الإيمان حمد وتسبيح .. كلام جميل جدا ..

ملتقى الإيمان

الإيمان حمد وتسبيح:
الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - يشتمل على أمرين: الحمدوالتسبيح، فالحمد هو الثناء على الله - سبحانه وتعالى - بما هو أهله. والتسبيح هوتنزيه الله - جل وعلا - عما لا يليق به، ولا هو من صفته وفعله - جل وعلا -، وإن شئتفقل الإيمان نفي وإثبات: فالنفي معناه تنزيه الله عما لا يليق به، والإثبات هوالثناء على الله - جل وعلا - بما يتصف به من الصفات والأفعال والذات.

لايحيط بالله علماً إلا الله:
فأما محامد الله - سبحانه وتعالى - فإنه لا يحيطبها إلا الله، لأنه لا يعلم من هو الله على الحقيقة إلا الله، وأما الخلق منالملائكة والجن والإنس فإن عقولهم لا يتسع علمها للإحاطة بالله علماً، قال - جلوعلا - عن ملائكته: {يعلم ما بين أيديهم ما خلفهم ولا يحيطون به علماً}.

فالملائكة المقربون بالله - جل وعلا - لا يحيطون علماً بالله، فالله - سبحانه وتعالى - أجل وأعظم وأكبر من أن يحيط أحداً علماً به، وأما هو - سبحانهوتعالى - فقد وسع كل شيء علماً فما من ذرة فما فوقها خلقها الله في السموات والأرضإلا وهو يعلمها منذ برأها، ويعلم كل ما يجري عليها من التصريف والتحويل لحظةبلحظة...قال - تعالى -: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البروالبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلافي كتاب مبين}، بل وما لم يخلقه الله قد أحاط الله علماً به إذا كان كيفيكون.

وهذه الصفة وحدها من صفات الله كافية لإعلام العباد أن الله - سبحانهوتعالى - لا يمكن لخلقه أن يحيطوا علماً به، إذ كيف يمكن تصور علم الله للموجودات،وهذه الموجودات هي من الاتساع والكثرة، وتقلب الأحوال ما لا يمكن لعقل حدة أو معرفةمقداره، وهل يتسع عقل في السماوات والأرض أن يحيط علماً بهذا الكون الفسيح الذي لايعلم البشر لليوم له نهاية وحدّاً... فإذا كانت عقول البشر لا تسع أن تعلم الموجود،فكيف تسع من وسع علمه كل الوجود {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرةأو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير}. وقال - تعالى -: {ولقدخلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه}. وقال - تعالى -: {إن الله يمسك السمواتوالأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً}،وقال - تعالى -: {وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامةوالسموات مطويات بيمينه - سبحانه وتعالى - عما يشركون} فكيف يمكن للمخلوق الصغيرالضعيف أن يحيط علماً بالإله العلي الكبير الذي مثل السموات والأرض في كفه - سبحانه - كخردلة في كف إنسان (ولله المثل الأعلى).
والذي قال عن نفسه: {يوم نطوىالسماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
قال الإمام البخاري - رحمه الله - في قوله - تعالى -{وما قدروا الله حق قدره} حدثنا آدم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدالله بن مسعود - رضيالله عنه - قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يامحمد إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السموات على أصبع والأرضين على أصبع، والشجرعلى أصبع والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أصبع فيقول: أنا الملك. فضحكرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ رسولالله - صلى الله عليه وسلم -: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يومالقيامة}.

وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياقوأطول فقال حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبيد اللهبن مقسم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يومالقيامة والسموات مطويات بيمينه - سبحانه وتعالى - عما يشركون} ورسول الله - صلىالله عليه وسلم - يقول هكذا بيده يحركها يقبل بها ويدبر فرجف برسول الله - صلىالله عليه وسلم - المنبر حتى قلنا ليخرن به.

وقد رواه مسلم والنسائي وابنماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم زاد مسلم عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديثأنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كيف يحكى النبي - صلى الله عليهوسلم - قال يأخذ الله- تبارك وتعالى - سمواته وأرضه بيده ويقول: أنا الملك ويقبضأصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقولأساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

لا يبلغ أحدٌ ثناءاً على اللهكما أثنى الله على نفسه:
فمن كانت هذه صفته أنى للعباد أن يحيطوا علماً به.. بللا يعلمون من صفاته إلا ما أعلمهم، وما تستوعبه عقولهم، والله بعد ذلك أكبر وأجلوأعظم من أن يحيط أحد علماً به علي الصفة التي هو عليها - سبحانه وتعالى -، ولذلككان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أثنى على الله بما علمه الله - سبحانه وتعالى - يقول بعد ذلك: .

