الصغار يتصالحون... والكبار يتفاضحون..

الأمومة والطفل

أنه اليوم الأول من العيد. ما زالَ الثلج يغطي الحدائقِ و الماء يجري في الجداولِ أسفل شارعِ القريةَ.
وصدف أن التقت بنتين صغيرتين مِنْ بيتِين مختلفين في أحد الطرق الضيقة بين مزرعتين صغيرتينِ. كان هناك بركة كبيرة مِنْ المياه الآسنة القادمة مِنْ ساحة المزرعةَ. إحدى البنتين كَانتْ صغيرةَ جداً بينما الأخرى كَانَت أكبر قليلاً. وقد ألبست كل أم أبنتها ملابس جديدة. ارتدت البنت الصَغيرة زيَّاً أزرق، أما البنت الأكبر فقد ارتدت ملابس صفراء، و وضعت كل منهما على رأسها قبعة حمراء اللون.
في باديء الأمر بَدأوا باللِعْب. وبعدها خطرت لَهُمْا فكرةُ اللعب بالماءِ. أرادت البنت الصغرى أن تدْخلُ في الماء بأحذيتِها ..لكن البنت الكبرى أوقفتها...وقالتْ:

" رشا...لا تدْخلُي هكذا ... أمّكَ سَتَكُونُ غاضبة منك. أنا سَأَنْزعُ أحذيتَي وجوربَي، وأنتي أفعلي مثلي"
وهكذا...نزعت البنتان أحذيتهم و جواربهم ثمّ حَملوا تنوراتَهم إلى مستوى رُكَبِهم وبَدأتْا بالمَشي باتجاه بعضهم البعض خلال البركةِ.
غطى الماءُ أقدامَ رشا، فصرخت قائلة: ليلى...إن البركة عميقة...أنا خائفة.
فردت ليلى: تعالي...لا تخافي...لن يكون أعمق من هذا.

(الشجار يَبْدأُ)
عندما اقتربت إحداهما من الأخرى، قالَت ليلى: خذي حذرك يا رشا...، قَدْ تغوص قدماك و يرتش الماء. إمشَ بحذر.
وما أن قالتْ هذا حتى غاصت قدمي رشا عميقاً مما تسبب في تلطيخ ملابس ليلى... وكذلك عيونها وأنفها. عندما رَأتْ البقع القذرةَ...أشتد غضبها. ركضت خلف رشا لضَرْبها. خُافَت رشا بعد أن شعرت أنها أوقعت نفسها في مشكلةِ. و بسرعة خَرِجت مِنْ الماءِ و رَكْضت إلى البيت. وقد صادف أن تمر في تلك اللحظة أم ليلى و شاهدت ملابس ابنتها و قد امتلأت بالأوساخ والبقع.. ،فقالتْ بغضب: "أنت بنت قذرة سيئة، ماذا كنت تعمِلين؟
فردت البنت: رشا فعلت هذا عن قصد.
عندما سَمعتْ أم ليلى هذا ، أمَسكتْ رشا وضَربتْها على ظهر رقبتها. فبَدأَت رشا بالبُكاء بصوت عالي جداً بِحيث يُمْكِنُ أَنْ تُسْمَعَ على طول الطّريق السفلي للشارعِ. خَرجتْ أمّها وقالتْ "لماذا تَضْربُين ابنتَي؟ ، وبَدأتْ تصَيح بغضب في جارِتها. وسرعان ما بدأ العراك و الشجار بشكل عنيف. خَرج الرجال و بدأوا في دفع بعضهم البعض و كانوا على وشك الاقتتال. الكُلّ كَانَ يَصِيحُ ولا أحد كَانَ يَستمعُ. هم جميعاً دخلوا في شجار و عراك ،إلا أن جدة ليلى الكبيرة بالسن تقدمت إلى وسطهم لمنع الشجار و لتهدءتهم...فقالت:

"ما هذا الذي تفكرون به أيها أصدقاء؟ هَلْ يجوز أن نتشاجر هكذا و في يوم كهذا أيضاً!
يوم العيد" هو وقت للبهجةِ ولَيسَ للتَشَاجُر."

