** المتفائلة 4 **
**

لافض فوك اختي الحبيبة ..

عجزت عن اي الفقرات اعقب ,,!!

فالمقالة كافية وافية .. وتعليقك اضاف لمسة واعية مميزة


لكن ..يكفي ان ولاة الامر على وعي وادراك باهمية هذه المناشط

وتقام تحت رعايتهم .. وذلك لاهميتها في حفظ الشباب من المعتقدات والافكار الهدامة

وملجأ لمن ظل وغوى .. بتقديم فرصة التوبة والصحبة الصالحة ,,

**

لم استطع حضور فعاليات الملتقى الشبابي ,,

لكن .. ذهبت بناتي الصغيرات لاول مررره ..

وقالوا .. ان المخيم (غير) في جدة غير .. (:

تقول الصغيرة... لعبنا واستانسنا بشكل ممتع محافظ !!

اختكم :
**المتفائلة 4**
*
*
كاندريل
كاندريل
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
وهذه مقدمة ومقابلة اجراها موقع الشيخ سلمان العودة مؤخرا :


أحمد بن سعيّد : بعض الإسلاميين يمارسون "فش خلق" في الإنترنت بسبب الإقصاء

الرياض/عبد الحي شاهين 25/6/1428
10/07/2007




الخطاب الإعلامي السعودي ساهم في إذكاء جذوة التطرف.
الليبراليون وظّفوا أزمة العنف لتصفية حساباتهم مع الإسلام والإسلاميين.
ليبراليو السعودية بعيدون عن الليبرالية ولا يفهمون معناها.
صحفنا وفضائياتنا يستعيرون المصطلحات الإسرائيلية، والاستشهاديون أصبحوا انتحاريين.
سيطرة الليبراليين على الصحافة "مؤقتة"، والشعب يعرف مَنِ الأكثر التصاقاً بقيمه وهمومه.
صحافتنا تلامس هموم المواطن .. لكن ما نوعية هذه الهموم؟
بعض المشايخ والمفتين يُستخدمون كإكسسوارات وأدوات تجميل.


حمّل خبير إعلامي وأكاديمي بارز في السعودية "بعض" وسائل الإعلام في المملكة المسؤولية في تنامي ظاهرة العنف التي ضربت السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية, وأكد أنها بازدرائها لشعائر الإسلام واستفزازها للإسلاميين ووضعهم كلهم في "سلة واحدة" دون التفريق بين معتدل ومتشدّد، ساهمت في إذكاء جذوة التطرف والعنف بدلاً من أن تعمل على تحليل الظاهرة ومعرفة أبعادها, ومن ثَمّ وضع المعالجات اللازمة لها.
واعتبر الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد - أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض - أن هناك "هيمنة" ليبرالية على الإعلام السعودي, وأن الليبراليين يمارسون الإقصاء بحق الآخرين من خلال سيطرتهم على مفاصل الإعلام السعودي، مشدّداً على أن الخطاب الليبرالي في السعودية هو "أبعد ما يكون عن الليبرالية"، والتي تعني في جوهرها قبول الآخر والتحاور معه, لكن ليبراليي السعودية هم أكثر "إقصائية من ستالين وصدام حسين" على حدّ قوله، ولفت النظر إلى أن الليبراليين استغلوا أحداث العنف للنيل من الإسلاميين والصف الإسلامي وتحميله المسؤولية عن ذلك.
وقال ابن سعيد في حوار مع (الإسلام اليوم): إن الصحافة الليبرالية -وكمحاولة منها لتجميل وجهها- تستخدم بعض المشايخ والوُعّاظ كأدوات زينة و"إكسسوارات", كما أنها تحاول الإيحاء أن التيار الإسلامي متناقض في طرحه؛ لتقول في النهاية: إنه لا يوجد طرح إسلامي حقيقي.
و أكد الخبير الإعلامي السعودي أنه في حال سُمح بحرية إصدار الصحف فسيعرف كل تيار حجمه الحقيقي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن المجتمع أصبح مدركاً لما يدور حوله، ويعرف التيار الأقرب إلى همومه والأكثر تعبيراً عنه.
واعتبر ابن سعيد أن الإنترنت فتح مجالاً للإسلاميين السعوديين للتعبير عن آرائهم, والإسهام في تحليل الظواهر والمستجدات على الساحة المحلية السعودية, غير أنه وصف كثيراً من هذه الإسهامات بأنها مجرد "فش خلق", وأنها بعيدة عن الطرح المهني والصحفي المحترف, وفي هذا الإطار اعترف أحمد بن راشد بأن الليبراليين كانوا سبّاقين إلى الوصول إلى المهنية الصحفية.
وأوضح أحمد بن سعيد في حواره أن أهم ملامح الخطاب الليبرالي السعودي في الوسائل الإعلامية يتمثل في الموقف السلبي من الظاهرة الإسلامية في مجملها, والتحامل عليها, وتصيُّد هفوات الإسلاميين، موضحاً أن بعض الوسائل -ذكرها صراحة في الحوار- تستعير التوصيفات والمصطلحات الأمريكية والإسرائيلية لقضايا الأمة؛ فهي مثلاً تصف "الشهداء" بـ"القتلى"، وتصف "العمليات الاستشهادية" بـ"العمليات الانتحارية".


