيف.


فطوبى لأهل هذا البيت الذين جعلوا كل ركن من أركان بيتهم عبادة وتوحيدًا لله تطبيقًا حقيقيًّا وليس تكلفيًّا.


وبعد هذه الرحلة القصيرة ترى ماذا يفيد؟ فمن الجدير أن تنقل هذه الخبرة من بين السطور لكل البيوت التي تريد تطبيق الإسلام قلباً و قالباً.


صدقاً يا إخواني ليست السعادة بالديكورات أو التحف، ولا بالأضواء المبهرة أو بالأثاث الباهظ.. إنما ببيت يضيء بمنهج الله الرباني الذي يحيي ويسعد العقول والقلوب، وينير الدروب.


ادعوا الله أن يحفظ أصحاب هذا البيت، ويزيدهم من الخير والنور في العمل والعلوم، ومن البركة والسرور في الدنيا والآخرة.




--------------------------------------------------------------------------------
اسلام اون لاين
0
498

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️