(البنتان الصغيرتان حكيمتان)
مع هذا ... هم لم يَستمعوا إلى الإمرأة العجوزِ وكادوا أن يوقعوها أرضاً. لم تَستطعُ أَنْ تَهديء من الجمهرة و الحشد، لكن ليلى و رشا ساعداها. بينما النِساء كُنّ يَصِحنَ في بعضهم البعض، نظّفَت ليلى ملابسها من الطين وعادتَ إلى البركةِ. أَخذتْ قطعة حجر حادّة وبَدأتْ بحَفْر الأرضِ أمام البركةِ. هذا أدى إلى انسياب الماء إلى الشارع. وسرعان ما إلتحقَت بها رشا ، وبدأت تساعدها في الحفر بواسطة عصا صغيرة. وعندما أوشك الرجال على الاقتتال ، جرى الماء في جدول كبير في الشارعِ. جرى نحو مكانِ التجمهر حيث كانت الإمرأة العجوز تحاولُ تهدئة الرجال. تبعت البنتان المياة. وأسقطَت رشا عصاها في الجدولِ الصَغيرِ ، وكل واحدة منهما كانت تجري على جانب من جوانب المجرى المائي و صاحت ليلى:
"إمسكْيها يا رشا ! إمسكْيها". لكن رشا كَانَت تضْحكُ بشكل كبير بحيث أنها لم تَستطعُ أَنْ تَتكلّمَ.
البنات كُنّ سعيدات جداً وهن يُراقبنَ عودَهما يجري بصورة مستقيمة بين مجموعةِ الرجالِ.
الإمرأة العجوز رَأتْهما وقالتْ للرجالِ:
"ألا ترون كم أنتم حمقى؟ أنتم هنا تتعاركون لأجل البنتان و هما قد نستا كل ما حدث و عادتا للعب بسعادة سوية.
الأشياء الصَغيرة الغالية!
هما أعقل منكم! "
نَظرَ الرجالُ إلى البنتان الصغيرتان و أدركوا كم كانوا حمقى.
سَخروا و ضحكوا مِنْ أنفسهم و ذهب كل واحد منهم إلى بيتِه.

إذا لم تَتغيّرُ قلوبنا وتصبح اكثر نقاوة وصفاء وطهارة وبراءه فسوف تتعب تلك القلوب كثيرا
~النهاية~
مقتبس من كتابة اجنبية مع بعض التعديلات عليها
5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

,,,بـنـت نـجـد,,,
كانت العلاقة بين الأسرتين قائمة على المودة و المحبة وتبادل العون و المساعدة , إلى أن جاء يوم و نشب خلاف بين طفلين من الأسرتين في ربيعهما السابع ,فضربا بعضهما ضرباً مبرحاً , حتى سال دم أحدهما , ما تطلب ذلك تدخل الكبار , فما أن رأى والد الطفل المصاب طفله على تلك الحالة , حتى فقد صوابه و هجم على بيت جاره شتماً و سباً , و لم يكتف بذلك بل أمسك بيد إبنه و ركب سيارته متوجهاً إلى مركز الشرطة


المفاجأة كانت عندما أطل الطفل المصاب من نافذة السيارة و صاح قائلاً لصديقه الجاني :
" لا تذهب , إنتظرني هنا , سأعود لنلعب معاً بعد أن يذهب والدي إلى مركز الشرطة كي يشكو والدك "؟؟!!هذه العبارة التي أطلقها الولد أعادت للأب صوابه الغائب...



فهذه الحادثة تجعلنا نطرح أسئلة عدة حول تدخل الأهل في مشكلات الأطفال و خلافاتهم مع بعضهم بعضا

فمثل هذا التدخل من قبل الأهل , قد يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع نزاع بين الكبار , ما يولد خصومات شديدة الوقع و الأثر تؤدي في أحيان كثيرة إلى كوارث حقيقية و إراقة دماء..

إذن .... الأسلم و الأصح هو أن نترك الاطفال يحلون مشكلاتهم بأنفسهم و بطرقهم الخاصة ,, لأن الأطفال بفطرتهم و طبيعتهم متسامحون ,,
بينما تحريضهم على الإنتقام يولد في نفوسهم خصالاً
بشعة كالحقد و الخصام و الكراهية ....

فإذا كان لابد من تدخل الأهل عند وقوع الخلافات بين الأطفال ,, فليكن تدخلهم إيجابياً , و بناءً
كحثهم على الإعتذار و دفعهم إلى التسامح ...


منقول للفائدة .. ماتعليقاتكن يا اخواتي
amonah
amonah
ماشاء الله كلاااااااام رااااائع جدا
تسلم يمينك على النقل الرائع
لا جوا
لا جوا
تسلم يمينك على النقل الرائع
ღزيـ أم ـادღ
ღزيـ أم ـادღ
قصص حلوة ومعبره اندمجت

يعطيك العافية أختي بنت نجد
,,,بـنـت نـجـد,,,
ياهلا ومرحبا فيكم :)