و فيما يلي نص الحوار:


إلى أي مدى يمكننا القول إن الإعلام السعودي كان أداة لاقتلاع العنف الذي ضرب المملكة في السنوات الأخيرة؟ وهل كانت له أي مساهمات في صياغة خطاب لمعالجة تلك الظاهرة؟
لم يكن الإعلام السعودي في معظمه أداة لاقتلاع العنف, بل كان الخطاب الإعلامي جزءاً من ظاهرة التطرف أكثر منه وسيلة لاقتلاع العنف. بعض الصحف ساهمت في إذكاء جذوة التطرف والتحريض على العنف من خلال استفزازها لمجمل الظاهرة الإسلامية, وتعميم أخطاء بعض فصائلها على أطيافها كافة, وعدم تمييزها بين معتدل ومتشدّد, بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى ازدراء شعائر الإسلام ذاتها كالجهاد والصدقة وتلاوة القرآن.
وضع الإعلام الذي يمسك به الليبراليون كل الإسلاميين في سلة التطرف أو العدمية أو اللاواقعية, وفي سياق حديثهم عن ظاهرة العنف مثلاً, أصروا على إدانة الظاهرة دون تحليل لها, أو نفاذ عميق لأسبابها وجذورها. ولمّا حاول بعض الكتاب المستقلّين مناقشة الظاهرة بعمق وتحليل ونوع من التجرّد هاجمهم كثير من الليبراليين بشدة, بل استنكر هؤلاء استخدام أداة استدراك يتيمة هي (لكن) في الحديث عن ظاهرة العنف. المطلوب في نظر هؤلاء هو الإدانة, والإدانة فقط دون استخدام أدوات التحليل والاستقراء والربط والاستنتاج. اتخذ الكتاب الموصوفون بالليبرالية مكان القضاة بدلاً من دورهم المفترض كمثقفين ومراقبين محايدين. والمصيبة أنهم لم يملكوا معايير القضاء من العدل, والبعد عن الهوى, والتحيز, والإدانة المسبقة للخصم.

هل يمكن أن نقول إن العنف في السعودية كان وليداً لتلك (الحدية) أو إفرازاً للتوتر الحاصل في الصحف بين التيارين الليبرالي و الإسلامي؟
أولاً: لا يمكن مساواة الحضور الليبرالي المهيمن على الإعلام السعودي بحضور التيار الإسلامي المعتدل.
ثانياً: من المحتمل جداً أن يكون لتهميش التيار الإسلامي والسخرية منه والتهكم برموزه وشخصياته والقضايا المرتبطة به دور كبير في إذكاء جذوة العنف. مع هذا من الصعب إرجاع العنف إلى سبب واحد, كما أن الظواهر الاجتماعية لا يمكن تناولها بطريقة السبب/النتيجة.

