النانو4

النانو4 @alnano4

عضوة نشيطة

المرأة دائماً تكون الضحية..قصص واقعية

الملتقى العام

هي بعض المشاهد الحزينة المأساوية من سويداء سوداء صورتنا الاجتماعية.
الأولى:
امرأة – مطلقة – ولبضع سنين فوق عقدين من الزمن ظلت تطارد الأوهام وتستمطر الخيال كي ترى وجه طفلتها التي – سحبت – من حضنها ذات رضاع قبل أربع وعشرين سنة. وفي الشهر الماضي فقط، علمت هذه الأم بليلة زفاف ابنتها في صالة أفراح تستحق في مناسبتها وعثاء السفر. والحيلة المبكية الدامية في آن، أن تدخل – الأم – صالة الزواج – متلثمة – في ثياب – عاملة منزلية – كي تشاهد ابنتها بعد فراق أربع وعشرين سنة على – منصة الفرح– وأن تتحايل على المشهد الحزين كي لا تفسد بوجودها ليلة ابنتها إن علم – الأسد – الغضنفر القديم بوجود مطلقته السابقة في ليلة الابنة المشتركة. وبين العاملات المنزليات في آخر الصالة، كما هو المعتاد، ظلت هذه الأم تنتظر زفة العروس وخروجها منتصف المساء إلى المنصة. هي تعلم (الآن) أن ابنتها في الغرفة الخلفية مباشرة في لحظات – التجميل والديكور الأخير – تراقب بوجل هؤلاء – الأقارب – الذين يدخلون ويخرجون من ذات الغرفة. تقترب تماماً من – باب الخروج – كي تكون الأقرب – الصامت الأخرس – حين تعزف الموسيقى وتتطاير الزغاريد وتنثر الورود والحلوى على – قطعة الكبد – المهربة منذ أربع وعشرين سنة. والتي انتظرت قسراً وجوراً لأربع وعشرين سنة باتت تستعجل بضع دقائق إلى – مشهد الحياة -، وفي ثيابها المهترئة لم تتمالك نفسها فتدخل الغرفة. وبزجر ونهر لجرأة هذه – العاملة المنزلية– على اقتحام ما لا يعنيها نطقت أمام

هذه العروس: أنا أمك. كومة لحم من جسدين يختلطان بكاء فوق بعضهما البعض. ترتفع الجلبة والضوضاء حين تدخل الأسد الغضنفر حاملاً – عقاله – ويكاد يهوي به فوق عظام امرأة لولا أن العريس – يقسم – في اللحظة المناسبة أن الخيار الجديد بين – الطلاق والعقال – إن هو مد يديه. يواصل هذا – الشهم – مروءته ليستأذن أهل – أم العروس أن تعيش معه، ومع ابنتها في البيت الجديد ولكن: على حساب قطيعة مع الأب الأسد الغضنفر الذي يتلذذ ناعماً في قطيعة الأرحام وهو يقسم من جديد ألا تدخل ابنته حياته مرة ثانية.

الصورة الثانية: مطلقة أخرى تدخلها الشكوك في – المول – الضخم بالمدينة البعيدة أن الواقف هناك على طاولة المقهى هو ابنها – وليد – الغائب المختطف منذ ثلاث عشرة سنة. هي الصورة بالتقريب لصورة لم ترها من قبل إلا على ثدي الرضاع ولكنها صورة – الأرواح – وإحساس الأمومة. تذهب إليه. تقترب منه. أأنت وليد؟ نعم، ومن أنت؟ ومرة أخرى صوت الجملة المريضة الخالية من كل إحساس ومن كل رحمة أو خوف من الله عز وجل: أنا أمك؟ هو الطفل القديم الذي صار في منابت اللحية والشنب. صرخة البكاء في لحظة لقاء عابر في سنوات الضياع والفراق الطويل. ثلاث دقائق وهو ينصرف ليستأذن أمه بالبقاء هنا حتى يستطيع أن – يسرق– أخته لتشاهدها من بين أنياب الأسد الغضنفر. أربع ساعات من – الغياب الجديد – وأمام أبواب السوق كان لقاء – الثلاثة – الخفي المسروق بعد أربع عشرة سنة. كان

المشهد يأخذ بالألباب وكان البكاء والعويل يلفت كل انتباه. بكينا جميعاً ونحن شهود هذه الصدفة في فرصة نادرة. سرقت من – الابن – بعض تفاصيل المأساة وتركناهم جميعاً في – خلوة نادرة – علَّ الأم تستطيع أن ترفع حجاب العفة عن وجهها كي يشاهدها الأطفال بعد أربع عشرة سنة.

إنني لا أكتب خيالاً، بل أسجل واقعاً من مشاهد صورنا الحية المريضة. قصص هؤلاء الضحايا الذين يعيشون بين قلوبنا الميتة وضمائرنا الغائبة تستحق أن تكون – جبهة الإنقاذ – الوطنية الشاملة لأنها معادلة القوة الوحشية المفرطة وهي تسحق الضعف المقابل. ذهبت مساء قبل البارحة مع صديق عزيز لنصلح البين بين اثنين، وفي ذهني أن ننقذ طفلين من الضياع وأن نجمع الضعف من تحت ركام وسطوة القوة فاكتشفت في ذات الليلة قصص ستة أطفال لثلاث حالات مختلفة. تصوروا أن في مدينتي اليوم طفلين لم يشاهدا أمهما في الطرف الآخر من ذات المدينة لعام ونصف. تصوروا

أيضاً أن هؤلاء الآباء (الأسود) يذهبون مثلنا للمساجد، ومثلنا يستمعون لخطب الجمعة، ومثلنا يقرؤون القرآن الكريم ويستمعون إلى الأحاديث النبوية الشريفة مثلما هم مثلنا يصومون ويحجون ويستمعون إلى حديث المصطفى عليه

أفضل الصلاة والسلام: استوصوا بالنساء خيراً. تصوروا أن يعيش أحدكم في منزله ومع أطفاله هذه المأساة ويستعرض بقوته فوق هذا الضعف. فقط: افضحوا هذه المشاهد. اكتبوها.

علي سعد الموسى.جريدة الوطن
22
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت اسامه
بنت اسامه
الله المستعان
اباجوره حمراء
لاحول ولا قوة الا بالله

الظلم ظُلمااات
أنا هي
أنا هي
لاحول ولاقوة الا بالله

المشكله ياختي ان القضاء والاحكام في المحاكم . دائماً بصف الرجل
بنتي وحيدتي
بنتي وحيدتي
سبحان الله
بوتيك مودرن
بوتيك مودرن
۩•.¸¸.•۩ سبحان الله والحمد لله ولااله الاالله والله اكبر ۩•.¸¸.•۩