فإنالعباد مهما قالوا من المدح والثناء على الله فإنهم لا يبلغون حقيقة ما يتصف بهالله.

ويوم القيامة عندما يقوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشفاعة بينيدي ربه- تبارك وتعالى -يلهمه الله من تحميده والثناء عليه شيئاً لم يكن يعلمهالرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا.

والخلاصة أن معنى الحمد هوالثناء على الله بما هو أهله، وقد أنزل الله في الكتاب وعلى لسان الرسول من صفاتهوأفعاله، ما عرفنا به - سبحانه وتعالى - عن نفسه من أنه الله الرب الرحمن الرحيمالملك القدوس البارئ المصور، من له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والمثل الأعلى.

والشهادة لله بما شهد لنفسه، وبما يشهد له به ملائكته ورسله، وأهل العلم منخلقه هو الإيمان، وهو معنى الحمد. قال - تعالى -: {شهد الله أنه لا إله إلا هو،والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم}.

هذافيما يتعلق بالحمد ذكرناه على وجه الإجمال.

التسبيح هو الوجه الآخر للحمد:
وأما التسبيح فإنه الوجه الآخر للحمد، إذ معناه نفس كل صفات النقص عن اللهتبارك وتعالى، وتنزيه الله عما لا يليق به - جل وعلا -، وما ليس من صفته وفعله ومايتنزه - سبحانه وتعالى - عنه، فكل صفة ثابتة لله - سبحانه وتعالى - فالله منزه عنضدها من صفات النقص والعيب، فالله واحد منزه أن يكون له شبيه أو نظير.

كونهالرحمن الرحيم لا ينافي كونه شديد العقاب:
وهو الرحمن الرحيم منزه عن الظلم،وأما كونه - سبحانه وتعالى - شديد العقاب فهو لا ينافي ولا يضاد كونه - سبحانهوتعالى - رحماناً رحيماً، لأن لا يعاقب إلا من هو أهل للعقاب، ويضع - سبحانه وتعالى - رحمته فيمن يستحقها. قال - تعالى -: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابيهو العذاب الأليم}.

فمغفرته - سبحانه وتعالى - للتائبين من عبادته ورحمتهلأهل طاعته. قال - تعالى -: {عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبهاللذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}.

الحي الذي لا يموتوالقيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم:
والله - سبحانه وتعالى - هو الحي الذي لايموت، والقيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم والعلي العظيم، الذي لا يشفع أحد عنده إلابإذنه، والغني الذي لا يفتقر إلى سواه، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه فليس له من عبادةمعين، ولا وزير، ولا وكيل، بل جميع خلقه في حاجة إليه وهو - سبحانه وتعالى - لايحتاج أحداً من خلقه، وهو - سبحانه وتعالى - الجبار المتكبر الذي ذل له كل خلقه،وقهر كل ما سواه، والذي لا يقهره أحداً، ولا يكرهه أحد، ولا يجبره أحد - تعالى -الله أن يكون له من عباده مكره.

1- الألوهية أعظم صفات الحمد ونفي أضدادهاأعظم معاني التسبيح:
الشهادة لله - سبحانه وتعالى - بأنه الإله وحده مقدمة عليجميع الصفات لأن كل الصفات راجعة إلى هذه الصفة، فإن الإله بمعنى المعبود لا يكونإلهاً حقاً إلا إذا كان يملك معبوده خلقاً وتصريفاً، وإحساناً وتربية ورزقاً، ولايملك هذه إلا الله وحده... وأما غيره ممن ادعيت له الألوهية كالملائكة والرسل،والكواكب والجن والحجر، والشجر والحيوان،فإنها بذاتها مخلوقات لا تملك لنفسهانفعاً ولا ضراً فضلاً أن تملكه لغيرها. ولذلك فمن عبدها من البشر فهو ظالم لأنه وضعالعبادة في غير محلها {إن الشرك لظلم عظيم}، فمن عبد الملائكة مثلاً مهما ادعى فيهمفهو كافر مشرك لأن الملائكة خلق محتاج مربوب، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً،ولا يملكون لغيرهم نفعاً ولا ضراً إلا بإذن مولاهم، خالقهم. قال - تعالى -: {وقالوااتخذ الرحمن ولداً - سبحانه -، بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون،يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون ومنيقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين}.