يتحدث الكثيرون أن تفجيرات الرياض (مايو) مثّلت بداية جديدة للتفكير في المجتمع السعودي .. فهل كان الخطاب الإعلامي مواكباً لهذه التغيرات و مستوعباً لها؟ (هل ثمة ملاحظات طغت على الخطاب الإعلامي السعودي بعد هذه الأحداث)؟
الإعلام السعودي في معظمه اندفع إلى إدانة ما هو مدان. وإذا كان ذلك ضرورياً لبيان المواقف, فإنه ليس كافياً لعلاج الظاهرة. لا يكفي أن تدين الصحافة شيئاً مداناً في الأصل, لاسيما أنه لا يوجد غالباً من يؤيد مثل هذه التفجيرات. كان ينبغي أن ترافق الإدانة – وربما تسبقها – محاولات للشرح والتحليل والتوصيف والنفاذ لهذه الظاهرة واقتراح الحلول لها. الإدانة ذاتها ليست حلاً, والموضوع أبعد من كونه تسجيل مواقف فقط. كانت هناك محاولات ليبرالية للتحليل والنفاذ إلى الظاهرة, لكنها كانت مشبوهة إلى درجة الفضيحة؛ إذ ألقت باللائمة على مناهج التعليم أو المراكز الصيفية أو النشاطات اللاصفيّة أو خطب الجمعة, كأسباب لهذه الظاهرة, وجرى ضخ مصطلحات جديدة ومخاتلة مثل (ثقافة الموت) و(ثقافة الكراهية) و(ثقافة العنف) لوصْم المجتمع السعودي كله بالتحجر والعدمية والعزلة عن العالم الخارجي. كانت تلك محاولات للقفز على قيم المجتمع واتهامها بأنها هي التي وفرت أرضاً خصبة للعنف والظلامية. باختصار: قام التيار الموصوف بالليبرالي بتوظيف أزمة العنف لتصفية حساباته مع الإسلام والإسلاميين, وغلب ما هو أيديولوجي وحزبي وشخصي على حساب ما هو وطني وعام.

إذن أنت ترى أن للخطاب الليبرالي في الإعلام السعودي حضوراً بارزاً؟
يجب في البداية التشديد على أن الخطاب الصادر عن الليبراليين في الإعلام السعودي هو أبعد ما يكون عن الليبرالية. إنهم ليسوا ليبراليين في حقيقة الأمر, حتى وإن زعموا ذلك. أما حضورهم في الإعلام السعودي فهو أكثر من بارز, بل مهيمن وموجه كما ذكرت آنفاً.
الليبرالية في جوهرها تعني قبول الآخر, والاحتفال بالتعدديّة. لكن بعض من يدّعون الليبرالية هم أكثر إقصائية من ستالين وصدام حسين, بل إنهم لا يستنكفون عن الاستقواء بالأجنبي, وترويج أجندته على حساب قضايا الوطن وثقافة الأمة وقيمها. تلك في نظري نقطة الضعف القاتلة في الخطاب الليبرالي. انظر إلى موقفهم من غزو العراق, وأسرى غوانتانامو, وفظائع المعتقلات الأميركية في العراق وأفغانستان, وأزمة حظر الحجاب في فرنسا, وما تسميه أميركا حرب الأفكار, والحملة المتواصلة على بقاع شتى في العالم العربي والإسلامي, تجدهم على الدوام في صف بوش وتشيني ورامسفيلد وكونداليسا رايس. ربما يحتاج الأمر هنا إلى استطراد تاريخي؛ فالليبرالية في المجتمعات العربية والإسلامية لم تأخذ صك اعتماد من المجتمع إلا بعد أن تبنت قضاياه ودافعت عنه, وكان أول اعتماد لها في مصر عام 1919 عندما قاد حزب الوفد الليبرالي ثورة ذلك العام، وتبنى مطالب إجلاء المستعمر, لكن بمجرد أن قبل هذا الحزب المهادنة مع المستعمر والعمل تحت ظله (معاهدة 1936) و (إنذار فبراير 1942) لفظه الشعب، وجاء انقلاب يوليو1952.
الشاهد أن جماهير الأمة, مهما ران عليها من الجهل والتخلّف, فإنها تستطيع تمييز من يدافع عنها ويحمي مكتسباتها, ومن يصطف في خندق أعدائها, وهذا ما يجب أن يفهمه الليبراليون, ويدعوهم إلى مراجعة مواقفهم لتكون أكثر انحيازاً للأمة التي يدّعون التعبير عنها والانتماء إليها.

