الحديقة المنزلية ديكور منزلي تمتص الملوثات المادية والمعنوية وتعالج عيوب المباني

ينصح علماء النفس والأطباء وخبراء الزهور ونباتات الزينة باقتناء الزهور في المنازل والحدائق للمساتها الجميلة التي تضفي البهجة في كل مكان ، وأن نحيطها بالدراسة والعناية، لأنها تمتص من أنفسنا ملوثات العصر المادية من أبخرة وعوادم وميكروبات ، والملوثات المعنوية من ضوضاء ومشاكل وصراعات .
يقول مدير إحدى الشركات الزراعية المهندس الزراعي محمد الشعلان "لم يعد الاهتمام بالزهور ونباتات الزينة قاصرا على فئة محدودة من المجتمع، بل ازداد الإقبال على معارض الزهور ومشاتل الزينة، ولا يكاد يخلو منزل مهما كانت مساحته ودخل المقيمين فيه من نباتات الزينة في الشرفات أو داخل الحجرات أو زهور منسقة في مزهريات، فاهتم العاملون في هذا المجال بزراعة الزهور ونباتات الزينة، لتلبية الطلب المتزايد عليها، كذلك استنباط أصناف وألوان وأشكال جديدة تزيد مساحة التباين وترضي الأذواق المختلفة" .
وعن نباتات الزينة قال"هي مجموعة متباينة كبيرة جدا من النباتات، الهدف منها إضافة جو من الراحة النفسية لجمال شكلها،حيث تستخدم في تنسيق الحدائق وتجميل المكان، ويؤدي التأمل والانبهار بجمالها إلى التسبيح الدائم لله سبحانه وتعالى الخالق المبدع".
وأضاف "ولأن التباينات مرغوبة في نباتات الزينة سواء في الحجم أو الشكل أو ألوان الأوراق والأزهار، استخدمنا الطفرات لإضافة الإبهار اللوني للزهور، عن طريق إحداث تغيير مفاجئ في التركيب الوراثي، يجعل النسل الناتج منه يتغير في الصفات المتوارثة، ويؤدي إلى ظهور زهور في النسل تختلف كثيرا عن الزهور الأصلية".
وعن كيفية تنسيق أشجار الحديقة يقول "تعتبر الأشجار من أهم النباتات التي تستعمل في تجميل الحدائق والطرق سواء لطبيعية نموها وتفريعها، أو لشكل أوراقها وأزهارها بألوانها المتعددة، أو لرائحتها،كما أنها تضفي على الحديقة ظلاً فتلطف الجو، وتعطي منظراً خلفياً جذابا، وتحدد المساحات الواسعة وتكسر خط الأفق،وتقسم الحديقة إلى أجزاء، وتخفى المناظر القبيحة، وتعالج عيوب المباني،علاوة على كونها عنصر الفخامة في الحديقة، ومنها شجر السرو والبلوط والسرسوع والبوانسيانا وغيرها،أما الشجيرات الصغيرة فتربط بين الأشجار والأعشاب المزهرة، وهي تزرع لجمال أزهارها أو أوراقها ولتنسيقها شكل الحديقة،ومنها الفل والدفلة والياسمين الهندي وتمر حنة إفرنجي".
وعن الأساليب التجميلية للحديقة يقول الشعلان"أساليب تجميل الحديقة اختلفت وتنوعت، وباتت في مستويات عالية من الجودة والفخامة، لاستخدام نوعيات نادرة من النباتات والتزيين الصناعي من شلالات ونافورات وجسور خشبية" .
ويشير إلى أن تنسيق الحديقة يعتمد في البداية على موقع الفيلا ، فالنباتات التي تصلح للسواحل لا تناسب المناطق الحارة أو الباردة، ونوعية التربة طينية أو رملية أو مالحة.
وحول أشكال تنسيق الحديقة وما تضفيه من فخامة وجمال يقول "هناك عدة أنماط منها نمط البحر المتوسط، ويتم باستخدام النخيل أو نخل الزينة، ويزرع بصورة فردية أو مجموعات في الفناء الخلفي أو أمام المبنى، ويمكن استخدام أشجار النخيل في أصص كنوع من التنسيق الداخلي ، أما نمط جزر الكاريبي والهاواي تزرع فيه أشجار كثيفة كشجر الموز والرافينالا، والجهنميات، والنمط الياباني أو الشرق الأقصى، فيعتمد على الزهور وأشجار البامبو، والنمط المكسيكي يعتمد على الصبار بشكل رئيسي".
ويرى المهندس الزراعي إمكانية الخلط بين تلك الأنماط، لكن مع وضع حدود المساحة في عين الاعتبار، فكل ما كانت الحديقة كبيرة أعطت مجالاً أوسع في التنوع ، وإضافة بعض الديكورات المكملة لجمال الحديقة من استخدام المشويات والجسور وأحواض السباحة،وتتحدد مساحتها وفق مساحة الحديقة والأحجار الطبيعية والصناعية الملونة، لتتوافق مع الطبيعة والمنظر الريفي ، ويتحقق ذلك باستخدامها بتنسيق جيد، والتركيز على نقاط معينة بواسطة الإضاءة التي تضفي شاعرية على المكان.
وأوضح الشعلان أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة تلعب دوراً كبيراً في رفع سعر تنسيق الحديقة، حيث يمكن استخدام إضاءة ملونة أو سماعات تسجيلية داخل تجاويف الصخور وأحواض الزهور والتموجات اللونية .
وعن تكلفة تنسيق حديقة بهذه المميزات قال "تتفاوت الأسعار حسب مساحة الحديقة ونوعية النباتات النادرة، وقد تتراوح من 20ألف ريال إلى 100 ألف ريال سعودي، وينصح بأهمية مراعاة الميزانية المحددة لتنسيق الحديقة، بالإضافة إلى مساحة الحديقة وشكلها المعماري.