فمن عبدالملائكة ظاناً أنهم أولاد الله فهو مفتر كذاب قائل بالظن والتخبيط، ثم إن هؤلاءالملائكة هم عباد الله لا يتكلمون إلا بما يأذن الله لهم أن يتكلموا به، وهذا منكمال عبوديتهم لله {لا يسبقونه بالقول}، ثم هم مطيعون لأمره {وهم بأمره يعملون}، ثمإن ربهم وخالقهم يحيط علماً بكل عملهم وهم لا يحيطون علماً بالله. قال - تعالى -: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً}.

ثم إن ربهم قادرعليهم فلو فرض أن أحداً منهم ادعى إنه إله مع الله، ودعا الناس إلى عبادة نفسهلأذله الله، وألقاه في النار {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلكنجزي الظالمين}..

فكيف يعبد بعد ذلك من هذه حاله، ومعلوم أن العبادة ذلوخضوع وطاعة واستسلام للمعبود... فكيف يذل العبد ويخضع ويستسلم، ويطيع من لا يملكضره ولا نفعه ولا موته ولا حياته ولا نشوره، والذي لم يخلقه ولم يرزقه، ولم يحييهولا يملك موته.

لا شك أن من فعل ذلك وعبد مخلوقاً مثله لا يملك لعابدهنفعاً ولا ضراً فهو ظالم كافر مشرك.

وإذا كانت الملائكة كذلك في أنهم عبادالله المحتاجون إليه، وليسوا أولاده وليس لهم شركة مع الله في الخلق أو الأمر، فإنمن دون الملائكة كذلك، فالرسل مثلاً وهم صفوة الله من خلقه، وأمناؤه على وحيه،وأولياؤه وأنصاره، لا يعبدون. ومن عبدهم فهو ظالم مشرك، لأن الذي يستحق العبادة هورب العالمين، وخالق الناس أجمعين، وأما الرسل مع كرامتهم على الله إلا أنهم لايستحقون من المخلوق أن يعبدهم، كيف وهم الذين جاءوا يدعون الناس إلى عبادة ربهموخالقهم، وهم كانوا أسبق الناس إلى طاعة إلههم ومولاهم.

وما كان لأحد منهمأن يدعو الناس إلى عبادة نفسه. قال - تعالى -: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتابوالحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله، ولكن كونوا ربانيين بماكنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن يتخذوا الملائكة والنبيينأرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}.

فمن عبد أحداً من الرسل فهوعاص لله أولاً وعاص لرسل الله جميعاً الذين ما جاءوا إلا ليدعوا الناس إلى عبادةالله - سبحانه وتعالى - وحده. وكذلك الحال فيمن دون الرسل من الصالحين والأولياء...

الملائكة المعبودون هم أنفسهم عابدون مجتهدون!!
وقد بين - سبحانه - وتعال فساد عبادة هؤلاء المشركين، وسخر من شركهم وجهلهم وذلك أن هؤلاء المشركينيعبدون من هم مجدون مجتهدون في عبادة مولاهم. قال - تعالى -: {أولئك الذين يدعونيبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كانمحذوراً}.

والمعنى انظروا إلى عبادة هؤلاء المشركين للملائكة والرسل،والحال أن ملائكة الله ورسله مجدون مجتهدون في طلب القربى من الله والزلفى منه فهميعبدون من هو قائم بعبادة الله!!

ولا أضل ممن هذا حاله... فكيف تعبد أيهاالمشرك من هو مجد مجتهد في عبادة ربه محتاج مفتقر إليه، ساع في طلب الوسيلة إليه!!

وأما الذين اتخذوا من دون الملائكة والرسل آلهة لهم كمن عبدوا الشمس والقمروالنجوم، والأشجار والأحجار والأنهار، فهم أضل سبيلاً، وأضل منهم من عبد من هو دونذلك في سلم الخلق كمن عبد القرود، والفئران، والحيات، والأبقار... الخ

عجباً للإنسان يتخذ ممن هو دونه إلهاً له يعبده ويخافه ويرجوه!:
والعجبكل العجب من هذا الإنسان الذي كرمه الله بالعقل والسمع والبصر كيف يتخبط ليتخذ منهذه المخلوقات الحقيرة إلها يقدسه ويعبده ويصلي له، ويسجد له ويطلب منه النفع ويخافمنه الضر!!

