السكر سم يتقلد شذى العطر

ارتفعت كمية استهلاك السكر منذ القرنين الماضيين بسرعة فائقة . ويصل معدل الاستهلاك اليومي إلى 5 كلغ للشخص الواحد في السنة . تؤكل نصف هذه الكمية بطريقة مباشرة ويؤكل النصف الآخر .....




عبر البوظة والمرطبات والحلويات والطعام المعلب . كما تصرف كميات هائلة من المال على للإعلانات التي تؤكد أن السكر هو غذاء مقوي ومهم في طعامنا . بالنسبة إلى الأبحاث والدراسات الطبية التي أصبحت تتزايد سنة بعد سنة ، فإن هذه الإعلانات غير صحيحة وغير مسؤولة .يؤكد البروفسور جون يوكدين أن الجسم ليس بحاجة إلى السكر حتى ولو لملعقة واحدة لا في الطعام ولا في المشروبات . وتفيد الدراسات الطبية أن السكر هو المسبب لأمراض عديدة مثل السكري ، نقص السكر ، داء المفاصل بعض أنواع السرطان ، الحمى الصفراء ، النشاط المفرط والمرضي ، الحساسية ، السل ، الفصام ، الجلطات ، السمنة ، القرحة ، سوء الهضم وأمراض الأسنان .
السكر والجلوكوز :
السبب الوحيد الذي يجعل الإعلانات مضللة هو أن لكلمة السكر معنيين مختلفين . المعنى الأول هو أن السكر مادة بيضاء تصنع من قصب السكر أو الشمندر السكري . أما المعنى الكيميائي ، فهو أن السكر كناية عن مجموعة كربوهيدرات تتضمن أنواع عديدة مثل الجلوكوز والفركتوز والملتوز واللاكتوز والسكروز والجلاكتوز . إما السكر المركب فهو الموجود في الحبوب والخضار . السكر الأبيض المعروف هو السكروز . للحصول على القوة ، يحتاج الجسم إلى السكر ولكن بالمعنى الكيميائي ، أي بشكل جلوكوز .
أما السكروز أي السكر الأبيض ، فهو تركيبة كيميائية من الجلوكوز والفركتوز فإذا أكلنا مثلاً ، قطعة شمندر واحدة أو قطعة من قصب السكر يهضمها الجسم ويحولها إلى جلوكوز وفركتوز ومواد أخرى بالإضافة إلى البروتين والفيتامينات والمواد المعدنية والألياف الموجودة في الشمندر أو قصب السكر
.أما السكر الأبيض ، فهو يحتوي على السكروز وحده وهو مصنع بطريقة حيث أن 11 كلغ من الشمندر السكري تعطي 0.155 كلغ من السكر وأن 3 أقدام من قصب السكر تعطي ملعقة صغيرة من السكر . عندما نستهلك السكروز لوحده يحتاج الجسم عندها إلى بروتين وفيتامين ومعادن لتساعد على الهضم وهي موجودة ومخزونة في الجسم .
فالمعادن مثل الكالسيوم تأتي من العظام والأسنان وتؤدي خسارتها إلى ضعف العظام والأسنان . هذا بالإضافة إلى المعدة تفرز الكثير من الأسيد الذي يؤذي غشاء المعدة ويزيد من عمل الهرمونات . أما مستوى الجلوكوز في الدم فيرتفع بسرعة فائقة عندها يفز البنكرياس الأنسولين ليحول فائض الجلوكوز إلى جلوكوزين المخزن في الكبد . ثم يفرز البنكرياس البنكرياس المزيد من الأنسولين وينخفض مستوى الجلوكوز بسرعة وتحت المستوى الطبيعي وهنا تفز الغدد الكظرية هرمونات قشرية لتحول الجليكوجين إلى جلوكوز حتى يعود مستوى هذا الأخير إلى طبيعته .
خلال هذه العملية لا تعمل الغدد الكظرية والبنكرياس بشكل جيد ويتحول فائض السكروز إلى أسيد دهني يتخزن أولاً في المعدة والقفا والخصر والأوراك والصدر ثم القلب والكليتين مما يسبب زيادة في الوزن تؤثر على الصحة ويتعرض عندئذ الإنسان إلى الأمراض .
إن أفضل مصدر للجلوكوز هو السكر المركب الموجود في الحبوب الكاملة عندما نمضغ الحبوب بشكل جيد يتحول السكر المركب إلى ملتوز في الفم ثم إلى جلوكوز في المعدة والأمعاء وهكذا فإن كمية الجلوكوز تصبح بطيئة ومتوازنة وتحافظ على نشاط الإنسان لمدة طويلة .

بدائل السكروز :
في الحقيقة أن السكر الأسمر مصنوع من السكر الأبيض الذي يزاد عليه دبس السكر . وهذا الأخير يحتوي على كميات قليلة جداً من المعادن والفيتامينات كما أن تأثير السكر الأسمر على الجسم كتأثير السكر الأبيض .
أما العسل فهو أفضل بقليل ويتكون من الجلوكوز والقليل من المعادن والأنزيمات . الأفضل هو الحصول على الملت ( الشعير المنبت بالنقع في الماء وهو يحتوي على المالتوز الذي يحتوي على الجلوكوز وهو مكون من الشعير والأرز .
في النهاية إن استهلاك السكر المصنع يحد من حاسة الذوق عند الإنسان فيصبح الشخص غير قادر على الإحساس بطعم الحلو في الحبوب الكاملة أو في الخضار مثل الجزر والبصل .
لذلك يجب القيام بهذه التجربة لشهر واحد ...
حاول أن تمنتنع عن تناول السكر واعتمد على زيادة الحبوب الكاملة والخضار ثم بعد شهر تذوق السكر عندها ستشعر أنه حلو جداً أو ستشعر بالنشاط الذي يتحول سريعاً إلى انحطاط بالإضافة إلى خدود حمراء ووجع في الرأس لذلك ستفهم أن التجربة مختلفة جداً عن الصورة التي يرسمها الإعلان عن السكر والحلويات