إفتراضي الأزواج السعداء ليسوا في علاقات مثالية لكن لديهم مهارة حل الصراع بدلاً من ت

الأسرة والمجتمع




هذا المقال تم نشره على مدى أسبوعين في جريدة الرياض_بصفحة كاملة في قسم عيادة الرياض


ففي بداية الزواج معظم العلاقات تبدأ بحالة وجدانية ايجابية مرتفعه فتجد الزوجان يواجهان صعوبة في تخيل أن علاقتهم ممكن أن تتوتر و تخرج عن مسارها الصحيح في المستقبل. لكن في معظم الوقت هذه الحالة المثالية لا تدوم طويلاً و بمرور الوقت الغضب والضيق والرفض يبدأ بالتراكم والبناء حتى تصبح الصداقة فكره مجرده لا واقع لها وتنتهي العلاقة بحالة وجدانية سلبية ليبدأ الزوجين بترجمة كل قول أو فعل لطرف الآخر بطريقة سلبية حتى الكلمات التي تقال بنبرة عادية تأخذ بشكل شخصي. مع مرور الوقت تصبح تعامل الشخص الغريب والذي لم تستثمر معه شيئاً من وقتك وعاطفتك وطاقتك باحترام ولطف أكثر من شريك حياتك. فأبسط صور الاحترام و اللطافه التي توجد في الصداقة تفقد بالعلاقة الزوجية.


ما هو سر السعادة الزوجية؟

وهل الأزواج السعداء في علاقات مثالية؟

وهل الخلافات والنقاشات نادرة بينهم؟

بناء على الأبحاث و الدراسات فلقد أثبت إن سر السعادة والرضا الزوجي يكمن في
قدرة الزوجين على حل الخلافات بينهم بطريقه ايجابيه وليس بتجنبها

خصوصاً وان النقاش و الاختلاف في الرأي جزء من أي علاقة مشتركة بين شخصين مختلفين قررا مشاركة الأخر حياته.
كما أكدت الأبحاث بأن هناك أسلوب صحي لنقاش و جهات النظر المختلفة يؤدي بالواقع إلى تقارب الزوجين وتقليل الفجوة بينهما..بغض النظر عن موضوع الخلاف .. وعدد مرات حدوثه، وهناك في المقابل أسلوب آخر يؤدي أحياناً لتدمير العلاقة والقضاء على كل نقطة ايجابيه فيها.
فالسعادة المستمرة كما يقول الدكتور جو ن قوتمان(أكثر الخبراء شهرة وخبره في مجال العلاقات الزوجية) تنتج ليس من قدرة الزوجين على تجنب الصراع ولكن من مهارة الزوجين في حل الصراعات.

إذاً, ما يهم ليس كم مره يتناقش فيها الأزواج؟ ولا على ماذا؟ ولكن المهم هو كيف؟
وكيف.... سوف نناقش بعضاً من قواعدها في هذا المقال ..




فلنبدأ بالحديث عن قاعدة

كن محدداً:


و هذه القاعدة مهمة الالتزام بها خصوصاً من قبل النساء..فكون المرأة مخلوق يهمه بالدرجة الأولى نوعية العلاقات التي تعيشها.. وكون وعي وأدراك المرأة يتسم بالأسلوب الانتشاري (التفكير وعمل أكثر من مهمة بنفس الوقت:التحدث بالتلفون وطبخ الطعام ومراقبة أطفالها بنفس الوقت) وكون التحدث لها هو طريقه لمشاركه المشاعر و القضاء على التوتر الذي يحدث عندما تواجه بمشكله (حتى وان لم يكن هناك ما يمكن القيام به حيال المشكلة نفسها)..
فنجد غالبية الزوجات تبدأ بنقاش زوجها في موضوع أو جانب معين في علاقتها..وبعد دقائق تتفرع وتتشعب المواضيع... وتفتح ملفات أخرى قديمه و أحياناً جديدة....وهنا يتشوش الرجل ويشعر بالتوتر والضغط خصوصاً وان وعي الرجل مركز ومتسلسل مما يعني بأنه لا يستطيع التفكير ومناقشة أكثر من موضوع في نفس الوقت.. لهذا على المرأة أن تختار موضوع واحد لتناقشه في كل مره وأن تحرص على الحصول على انتباه وتركيز زوجها الكامل, وأن تمتنع نهائياً عن مناقشته بأي موضوع مهم لكلاهما أثناء قيامه بأمر أخر (مثل مشاهدة التلفاز أو قرأت الجريدة) حتى لو هو طلب منها ذلك..