وصدق الله - سبحانه وتعالى - إذ يقول: {العصر إن الإنسان لفيخسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

ويقول - جل وعلا -: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذينآمنوا عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون}.

أحط البرية من عاش لا يعرف لهإلهاً خالقاً رازقاً:
وأما من عاش في هذا الكون ولم يعلم له إلهاً ولا خالقاًولا رازقاً، ولم يبصر في هذا الوجود حكمة لوجوده وظن أنه وجد في هذه الأرض ليأكلويشرب ويتمتع ويعمل ما يحلو له، ولا يتخذ لنفسه معبوداً إلا هواه ولا رباً إلانفسه، فهذا أضل من الأنعام سبيلاً. قال - تعالى -: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً منالجن والإنس لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم أعين لا يبصرونبها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.

الله هو الاسم الأعظمللرب - جل وعلا -:
والخلاصة: أن صفة الألوهية لله - جل وعلا - هي أجمع الصفاتولذلك كان اسم الله هو الإسم الأعظم للرب الخالق الرحمن الرحيم - سبحانه وتعالى -.

والله معناها الإله، والله - سبحانه وتعالى - هو الإله الحق، وما عداه ممنتسمى بالإله إله باطل، تسمى بالإله ولا يستحق هذه التسمية، فإذا سمى بعض البشرالشمس (الإلهة) فتسميتهم إياها بالآلهة باطل، فالشمس ليست آلهة، ولا تملك منالألوهية شيء، وتسمية الكفار أصنامهم التي يعبدوها آلهة تسمية باطلة، وهذه الأصناموالأحجار ليست آلهة على الحقيقة، ولا تملك من معاني الألوهية شيء، فليست بخالقة ولارازقة، ولا تحيي، ولا تميت، ولا تملك شيئاً يؤهلها إلى أن تكون معبودة، فالتسميةباطلة ولذلك كان الرسل يقولون لأقوامهم المشركين {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتموآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان}، والمعنى أنكم سميتموها آلهة وهي ليست كذلك ولاتملك من معاني الألوهية شيئاً.

الإله لا يكون إلا واحداً:
والإله الحقلا يكون في الوجود إلا واحداً، لأن الإله الحق لا بد وأن يكون خالقاً رازقاًمتصرفاً قديراً، رباً فالذي يستحق العبادة لا يكون إلا كذلك.
ولو فرض وجودخالقين رازقين يملك كل منهما القدرة على الإحياء والإماتة والتصريف، لفسد هذا الكونالذي نعيش فيه، وذلك أن كل إله لا بد وأن يكون منفصلاً عن الآخر بمخلوقاته، ولايتصور أن يوجد ويبقى خالق في كنف وطاعة خالق آخر مماثل له.
قال - تعالى -: {لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} أي السموات والأرض تفسدان لو كان الذي خلقهماخالقان وذلك أن أحدهما بالضرورة لا بد وأن يعادي الآخر ويحاربه ليكون هو الإلهوحده، أو ينفصل أحدهما عن الآخر بما يخلقه. قال - تعالى -: {قل لو كان معه آلهة كمايقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً* - سبحانه وتعالى - عما يقولون علواًكبيراً يسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً}.

فلو كان هناك آلهة يستحقون العبادةكما يقول المشركون فإنهم بالضرورة لا بد وأن يتخذوا سبيلاً إلى مغالبة الرب العظيمصاحب العرش، والغالب في النهاية هو الإله وحده... وهذا الفرض إنما فرض للجدال وبيانالأمر، فإن الله - سبحانه وتعالى - بين لهم فساد اعتقادهم في وجود شريك مع الله. إذلو كان معه شريك حقاً يخلق ويرزق ويحيي ويميت فلا بد وأن يغالب الله لتكون الألوهيةلواحد...

وسبحان الله أن يكون في الكون من يغالبه أو ينازعه. قال - تعالى -: {ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهمعلى بعض سبحان الله عما يصفون}.