عودة إلى الخطاب الليبرالي في الإعلام السعودي نجد أنه يحاول إخفاء هيمنته وإقصائيته عبر سماحه بحضور مشوّه ومحدود ومدروس لنوع من الخطاب الديني التقليدي الذي يريد منه إما تسويغ أطروحاته، أو إقامة الحجة على تخلّف الخطاب الديني, وتأكيد تفوّق الخطاب الليبرالي, وسحب البساط من تحت الطرح الإسلامي المعتدل.
لاحظ أن الصحافة الليبرالية كثيراً ما تستخدم بعض المشايخ أو الوعاظ أو المفتين التقليديين كأدوات زينة وإكسسوارات لتجميل الوجه الليبرالي, أو الإيحاء بتعدّديّته, أو إبراز التناقضات داخل الصف الإسلامي, بحيث يظهر أنه لا يوجد طرح إسلامي حقيقي, وإنما آراء متضادة ومتصارعة يجب أن نضرب الصفح عنها جميعاً.

ما هي أبرز ملامح الخطاب الليبرالي في وسائل الإعلام؟
بداية هناك أطياف داخل الصف الليبرالي أو العلماني, فليس الجميع على نفس الدرجة من التطرف. لكني هنا سأورد أمثلة من الخطاب الأكثر تطرّفاً، والذي يمثله ما يمكن تسميتهم بالليبراليين الجُدد. انظر معي مثلاً إلى خطاب صحيفة (الشرق الأوسط). الصحيفة لها موقف سلبي جداً من الظاهرة الإسلامية, ويمثل ما تسميه هي بالتيار الأصولي شغلها الشاغل, وتفرد لقضاياه وأخباره الصفحة الأولى وصفحة الرأي بغض النظر عما يجري في العالم من أحداث, وتتصيّد الهفوات التي قد يقع فيها بعض رموز التيار الإسلامي أو حركات المقاومة, فتقوم بتضخيمها, إلى درجة الكذب والتضليل. أقرب مثال يحضرني هنا المقابلة التي أجرتها مجلة روز اليوسف مع مرشد الإخوان المسلمين في مصر, ونقلت عنه قوله فيها عبارات مسيئة لمصر من نوع (طز في مصر). الشرق الأوسط التقطت الخبر، ووضعت على صدر صفحتها الأولى عبارة المرشد المزعومة (طز في مصر) نقلاً عن روز اليوسف, ثم تكلّم عن الموضوع بعض كتاب الرأي في الصحيفة, مثل مأمون فندي الذي شتم الإخوان كلهم شتماً أبعد ما يكون عن النقد, في مقال له بعنوان (جماعة طز). وفي جريدة (الرياض) انتقد عبد الله بن بجاد العتيبي كلام المرشد انتقاداً لاذعاً, متهماً الإخوان والإسلاميين عموماً بعدم الولاء لأوطانهم. لاحظْ أن قضايا الأمة والعالم اختفت تقريباً، ولم يعد هناك إلا كلمة واحدة تشغل هؤلاء, وهي كلمة (طز)!
هذا طبعاً إضافة إلى استخدام المصطلحات المسيئة للأمة وقضاياها, أو استعارة المصطلحات والتوصيفات الأمريكية والإسرائيلية ذات الصلة بقضايا الأمة. الشرق الأوسط هي أول من توقّف عن وصف شهداء فلسطين بهذا الاسم, وسمّتهم (قتلى), كما أنها تصف العمليات الاستشهادية (بالانتحارية), وتصف الاستشهاديين (بالانتحاريين), وهي كلمة أمريكية إسرائيلية استعارتها الصحيفة، وكرستها منذ كان عبد الرحمن الراشد رئيساً لتحرير الصحيفة. وللأسف فقد بدأت صحيفة (الحياة) تستخدم هذه التوصيفات مؤخراً تأثراً أو تحت الضغط, على الرغم من الفارق الكبير بين الصحيفتين.