القاعدة الثانية هي استخدام جمل تبدأ بـ "أنا..." بدلاً من "أنت....

فإستخدام أسلوب "أنا.." من قبل المتحدث يقلل من احتمالية أن يكون أسلوبه منتقد وبالتالي يقلل من احتمالية الدفاعية لدى المستمع... فاستخدامك لهذا الأسلوب يشير إلى تقبلك لتحمل مسئولية مشاعرك و سلوكك بدلا من لوم الطرف الآخر على ذلك مما يهيئ المناخ المناسب للنقاش وبالتالي الوصول لحل مناسب. وأليك عزيزي القارئ هذه الأمثلة حتى تستطيع أن ترى الفرق بنفسك:
"أنت لا تستمع لي.." في مقابل " أنا سكون سعيدة لو استمعت لي...."
"أنت لا تهتم بي.." في مقابل " أنا أشعر بالإهمال..."




القاعدة الثالثة- أشتكي لكن لا تلوم أ و تنتقد:

هناك فرق كبير بين النقد و الشكوى فجميعنا لديه ما يزعجه في الطرف الأخر لكن الشكوى تركز على السلوكيات فقط بينما النقد هو أكثر شمولا فهي تزيد بعض الكلمات السلبية عن شخصية و صفات الشريك.

وهذه بعض الأمثلة لتوضيح الفرق بين النقد / الشكوى:

1) المثال الأول:
الزوج حضر مساءً للمنزل لكنه نسى للمرة الثانية شراء احتياجات العائلة من الطعام...

•هنا الزوجة تستخدم أسلوب الشكوى لمناقشة الزوج في نسيانه أمر المشتريات:
_ "لا يوجد أكل في الثلاجة هذا اليوم لماذا لم تشتري الخضروات مثل ما قلت أنك سوف تفعل؟"

•و هنا نفس الزوجة ونقس الموقف لكنها تستخدم أسلوب النقد:-
_" لماذا لا تستطيع تذكر أي شيء؟ فأنا أخبرتك عشرات المرات أن تشترى النواقص, وأنت لا تفعل؟

إذا تجد نفسك أو الطرف الآخر تستخدمون الأسلوب الناقد كثيراً فأنت لست وحدك فهو منتشر جداً في العلاقات الزوجية. لكن المشكلة في أن الطبيعة البشرية تملي علينا بأنه من المستحيل قبول نصائح من شخص لا نشعر بأنه يفهمنا ويتقبلنا...فالقانون الأساسي في الزواج يؤكد بأنه قبل أن تطلب من الطرف الآخر أن يغير من نفسه شيئاً ما.. ( ربما أسلوب أكله، طريقة تعامله مع أطفاله أو أسرته، ..) يجب أولاً أن تشعر هذا الشخص بأنك متقبل لشخصيته وأنك ترفض السلوك وليس الشخص نفسه وألا سيقاوم تغيير نفسه أو سلوكياته مهما فعلت.