فالله - سبحانه وتعالى - لم يتخذ ولداً ولوكان له ولد لكان مثله يخلق ويرزق ويحيي ويميت كما يقولونه النصارى الضالون. - تعالى -الله عن ذلك علواً كبيراً، والله - جل وعلا - ليس معه إله، لأنه لو كان معه إلهيستحق أن يعبد لعلا كل منهما على الآخر، حتى يكون العلي واحداً أو لذهب كل إله بماخلق إلى ناحية من الوجود، وانفرد بخلقه وعباده عن خلق غيره... - تعالى -الله أنيكون في الوجود سواه، وأن يكون هناك إله معه.

وحدة الخلق دليل على وحدةالخالق:
وأعظم دلالات الوحدانية هي وحدة الخلق فلما كان الخلق كله وحدة واحدةيرتبط كل جزء منه بالجزء الآخر، ارتباط العضو بالجسد كان هذا دليلاً على أن الخالقواحداً، فالسموات مع الأرض ترتبطان ارتباط كل جزء في الآلة الواحدة بالجزء الآخر،وكأنها ساعة واحدة كل ترس من تروسها ينتظم مع الترس الآخر. انظر في السموات إلىملايين النجوم، وآلاف المجرات. كل في فلكه يسبحون لا يتأخر كوكب أو نجم عن دورتهثانية واحدة، ولا جزءاً من ثانية، ولا يخرج كوكب ولا نجم عن مساره قيد أنملة. فهليمكن أن يكون هذا الخلق الذي ينتظم في وحدة واحدة إلا من خلق إله واحداً؟! هل يتصورخالقان يشتركان في خلق هذا الوجود وملائمتهما مع كل ذرة في الوجود.

انظرإلى الأرض التي نعيش عليها نجد أن كل جزء منه في موضعه الصحيح والمناسب من كل جزءآخر، وكل فرد من أفراد مخلوقاتها متناسبة في الخلق مع سائر الأفراد، فاليابسةمناسبة للماء تماماً، والليل على سطح الأرض مناسب للنهار تماماً، ولو طال الليل عماهو عليه الآن ساعة واحدة لتجمدت الأرض، ولو طال النهار عن منسوبه في الأرض لاحترقت.

وخليط الهواء الذي نستنشقه متناسق تماماً ولو زاد بعض هذا الخليط عن نسبتهلفسدت الحياة لو زاد الأكسجين في الجو عن معدله، لاحترقنا عند أول حريق!! ولفسدتنفس النبات فمات!! وانظر إلى دورة الماء على الأرض منذ صعودها من الجبال بخراً،وهطولها على الأرض مطراً وجريانها أنهاراً، ودخولها إلى بطن الأرض مخزوناً، وقيامحياة المخلوقات على الأرض على الماء حياة وبقاءاً... ألا نبئك كل ذلك على أن الخالقواحد - سبحانه وتعالى -...

قال - جل وعلا -: {الله الذي يرسل الرياح فيثيرسحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله}.

وقال - تعالى -: {وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته، وأنزلنا منالسماء ماءاً طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً، ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً،ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً}.

وآيات الله - سبحانه وتعالى - في الخلق لا يمكن إحصاؤها ولا الإحاطة بها.

والخلاصة: أنوحدانية الله - سبحانه وتعالى - هي أصل الصفات لأن الرب - سبحانه وتعالى - واحد فيذاته واحداً في صفاته، واحداً في أفعاله فلا شبيه له في ذات أو صفة أو فعل.

وأعظم معاني التسبيح هو تنزيه الله عن أي شبيه ومثيل له في الذات أو فيالصفات، وفي كونه وحده الإله الحق الذي لا إله إلا هو.

منقول من ملتقى اهل الحديث
6
909

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلوعة دآدي
دلوعة دآدي
جزاك الله الفردوس الاعلى من الجنة
طموحي لله ولية ،،
وجعلك من اهل الجزاء والدرجات العلى من الجنة ..
لمسة وفاء N
لمسة وفاء N
جزاك الله خيرا

جعلك الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة :
لكم النعيم سرمدا ..
تحيون ولا تموتون أبدا ..
تصحون ولا تمرضون أبدا ..
تنعمون ولا تبتئسون أبدا ..
يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا ..
الامــيــرة01
الامــيــرة01
أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمك فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من

(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )
ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكي
الإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا الفردوس الأعلي



@deam@
@deam@
ياطول موضوعك

عاجزتن اقراه ههههههههههههه