وماذا عن الفضائيات العربية؟
يمكن أن نستشهد بقناة (العربية) أنموذجاً. القناة طبعاً تتبع نهج الشرق الأوسط فيما يتعلق بالتوصيفات والمصطلحات المتعلقة بالمقاومة والعمليات الاستشهادية. ولكن القناة خطت مؤخراً أبعد من ذلك, فأسقطت اسم الاحتلال عن الجيش الإسرائيلي، وهي صفته المتعارف عليها دولياً, وسمّته (الجيش الإسرائيلي) أو (القوات الإسرائيلية) أو (قوات الأمن), وتستطيع ملاحظة هذا في نشرات الأخبار أو الشريط الإخباري. معنى هذا أن أراضي 1967 هي أراضٍ غير محتلة في نظر قناة (العربية). من أبرز ما لفت نظري مؤخراً في القناة تناولها لعملية اختطاف أحمد سعدات من سجن أريحا. لقد سمّت القناة هذا الهجوم الإرهابي الإسرائيلي (عملية اعتقال سعدات). ونشرت البيانات التالية على الشاشة: "الجيش الإسرائيلي يقول: إنه أنهى عملية أريحا بنجاح", "مصادر أمنية إسرائيلية تؤكد استسلام سعدات", "ردود فعل غاضبة من الفصائل الفلسطينية", "واشنطن ولندن حمّلتا السلطة الفلسطينية مسؤولية الأزمة". كانت العبارات توحي باحتفال العربية بمشهد الاختطاف الذي أعلنت عن نجاحه مصادر (أمنية) إسرائيلية, وليس مصادر الاحتلال الإسرائيلي. ولم تورد القناة أخبار احتجاجات منظمات حقوق الإنسان على العملية, ومنها منظمة العفو الدولية التي أدانت إسرائيل، وحمّلتها مسؤولية اقتحام السجن. ولما قطع محمود عباس زيارة أوروبية له، وعاد إلى الأرض المحتلة كتبت القناة على صدر الشاشة عبارة (محمود عباس يعود إلى الأراضي). حسب علمي هذه أول مرة تصدر كلمة (الأراضي) عن طرف غير إسرائيلي. إسرائيل تسمّي الضفة الغربية وغزة (الأراضي) وتسقط اسم (المحتلة), فكأنني فعلاً وقت رؤية هذه الكلمة أمام التلفاز الإسرائيلي لا أمام قناة تزعم أنها (عربية).
في مساء ذلك اليوم, وبعد انتهاء المشهد المحزن المهين للأمة كلها استضافت مذيعة القناة منتهى الرمحي في برنامج (بانوراما) جميل مجدلاوي من الجبهة الشعبية ليعلق على اختطاف أمين الجبهة سعدات, ولكن الرجل فوجئ أن القناة استضافت معه في الوقت نفسه رعنان جيسين مستشار شارون وأحد أكثر الصهاينة تطرفاً وحقداً على العرب. غضب مجدلاوي، واحتج بشدة على استضافة جيسين ومساواته به, ورفض إجراء المقابلة، وخرج من (الاستوديو) في رام الله, وكان موقفاً حرجاً للمذيعة البائسة وللقناة, وبعد لحظات عاد مجدلاوي إلى (الاستديو), وليته ما عاد, وأصر على كشف تواطؤ القناة مع متطرفي الليكود. عندما انتهت المقابلة خطرت في بالي فكرة مقال بعنوان (كيف تتعلم العربية في يوم واحد). أجل إن يوماً واحداً يكفي لتعلم قواعد قناة (العربية)!

ما مستقبل هذه السيطرة الليبرالية في نظرك؟
أعتقد أنها سيطرة مؤقتة. يعلمنا القرآن الكريم أن الزبد يذهب جفاء, وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض. والله -عز وجل- يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. هناك ظروف مكّنت لهذا النوع من الإعلام, وهناك جهات تدعمه وترى أنه يصب في خانة حرب الأفكار التي أعلنها رامسفيلد. لكن ما إن تنفتح الأبواب, وتُتاح حرية إصدار الصحف حتى يعرف كلٌّ حجمه, وستكون العاقبة للخطاب الإعلامي الأكثر احتراماً لعقول الناس, والأكثر تعبيراً عن مصالحهم وهمومهم.
الإسلاميون ينقصهم الاحتراف الإعلامي, والليبراليون ينقصهم الانحياز إلى خيارات أمتهم ومجتمعاتهم.