القاعدة الرابعة:- انتبه إلى لغة جسدك..و ما تعبر عنه لطرف الآخر:

لقد أظهرت الدراسات 7% مما يتبادله الناس من معلومات يتم نقله عن طريق الكلمات المنطوقة نفسها، ويتم توصيل 38% من بقية المعلومات من خلال نغمة أو نبرة الصوت أما الجزء الأكبر من تبادل المعلومات والذي يقدر بـ 55% فيتم نقله عن طريق لغة الجسد(غير لفظي). هذا يعني أن كل سلوك نقوم به هو عبارة عن تواصل، فكلماتنا ولغة جسدنا وسكوتنا كلها عناصر للحوار والتواصل. فالكلمة والحركة والبسمة والنظرة والحاجب المرتفع و تعبيرات الوجه ونبرة الصوت وحدته كلها طرقًا مختلفة للتعبير وإرسال رسائل محدده سواء سلبية أو إيجابية للطرف الآخر..
فأنت تستطيع إيصال الاحترام والإعجاب بالطرف الآخر وبشخصيته وأسلوبه دون أن تلفظ بكلمة واحده؟ و بنفس الوقت تستطيع إيصال الاستهتار والتهكم والازدراء بشخص الآخر وكلامه وأسلوبه وأيضاً دون أن تنطق بكلمة واحدة... هل تدرك مدى خطورة هذه المعلومة على علاقتك الزوجية؟ فكم سمعت من الحالات التي تتردد علي بالعيادة عبارات "أنا لا أشعر بأنه يحبني.." أو "لا اشعر بأن زوجتي تحترمني.." والتي تشكل الدوافع الخفية وراء توتر علاقاتهم وكثرة الخلافات بينهما ... وعندما أسأل هؤلاء أعطائي دليل ملموس(موقف او تعبير صريح) على ذلك يكون الجواب عادة أحساس وتفسير للغة جسد و تعابير وجه وأسلوب كلام الطرف الآخر وليس بناءً على أدلة فعليه بذلك.
وهنا أدعو القارئ أن يتذكر المرات التي شعر بها بمشاعر و رسائل سلبيه تأتيه من شخص أخر..جعلته يشعر بعدم الارتياح أو الاعتقاد بأن ذلك الشخص لا يحبه أو يغار منه أو لا يحترمه..و ليسأل نفسه: هل ما توصل أليه كان نتيجة لتعبير صريح من ذلك الشخص أم تفسير لتصرفاته وأسلوب تعامله معه والذي تم التوصل أليها نتيجة لتواصل الغير لفظي بينهما.


القاعدة الخامسة:- كن واضحاً

لا تتوقع من الطرف الأخر أن يقرأ أفكارك أو يعرف ماذا تريد بالضبط منه ما لم تعبر عنه صراحة وبشكل واضح.. إن الاتصال بشكل خاطئ بين الزوجين، يرجع بدرجة كبيرة إلى الافتراضات الخاطئة، وأحدى أكثر هذه الافتراضات الخاطئة شيوعا هو أن الأزواج يفترضون بأنهم يعرفون جيداً ما يفكر أو يشعر به الطرف الآخر قبل أن يعبر عنه هو بوضوح.
ومن المؤكد أن المرأة يمكنها قراءة أفكار أي امرأة أخرى مثلها بوضوح تام أذا كانت بعلاقة وطيدة معها، وذلك لأنهن متشابهات، وبالمثل يمكن للرجل بسهولة قراءة أفكار أي رجل آخر بوضوح شديد، إلا أنه عندما يحاول الرجال والنساء قراءة أفكار بعضهم البعض تحدث مشكلات لا مفر منها.


منقول
3
724

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مراااام الحب
مراااام الحب
جزاج الله ألف خير اختي ع موضوع
*دنيتـي بنتـي*
جزاج الله ألف خير اختي ع موضوع
جزاج الله ألف خير اختي ع موضوع
وإياك اختي بارك الله فيك:26:
*دنيتـي بنتـي*
وإياك اختي بارك الله فيك:26:
وإياك اختي بارك الله فيك:26:

رفع لتعـــم الفائده:(