Mrs.x

Mrs.x @mrsx

عضوة نشيطة

ليسوا بظواهرهم ..! " قصة قصيرة هي بدايتي معكم "

الأدب النبطي والفصيح

.
.
.


سوادٌ يغلف غرفتها المظلمة ويبرز بوضوح الضوء الخافت المنبعث من ركن الغرفة .. أوراقٌ محبرةٌ متناثرة فوق مكتب صغيرٍ استندت عليه شمعة أضفت للغرفة حرارة ورهبة .. ورقة واحدة ثابتة امتدت فوقها يدٌ مرتجفة ..

كانت تكتب .. وعيونٌ ذاهلة تحت جبين متعرق ، وأنفاس لاهثة تخرج من شفتين جافتين ، ورجفةُ تمركزت في يديها واستوطنت جسدها ..

تنهي الورقة العاشرة ، وتبدأ في الحادية عشر ، فالثانية عشر .. فأوراق عديدة تحكي عن قصة تبدو وكأنها .. لن تنتهي ...!


* * * * * * * * * * * *

-أتمنى محمد !

منذ الصغر كنت أرددها داخل نفسي .. ثم أنتفض كمن يفيق من حلم جميلٍ على واقعٍ مــر .. ويتورد خداي .. وأهتف : استحي يابنت ! ... وأحاولُ النسيــان لكن الأحلام تعود فأتخيل نفسي مخطوبة لك يا محمد .. ثم نتملك والفرحة تغمر أنحاء جسدي .. أتخيل مهاتفتك لي في الليالي الهادئة .. تغازلني وتتودد إلي بلطف .. وتحدثني عن ليلة العمر المشتركـة وعن انتظــارك وصبرك وشوقـك إلي ... ويمتد الخيال بي إلى ليلة الزفاف .. كنتُ أراك تمد يدك إلي بلطف لتحضن يديَّ ثم تطبع عليها قبلة دافئة وتهمس في أذني بكلمة تصيب جسمي برجفة لذيذة ..!

كنت – ورغم العيب الذي أعرفه – أتمنى !

* * * * * * * * * * * *


كانت طريقة أختك الباردة في التعامل معي ، وبسمة أمك المشفقة حين تنظر إلي .. وحديثهن الفخور عنك وكأنك قادم من كوكب ملائكي .. كل هذا كان يجعلني أشعر باليأس من أن ترد في خاطرهم لو مجرد فكرة خطبتي إليك .. ورغم ذلك .. كنت أتمنى !


* * * * * * * * * * * *


كان ظهراً شديد الحرارة .. وكنتُ أجلس على كنبة في الصالة متددة وأمسك مهفة أهف بها وجهي تارة ، وأطلق ناحيتها تنهيدة حارة تارة أخرى .. ووسط هذه الحال أتى صوت جرس الهاتف .. أسرعت ناحيته ليفاجئني صوت والدتك تطلب والدتي برسمية ونبرة غريبة في صوتها ..!

نعم .. كان اليوم الذي تمنيته .. اليوم الذي لم أتوقعه .. اليوم الذي أخطب فيه إليك يا محمد !
كانت أمي تخبرني عنك ..وكنت أرتجف بشدة وقلبي يخفق كما لم يخفق من قبل .. ولم أستطع النوم ليلتها فرحاً وارتباكاً .. وحباً !


* * * * * * * * * * * * * *


ومرت أياماً سعيدة .. تضخمت فيها أحلامي وتوسعت .. وطبعاً كنت فيها حجر الأساس والبنـــاء ..
وأتى يوم الملكة ..
كان مبكراً بطلبك وحسب أمنياتي .. وأصبحت رسمياً .. زوجتك يا محمد ! كل هذا والواقع حسب أمانيي السعيدة !
وأتى الاتصال الأول .. وفيه .. عانقت أذني صوتك الدافئ وأنت تخبرني عن نفسك .. عن أمانيك .. عني وعنك وعن حياتنا معـــا !
وتوالت الاتصالات .. وشيئاً فشيئاً ظهرت حقيقتك المرة !
شتائمٌ وسبٌ وقسوةٌ وتملك رجل العطر الحجري ..لم أعد أسمع الصوت الحنون فقد استبدلته بصوتك القاسي ، ولم أعد أنعم بالنوم إثر كلمات دافئة ، فقد استبدلتها بكلماتك الجارحة ..!

كنتُ ذاهلة .. دهشة .. مرتعبة .. وأنت تصيب قلبي المرهف برصاصات قدت من قسوة وقلب غليظ لا يرحم ..!


* * * * * * * * * * * * *


رغم الألم أشكرك يا محمد .. رغم الحزن و رغم العذاب .. فقد لقنتني درساً لا ينسى .. ألا أنجرف وراء العواطف ..وأن الناس ليسوا جميعاً بظواهرهم ..

ليسوا بظواهرهم يا محمد !




.
.
.
أنتظر آرائكم ، نقدكم ، سخريتكم ، تحبيطكم .. أي شيء عدا " الحقران " ! :)

مودتي ، وتحياتي القلبية .
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

aseel2020
aseel2020
اقل مايقال عنه انه ابداع
ننتظر المزيد من هذه المشاركات والابداعات
Mrs.x
Mrs.x
عزيزتي اسيل .. مرورك كوابل أصاب صحراء قاحلة .
شكراً لك .
احلى الاوقات
احلى الاوقات
Mrs.x Mrs.x :
عزيزتي اسيل .. مرورك كوابل أصاب صحراء قاحلة . شكراً لك .
عزيزتي اسيل .. مرورك كوابل أصاب صحراء قاحلة . شكراً لك .
قصه رائعه ومشوقه


الصراحه اول مره ارد على قصه لاني اول مره اقرا قصه كامله


تبدابادخالك اجواء ينقبض منها القلب ..الى ان تدخلك باجواء رائعه


ممتلئه باحلام رومنسيه رقيقه

بدايه موفقه لكتابة القصص __ اتمنى رؤية جديدك
Mrs.x
Mrs.x
أحلى الأوقات

ردك أفرحني كثيراً ، وشرفٌ لي أن تكملي قراء القصة .
شكراً لك .
الخزامى والنفل
الظاهر كل محمد كذبة وحلم مراهقة .
استمري لديك احاسيس رائعة انصحك بتفجيرها.
وبالتوفيق