هل هذا يعني أنه لا يوجد إعلام إسلامي محترف في السعودية؟
لا نستطيع القول بأن هناك إعلاماً يمثل التيار الإسلامي. بل هي مجرد محاولات من خلال مجلة هنا, أو موقع إلكتروني وقناة فضائية هناك, وللأسف فإن معظم هذه المحاولات تقليدية ووعظية، وتمارس رقابة أمنية ذاتية قاسية على طرحها تجعله باهتاً ومحدود الأثر. لكننا يمكن أن نلحظ سيطرة أصحاب التوجهات العلمانية والليبرالية على الصحافة السعودية السائدة. صحيح أن الصحافة الإلكترونية ممثلة في المواقع والمنتديات قد أعطت هامشاً من الحرية للطرح البديل, لاسيما الإسلامي, ليدلي بدلوه في ظواهر العنف والتطرف والإصلاح الاجتماعي والسياسي, لكننا لا يمكن أن نعتبر هذا الطرح معادلاً لطرح الليبراليين في الصحافة, لاسيما أن بعض ما يُكتب في المنتديات مجرد "فش خلق", وليس عملاً منظماً يقوم عليه مهنيون, وهو الأمر الذي يحتكره الليبراليون إلى حد كبير حتى الآن.
ومن الغرائب أن الليبراليين يُوَلْوِلون ويلطمون بسبب ما يُنشر في تلك المنتديات, على الرغم من أنه حق طبيعي لمن تعرّضوا للإقصاء والتشويه والاتهام.

هل صحيح أن مفاهيم مثل الوطنية تسجل غياباً عن الخطاب الإعلامي السعودي؟
ما المقصود بالوطنية؟ هل هي تزيين الواقع القائم وتسويقه وتلميعه وتحويل أخطائه إلى منجزات؟ هل هي التطبيل لرجال الأعمال وأصحاب النفوذ؟ هل هي غياب المساءلة التي تكرس دور الصحافة بوصفها سلطة رابعة؟ لاشك أن هذه ليست الوطنية المنشودة. الوطنية تعني فيما تعني تعميق حب الوطن وثقافته وقيمه وكيانه. من هنا يمكنك استقراء الصحافة السعودية ومعرفة اهتمامها بمسألة الوطنية. يجب ألاّ ننسى أن تعميق الانتماء للوطن ومنظومة قيمه الاجتماعية والسياسية والثقافية هو أحد وظائف الاتصال الجماهيري.

هل ترى أن الإعلام السعودي قريب من هموم المواطن العادي بما يكفي ؟
لاتوجد صحافة في الدنيا لاتناقش هموم المواطن العادي, وتحاول الوصول إلى نبض الشارع. ولولا هذا الدور لما ابتاع المواطنون الصحف, ولما شاهدوا التلفاز. لاشك أن الصحافة السعودية تتحدث عن قضايا كثيرة تهم المواطن, ولكن المشكلة هي نوع هذه القضايا, وطريقة طرحها. خذ مثلاً الهجوم على مناهج التعليم الدينية وجمعيات الإغاثة الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية, وهي قضايا تهم المواطنين جميعاً. لاشك أن هناك هامشاً من الحرية أتاح هذا الهجوم. في المقابل, نجد أن الرأي الآخر المساند لهذه القضايا ضعيف وهامشي ومتوارٍ في الظل.

ما هو الإصلاح الذي يحتاج إليه الإعلام السعودي خلال المراحل القادمة؟
هناك خطوات كبيرة للإصلاح, منها مثلاً: التنادي إلى ميثاق شرف صحفي يحدد الخطوط العريضة للممارسة الصحافية وتناول الأخبار والاستكتاب والتحليلات. ومنها ضخ دماء جديدة في الصحافة. بعض رؤساء التحرير يجب أن يُحالوا إلى التقاعد, وأن تُتاح الفرصة لدماء شابة وواعدة. في مصر مؤخراً تم تغيير عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية. ومن خطوات الإصلاح الحد من سيطرة وزارة الإعلام فيما يتعلق بالموافقة على اسم رئيس تحرير المطبوعة. ومنها تأسيس نقابة للصحافيين أو إدخال تعديلات جوهرية على جمعية الصحافيين التي شُكّلت حديثاً واسـتأثر بها وبوضع نظامها عدد من أفراد الحرس القديم. ومنها الرقي بالمستوى التحريري والفني للصحافة, وانتقاء الأخبار والقضايا الرصينة والجادة, والاهتمام بالمعلومة, واحترام الرأي الآخر, وترسيخ القناعة لدى القائمين على الصحافة أن صدقيّة مطبوعاتهم وفضائياتهم ونجاحها مرهون بتعدّديّتها وموضوعيّتها وتخفيف أدلجتها وانحيازها.